موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 25 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: أحاديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــث نبوية مشروحة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 07, 2009 9:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903
[align=center][font=Arial]‏

‏حدثنا ‏ ‏محمد بن المثنى ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏عبد الوهاب الثقفي ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏أيوب ‏ ‏عن ‏ ‏أبي قلابة ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال : ‏ ‏ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن ‏ ‏يقذف ‏ ‏في النار ‏


فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( حدثنا محمد بن المثنى ) ‏
‏هو أبو موسى العنزي بفتح النون بعدها زاي , قال حدثنا عبد الوهاب هو ابن عبد المجيد , حدثنا أيوب هو ابن أبي تميمة السختياني بفتح السين المهملة على الصحيح وحكي ضمها وكسرها , عن أبي قلابة بكسر القاف وبباء موحدة . ‏

‏قوله : ( ثلاث ) ‏
‏هو مبتدأ والجملة الخبر , وجاز الابتداء بالنكرة لأن التنوين عوض المضاف إليه , فالتقدير ثلاث خصال , ويحتمل في إعرابه غير ذلك . ‏

‏قوله : ( كن ) ‏
‏أي : حصلن , فهي تامة . وفي قوله " حلاوة الإيمان " استعارة تخييلية , شبه رغبة المؤمن في الإيمان بشيء حلو وأثبت له لازم ذلك الشيء وأضافه إليه , وفيه تلميح إلى قصة المريض والصحيح لأن المريض الصفراوي يجد طعم العسل مرا والصحيح يذوق حلاوته على ما هي عليه , وكلما نقصت الصحة شيئا ما نقص ذوقه بقدر ذلك , فكانت هذه الاستعارة من أوضح ما يقوي استدلال المصنف على الزيادة والنقص . قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة : إنما عبر بالحلاوة لأن الله شبه الإيمان بالشجرة في قوله تعالى ( مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة ) فالكلمة هي كلمة الإخلاص , والشجرة أصل الإيمان , وأغصانها اتباع الأمر واجتناب النهي , وورقها ما يهتم به المؤمن من الخير , وثمرها عمل الطاعات , وحلاوة الثمر جني الثمرة , وغاية كماله تناهي نضج الثمرة وبه تظهر حلاوتها . ‏

‏قوله : ( أحب إليه ) ‏
‏منصوب لأنه خبر يكون , قال البيضاوي : المراد بالحب هنا الحب العقلي الذي هو إيثار ما يقتضي العقل السليم رجحانه وإن كان على خلاف هوى النفس , كالمريض يعاف الدواء بطبعه فينفر عنه , ويميل إليه بمقتضى عقله فيهوى تناوله , فإذا تأمل المرء أن الشارع لا يأمر ولا ينهى إلا بما فيه صلاح عاجل أو خلاص آجل , والعقل يقتضي رجحان جانب ذلك , تمرن على الائتمار بأمره بحيث يصير هواه تبعا له , ويلتذ بذلك التذاذا عقليا , إذ الالتذاذ العقلي إدراك ما هو كمال وخير من حيث هو كذلك . وعبر الشارع عن هذه الحالة بالحلاوة لأنها أظهر اللذائذ المحسوسة . قال : وإنما جعل هذه الأمور الثلاثة عنوانا لكمال الإيمان لأن المرء إذا تأمل أن المنعم بالذات هو الله تعالى , وأن لا مانح ولا مانع في الحقيقة سواه , وأن ما عداه وسائط , وأن الرسول هو الذي يبين له مراد ربه , اقتضى ذلك أن يتوجه بكليته نحوه : فلا يحب إلا ما يحب , ولا يحب من يحب إلا من أجله . وأن يتيقن أن جملة ما وعد وأوعد حق يقينا . ويخيل إليه الموعود كالواقع , فيحسب أن مجالس الذكر رياض الجنة , وأن العود إلى الكفر إلقاء في النار . انتهى ملخصا . وشاهد الحديث من القرآن قوله تعالى ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم - إلى أن قال - أحب إليكم من الله ورسوله ) ثم هدد على ذلك وتوعد بقوله : ( فتربصوا ) . ‏
‏( فائدة ) : ‏
‏فيه إشارة إلى التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل , فالأول من الأول والأخير من الثاني . وقال غيره : محبة الله على قسمين فرض وندب , فالفرض المحبة التي تبعث على امتثال أوامره والانتهاء عن معاصيه والرضا بما يقدره , فمن وقع في معصية من فعل محرم أو ترك واجب فلتقصيره في محبة الله حيث قدم هوى نفسه والتقصير تارة يكون مع الاسترسال في المباحات والاستكثار منها , فيورث الغفلة المقتضية للتوسع في الرجاء فيقدم على المعصية , أو تستمر الغفلة فيقع . وهذا الثاني يسرع إلى الإقلاع مع الندم . وإلى الثاني يشير حديث " لا يزني الزاني وهو مؤمن " والندب أن يواظب على النوافل ويتجنب الوقوع في الشبهات , والمتصف عموما بذلك نادر . قال : وكذلك محبة الرسول على قسمين كما تقدم , ويزاد أن لا يتلقى شيئا من المأمورات والمنهيات إلا من مشكاته , ولا يسلك إلا طريقته , ويرضى بما شرعه , حتى لا يجد في نفسه حرجا مما قضاه , ويتخلق بأخلاقه في الجود والإيثار والحلم والتواضع وغيرها , فمن جاهد نفسه على ذلك وجد حلاوة الإيمان , وتتفاوت مراتب المؤمنين بحسب ذلك . وقال الشيخ محيي الدين : هذا حديث عظيم , أصل من أصول الدين . ومعنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات , وتحمل المشاق في الدين , وإيثار ذلك على أعراض الدنيا , ومحبة العبد لله تحصل بفعل طاعته وترك مخالفته , وكذلك الرسول . وإنما قال " مما سواهما " ولم يقل " ممن " ليعم من يعقل ومن لا يعقل . قال : وفيه دليل على أنه لا بأس بهذه التثنية . وأما قوله للذي خطب فقال : ومن يعصهما " بئس الخطيب أنت " فليس من هذا ; لأن المراد في الخطب الإيضاح , وأما هنا فالمراد الإيجاز في اللفظ ليحفظ , ويدل عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قاله في موضع آخر قال " ومن يعصهما فلا يضر إلا نفسه " . واعترض بأن هذا الحديث إنما ورد أيضا في حديث خطبة النكاح , وأجيب بأن المقصود في خطبة النكاح أيضا الإيجاز فلا نقض . وثم أجوبة أخرى , منها : دعوى الترجيح , فيكون حيز المنع أولى لأنه عام . والآخر يحتمل الخصوصية ; ولأنه ناقل والآخر مبني على الأصل ; ولأنه قول والآخر فعل . ورد بأن احتمال التخصيص في القول أيضا حاصل بكل قول ليس فيه صيغة عموم أصلا , ومنها دعوى أنه من الخصائص , فيمتنع من غير النبي صلى الله عليه وسلم ولا يمتنع منه لأن غيره إذا جمع أوهم إطلاقه التسوية , بخلافه هو فإن منصبه لا يتطرق إليه إيهام ذلك . وإلى هذا مال ابن عبد السلام . ومنها دعوى التفرقة بوجه آخر , وهو أن كلامه صلى الله عليه وسلم هنا جملة واحدة فلا يحسن إقامة الظاهر فيها مقام المضمر , وكلام الذي خطب جملتان لا يكره إقامة الظاهر فيهما مقام المضمر . وتعقب هذا بأنه لا يلزم من كونه لا يكره إقامة الظاهر فيهما مقام المضمر أن يكره إقامة المضمر فيها مقام الظاهر , فما وجه الرد على الخطيب مع أنه هو صلى الله عليه وسلم جمع كما تقدم ؟ ويجاب بأن قصة الخطيب - كما قلنا - ليس فيها صيغة عموم , بل هي واقعة عين , فيحتمل أن يكون في ذلك المجلس من يخشى عليه توهم التسوية كما تقدم . ومن محاسن الأجوبة في الجمع بين حديث الباب وقصة الخطيب أن تثنية الضمير هنا للإيماء إلى أن المعتبر هو المجموع المركب من المحبتين , لا كل واحدة منهما , فإنها وحدها لاغية إذا لم ترتبط بالأخرى . فمن يدعي حب الله مثلا ولا يحب رسوله لا ينفعه ذلك , ويشير إليه قوله تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) فأوقع متابعته مكتنفة بين قطري محبة العباد ومحبة الله تعالى للعباد . وأما أمر الخطيب بالإفراد فلأن كل واحد من العصيانين مستقل باستلزام الغواية , إذ العطف في تقدير التكرير , والأصل استقلال كل من المعطوفين في الحكم , ويشير إليه قوله تعالى ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) فأعاد " أطيعوا " في الرسول ولم يعده في أولي الأمر لأنهم لا استقلال لهم في الطاعة كاستقلال الرسول . انتهى ملخصا من كلام البيضاوي والطيبي . ومنها أجوبة أخرى فيها تكلم : منها أن المتكلم لا يدخل في عموم خطابه , ومنها أن له أن يجمع بخلاف غيره . ‏

