|
ما هو علم الدجال ؟ وما الحكمة في أمر النبي بقتل الكلاب :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ما هو العلم الذي مع الدجال
يجعل المؤمن مهما كانت درجته يرى النار جنة, والجنة ناراً ؟؟
عالم الصور هو عالم من عوالم البرزخ,
فكلما دخل روحاني في صورة حكمت عليه الصورة,
فمثلاً الجني إذا ظهر في حية أو كلب أو فأر حكمت عليه الصورة,
فإذا قتلت الفأر فلا شيء عليك
فقد ظهر في صورة يجوز قتلها في الحل والحرم؛ وذلك لضررها,
ولا يستطيع أهله أن ينتقموا؛
لأنه حكم بذلك على نفسه بدخوله في هذه الصورة,
غير أن الروحانيات التي تدخل في صورة من السهل جداً عليها الخروج من هذه الصورة إذا ابتعد نظرك عنها,
وكان الأجداد (لو حكوا لكم) معهم دبوس أو إبرة فإذا ظهر لهم في المقابر حيوان غريب, أو ليس له صاحب, شكه بهذا الدبوس أو هذه الإبرة, فيثبت الروحاني في هذا الجسم.
كان الناس يتعجبون من أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بقتل الكلاب, عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم أَمَرَ بِقَتْلِ الكِلاَبِ».
للأسف الناس يأخذون الأمر من الناحية الفقهية فقط,
وينسون الحكمة من التشريع,
ولشرح ذلك نقول: بدأت المعارك عند دخول النبي صلى الله عليه وآله وسلّم المدينة, وكان منها الظاهر والخفي,
وكان السحر أحد أنواع الحروب,
مع اتفاق شياطين الإنس وشياطين من الجن,
كان التخفي من جنود الدجال وأتباعه في الكلاب, وتسليطهم على من آمن,
في عصرنا هذا يسمى الكلب الذي فيه روحانية شيطان: "خادم سحر"
ومن علاماته أنك تراه يفترش الأرض على نواصي الشوارع, في منتصفها, ولا يخشى عبور الناس ولا مرور العربات, وكأن هناك أماكن بعينها لهم فيها ورديات ونوبات عمل!
وسيلة تجسس وجنود أخفياء بطريقة طبيعية, وليس بطريقة أجهزة التنصت و التصوير, فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بقتلها, فلما استحر فيهم القتل هربت الشياطين من أجساد الكلاب,
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم لأصحابه: «لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا فَاقْتُلُوا مِنْهَا الْأَسْوَدَ الْبَهِيمَ، وَأَيُّمَا قَوْمٍ اتَّخَذُوا كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ حَرْثٍ، أَوْ صَيْدٍ، أَوْ مَاشِيَةٍ،
فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ»
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلّم قَالَ:
«لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِ كُلِّ أَسْوَدَ بَهِيمٍ، فَاقْتُلُوا الْعِينَ (وفي رواية: الْمعينةَ) مِنَ الْكِلَابِ؛ فَإِنَّهَا الْمَلْعُونَةُ مِنَ الْجِنِّ».
إذا علمت ذلك, وعلمت أنها معركة فيها قاتل ومقتول, وعرفت كيف كان أعداء سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم والإسلام يحاربونه,
ما وجدت نفسك في حرج, إذا قال لك من يظن أنه أرحم بالحيوان من دين الإسلام: دينكم يقتل الحيوانات!!
ولا تجد في صدرك حرجاً من قول من قال لك: لماذا لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة أو كلب؟ فلتفهم إذا جاءت الشياطين ذهبت الملائكة, وإلا كانت الملائكة تخاف من الثوم ورائحة الثوم!!.
الفهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يريح كثيراً جداً,
أما من حاول التلفيق بين الأدلة فسيذكر كيف أن امرأة بغياً سقت كلباً فغفر الله لها, ورجلاً سقى كلباً فشكر الله له, وكلب أهل الكهف,
ولا يدري ماذا يفعل في الأحاديث التي سقناها, ومنهم من ينفيها!!.
مرة أخرى,
تحولات ما يخرج من البرزخ سريعة جداً,
الدجال عنده من علوم البرزخ, ولكن ...
ولكن لا يستطيع تثبيت الصورة التي عليها ما خرج من البرزخ!!
كما يقولون في الكيمياء: تفاعل غير ثابت.
يرى الدجال من اطلاعه على البرازخ أن لكل إنسان مقعدين:
مقعد في الجنة.
ومقعد في النار.
فأما المؤمن فيقول الملك له في القبر: "انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ، أَبْدَلَكَ اللهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الجَنَّةِ".
وأما المنافق فالعكس.
