اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6428
|
الحكومة من لوازم الدين والاجتماع ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض )
الملك والحكومة من لوازم الدين والاجتماع ولهذا جاء فى الحديث النبوى الشريف ( الاسلام والسلطان توأمان ) وذلك أن مصالخ البشر لا تتم إلا بالاجتماع وأن الانسان الواحد يستحيل أن يقول بسائر وظائف الحياة البشرية إلا إذا رجع الى مصاف بقية الحيوان وليس هذا مراد الله فى الانسان ومن المقرر أن الاجتماع لا يخلو من المنازعات المفضية الى تغالب القوى المتنازعة وتكافحها فى ميدان الحياة فاذا لم يمنع التغالب بقوة الوازع الذى يناط به تنفيذ احكام الشرائع غلب القوى الضعيف فأهلكه وصدم الجليل الحقير فأماته وفى هذا من الخلل بنظاك المجتمعات ما يؤدى الى فسادها وتداعى اركانها ولهذا لما شرع الله الشرائع للبشر جعل لها قواما هو الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام ثم الأئمة والخلفاء من بعدهم وفى قوه تعالى ( ولولا دفع الله الناس ) الآية إشارة الى ذلك المعنى كما جاء فى تفسير الفخر الرازى الكبير وخلاصته أن الانبياء الذين أنزلت عليهم تلك الشرائع هم الذين يدفع الله بهم الآفات ن الخلق وأنه كما لا بد فى قطع الخصومات فى الدنيا من شريعة فلا بد فى تنفيذ الشريعة من قوم ولهذا قال النبى صلى الله عليه وسلم ( الاسلام أمير والسلطان حارس فما لا أمير له فهو مهزوم وما لا حارس له فهو ضائع ) فالحكومات ضرورية للبشر ولا قوام لأمة أو حياة لشعب إلا بحكومة وسلطان فمن شأنالحكومة ان يهيمن على الشرائع والقوانين وتعمل بها فى ترتيب معيشة الشعب ونظام الأمة وتنظر فى سائر المصالح التى تعود على الهيئة المحكومة بالخير وتدفع عنها الشر وتسهيل أسباب التبادل فى المنافع ووضع المعاهدات وإعلان الحرب وإبرام الصلح ونحو ذلك من العلائق الجوارية او كان بالنظر الى شؤونها الداخلية كتوزيع الجباية ورد الحقوق وحفظ الأمن وإقامة الحدود وتأمين السابلة وتسهيل طرق التجارة وغير ذلك من موجبات الراحة والنظام فى داخل المملكة ويتفاوت نوع الحكومات فى كل مملكة بتفاوت العصور وتباين الأقطار فمنها الاستبدادى المطلق ومنها الدستورى المعتدل ومنها الجمهورى ولكل حكومة من هاته الحكومات صبغى خاصى بها وأحسنها الصبغة الدستورية المعتدلة لأنها وسط بين طرفى التفريط والاستبدادية والافراط للبغة الجمهورية
|
|