‏قوله : ( وأن يحب المرء ) ‏
‏قال يحيى بن معاذ : حقيقة الحب في الله أن لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء . ‏

‏قوله : ( وأن يكره أن يعود في الكفر ) ‏
‏زاد أبو نعيم في المستخرج من طريق الحسن بن سفيان عن محمد بن المثنى شيخ المصنف " بعد إذ أنقذه الله منه " , وكذا هو في طريق أخرى للمصنف , والإنقاذ أعم من أن يكون بالعصمة منه ابتداء بأن يولد على الإسلام ويستمر , أو بالإخراج من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان كما وقع لكثير من الصحابة , وعلى الأول فيحمل قوله " يعود " على معنى الصيرورة , بخلاف الثاني فإن العودة فيه على ظاهره . فإن قيل : فلم عدى العود بفي ولم يعده بإلى ؟ فالجواب أنه ضمنه معنى الاستقرار , وكأنه قال يستقر فيه . ومثله قوله تعالى ( وما يكون لنا أن نعود فيها ) . ‏
‏( تنبيه ) : ‏
‏هذا الإسناد كله بصريون . وأخرجه المصنف بعد ثلاثة أبواب من طريق شعبة عن قتادة عن أنس , واستدل به على فضل من أكره على الكفر فترك البتة إلى أن قتل , وأخرجه من هذا الوجه في الأدب في فضل الحب في الله , ولفظه في هذه الرواية " وحتى أن يقذف في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه " وهي أبلغ من لفظ حديث الباب ; لأنه سوى فيه بين الأمرين , وهنا جعل الوقوع في نار الدنيا أولى من الكفر الذي أنقذه الله بالخروج منه في نار الأخرى , وكذا رواه مسلم من هذا الوجه , وصرح النسائي في روايته والإسماعيلي بسماع قتادة له من أنس , والله الموفق . وأخرجه النسائي من طريق طلق بن حبيب عن أنس وزاد في الخصلة الثانية ذكر البغض في الله ولفظه " وأن يحب في الله ويبغض في الله " وقد تقدم للمصنف في ترجمته " والحب في الله والبغض في الله من الإيمان " وكأنه أشار بذلك إلى هذه الرواية . والله أعلم . ‏
[/font]
[/align]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 08, 2009 12:02 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد يونيو 19, 2005 3:33 pm
مشاركات: 2280
مكان: الحسين
[font=Tahoma][fot]رائــــــــــــــــــــــــــــــــع
انا حتابع وانتظر انشاء الله كل ما تكتبه
نشكرك بشدة وبعنف حتى تستغيث
[/fot]
[/font]

_________________
انا فى جاه رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: أحاديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــث نبوية مشروحة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يناير 09, 2009 12:22 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903
[align=center][font=Arial] ‏باب ‏ ‏فضل العلم ‏ ‏وقول الله تعالى ‏
‏يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير ‏
‏وقوله عز وجل ‏
‏وقل رب زدني علما

‏قوله : ( كتاب العلم . بسم الله الرحمن الرحيم . باب فضل العلم ) ‏
‏هكذا في رواية الأصيلي وكريمة وغيرهما . وفي رواية أبي ذر تقديم البسملة , وقد قدمنا توجيه ذلك في كتاب الإيمان . وليس في رواية المستملي لفظ باب ولا في رواية رفيقه لفظ كتاب العلم . ‏
‏( فائدة ) : ‏
‏قال القاضي أبو بكر بن العربي : بدأ المصنف بالنظر في فضل العلم قبل النظر في حقيقته , وذلك لاعتقاده أنه في نهاية الوضوح فلا يحتاج إلى تعريف , أو لأن النظر في حقائق الأشياء ليس من فن الكتاب , وكل من القدرين ظاهر ; لأن البخاري لم يضع كتابة لحدود الحقائق وتصورها , بل هو جار على أساليب العرب القديمة , فإنهم يبدءون بفضيلة المطلوب للتشويق إليه إذا كانت حقيقته مكشوفة معلومة . وقد أنكر ابن العربي في شرح الترمذي على من تصدى لتعريف العلم وقال : هو أبين من أن يبين . قلت : وهذه طريقة الغزالي وشيخه الإمام أن العلم لا يحد لوضوحه أو لعسره . ‏
‏قوله : ( وقول الله عز وجل ) ضبطناه في الأصول بالرفع عطفا على كتاب أو على الاستئناف . ‏

‏قوله : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) ‏
‏قيل في تفسيرها : يرفع الله المؤمن العالم على المؤمن غير العالم . ورفعة الدرجات تدل على الفضل , إذ المراد به كثرة الثواب , وبها ترتفع الدرجات , ورفعتها تشمل المعنوية في الدنيا بعلو المنزلة وحسن الصيت , والحسية في الآخرة بعلو المنزلة في الجنة . وفي صحيح مسلم عن نافع بن عبد الحارث الخزاعي - وكان عامل عمر على مكة - أنه لقيه بعسفان فقال له : من استخلفت ؟ فقال : استخلفت ابن أبزى مولى لنا . فقال عمر : استخلفت مولى ؟ قال : إنه قارئ لكتاب الله , عالم بالفرائض . فقال عمر : أما إن نبيكم قد قال " إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين " . وعن زيد بن أسلم في قوله تعالى ( نرفع درجات من نشاء ) قال بالعلم . ‏