الدجال يظهر ويبرز مقاعد من النار, ومقاعد من الجنة,
لكن هذه المقاعد لها خاصية التحول في الأيلولة. فما العاقبة؟!
يظهر الدجال مقعد المؤمن من النار, فالمؤمن يراه ببصره وبصيرته ناراً, وحتى لا يخاف المؤمن أو يتفلسف قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: «فَلْيَأْتِ النَّهْرَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا وَلْيُغَمِّضْ، ثُمَّ لْيُطَأْطِئْ رَأْسَهُ فَيَشْرَبَ مِنْهُ».
فكم من ضائع بسبب إحسانه الظن بعقله وحجته, فيخالف الأمر النبوي بالفرار من الدجال.
قواعد وأسس من اتبعها نجا, ومن أعرض عنها وتفلسف هلك والعياذ بالله.
فإن أطاع المسلم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وغمض عينيه وكذب ما يراه تصديقاً لسيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم , وشرب منه ودخل فيه, فإن هذا المقعد ولا بد سيبدله الله فيأخذ الكافر مقعدك من النار, وأنت تأخذ مقعد المنافق والكافر من الجنة, فيكون لك مقعدان في الجنة, وللكافر مقعدان من النار, فلا تخف فقد حدث التبديل والدجال لا يعلم.
ويبرز الدجال مقعد المنافق والكافر من الجنة, والدجال ماهو إلا كذاب,
فيرى المؤمن ببصره وبصيرته هذا المقعد جنة,
فإن أطاع النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وغمض عينيه وكذب ما يراه تصديقا لسيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ولم يدخل هذه الجنة, فإن هذا المقعد ولا بد سيبدله الله بمقعدين, مقعد الكافر من النار, ومقعد المؤمن من النار, فمآل هذا المقعد النار وفي الحالتين ما هو إلا نار, فيكون لك مقعدان في الجنة, وللكافر مقعدان من النار, فلا تأخذ من نهر ماء الدجال شيئاً كما كان في كنز الفرات.
لا يستطيع الدجال المحافظة على ما أخرجه من علوم البرزخ.
ولأن هذا الزمن قرب نزول روحانية سيدنا عيسى,
وعندما تكون الرؤية أصدق ما تكون,
وينادي الحجر والشجر المسلم أو المؤمن, هذا ورائي يهودي فاقتله إلا شجر الغرقد فإنه من شجر اليهود, فإن الأمور الروحانية وعلوم الكشف تكون على أشدها,
لكن الدجال عنده قوة شديدة جداً.
سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يشير لنا لجزئية الدخول في عالم البرزخ,
كيف دخل الدجال من عالم الحقيقة إلى الخيال, ثم أبرز وأظهر شيئاً من عالم الصور في الخيال إلى عالم الحقيقة.
هذا هو حد علمه, أما تغيير الصورة في عالم الحقيقة إلى صورة أخرى حقيقية برزخية دون الدخول إلى عالم الخيال فلا يستطيعها الدجال.
وهو ما يسمى بقلب الأعيان والتي شرحناها في مسألة «ناولني الذراع» ,
فلا يستطيع ذلك إلا الله, ثم من أقدره الله عز وجل, وهو النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ,
وشرحنا أن القدرة نابعة كما نبع الماء من أصل الوجود صلى الله عليه وآله وسلّم وشجرته,
وهو ما يبحث عنه علماء الفيزياء في العصر الحديث ويسمونه: الخلية الأم,
وأوحى إليهم الدجال أن يسموه بـ: "جسيم الرب"، فمن عادة اليهود التجسيم والعياذ بالله.
فاربط عبد الله بين السؤال في القبر والتعوذ من فتنة القبر, وعلاقة ذلك بفتنة الدجال, واربط بين قوله صلى الله عليه وآله وسلّم: «فَبِي تُفْتَنُونَ وَعَنِّي تُسْأَلُونَ» ,
وقوله صلى الله عليه وآله وسلّم: «أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ، مِثْلَ أَوْ قَرِيبَ، مِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ»، مع قوله صلى الله عليه وآله وسلّم: «لَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ» ولاحظ أنها كلها علوم برزخية.
فإن سألت ما الذي يحجب عن الترقي وعن رؤية العوالم والبرازخ؟ قلنا: الممانعة في دخول نور النبي صلى الله عليه وآله وسلّم , نسأل الله العفو والعافية, وهو ما سنعرفه بمشيئة الله في الجزء القادم.
الفاتحة لحضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم )
ـــــــــــــــــــــ
من كتاب : على أعتاب الحضرة المحمدية
للأستاذ الدكتور السيد الشريف / محمود صبيح حفظه الله ونفع به
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وسلم تسليما بقدر عظمة ذاتك في كل وقت وحين)
_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|
المنتدى
التسجيل
الأسئلة المتكررة
بحث
