اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm مشاركات: 2296 مكان: مصر المحروسة
|
عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ مَلِكٌ لَهُ سَاحِرٌ، قَالَ: فَلَمَّا كَبِرَ السَّاحِرُ
قَالَ: قَدْ كَبِرْتُ فَادْفَعْ إِلَيَّ غُلَامًا نُعَلِّمْهُ السِّحْرَ، قَالَ: وَكَانَ بَيْنَ الْمَلِكِ وَالسَّاحِرِ رَاهِبٌ فِي الطَّرِيقِ،
قَالَ: فَأَتَى الْغُلَامُ عَلَى الرَّاهِبِ ذَاتَ يَوْمٍ فَسَمِعَ كَلَامَهُ، فَأَعْجَبَهُ، وَكَانَ الْغُلَامُ يَجْلِسُ عِنْدَ الرَّاهِبِ،
فَإِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ، وَقَالَ: مَا حَبَسَكَ؟ وَإِذَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ السَّاحِرِ جَلَسَ عِنْدَ الرَّاهِبِ،
فَإِذَا احْتَبَسَ عَلَى أَهْلِهِ ضَرَبُوهُ، وَقَالُوا: مَا يُحْبِسُكَ؟ . فَشَكَى ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ، فَقَالَ: أَيُّ بُنَيَّ
إِذَا احْتَبَسْتَ عَلَى السَّاحِرِ فَقُلْ: حَبَسَنِي أَهْلِي وَإِذَا احْتَبَسْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَقُلْ: حَبَسَنِي السَّاحِرُ
فَبَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ أَتَى عَلَى دَابَّةٍ فَظِيعَةٍ عَظِيمَةٍ حَبَسَتِ النَّاسَ، فَلَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَجُوزُوا،
فَقَالَ: الْيَوْمَ أَعْلَمُ أَمْرَ السَّاحِرِ أَفْضَلُ أَمْ أَمْرَ هَذَا الرَّاهِبِ، فَأَخَذَ حَجَرًا
فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَمْضِيَ النَّاسُ،
فَرَمَى بِهَا فَقَتَلَهَا وَمَضَى النَّاسُ، فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ الرَّاهِبُ: أَيُّ بُنَيَّ،
أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّي، قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا قَدْ أَرَى، وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى، فَإِذَا ابْتُلِيتَ فَلَا تَدُلَّ عَلَيَّ،
وَكَانَ الْغُلَامُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَيُدَاوِي النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الْأَدْوَاءِ ،
قَالَ: وَعَمِيَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ فَأَهْدَى إِلَيْهِ هَدَايَا كَثِيرَةً، فَقَالَ: اشْفِنِي وَمَا هُنَا لَكَ،
قَالَ: مَا أَشْفِي أَحَدًا، مَا يَشْفِي إِلَّا اللَّهُ، إِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللَّهِ دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ، فَآمَنَ،
فَدَعَا اللَّهَ فَشَفَاهُ. ثُمَّ جَاءَ إِلَى الْمَلِكِ، فَجَلَسَ عِنْدَهُ نَحْوًا مِمَّا كَانَ يَجْلِسُ، قَالَ: يَا فُلَانُ، مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ؟
قَالَ: رَبِّي، قَالَ: أَنَا؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ رَبِّي وَرَبُّكُمُ اللَّهُ، قَالَ: أَوَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي؟
قَالَ: نَعَمْ، فَأَخَذَهُ فَعَذَّبَهُ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى دَلَّهُ عَلَى الْغُلَامِ، فَجِيءَ بِهِ،
فَقَالَ: أَيُّ بُنَيَّ قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ أَنْ تُبْرِئَ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ، وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ،
قَالَ: مَا أَنَا أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ هَذَا، قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: اللَّهُ، قَالَ: أَنَا؟
قَالَ: لَا، وَلَكِنَّ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ وَاحِدٌ، فَعَذَّبَهُ حَتَّى دَلَّهُ عَلَى الرَّاهِبِ. فَأَتَى بِالرَّاهِبِ،
قَالَ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ، فَأَبَى، فَأَخَذَ الْمِنْشَارَ فَوَضَعَهُ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَشَقَّ رَأْسَهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ،
فَقِيلَ لِلْأَعْمَى ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى، فَوُضِعَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَشَقَّهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ،
فَقِيلَ لِلْغُلَامِ ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى، فَأَمَرَهُمْ فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ حَتَّى تُصْعِدَانِهِ عَلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا،
فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَأَلْقُوهُ، فَانْطَلَقُوا بِهِ فَصَعِدُوا بِهِ حَتَّى بَلَغُوا ذِرْوَتَهُ،
فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ، فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ فَوَقَعُوا أَجْمَعِينَ، وَجَاءَ الْغُلَامُ إِلَى الْمَلِكِ،
فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ فَقَالَ: كَفَانِيهِمُ اللَّهُ، قَالَ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى الْبَحْرِ، فَإِذَا تَوَسَّطْتُمُ الْبَحْرَ،
فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَأَلْقُوهُ، فَانْطَلَقُوا بِهِ فَفَعَلُوا. فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ،
فَانْكَفَأَتْ بِهِمُ السَّفِينَةُ، فَغَرِقُوا، وَجَاءَ الْغُلَامُ يَمْشِي حَتَّى أَتَى الْمَلِكَ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟
قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللَّهُ، وَاللَّهِ مَا أَنْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ. فَقَالَ: مَا ذَلِكَ؟
قَالَ: تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ تَصْلِبُنِي عَلَى جِذْعٍ فَتَأْخُذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي،
ثُمَّ تَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ، ثُمَّ تَرْمِيَنِي، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي. فَرَمَاهُ، فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ،
فَقَالَ الْغُلَامُ: هَكَذَا فَأَمْسَكَ عَلَى صُدْغِهِ. فَقَالَ النَّاسُ: آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ،
فَقِيلَ لِلْمَلِكِ: أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ؟ قَدْ وَاللَّهِ آمَنَ النَّاسُ، فَأَمَرَ بِالْأُخْدُودِ عَلَى أَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخَدُّوا فِيهَا،
وَأُضْرِمَ فِيهَا النِّيرَانُ، فَقَالَ: مَنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَاقْتَحِمُوهُ فِيهَا، فَجَعَلُوا يَتَقَحَّمُونَ فِي النَّارِ،
حَتَّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا ابْنٌ رَضِيعٌ، فَكَأَنَّ الْمَرْأَةَ تَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا،
فَقَالَ لَهَا ابْنُهَا: يَا أُمَّهِ، اصْبِرِي، فَإِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ " ---------------------- مسند بن أبي شيبة
_________________ يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ
|
|