عَقدُ القَلبِ عَلي حُبَّهِ صلي الله عليه وسلم .

مريد سيدنا النبي · **مرسل:** الجمعة سبتمبر 26, 2014 3:37 am

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا ومولانا رسول الله صلي الله عليه وعلي آله وصحبه ومن والاه وبعد :

أولاً : حقيقة المحبة وأسبابها :-

حقيقة المحبة هو الْمَيْل ( أي ميل الْجِنَان ) إلي ما يوافق الإنسان ( بموجب الطبع أو بمقتضي الشرع ) وتكون موافقته له بإحدي الطرق الآتية :

1) الجمال الصُّوري ( جمال الصورة والظاهر ) :

وهل هناك أجمل من سيدنا ومولانا رسول الله صلي الله عليه وسلم الجامع لهذه الصفات فكل صفة من ذلك له منها التمام والكمال كما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه :

واجمل منك لم تر قط عيني .::. وأحسن منك لم تلد النســـاء

خلقت مبرءاً من كل عيـــبِ .::. كأنك قد خلقت كما تشـــــاء

2) الكمال المعنوي ( كمال الأخلاق والباطن ) :

ويكفي قوله تعالي { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } فجعل الخلق مطية له صلي الله عليه وسلم يوجهها حيث شاء .

وقوله صلي الله عليه وسلم " إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ" . ولقد عبر الإمام البوصيري في بردته عن عقيدة المسلمين في ذلك قائلاً :

فمبلغ العلم فيه أنه بشر .::. وأنه خير خلق الله كلهم

3) الإحسان والإنعام الوفي ( أي الإحسان الدنيوي الصوري والإنعام الأخروي علي الأمة ) :

فقد جبلت النفوس علي حب من أحسن إليها ، وهل هناك من هو أكثر إحساناً للأكوان جميعاً من سيدنا ومولانا رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟

{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }

فإذا تقرر لك أيها المحب لرسول الله صلي الله عليه وسلم

وثبت عندك هذا الكلام وعلمت أن كل ذلك موجود وثابت في حقه صلي الله عليه وسلم

وأنه صلي الله عليه وسلم جامع لهذه المعاني الثلاثة الموجبة للمحبة علي وجه التمام

فقد استبان وظهر لك أنه صلي الله عليه وسلم مستوجب ومستحق للمحبة الحقيقية والمودة العرفية شرعاً وطبعاً .

ثانياً : دلائل وعلامات محبته صلي الله عليه وسلم :-

1)الإقتداء به صلي الله عليه وسلم

2) استعمال سنته صلي الله عليه وسلم

3) اتباع أقواله وأفعاله صلي الله عليه وسلم

4) التصديق بنبوته وبذل الطاعة له صلي الله عليه وسلم

5) التأدب بآدابه والتخلق بأخلاقه الكريمة صلي الله عليه وسلم

6) إيثار ما شرعه وحض عليه علي هوي النفس

7) كثرة ذكر النبي صلي الله عليه وسلم والصلاة عليه ومدحه صلي الله عليه وسلم

8) إحياء سنته صلي الله عليه وسلم ولو أدي ذلك إلي إسخاط العباد في رضي الله تعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم

9) اعتقاد نصرته صلي الله عليه وسلم ومؤازرته حياً وميتاً والذب علي دينه والانقياد له وهيبة مخالفته صلي الله عليه وسلم

10) كثرة الشوق إلي لقائه صلي الله عله وسلم

11) أن تحب القرآن

12) تعظيمه وتوقيره صلي الله عليه وسلم عند ذكره وإظهار الخضوع والإنكسار عند سماع اسمه صلي الله عليه وسلم .

13) محبة من أحبهم النبي صلي الله عليه وسلم ، وعداوة من عاداهم وبغض من أبغضهم وسبهم

14) مجانبة كل من خالف سنته صلي الله عليه وسلم وابتدع في دينه واستثقال كل أمر يخالف شريعته صلي الله عليه وسلم

15) أن يعمل علي تعلم سنته والتفقه في دينه ودراسة سيرته العطرة صلي الله عليه وسلم

16) الشفقة علي أمة النبي صلي الله عليه وسلم ونصحه لهم وسعيه في مصالحهم ورفع المضار عنهم

17) الذود عنه وفداؤه بالمال والنفس والولد والأهل والدنيا جميعا صلي الله عليه وسلم

18) إعزاز وإعظام ما له صلة بالنبي صلي الله عليه وسلم من أمكنة ومشاهد وحاجيات

19) التعرف علي أسمائه وصفاته وكناه صلي الله عليه وسلم

20) وجوب مناصحته صلي الله عليه وسلم

21) تعظيم رواية أحاديثه وسنته صلي الله عليه وسلم

22) الخضوع والخشوع والوقار وسكون الحركة تأدباً عند إلقاء حديثه أو سماعه أو مدارسته صلي الله عليه وسلم

23) برّ آله وذريته وأمهات المؤمنين أزواجه صلي الله عليه وسلم

24) توقير أصحابه صلي الله عليه ومسلم وبرَّهم ومعرفة حقهم

25) التعرف علي أصحابه صلي الله عليه وسلم ليكون لك صحبة أيضاً وتحشر في زمرتهم بمشيئة الله .

" وغير ذلك الكثير مما لا يتسع المقام لذكره من دلائل وعلامات محبته صلي الله عليه وسلم "

فمن أحب شيئاً آثره وآثر موافقته وإلا لم يكن صادقاً في حبه وكان مُدَّعِياً

فالصادق في حب النبي صلي الله عليه وسلم هو من تظهر علامة ذلك عليه .

ثالثاً : ثواب محبته صلي الله عليه وسلم :-

وهي كل ما يرجوه مُحبُه في الدنيا ويأمله في الآخرة ؛ وجوده مع حضرة النبي صلي الله عليه وسلم في دار البقاء ،

فهو القائل صلي الله عليه وسلم :( المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ ) رواه البخاري ومسلم .

ويؤيد ذلك قوله تعالي : { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا }

ولقد عبر الشاعر عن ذلك قائلاً :

نارُ الجَحِيم هِيَ جَنَّتِي .::. أما النعيمُ بغيْرِكَ لا أرْغبُ

وأيضاً قول الشاعر :

ليس قصدي من الجِنانِ نعيماً .::. غيْر أنَّي أريدها لأرَاكا

وقال صلي الله عليه وسلم ( من أحبني كان معي في الجنة ) .

فصبراً أيها المحب لرسول الله صلي الله عليه وسلم فإن موعدنا الجنة إن شاء الله تعالي مع سيدنا ومولانا رسول الله صلي الله عليه وسلم ..

غَداً نلقي الأحبَّة مُحمَدَّاً وَصَحبَه

خلاصة القول : وقبل أن أترك هذا المقام أطرح عليك أيها المحب لرسول الله صلي الله عليه وسلم

موقفاً معيناً دون الدخول في تفاصيله ، وهذا الموقف يتلخص في سؤال بسيط جداً ألا وهو :

كيف بك إذا دَقَّ بَابك وفتحْت فإذا بك تَجِدُ سَيّدِنَا ومولانا رسول الله صلي الله عليه وسلم وَاقِفاً بالْبَابِ ؟!!!

فاللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا الي حبك ،

وارزقنا حب نبيك صلي الله عليه وسلم وعلمنا الأدب معك ، وعلمنا الأدب مع نبيك صلي الله عليه وسلم ،

وعلمنا الأدب مع السادة الصالحين وعلمنا الأدب مع خلقك أجمعين .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

وصلي اللهم وسلم وزد وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم .

حتى لا أحرم · **مرسل:** الجمعة سبتمبر 26, 2014 9:25 am

الفاضل مريد سينا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم موضوع جميل رائع جزاك الله خيراً

اللهم أرزقنا حبه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحب آله وأصحابه وذريته

وصل اللهم على أحب خلقك إليك وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه.

مريد سيدنا النبي · **مرسل:** الجمعة سبتمبر 26, 2014 3:09 pm

بارك الله فيك أخي الفاضل : حتي لا أحرم

وربنا ما يحرمنا من حضرة النبي صلي الله عليه وسلم

لا في الدنيا ولا في الآخرة

ولا يحرمنا من بركة وجود مولانا الدكتور محمود صبيح في وسطينا

بحق جاه سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم

وشكراً علي مرورك الكريم أخي الفاضل

ابن حجر · **مرسل:** الجمعة سبتمبر 26, 2014 3:24 pm

حتى لا أحرم كتب:

الفاضل مريد سينا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم موضوع جميل رائع جزاك الله خيراً

اللهم أرزقنا حبه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحب آله وأصحابه وذريته

وصل اللهم على أحب خلقك إليك وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه.

آمين آمين آمين

الفاضل / مريد سيدنا النبي

جزاك الله خيرا بجاه حضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم

موقع د. محمود صبيح

عَقدُ القَلبِ عَلي حُبَّهِ صلي الله عليه وسلم .

الموجودون الآن