اشترك في: السبت يونيو 22, 2013 3:24 pm مشاركات: 554
|
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي سيد المرسلين سيدنا محمد صلي الله عليه وعلي آله وأصحابه أجمعين المنزل عليه قوله سبحانه :
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) } ( العلق : 1-5 ) أما بعد : فان من ابرز خصائص الإسلام توثيقه للعلاقة بين حقيقة الدين من ناحية ، والكون الكبير الذي نعيش فيه من ناحية أخري ، فالنظر في ملكوت الله إيمان ، والعمل في جنباته عبادة . بل إن كسب الدنيا والآخرة منوط بحسن الاستفادة من آيات الله في البر والبحر ، وما أكثر هذه الآيات لو أردنا اكتشافها وارتفاقها .
يقول الله عز وجل في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم :
1) { اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13) } ( الجاثية : 12-13 ) 2) وقال تعالي : { وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (10) } ( الأعراف : 10 )
3) وقال تعالي : { أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } ( لقمان : 21 )
4) وقال تعالي : { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) } ( الملك : 15 )
5) وقال تعالي : { وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (80) } ( النحل : 80 )
6) وقال تعالي : { وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) } ( سبأ : 10-13 )
7) وقال تعالي : { وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25) } ( الحديد : 25 ) 8) وقال تعالي : { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) } ( الروم : 22 )
9) وقال تعالي : { قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) } ( الكهف : 95 – 97 )
_ ولكن مفتاح هذه القوي المشاعة ، وتلك الخيرات المتاحة هو العلم ، العلم الذي يفتق الأذهان ، ويجلو الظلمات ، ويميط اللثام عن وجه الحق في كل أفق قريب أو بعيد ، فلا يكاد يغيب عن شعاعه النافذ شئ . ومن هنا فان انتشار الإسلام قديماً صحبه رقي حضاري بعيد المدى ، متعدد الجوانب . بل إن ازدهار المعارف الإنسانية مشي في ركاب الحكم الإسلامي شرقاً وغرباً ، فإذا بطلاب العلوم الكونية والحيوية يهرعون إلي عواصمه بغية الاستفادة في شتي الفنون والفلسفات ، والاستبحار فيما يرفع قدر الإنسان ويصقل نفسه ، وذلك كله من أثر حضارة الإسلام بالعلم وترغيبه فيه . والعلم الذي يقبل المسلم عليه ، ويستفتح أبوابه بقوة ، ويرحل لطلبه من أقصي المشارق والمغارب ليس علماً معيناً محدود البداية والنهاية ، فكل ما يوسع منادح النظر ، ويزيح السدود أمام العقل النهم إلي المزيد من العرفان ، وكل ما يوثق صلة الإنسان بالوجود ، ويفتح له آماداً أبعد من الكشف والإدراك ، وكل ما يتيح له التقدم في العالم ، والتحكم في قواه ، والإفادة من ذخائره المكنونة ، ذلك كله علم ينبغي التطلع له والتضلع فيه ، ويجب علي المسلم أن يأخذ بسهم منه . وهذا الشمول دلت عليه الآيات والسنن ، فأما الأحاديث المشيرة إلي التزود من المعارف أياً كانت فكثيرة ، ومنها قول رسول الله " صلي الله عليه وسلم " :
1) { من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلي الجنة } (رواه مسلم) 2) وقال صلي الله عليه وسلم { ما أكتسب مكتسب مثل فضل علم يهدي صاحبه إلي هدي أو يرده عن ردي ، وما استقام دينه حتي يستقيم عقله } (رواه الطبراني)
3) وقال صلي الله عليه وسلم { لاحسد إلا في اثنتين . رجل أتاه الله مالاً فسلطه علي هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها }
(رواه البخاري) 4) وقال صلي الله عليه وسلم { إن الله وملائكته وأهل السماوات الأرض حتي النملة في جحرها ، وحتي الحوت في جوف البحر ليصلون علي معلم الناس الخير }
( رواه الترمذي ) 5) وقال صلي الله عليه وسلم { يا أبا ذر ، لأن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة ، ولأن تغدو فتعلم باباً من العلم عمل به أو لم يعمل به ، خير لك من أن تصلي ألف ركعة } ( رواه ابن ماجه ) 6) وقال زيد بن ثابت : { أمرني رسول الله " صلي الله عليه وسلم " فتعلمت له كتاب يهود بالسريانية ، وقال: إني والله ما آمن يهود علي كتابي ، قال زيد : فوالله ما مر بي نصف شهر حتي تعلمته وجدت فيه فكنت أكتب له إليهم وأقرأ له كتبهم اليه }
( رواه البخاري ) _ وقد ثبت تاريخياً أن المسلمين هم أصحاب اليد الطولي علي الحضارة العالمية السائدة الآن ، وقد اتفقت كلمة المحققين من رجال التاريخ أن عصر الإحياء في أوروبا إنما نشأ عن التقدم الحضاري للعرب ، والمواريث العقلية والخلقية التي أنشئت للطب في أوروبا هي التي أنشأها العرب في جنوب ايطاليا ، وأن أول مرصد للفلك هو الذي أقامه المسلمون في أشبيلية بأسبانيا .
_ واليكم أسماء علماء المسلمون العرب الذين تحقق من خلالهم تقدم في شأن العلم وازدهار الأمم العربية والأوروبية :-
** " ابن سينا " الطبيب الفيلسوف صاحب كتاب _ الشفاء _ ، وأول من أستخدم التشخيص الخلافي مفرقاً بين أنواع الالتهاب المختلفة .
** " ابن زهر " الذي اكتشف حشرة الجرب ، وهي سبب ظهور هذا المرض .
** " ابن النفيس " أول من فكر في موضوع الدورة الدموية .
** " الرازي " وهو الذي وضع رسالة في الجدري والحصبة هي الأولي من نوعها صورت هذا المرض تصويراً علمياً صحيحاً .
** " ابن ماسويه " الطبيب العربي ، مشخص مرض البرص .
** " البيروني وابن سينا " توصلا إلي حقائق جغرافية هامة فيما يتعلق بنشأة الجبال وطبقات الصخور .
وقد استمدت عواصم الغرب في أوروبا من التفوق الحضاري للعرب ، وإنها ما وصلت إلي ما وصلت إليه إلا بفضل أسلافنا .
_________________ آل بيت النبي ذريعتي *** وهم إليه وسيلتي أرجو بهم اُعطى غداً *** بيدي اليمين صحيفتي
|
|