‏قوله : ( وقوله عز وجل : رب زدني علما ) ‏
‏واضح الدلالة في فضل العلم ; لأن الله تعالى لم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بطلب الازدياد من شيء إلا من العلم , والمراد بالعلم العلم الشرعي الذي يفيد معرفة ما يجب على المكلف من أمر عباداته ومعاملاته , والعلم بالله وصفاته , وما يجب له من القيام بأمره , وتنزيهه عن النقائض , ومدار ذلك على التفسير والحديث والفقه , وقد ضرب هذا الجامع الصحيح في كل من الأنواع الثلاثة بنصيب , فرضي الله عن مصنفه , وأعاننا على ما تصدينا له من توضيحه بمنه وكرمه . فإن قيل : لم لم يورد المصنف في هذا الباب شيئا من الحديث ؟ فالجواب أنه إما أن يكون اكتفى بالآيتين الكريمتين , وإما بيض له ليلحق فيه ما يناسبه فلم يتيسر , وإما أورد فيه حديث ابن عمر الآتي بعد باب رفع العلم ويكون وضعه هناك من تصرف بعض الرواة , وفيه نظر على ما سنبينه هناك إن شاء الله تعالى . ونقل الكرماني عن بعض أهل الشام أن البخاري بوب الأبواب وترجم التراجم وكتب الأحاديث وربما بيض لبعضها ليلحقه . وعن بعض أهل العراق أنه تعمد بعد الترجمة عدم إيراد الحديث إشارة إلى أنه لم يثبت فيه شيء عنده على شرطه . قلت : والذي يظهر لي أن هذا محله حيث لا يورد فيه آية أو أثرا . أما إذا أورد آية أو أثرا فهو إشارة منه إلى ما ورد في تفسير تلك الآية , وأنه لم يثبت فيه شيء على شرطه , وما دلت عليه الآية كاف في الباب , وإلى أن الأثر الوارد في ذلك يقوى به طريق المرفوع وإن لم يصل في القوة إلى شرطه . والأحاديث في فضل العلم كثيرة , صحح مسلم منها حديث أبي هريرة رفعه " من التمس طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة " . ولم يخرجه البخاري لأنه اختلف فيه على الأعمش , والراجح أنه بينه وبين أبي صالح فيه واسطة . والله أعلم . ‏
[/font][/align]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: فضل الوضوء....
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يناير 12, 2009 9:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903
[align=center][font=Arial]
‏ فضل الوضوء

‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن بكير ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن ‏ ‏خالد ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن أبي هلال ‏ ‏عن ‏ ‏نعيم المجمر ‏ ‏قال ‏ :
(‏رقيت مع ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏على ظهر المسجد فتوضأ فقال إني سمعت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏إن أمتي يدعون يوم القيامة ‏ ‏غرا ‏ ‏محجلين ‏ ‏من آثار الوضوء ‏ ‏فمن استطاع منكم أن يطيل ‏ ‏غرته ‏ ‏فليفعل ‏ )

(فتح الباري بشرح صحيح البخاري)

‏قوله : ( عن خالد ) ‏
‏هو ابن يزيد الإسكندراني أحد الفقهاء الثقات , وروايته عن سعيد بن أبي هلال من باب رواية الأقران . ‏

‏قوله : ( عن نعيم المجمر ) ‏
‏بضم الميم وإسكان الجيم هو ابن عبد الله المدني , وصف هو وأبوه بذلك لكونهما كانا يبخران مسجد النبي صلى الله عليه وسلم . وزعم بعض العلماء أن وصف عبد الله بذلك حقيقة ووصف ابنه نعيم بذلك مجاز , وفيه نظر فقد جزم إبراهيم الحربي بأن نعيما كان يباشر ذلك . ورجال هذا الإسناد الستة نصفهم مصريون , وهم الليث وشيخه والراوي عنه , والنصف الآخر مدنيون . ‏

‏قوله . ( رقيت ) ‏
‏بفتح الراء وكسر القاف أي : صعدت . ‏

‏قوله : ( فتوضأ ) ‏
‏كذا لجمهور الرواة , وللكشميهني يوما بدل قوله فتوضأ وهو تصحيف , وقد رواه الإسماعيلي وغيره من الوجه الذي أخرجه منه البخاري بلفظ " توضأ " وزاد الإسماعيلي فيه " فغسل وجهه ويديه فرفع في عضديه , وغسل رجليه فرفع في ساقيه " وكذا لمسلم من طريق عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال نحوه , ومن طريق عمارة بن غزية عن نعيم وزاد في هذه : أن أبا هريرة قال : " هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ " فأفاد رفعه , وفيه رد على من زعم أن ذلك من رأي أبي هريرة بل من روايته ورأيه معا . ‏

‏قوله : ( أمتي ) ‏
‏أي : أمة الإجابة وهم المسلمون , وقد تطلق أمة محمد ويراد بها أمة الدعوة وليست مرادة هنا . ‏

‏قوله : ( يدعون ) ‏
‏بضم أوله أي : ينادون أو يسمون . ‏

‏قوله : ( غرا ) ‏
‏بضم المعجمة وتشديد الراء جمع أغر أي ذو غرة , وأصل الغرة لمعة بيضاء تكون في جبهة الفرس , ثم استعملت في الجمال والشهرة وطيب الذكر , والمراد بها هنا النور الكائن في وجوه أمة محمد صلى الله عليه وسلم , وغرا منصوب على المفعولية ليدعون أو على الحال , أي : أنهم إذا دعوا على رءوس الأشهاد نودوا بهذا الوصف وكانوا على هذه الصفة . ‏

‏قوله : ( محجلين ) ‏
‏بالمهملة والجيم من التحجيل وهو بياض يكون في ثلاث قوائم من قوائم الفرس , وأصله من الحجل بكسر المهملة وهو الخلخال , والمراد به هنا أيضا النور . واستدل الحليمي بهذا الحديث على أن الوضوء من خصائص هذه الأمة , وفيه نظر لأنه ثبت عند المصنف في قصة سارة رضي الله عنها مع الملك الذي أعطاها هاجر أن سارة لما هم الملك بالدنو منها قامت تتوضأ وتصلي , وفي قصة جريج الراهب أيضا أنه قام فتوضأ وصلى ثم كلم الغلام , فالظاهر أن الذي اختصت به هذه الأمة هو الغرة والتحجيل لا أصل الوضوء , وقد صرح بذلك في رواية لمسلم عن أبي هريرة أيضا مرفوعا قال : " سيما ليست لأحد غيركم " وله من حديث حذيفة نحوه . و " سيما " بكسر المهملة وإسكان الياء الأخيرة أي : علامة . وقد اعترض بعضهم على الحليمي بحديث " هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي " وهو حديث ضعيف كما تقدم لا يصح الاحتجاج به لضعفه ; ولاحتمال أن يكون الوضوء من خصائص الأنبياء دون أممهم إلا هذه الأمة . ‏

‏قوله : ( من آثار الوضوء ) ‏
‏بضم الواو , ويجوز فتحها على أنه الماء قاله ابن دقيق العيد . ‏

