إذا كان أعدائنا يفوقوننا في السلاح , فإننا نملك قوة لا يملكونها, ونأوي إلى ركن شديد لا يأوون إليه , إننا نملك قوة الإيمان بالله الذين يكفرون بدينه ويلحدون في أسمائه , ونأوي إلى قوة الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, فهو سبحانه لا يتخلى عن المؤمنين.
فهو جل شأنه يقول:
((وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) )) الروم-47 .
ويقول سبحانه :
((إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) )) غافر- 51 .
ولقد شهدت الدنيا معارك دارت رحاها بين معسكر الحق ومعسكر الباطل , بين حزب الله وأحبابه وبين حزب الشيطان وأوليائه..
وأروع هذه المعارك وأخطرها أثراً في تاريخ الإسلام هي المعركة الأولى بين المسلمين والمشركين يوم بدر , هذا اليوم الذي ارتفع فيه سهم الإيمان وارتفع المسلمون بثقتهم في الله وتصديقهم لوعده فوق كل معنى للخوف أو الضعف أو التردد , وقال حينها سيدنا سعد بن معاذ لسيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
((امض يا رسول الله لما أردت فنحن معك , فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك )).
وحقق الله وعده وأعز جنده وأنزل عليهم من السماء مدده.
فيقول تعالى:
((إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) )) الأنفال- 12 .
وقد وعد الله المؤمنين المستمسكين بالحق بالنصر والعزة والتمكين .
فقال تعالى :
((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا )) النور- 55 .