حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل وأبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي موسي قال كنا مع النبي صلي الله عليه وسلم في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال النبي صلي الله عليه وسلم أيها الناس اربعوا علي أنفسكم إنكم ليس تدعون أصمَّ ولا غائباً إنكم تدعون سميعاً قريباً وهو معكم قال وأنا خلفه وأنا أقول لاحول ولا قوة إلا بالله فقال يا عبدالله بن قيس الاَّ أدُلك علي كنز من كنوز الجنة فقلت بلي يا رسول الله قال قل لاحول ولا قوة إلا بالله . حدثنا ابن نمير وإسحق بن إبراهيم وأبو سعيد الأشج جميعاً عن حفص بن غياث عن عاصم بهذا الإسناد نحوه . حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين حدثنا يزيد " يعني ابن زريع " حدثنا التيمي عن أبي عثمان عن أبي موسي أنهم كانوا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وهم يصعدون في ثنية قال فجعل رجل كلما علا ثنية نادي لاإله إلا الله والله اكبر قال فقال نبي الله صلي الله عليه وسلم إنكم لا تنادون أصم ولا غائباً قال فقال يا أبا موسي أو يا عبدالله بن قيس ألا أدلك علي كلمة من كنز الجنة قلت ما هي يا رسول الله قال لا حول ولا قوة إلا بالله . حدثنا محمد بن عبد الأعلي حدثنا المعتمر عن أبيه حدثنا أبو عثمان عن أبي موسي قال بينما رسول الله صلي الله عليه وسلم فذكر نحوه حدثنا خلف بن هشام وأبو الربيع قالا حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي عثمان عن أبي موسي قال كنا مع النبي صلي الله عليه وسلم في سفر فذكر نحو حديث عاصم وحدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا الثقفي حدثنا خالد الحَذَّاُء عن أبي عثمان عن أبي موسي قال كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في غزاة فذكر الحديث وقال فيه والذي تدعونه أقرب إلي أحدكم من عنق راحلة أحدكم وليس في حديثه ذكر لا حول ولا قوة إلا بالله . حدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل حدثنا عثمان " وهو ابن غياث " حدثنا أبو عثمان عن أبي موسي الأشعري قال قال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم ألا أدلك علي كلمة من كنوز الجنة أو قال كنز من كنوز الجنة فقلت بلي فقال لا حول ولا قوة إلا بالله .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــ قوله صلي الله عليه وسلم للناس حين جهروا بالتكبير ( أيها الناس اربعوا علي أنفسكم إنكم ليس تدعون أصمَّ ولا غائباً إنكم تدعون سميعاً قريباً وهو معكم ) اربعوا بهمزة وصل وبفتح الباء الموحدة معناه ارفقوا بأنفسكم واخفضوا أصواتكم فان رفع الصوت انما يفعله الإنسان لبعد من يخاطبه ليسمعه وأنتم تدعون الله تعالي وليس هو بأصم ولا غائب بل هو سميع قريب وهو معكم بالعلم والإحاطة . ففيه الندب إلي خفض الصوت بالذكر اذا لم تدع حاجة إلي رفعه فانه إذا خفضه كان أبلغ في توقيره وتعظيمه فإن دعت حاجة إلي الرفع رفع كما جاءت به أحاديث .
وقوله صلي الله عليه وسلم في الرواية الأخري ( والذي تدعونه أقرب إلي أحدكم من عنق راحلة أحدكم ) هو بمعني ما سبق وحاصله أنه مجاز كقوله تعالي { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } والمراد تحقيق سماع الدعاء .

ــ قوله صلي الله عليه وسلم ( لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة ) قال العلماء سبب ذلك أنها كلمة استسلام وتفويض إلي الله تعالي وإعتراف بالاذعان له وأنه لا صانع غيره ولا راد لأمره وأن العبد لا يملك شيئاً من الأمر ومعني الكنز هنا أنه ثواب مدخر في الجنة وهو ثواب نفيس كما أن الكنز أنفس أموالكم . قال أهل اللغة الحول الحركة والحيلة أي لا حركة ولا استطاعة ولا حيلة إلا بمشيئة الله تعالي وقيل معناه لا حول في دفع الشر ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله وقيل لا حول عن معصية الله إلا بعصمته ولا قوة علي طاعته إلا بمعونته وحكي هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه وكله متقارب قال أهل اللغة ويعبر عن هذه الكلمة بالحوقلة والحولقة وبالأول جزم الأزهري والجمهور وبالثاني جزم الجوهري ويقال أيضاً لا حيل ولا قوة في لغة غريبة حكاها الجوهري وغيره .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر :-

صحيح الإمام مسلم بشرح الإمام النووي .

الجزء السابع عشر .

( صـ 25 ،26 ، 27 ) .

{ باب استحباب خفض الصوت بالذكر إلا في المواضع التي ورد الشرع برفعه فيها كالتلبية وغيرها ، واستحباب الإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله ) .