‏قوله : ( فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ) ‏
‏أي : فليطل الغرة والتحجيل . واقتصر على إحداهما لدلالتها على الأخرى نحو ( سرابيل تقيكم الحر ) واقتصر على ذكر الغرة وهي مؤنثة دون التحجيل وهو مذكر لأن محل الغرة أشرف أعضاء الوضوء , وأول ما يقع عليه النظر من الإنسان . على أن في رواية مسلم من طريق عمارة بن غزية ذكر الأمرين , ولفظه " فليطل غرته وتحجيله " وقال ابن بطال : كنى أبو هريرة بالغرة عن التحجيل لأن الوجه لا سبيل إلى الزيادة في غسله , وفيما قال نظر لأنه يستلزم قلب اللغة , وما نفاه ممنوع لأن الإطالة ممكنة في الوجه بأن يغسل إلى صفحة العنق مثلا . ونقل الرافعي عن بعضهم أن الغرة تطلق على كل من الغرة والتحجيل . ثم إن ظاهره أنه بقية الحديث , لكن رواه أحمد من طريق فليح عن نعيم وفي آخره : قال نعيم لا أدري قوله من استطاع إلخ من قول النبي صلى الله عليه وسلم أو من قول أبي هريرة , ولم أر هذه الجملة في رواية أحد ممن روى هذا الحديث من الصحابة وهم عشرة ولا ممن رواه عن أبي هريرة غير رواية نعيم هذه والله أعلم . واختلف العلماء في القدر المستحب من التطويل في التحجيل فقيل : إلى المنكب والركبة , وقد ثبت عن أبي هريرة رواية ورأيا . وعن ابن عمر من فعله أخرجه ابن أبي شيبة , وأبو عبيد بإسناد حسن , وقيل المستحب الزيادة إلى نصف العضد والساق , وقيل إلى فوق ذلك . وقال ابن بطال وطائفة من المالكية : لا تستحب الزيادة على الكعب والمرفق لقوله صلى الله عليه وسلم " من زاد على هذا فقد أساء وظلم " وكلامهم معترض من وجوه , ورواية مسلم صريحة في الاستحباب فلا تعارض بالاحتمال . وأما دعواهم اتفاق العلماء على خلاف مذهب أبي هريرة في ذلك فهي مردودة بما نقلناه عن ابن عمر , وقد صرح باستحبابه جماعة من السلف وأكثر الشافعية والحنفية . وأما تأويلهم الإطالة المطلوبة بالمداومة على الوضوء فمعترض بأن الراوي أدرى بمعنى ما روى , كيف وقد صرح برفعه إلى الشارع صلى الله عليه وسلم وفي الحديث معنى ما ترجم له من فضل الوضوء ; لأن الفضل الحاصل بالغرة والتحجيل من آثار الزيادة على الواجب , فكيف الظن بالواجب ؟ وقد وردت فيه أحاديث صحيحة صريحة أخرجها مسلم وغيره , وفيه جواز الوضوء على ظهر المسجد لكن إذا لم يحصل منه أذى للمسجد أو لمن فيه . والله أعلم
[/font][/align]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: أحاديث نبوية مشروحة....
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يناير 17, 2009 5:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903
[align=center][font=Arial]الوضوء
من لا يتوضا من الشك حتى يستيقن

‏حدثنا ‏ ‏علي ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن المسيب ‏ ‏ح ‏ ‏وعن ‏ ‏عباد بن تميم ‏ ‏عن ‏ ‏عمه ‏
(‏أنه شكا إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏الرجل الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة فقال لا ‏ ‏ينفتل ‏ ‏أو ‏ ‏لا ينصرف ‏ ‏حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا ‏)

فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( حدثنا علي ) ‏
‏هو ابن عبد الله المديني وسفيان هو ابن عيينة . ‏

‏قوله : ( وعن عباد ) ‏
‏هو معطوف على قوله عن سعيد بن المسيب , وسقطت الواو من رواية كريمة غلطا لأن سعيدا لا رواية له عن عباد أصلا , ثم إن شيخ سعيد فيه يحتمل أن يكون عم عباد كأنه قال كلاهما عن عمه أي : عم الثاني وهو عباد , ويحتمل أن يكون محذوفا من مراسيل ابن المسيب , وعلى الأول جرى صاحب الأطراف . ويؤيد الثاني رواية معمر لهذا الحديث عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي سعيد الخدري أخرجه ابن ماجه ورواته ثقات لكن سئل أحمد عنه فقال إنه منكر . ‏

‏قوله : ( عن عمه ) ‏
‏هو عبد الله بن زيد بن عاصم المازني الأنصاري , سماه مسلم وغيره في روايتهم لهذا الحديث من طريق ابن عيينة , واختلف هل هو عم عباد لأبيه أو لأمه . ‏

‏قوله : ( أنه شكا ) ‏
‏كذا في روايتنا شكا بألف ومقتضاه أن الراوي هو الشاكي , وصرح بذلك ابن خزيمة عن عبد الجبار بن العلاء عن سفيان ولفظه عن عمه عبد الله بن زيد قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل . ووقع في بعض الروايات " شكي " بضم أوله على البناء للمفعول , وعلى هذا فالهاء في أنه ضمير الشأن . ووقع في مسلم " شكي " بالضم أيضا كما ضبطه النووي . وقال : لم يسم الشاكي , قال : وجاء في رواية البخاري أنه الراوي . قال : ولا ينبغي أن يتوهم من هذا أن " شكا " بالفتح أي : في رواية مسلم , وإنما نبهت على هذا لأن بعض الناس قال إنه لم يظهر له كلام النووي . ‏

‏قوله : ( الرجل ) ‏
‏بالضم على الحكاية . وهو وما بعده في موضع النصب . ‏

‏قوله : ( يخيل ) ‏
‏بضم أوله وفتح المعجمة وتشديد الياء الأخيرة المفتوحة , وأصله من الخيال , والمعنى يظن , والظن هنا أعم من تساوي الاحتمالين أو ترجيح أحدهما على ما هو أصل اللغة من أن الظن خلاف اليقين . ‏

‏قوله : ( يجد الشيء ) ‏
‏أي : الحدث خارجا منه , وصرح به الإسماعيلي ولفظه " يخيل إليه في صلاته أنه يخرج منه شيء " وفيه العدول عن ذكر الشيء المستقذر بخاص اسمه إلا للضرورة . ‏

‏قوله : ( في الصلاة ) ‏
‏تمسك بعض المالكية بظاهره فخصوا الحكم بمن كان داخل الصلاة , وأوجبوا الوضوء على من كان خارجها , وفرقوا بالنهي عن إبطال العبادة , والنهي عن إبطال العبادة متوقف على صحتها , فلا معنى للتفريق بذلك ; لأن هذا التخيل إن كان ناقضا خارج الصلاة فينبغي أن يكون كذلك فيها كبقية النواقض . ‏

‏قوله : ( لا ينفتل ) ‏
‏بالجزم على النهي , ويجوز الرفع على أن " لا " نافية . ‏

‏قوله : ( أو لا ينصرف ) ‏
‏هو شك من الراوي , وكأنه من علي ; لأن الرواة غيره رووه عن سفيان بلفظ لا ينصرف من غير شك . ‏

