موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: العلاج الإسلامي للاكتئاب
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 09, 2004 11:24 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس سبتمبر 23, 2004 9:42 pm
مشاركات: 366
مكان: هلسنكي ـ فنلندا
لعل الفارق الأساسي بين القلق والاكتئاب هو أن القلق خوف مما سيحدث على عكس الاكتئاب الذى هو حزن لما حدث وندم عليه ... وقد ذكرنا حين تعرضنا لعلاج الاسلام للقلق في العدد السابق من المجلة ان الاسلام بنظرته الشاملة للانسان 00 في كل أمور حياته الدنيوية والأخروية انما يجتنب كافة المنغصات أو توقع الأخطار وذلك بأنه ربي في الإنسان صفة التوكل على الله أو الإيمان بما يأتي به وان الخير كله في يد الله سبحانه وتعالى 0

ولكن ماذا يفعل الإنسان اذا حدث له أي مكروه من موت أو ضياع ثروة أو مركز اجتماعي مرموق مثلا؟ أن الإحباط يعد وسيلة وقانون من أهم قوانين الوجود البشري ولذا فعلى الإنسان أن يتعلم الصبر إزاء أحداث ونوائب الدهر :

قال تعالى ( ولنبلوكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وإنا اليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)0

وقال تعالى : " إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب" والإسلام يربي المسلم على فضيلة الصبر وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (عجب لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له 0 وان أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " رواه البخاري ومسلم0

وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد به الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة "00

وكذلك أيضا قوله (ص) أن عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط وكذلك أيضا قوله (ص) " ما يزال البلاء بالمؤمن في نفسه وولده وماله حتى يلقي الله تعالى وما عليه خطيئة "00 وهكذا نستطيع أن نستنتج من كل ما سبق أن الإسلام يربي الفرد المسلم على فضيلة الصبر والامتثال لكل ما أصابه من الله سبحانه وتعالى ولكن ما هو موقف الإنسان الذي أسرف على نفسه في الذنوب وأصابه الهم والحسرة من جراء ذلك ؟ 000 هنا نجد باب التوبة والمغفرة وثقة الإنسان في ربه وانه سبحانه وتعالى غفور رحيم 00 كل ذلك وغيره يساعد على التخفيف من الذنوب والله يدعوا إلى التوبة ويتقبل توبة عباده الصالحين المخلصين 0

قال الله تعالى :

(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا أنه هو الغفور الرحيم ، وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون ، واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين ) ويقول الرسول (ص) " إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل " 0

ولكي يتوب الانسان توبة نصوحه لا بد من اتباع الشروط الآتية :-

الاقلاع عن الذنب فورا0

الندم على ما فات 0

العزم على عدم العودة 0

إرجاع حقوق من ظلمتهم أو طلب البراءة والسماح منهم0

ولو راجعنا لأحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم في التوبة وعفو الله فسوف نجدها كثيرة انظروا مثلا الى قوله صلى الله عليه وسلم ) " ان للتوبة بابا عرضه ما بين المشرق والمغرب وفي رواية عرضه مسيرة سبعين عاما لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها " 00 وينادي الله " يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم " والله سبحانه وتعالى كما ورد في الحديث الشريف أيضا – يفرح إذا تاب العبد ورجع اليه0

وهنا نجد المحور الثالث في علاج الاكتئاب ألا وهو محور الحب والتعاون مع الآخرين 00 وقد توافرت الآيات والأحاديث مؤكدة على ضرورة وجود الحب في العلاقات الإنسانية كصمام أمان للبشرية وليست العلاقات النفعية الانتهازية 0

والخلاصة :

أن الإسلام في علاجه للأمراض النفسية أو العضوية فانه لا ينكر استخدام الأدوية الأخرى لان الإسلام دين العلم والمعرفة وفي نظرته لكيفية علاج الاكتئاب فأنه يتبع المحاور الآتية :-

على الإنسان المسلم أن يمتثل لأوامر الله سبحانه وتعالي وذلك بالصبر على كافة ظروف الحياة وأن لا يسرف على نفسه ولا يعض البنان ندما ، لأنه ما سوف يكون قد كان0

أن لا يسرف الإنسان على نفسه بالآثام والذنوب ، وإنما عليه أن يدرك أن باب التوبة مفتوح ليل نهار 00 طالما هو التزم بشروط التوبة وعزم على عدم العودة الى ما فات من معاصي0

أن يقيم علاقات حب حقيقية ( في الله وبالله ولله) مع الآخرين ، وبذلك لا يكون في حاجة الى الانكفاء على الذات وعدم البوح للآخرين بما ينغص صدره من كروب وهموم ولا نجد أبلغ من دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام ، " ولا تخزني يوم يبعثون " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم ( سورة الشعراء 87) 0

_________________
صورة

إذا كنتم شيعة سيدنا علي وأل البيت فنحن شيعة أسياد أل البيت....
نحن شيعة أبي بكر وعمر...


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: العلاج الإسلامي للاكتئاب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 20, 2014 4:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 46943
لذا فالصوفيه الحقه هى التى تعالج امراض النفوس
لذلك الصوفيه هى الحل الاّن لكل معضلات الامه خاصه هذه الايام
جزاك الله خيرا

التصوف وعلاج النفس
viewtopic.php?f=4&t=587

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 16 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط