شراب «الريد بول».. هل يعطيك جوانح أم ملايين؟
عبد اللطيف الملحم تم في الأيام الماضية حل قضية شكوى ضد شركة شراب (ريد بول) للطاقة باتفاق ودي قيمته حوالي 13 مليون دورلار أو ما يعادل حوالي 50 مليون ريال سعودي. فقد قام مواطن أو اكثر بتقديم شكوى بأن دعاية شراب الطاقة (ريد بول) تقول ان المشروب يعطيك طاقة وكأن لديك أجنحة. فاشتكي مواطن اسمه (بنيامين كاريثر) للمحكمة ذاكرا في شكواه بأنه يشرب هذا المشروب ولمدة طويلة, فلا أعطاه المشروب اي طاقة ولم يطلع له أجنحة. ولعلم القارئ فالقوانين الأمريكية صارمة فيما يخص تعامل الشركات الكبيرة مع المستهلك العادي. فقبل عدة سنوات قامت احدى وكالات السيارات بالإعلان عن أن اسعار سياراتها رخيصة لدرجة أنه من الممكن أن تشتري واحدة مقابل صندوق موز. وما أن طلع الصباح إلا وإحدى النساء من ولاية فلوريدا تدخل الوكالة مع محاميها وتعطيهم صندوق الموز وتقول لهم أعطوني سيارة مقابل الصندوق. وبعد اخذ ورد وعدة ايام في المحكمة أجبرت وكالة السيارات على إعطاء السيدة سيارة. ومع أنهم أعطوها أرخص وأصغر نوع, إلا أنها اشترت سيارة مقابل صندوق من الموز. ولهذا فإنه من الضروري لكل من يقوم بالتواجد في أمريكا هو ان يعرف صرامة قوانينها التي تبدو بسيطة ولكنها معقدة.
وأثناء حرب تحرير الكويت وبينما طائرات قوات التحالف ومنها القوات الأمريكية تضرب العراق تقدم تاجر عراقي بدعوة ضد شركة أمريكية وربح قضية قدرها 45 مليون ريال. ولكن في نفس الوقت تورط الكثير من الأجانب مع القانون الأمريكي لتهاونهم في أمور صغيرة ولأسباب يراها بسيطة في مجتمعه ولكنها تختلف عنها في أمريكا. والكل يذكر المرأة الأمريكية التي حرقت القهوة جزءا من جسمها عندما اخذتها من شباك مطعم تابع لشركة (ماكدونالد) وربحت الملايين, ومنذ تلك السنة وجميع المطاعم سواء ماكدونالد أو غيرها قامت بإضافة كتابة تحذير على أكواب القهوة مكتوب عليه (تحذير- المحتويات ساخنة) وبهذا يكون المطعم قد أخلى مسؤوليته. وقبل عدة سنوات حصلت مشكلة لعائلة دانمركية تسببت في تنافر بين حكومة الدانمرك والحكومة الأمريكية. والسبب يعود إلى أن امرأة دنمركية كانت في زيارة إلى نيويورك وجلست في مقهى مفتوح على الرصيف ولكنها لم تضع عربة طفلتها بجانبها بل تركتها بقربها وبينهما حاجز حديدي. ليأتي بعدها شرطي ليبلغها بقانون ولاية نيويورك وقاموا بأخذ الطفلة. ففي أمريكا قصص كثيرة قد تبدو مضحكة أو هزلية انتهى المطاف بها إلى أروقة المحاكم. وهذا يذكرنا بتواجد العشرات من آلاف الدارسين والزائرين والقاطنين في أمريكا والذين لا بد لهم من معرفة الخطوط العريضة لبعض القوانين التي من الممكن أن تكون ذات فائدة فيما يخص التعامل مع المجتمع وأساليبه مثل طريقة شراء سيارة أو استئجار شقة وضرورة قراءة محتويات اي عقد. فكما قلت ان القوانين صارمة لحماية المستهلك ولكنها لا تحمي أي نقطة قانونية قام الشخص بالتوقيع عليها. فالتوقيع على الشيء يعني الموافقة. ومن الضروري في حالة عدم فهم اي نقطة في ما هو مكتوب, فمن الممكن ان تعرضه على محام بقيمة معينة ليشرح لك كل نقطة ويقوم بإبلاغك بأي ثغرات في أي عقد ستقوم بتوقيعه. ولذلك عندما اعلنت شركة (ريد بول) بأن شرابها سيعطي طاقة وجوانح ولم يحدث فكلفها ذلك 13 مليون دولار وقد تدفع أكثر لاحقا (ما في شيء اسمه واسطة) أو تحتفظ الجريدة باسم الشركة.
http://www.alyaum.com/article/4019304
|