‏قوله : ( صوتا ) ‏
‏أي : من مخرجه . ‏

‏قوله : ( أو يجد ) ‏
‏أو للتنويع وعبر بالوجدان دون الشم ليشمل ما لو لمس المحل ثم شم يده , ولا حجة فيه لمن استدل على أن لمس الدبر لا ينقض لأن الصورة تحمل على لمس ما قاربه لا عينه . ودل حديث الباب على صحة الصلاة ما لم يتيقن الحدث , وليس المراد تخصيص هذين الأمرين باليقين ; لأن المعنى إذا كان أوسع من اللفظ كان الحكم للمعنى قاله الخطابي . وقال النووي : هذا الحديث أصل في حكم بقاء الأشياء على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك , ولا يضر الشك الطارئ عليها . وأخذ بهذا الحديث جمهور العلماء . وروي عن مالك النقض مطلقا , وروي عنه النقض خارج الصلاة دون داخلها , وروي هذا التفصيل عن الحسن البصري , والأول مشهور مذهب مالك قاله القرطبي , وهو رواية ابن القاسم عنه . وروى ابن نافع عنه لا وضوء عليه مطلقا كقول الجمهور , وروى ابن وهب عنه " أحب إلي أن يتوضأ " . ورواية التفصيل لم تثبت عنه وإنما هي لأصحابه , وحمل بعضهم الحديث على من كان به وسواس , وتمسك بأن الشكوى لا تكون إلا عن علة , وأجيب بما دل على التعميم , وهو حديث أبي هريرة عند مسلم ولفظه " إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا " وقوله : فلا يخرجن من المسجد أي : من الصلاة , وصرح بذلك أبو داود في روايته . وقال العراقي : ما ذهب إليه مالك راجح ; لأنه احتاط للصلاة وهي مقصد , وألغى الشك في السبب المبرئ , وغيره احتاط للطهارة وهي وسيلة وألغى الشك في الحدث الناقض لها , والاحتياط للمقاصد أولى من الاحتياط للوسائل . وجوابه أن ذلك من حيث النظر قوي ; لكنه مغاير لمدلول الحديث لأنه أمر بعدم الانصراف إلى أن يتحقق . وقال الخطابي : يستدل به لمن أوجب الحد على من وجد منه ريح الخمر لأنه اعتبر وجدان الريح ورتب عليه الحكم , ويمكن الفرق بأن الحدود تدرأ بالشبهة والشبهة هنا قائمة , بخلاف الأول فإنه متحقق . ‏





[/font][/align]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: إذا صلى في ثوب له أعلام ونظر إلى علمها
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت فبراير 07, 2009 11:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903
[align=center][font=Arial]إذا صلى في ثوب له أعلام ونظر إلى علمها

‏حدثنا ‏ ‏أحمد بن يونس ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن سعد ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏عروة ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏
‏أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏صلى في ‏ ‏خميصة ‏ ‏لها ‏ ‏أعلام ‏ ‏فنظر إلى أعلامها نظرة فلما انصرف قال ‏ ‏اذهبوا ‏ ‏بخميصتي ‏ ‏هذه إلى ‏ ‏أبي جهم ‏ ‏وأتوني ‏ ‏بأنبجانية ‏ ‏أبي جهم ‏ ‏فإنها ألهتني ‏ ‏آنفا ‏ ‏عن صلاتي ‏
‏وقال ‏ ‏هشام بن عروة ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كنت أنظر إلى علمها وأنا في الصلاة فأخاف أن ‏ ‏تفتنني ‏

فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( خميصة ) ‏
‏بفتح المعجمة وكسر الميم وبالصاد المهملة , كساء مربع له علمان , والأنبجانية بفتح الهمزة وسكون النون وكسر الموحدة وتخفيف الجيم وبعد النون ياء النسبة : كساء غليظ لا علم له , وقال ثعلب : يجوز فتح همزته وكسرها , وكذا الموحدة , يقال كبش أنبجاني إذا كان ملتفا , كثير الصوف . ‏
‏وكساء أنبجاني كذلك , وأنكر أبو موسى المديني على من زعم أنه منسوب إلى منبج البلد المعروف بالشام . ‏
‏قال صاحب الصحاح : إذا نسبت إلى منبج فتحت الباء فقلت : كساء منبجاني أخرجوه مخرج منظراني . ‏
‏وفي الجمهرة : منبج موضع أعجمي تكلمت به العرب ونسبوا إليه الثياب المنبجانية . وقال أبو حاتم السجستاني : لا يقال كساء أنبجاني وإنما يقال منبجاني , قال : وهذا مما تخطئ فيه العامة . وتعقبه أبو موسى كما تقدم فقال : الصواب أن هذه النسبة إلى موضع يقال له أنبجان , والله أعلم . ‏

‏قوله : ( إلى أبي جهم ) ‏
‏هو عبيد الله - ويقال عامر - بن حذيفة القرشي العدوي صحابي مشهور , وإنما خصه صلى الله عليه وسلم بإرسال الخميصة ; لأنه كان أهداها للنبي صلى الله عليه وسلم كما رواه مالك في الموطأ من طريق أخرى عن عائشة قالت " أهدى أبو جهم بن حذيفة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة لها علم فشهد فيها الصلاة , فلما انصرف قال : ردي هذه الخميصة إلى أبي جهم " ووقع عند الزبير بن بكار ما يخالف ذلك , فأخرج من وجه مرسل " أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بخميصتين سوداوين فلبس إحداهما وبعث الأخرى إلى أبي جهم " ولأبي داود من طريق أخرى " وأخذ كرديا لأبي جهم , فقيل : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم الخميصة كانت خيرا من الكردي " . قال ابن بطال : إنما طلب منه ثوبا غيرها ليعلمه أنه لم يرد عليه هديته استخفافا به , قال : وفيه أن الواهب إذا ردت عليه عطيته من غير أن يكون هو الراجع فيها فله أن يقبلها من غير كراهة . قلت : وهذا مبني على أنها واحدة , ورواية الزبير والتي بعدها تصرح بالتعدد . ‏

‏قوله : ( ألهتني ) ‏
‏أي شغلتني , يقال لهي بالكسر إذا غفل , ولها بالفتح إذا لعب . ‏

‏قوله : ( آنفا ) ‏
‏أي قريبا , وهو مأخوذ من ائتناف الشيء أي ابتدائه . ‏

‏قوله : ( عن صلاتي ) ‏
‏أي عن كمال الحضور فيها , كذا قيل , والطريق الآتية المعلقة تدل على أنه لم يقع له شيء من ذلك وإنما خشي أن يقع لقوله " فأخاف " . وكذا في رواية مالك " فكاد " فلتؤول الرواية الأولى . ‏
‏قال ابن دقيق العيد : فيه مبادرة الرسول إلى مصالح الصلاة , ونفي ما لعله يخدش فيها . وأما بعثه بالخميصة إلى أبي جهم فلا يلزم منه أن يستعملها في الصلاة . ومثله قوله في حلة عطارد حيث بعث بها إلى عمر " إني لم أبعث بها إليك لتلبسها " ويحتمل أن يكون ذلك من جنس قوله " كل فإني أناجي من لا تناجي " ويستنبط منه كراهية كل ما يشغل عن الصلاة من الأصباغ والنقوش ونحوها . وفيه قبول الهدية من الأصحاب والإرسال إليهم والطلب منهم . واستدل به الباجي على صحة المعاطاة لعدم ذكر الصيغة . وقال الطيبي : فيه إيذان بأن للصور والأشياء الظاهرة تأثيرا في القلوب الطاهرة والنفوس الزكية , يعني فضلا عمن دونها . ‏

‏قوله : ( وقال هشام بن عروة ) ‏
‏أخرجه أحمد وابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود من طريقه , ولم أر في شيء من طرقهم هذا اللفظ . نعم اللفظ الذي ذكرناه عن الموطأ قريب من هذا اللفظ المعلق , ولفظه : " فإني نظرت إلى علمها في الصلاة فكاد يفتنني " والجمع بين الروايتين بحمل قوله " ألهتني " على قوله " كادت " فيكون إطلاق الأولى للمبالغة في القرب لا لتحقق وقوع الإلهاء . ‏
‏( تنبيه ) : ‏
‏قوله " فأخاف أن تفتني " في روايتنا بكسر المثناة وتشديد النون , وفي رواية الباقين بإظهار النون الأولى وهو بفتح أوله من الثلاثي . ‏
[/font][/align]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: بدء الأذان...
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 16, 2009 8:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903
[align=center][font=Arial]بدء الأذان...

‏حدثنا ‏ ‏عمران بن ميسرة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الوارث ‏ ‏حدثنا ‏ ‏خالد الحذاء ‏ ‏عن ‏ ‏أبي قلابة ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏قال ‏
‏ذكروا النار والناقوس فذكروا ‏ ‏اليهود ‏ ‏والنصارى ‏ ‏فأمر ‏ ‏بلال ‏ ‏أن ‏ ‏يشفع ‏ ‏الأذان وأن يوتر الإقامة ‏


فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قوله : ( حدثنا عبد الوارث ) ‏
‏هو ابن سعيد , وخالد هو الحذاء كما ثبت في رواية كريمة , والإسناد كله بصريون . ‏

‏قوله : ( ذكروا النار والناقوس فذكروا اليهود والنصارى ) ‏
‏كذا ساقه عبد الوارث مختصرا , ورواية عبد الوهاب الآتية في الباب الذي بعده أوضح قليلا حيث قال " لما كثر الناس ذكروا أن يعلموا وقت الصلاة بشيء يعرفونه , فذكروا أن يوروا نارا أو يضربوا ناقوسا " وأوضح من ذلك رواية روح بن عطاء عن خالد عند أبي الشيخ ولفظه " فقالوا لو اتخذنا ناقوسا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك للنصارى . فقالوا : لو اتخذنا بوقا , فقال : ذاك لليهود . فقالوا : لو رفعنا نارا , فقال : ذاك للمجوس " فعلى هذا ففي رواية عبد الوارث اختصار كأنه كان فيه : ذكروا النار والناقوس والبوق فذكروا اليهود والنصارى والمجوس واللف والنشر فيه معكوس , فالنار للمجوس والناقوس للنصارى والبوق لليهود . وسيأتي في حديث ابن عمر التنصيص على أن البوق لليهود . وقال الكرماني : يحتمل أن تكون النار والبوق جميعا لليهود جمعا بين حديثي أنس وابن عمر . انتهى . ورواية روح تغني عن هذا الاحتمال . ‏

‏قوله : ( فأمر بلال ) ‏
‏هكذا في معظم الروايات على البناء للمفعول , وقد اختلف أهل الحديث وأهل الأصول في اقتضاء هذه الصيغة للرفع , والمختار عند محققي الطائفتين أنها تقتضيه , لأن الظاهر أن المراد بالأمر من له الأمر الشرعي الذي يلزم اتباعه وهو الرسول صلى الله عليه وسلم , ويؤيد ذلك هنا من حيث المعنى أن التقرير في العبادة إنما يؤخذ عن توقيف فيقوى جانب الرفع جدا . وقد وقع في رواية روح بن عطاء المذكورة " فأمر بلالا " بالنصب وفاعل أمر هو النبي صلى الله عليه وسلم , وهو بين في سياقه . وأصرح من ذلك رواية النسائي وغيره عن قتيبة عن عبد الوهاب بلفظ " أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بلالا " قال الحاكم : صرح برفعه إمام الحديث بلا مدافعة قتيبة . ‏
‏قلت : ولم ينفرد به , فقد أخرجه أبو عوانة من طريق مروان المروزي عن قتيبة ويحيى بن معين كلاهما عن عبد الوهاب , وطريق يحيى عند الدارقطني أيضا , ولم ينفرد به عبد الوهاب . وقد رواه البلاذري من طريق ابن شهاب الحناط عن أبي قلابة : وقضية وقوع ذلك عقب المشاورة في أمر النداء إلى الصلاة ظاهر في أن الآمر بذلك هو النبي صلى الله عليه وسلم لا غيره كما استدل به ابن المنذر وابن حبان , واستدل بورود الأمر به من قال بوجوب الأذان . وتعقب بأن الأمر إذا ورد بصفة الأذان لا بنفسه , وأجيب بأنه إذا ثبت الأمر بالصفة لزم أن يكون الأصل مأمورا به , قاله ابن دقيق العيد . وممن قال بوجوبه مطلقا الأوزاعي وداود وابن المنذر وهو ظاهر قول مالك في الموطأ وحكى عن محمد بن الحسن , وقيل واجب في الجمعة فقط وقيل فرض كفاية , والجمهور على أنه من السنن المؤكدة , وقد تقدم ذكر منشأ الخلاف في ذلك , وأخطأ من استدل على عدم وجوبه بالإجماع لما ذكرناه والله أعلم . ‏
[/font][/align]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة يا‏
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 03, 2009 8:31 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903
[align=center][font=Arial]
حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن المنذر ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏معن ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏حميد بن عبد الرحمن ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة فقال ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها قال نعم وأرجو أن تكون منهم ‏

فتح الباري بشرح صحيح البخاري

‏قَوْله : ( عَنْ حُمَيْدِ بْن عَبْد الرَّحْمَن ) ‏
‏فِي رِوَايَة شُعَيْب عَنْ الزُّهْرِيّ الْآتِيَة فِي فَضْل أَبِي بَكْر " أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف " . ‏

‏قَوْله : ( عَنْ أَبِي هُرَيْرَة ) ‏
‏قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ : اِتَّفَقَ الرُّوَاة عَنْ مَالِك عَلَى وَصْله , إِلَّا يَحْيَى بْن بُكَيْر وَعَبْد اللَّه بْن يُوسُف فَإِنَّهُمَا أَرْسَلَاهُ , وَلَمْ يَقَع عِنْد الْقَعْنَبِيّ أَصْلًا . قُلْت : هَذَا أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي " الْمُوَطَّآت " مِنْ طَرِيق يَحْيَى بْن بُكَيْر مَوْصُولًا فَلَعَلَّهُ اُخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِيهِ , وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مِنْ طَرِيق الْقَعْنَبِيّ فَلَعَلَّهُ حَدَّثَ بِهِ خَارِج الْمُوَطَّإ . ‏

‏قَوْله : ( مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيل اللَّه ) ‏
‏زَادَ إِسْمَاعِيل الْقَاضِي عَنْ أَبِي مُصْعَب عَنْ مَالِك " مِنْ مَاله " وَاخْتُلِفَ فِي الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " فِي سَبِيل اللَّه " فَقِيلَ أَرَادَ الْجِهَاد , وَقِيلَ مَا هُوَ أَعَمّ مِنْهُ , وَالْمُرَاد بِالزَّوْجَيْنِ إِنْفَاق شَيْئَيْنِ مِنْ أَيْ صِنْف مِنْ أَصْنَاف الْمَال مِنْ نَوْع وَاحِد كَمَا سَيَأْتِي إِيضَاحه . ‏

‏قَوْله : ( هَذَا خَيْر ) ‏
‏لَيْسَ اِسْم التَّفْضِيل , بَلْ الْمَعْنَى هَذَا خَيْر مِنْ الْخَيْرَات , وَالتَّنْوِين فِيهِ لِلتَّعْظِيمِ وَبِهِ تَظْهَر الْفَائِدَة . ‏

‏قَوْله : ( وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْل الصِّيَام دُعِيَ مِنْ بَاب الرَّيَّان ) ‏
‏فِي رِوَايَة مُحَمَّد بْن عَمْرو عَنْ الزُّهْرِيِّ عِنْد أَحْمَد " لِكُلِّ أَهْل عَمَل بَاب يُدْعَوْنَ مِنْهُ بِذَلِكَ الْعَمَل , فَلِأَهْلِ الصِّيَام بَاب يُدْعَوْنَ مِنْهُ يُقَال لَهُ الرَّيَّان " وَهَذَا صَرِيح فِي مَقْصُود التَّرْجَمَة , وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَى هَذَا الْحَدِيث مُسْتَوْفًى فِي فَضَائِل أَبِي بَكْر إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى

. ‏
[/font][/align]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أحاديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــث نبوية مش
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 21, 2012 10:23 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قيل: يا رسول الله، من أكرم الناس، قال: (( اتقاهم))
فقالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: (( فيوسف نبي الله
ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله)) قالوا: ليس
عن هذا نسألك، قال (( فعن معادن العرب تسألوني؟
خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا))
متفق عليه.


رواية صحيح البخاري

قال البخاري في صحيحه
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ،قال:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه
قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ قَالَ ‏"‏ أَتْـقاهُمْ ‏"‏‏.‏
فَقَالُوا لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَيُوسُفُ
نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ ‏"‏‏.
‏ قَالُوا لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ
تَسْأَلُونَ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلاَمِ إِذَا فَقُهُوا ‏"‏‏.‏
60 ـ كتاب أحاديث الأنبياء / 11 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى "‏‏‏وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً‏" / حديث رقم : 3388

رواية صحيح مسلم

قال الإمام مسلم في صحيحه
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالُوا حَدَّثَنَا يَحْيَى، بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ،قال: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ
قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ قَالَ ‏"‏ أَتْـقَاهُمْ ‏"‏ ‏.‏ قَالُوا لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ ‏"‏ ‏.‏ قَالُوا لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ
فِي الإِسْلاَمِ إِذَا فَقِهُوا ‏"‏ ‏.
صحيح مسلم 44 - كتاب الفضائل / 44 - باب مِنْ فَضَائِلِ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ / حديث رقم :6311


شرح الحديث
من كتاب رياض الصالحين بشرح
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله


قوله: من أكرم الناس؟ قال: (( أتقاهم))
يعني إن أكرم الناس أتقاهم لله عز وجل ،
وهذا الجواب مطابق تمامًا لقوله تعالى:
( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)(الحجرات: من الآية13)،
فالله_ سبحانه وتعالى_ لا ينظر إلى الناس
من حيث النسب، ولا من حيث الحسب، ولا
من حيث المال، ولا من حيث الجمال، و إنما ينظر
سبحانه إلى الأعمال، فأكرم الناس عنده أتقاهم له،
و لهذا يمد أهل التقوى بما يمدهم به من الكرامات
الظاهرةأو الباطنة، لأنهم هم أكرم خلقه عنده،
ففي هذا حث على تقوى الله عز وجل، وأنه كلما
كان الإنسان أتقى لله فهو أكرم عنده، ولكن
الصحابة لا يريدون بهذا السؤال الأكرم عند الله!
(( قالوا: لسنا عن هذا نسألك)) ثم ذكر لهم أن أكرم
الخلق يوسف ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله،
فهو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، فانه_
عليه الصلات والسلام_ كان نبيًا من سلالة الأنبياء،
فكان من أكرم الخلق.
(( قالوا: لسنا عن هذا نسألك، قال: فعن معادن
العرب تسألوني؟ )) معادن العرب يعني
أصولهم وأنسابهم!
(( خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا))
يعني إن أكرم الناس من حيث النسب والمعادن
والأصول، هم الخيار في الجاهلية، لكن بشرط إذا فقهوا.
فمثلاً بنو هاشم من المعروف هم خيار قريش
في الإسلام، لكن بشرط أن يفقهوا في دين الله،
وأن يتعلموا من دين الله، فان لم يكونوا فقهاء
فإنهم_ وإن كانوا من خيار العرب معدنًا_ فإنهم ليسو
أكرم الخلق عند الله، وليسو خيار الخلق.
ففي هذا دليل علي أن الإنسان يشرفه بنسبه، لكن
بشرط أن يكون ليه فقه في دينه، ولا شك أن النسب
له أثر، ولهذا كان بنو هاشم أطيب الناس وأشرفهم
نسبًا، ومن ثم كان رسول الله صلي الله عليه
وسلم الذي هو أشرف الخلق
( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ)(الأنعام: من الآية124)،
فلولا إن هذا البطن من بني آدم أشرف البطون،
ما كان فيه النبي صلي الله عليه وسلم فلا
يبعث الرسول صلي الله عليه وسلم إلا في أشرف
البطون وأعلي الأنساب،
والشاهد من هذا الحديث قول الرسول صلي الله
عليه وسلم أكرم الخلق اتقاهم لله. فإذا كنت تريد
أن تكون كريمًا عند الله وذا منزلة عنده، فعليك بالتقوى،
فكلما كان الإنسان لله اتقى كان عنده أكرم. أسأل الله إن يجعلني وإياكم من المتقين.



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أحاديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــث نبوية مش
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 21, 2012 10:45 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ - يَعْنِي مِنْ بَيْتِهِ - إِلَّا بِيَدِهِ رَايَتَانِ رَايَةٌ بِيَدِ مَلَكٍ وَرَايَةٌ بِيَدِ شَيْطَانٍ فَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اتَّبَعَهُ الْمَلَكُ بِرَايَتِهِ فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الْمَلَكِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ وَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُسْخِطُ اللَّهَ اتَّبَعَهُ الشَّيْطَانُ بِرَايَتِهِ فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الشَّيْطَانِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ". أخرجه أحمد (2/323 ، رقم 8269) ، والطبراني فى الأوسط (5/99 ، رقم 4786). وصحح إسناده العلامة المحدِّث أحمد شاكر. فإذا خرج من بيته ابتدره ملك وشيطان ينتظرانه كل منهما يحمل راية، فإذا خرج في طاعة الله وذكر الله تنحي الشيطان خائبا وانطلق المؤمن تحت راية الملك ولا يزال تحتها حتى يعود إلى بيته، وأما إن خرج في معصية الله ونسي ذكره تنحي الملك وافتخر الشيطان ونفض رايته فوق رأس المفرِّط فلا يأمره إلا بشر.



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أحاديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــث نبوية مش
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت ديسمبر 15, 2012 8:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الدُّعَاءَ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ فَادْعُوا". أخرجه أبو يعلى (6/353 ، رقم 3679) ، والضياء (4/391 ، رقم 1561) وقال : إسناده صحيح . وأخرجه أيضًا : الترمذى (5/576 ، رقم 3594) وقال : حسن . والنسائى (6/22 ، رقم 9896) ، وأحمد (3/155 ، رقم 12606) وصححه الألباني في المشكاة ( 671 ) ، والإرواء ( 244 ) ، وصحيح أبي داود ( 534 ). قال العلامة شمس الحق العظيم أبادي في "عون المعبود شرح سنن أبي داود": ( بَيْن الْأَذَان وَالْإِقَامَة ): وَذَلِكَ لِشَرَفِ الْوَقْت.



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أحاديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــث نبوية مش
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 22, 2013 8:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

عن ‏ ‏أبي هريرة ‏رضى الله عنه
‏أن النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ ‏قال "‏ ‏إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في وضوئه حتى يغسلها ثلاثا فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده"

-------------------------------------------
الشرح

‏قوله ( وإذا استيقظ أحدكم من نومه ) ‏
‏الظاهر أن المقصود إذا شك أحدكم في يديه مطلقا سواء كان لأجل الاستيقاظ من النوم أو لأمر آخر إلا أنه فرض الكلام في جزئي واقع بينهم على كثرة ليكون بيان الحكم فيه بيانا في الكلي بدلالة العقل ففيه إحالة للأحكام إلى الاستنباط ونوطه بالعلل فقالوا في بيان سبب الحديث أن أهل الحجاز كانوا يستنجون بالحجارة وبلادهم حارة فإذا نام أحدهم عرق فلا يأمن حالة النوم أن تطوف يده على ذلك الموضع النجس فنهاهم عن إدخال يده في الماء ‏
‏( فلا يغمس ) ‏
‏بالتخفيف من باب ضرب هو المشهور ويحتمل أن يكون بالتشديد من باب التفعيل أي فلا يدخل ‏
‏( في وضوئه ) ‏
‏بفتح الواو أي الماء المعد للوضوء وفي رواية في الإناء أي الظرف الذي فيه الماء أو غيره من المائعات قالوا هو نهي أدب وتركه إساءة ولا يفسد الماء وجعله أحمد للتحريم . و ‏
‏قوله ( حتى يغسلها ) ‏
‏أي ندبا بشهادة التعليل بقوله ‏
‏( لأن أحدكم لا يدري أين باتت يده ) ‏
‏لأن غايته الشك في نجاسة اليدين والوجوب لا يبني على الشك وعند أحمد وجوبا ولا يبعد من الشارع الإيجاب لرفع الشك وفي الحديث دلالة على أن الإنسان ينبغي له الاحتياط في ماء الوضوء واستدل به على أن الماء القليل يتنجس بوقوع النجاسة وإن لم يتغير أحد أوصافه وفيه أنه يجوز أن يكون النهي لاحتمال الكراهة لا لاحتمال النجاسة ويجوز أن يقال الوضوء بما وقع فيه النجاسة مكروه فجاء النهي عند الشك في النجاسة تحرزا عن الوقوع في هذه الكراهة على تقدير النجاسة وأيضا يمكن أن يكون النهي بناء على احتمال أن يتغير الماء بما على اليد من النجاسة فيتنجس فمن أين علم أنه يتنجس الماء بوقوع النجاسة مطلقا والله تعالى أعلم . ويؤخذ من هذا الحديث أن النجاسة الغير المرئية يغسل محلها لإزالتها ثلاث مرات إذ ما شرع ثلاث مرات عند توهمها إلا لأجل إزالتها فعلم أن إزالتها تتوقف على ذلك ولا يكون بمرة واحدة إذ يبعد أن إزالتها عند تحققها بمرة ويشرع عند توهمها ثلاث مرات لإزالتها والله تعالى أعلم . ‏



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أحاديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــث نبوية مش
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يناير 21, 2014 9:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

الدعوات عن رسول الله
عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: "سَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ" فَمَكَثْتُ أَيَّامًا ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ، فَقَالَ لِي: "يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ سَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ". أخرجه ابن أبى شيبة (6/24 ، رقم 29185) ، وأحمد (1/209 ، رقم 1783) ، والترمذي (5/534 ، رقم 3514) ، وقال : صحيح. وصححه الألباني (المشكاة ، 2490 / التحقيق الثاني). قال العلامة "المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: (سَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ) فِي أَمْرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ بِالدُّعَاءِ بِالْعَافِيَةِ بَعْدَ تَكْرِيرِ الْعَبَّاسِ سُؤَالَهُ بِأَنْ يُعَلِّمَهُ شَيْئًا يَسْأَلُ اللَّهَ بِهِ دَلِيلٌ جَلِيٌّ بِأَنَّ الدُّعَاءَ بِالْعَافِيَةِ لَا يُسَاوِيهِ شَيْءٌ مِنْ الْأَدْعِيَةِ وَلَا يَقُومُ مَقَامَهُ شَيْءٌ مِنْ الْكَلَامِ الَّذِي يُدْعَى بِهِ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ, وَقَدْ تَقَدَّمَ تَحْقِيقُ مَعْنَى الْعَافِيَةِ أَنَّهَا دِفَاعُ اللَّهِ عَنْ الْعَبْدِ , فَالدَّاعِي بِهَا قَدْ سَأَلَ رَبَّهُ دِفَاعَهُ عَنْ كُلِّ مَا يَنْوِيهِ, وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْزِلُ عَمَّهُ الْعَبَّاسَ مَنْزِلَةَ أَبِيهِ وَيَرَى لَهُ مِنْ الْحَقِّ مَا يَرَى الْوَلَدُ لِوَالِدِهِ فَفِي تَخْصِيصِهِ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَقَصْرِهِ عَلَى مُجَرَّدِ الدُّعَاءِ بِالْعَافِيَةِ تَحْرِيكٌ لِهِمَمِ الرَّاغِبِينَ عَلَى مُلَازَمَتِهِ وَأَنْ يَجْعَلُوهُ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَتَوَسَّلُونَ بِهِ إِلَى رَبِّهِمْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَيُسْتَدْفَعُونَ بِهِ فِي كُلِّ مَا يُهِمُّهُمْ , ثُمَّ كَلَّمَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ : ( سَلْ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) . فَكَانَ هَذَا الدُّعَاءُ مِنْ هَذِهِ الْحَيْثِيَّةِ قَدْ صَارَ عُدَّةً لِدَفْعِ كُلِّ ضُرٍّ وَجَلْبِ كُلِّ خَيْرٍ , وَالْأَحَادِيثُ فِي هَذَا الْمَعْنَى كَثِيرَةٌ جِدًّا . قَالَ الْجَزَرِيُّ فِي عِدَّةِ الْحِصْنِ الْحَصِينِ: لَقَدْ تَوَاتَرَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُعَاؤُهُ بِالْعَافِيَةِ وَوَرَدَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَفْظًا وَمَعْنًى

.



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أحاديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــث نبوية مش
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يناير 21, 2014 9:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

الدعاء في الرخاء


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ اللَّهُ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالْكَرْبِ فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ".أخرجه الترمذي (5/462 ، رقم 3382) وقال : غريب . والحاكم (1/729 ، رقم 1997) وقال : صحيح الإسناد. وأخرجه أيضًا : أبو يعلى (11/283 ، رقم 6396) ، وابن عدى (5/352 ، ترجمة 1511 عبيد بن واقد) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2 / 142). قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي": قَوْلُهُ : " الشَّدَائِدِ" جَمْعُ الشَّدِيدَةِ وَهِيَ الْحَادِثَةُ الشَّاقَّةُ "وَالْكُرَبِ" جَمْعُ الْكُرْبَةِ وَهِيَ الْغَمُّ الَّذِي يَأْخُذُ بِالنَّفْسِ " فِي الرَّخَاءِ" أَيْ فِي حَالَةِ الصِّحَّةِ وَالْفَرَاغِ وَالْعَافِيَةِ لِأَنَّ مِنْ شِيمَةِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يُرَيِّشَ السَّهْمَ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ وَيَلْتَجِئَ إِلَى اللَّهِ قَبْلَ الِاضْطِرَارِ.



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أحاديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــث نبوية مش
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يناير 21, 2014 10:04 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت يونيو 09, 2012 11:46 pm
مشاركات: 441
نفعنا الله بالعلم
جزاكم الله خيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 25 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 14 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط