بسم الله الرحمن الرحيم
عن سهل بن سعد قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة، فرأى شاة شائلة برجلها، فقال: أترون هذه الشاة هينة على صاحبها، قالوا: نعم، قال: والذي نفسي بيده، للدنيا أهون على الله عز وجل من هذه على صاحبها، ولوكانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة.
عن المستورد بن شداد، قال: إني لفي ركب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر بسخلة منبوذة، فقال: أترون هذه هانت على أهلها حين ألقوها فقالوا: من هوانها ألقوها، قال: والذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله عز وجل من هذه على أهلها.
عن ابن عباس، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة ميتة، فقال: والذي نفسي بيده للدنيا على الله عز وجل أهون من هذه الشاة على أهلها.
عن سلمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر.
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن عبادة - أراه رفعه -، قال: يجاء بالدنيا يوم القيامة، فيقال: ميزوا ما كان لله عز وجل وألقوا سائرها في النار.
عن محمد بن المنكدر، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ما كان لله منها.
عن المطلب بن حنطب، عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى.
عن هشام، أو عوف، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حب الدنيا رأس كل خطيئة.
عن سليمان بن حبيب، عن أبي أمامة الباهلي، قال: لما بعث محمد صلى الله عليه وسلم أتت إبليس جنوده، وقالوا: قد بعث نبي وأخرجت أمته، قال: يحبون الدنيا؟ قالوا: نعم، قال: لئن كانوا يحبونها ما أبالي أن لا يعبدوا الأوثان، وأنا أغدو عليهم وأروح بثلاث: أخذ المال من غير حقه، وإنفاقه في غير حقه، وإمساكه عن حقه، والشر كله لهذا تبع.
عن زيد بن أرقم، قال: كنا مع أبي بكر فدعا بشراب فأتي بماء وعسل، فلما أدناه من فيه بكى وبكى حتى أبكى أصحابه، فسكتوا وما سكت، ثم عاد فبكى حتى ظنوا أنهم لن يقدروا على مسألته، ثم مسح عينيه، فقالوا: يا خليفة رسول الله، ما أبكاك؟ قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته يدفع عن نفسه شيئاً ولم أر معه أحداً، فقلت: يا رسول الله ما الذي تدفع عن نفسك؟ قال: هذه الدنيا مثلت لي فقلت لها: إليك عني، ثم رجعت، فقالت: إنك إن أفلت مني لن ينفلت مني من بعدك.
عن إسماعيل، عن قيس سمعه يقول: أخبرنا المستورد الفهري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم، فلينظر ما يرجع إليه.
عن الشعبي، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: والله ما الدنيا في الآخرة إلا كنفجة أرنب.
عن أبي جعفر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عجباً كل العجب للمصدق بدار الخلود، وهو يسعى لدار الغرور.
قال الضحاك بن عثمان: سمعت بلال بن سعد يقول: قال أبو الدرداء: لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى فرعون منها شربة ماء.
عن مالك بن مغول قال: قال ابن مسعود: الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له.
عن مالك بن دينار، قال: قالوا: لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: يا أبا الحسن، صف لنا الدنيا؟ قال: أطيل أم أقصر؟ قالوا: بل أقصر، قال: حلالها حساب، وحرامها النار.
عن شيخ من بني عدي، قال: قال رجل لعلي بن أبي طالب: يا أمير المؤمنين، صف لنا الدنيا؟ قال: وما أصف لك من دار من صح فيها أمن، ومن سقم فيها ندم، ومن افتقر فيها حزن، ومن استغنى فيها فتن، من حلالها حساب ومن حرامها النار.
عن أبي الحجاج المهري، عن ابن الميمون اللخمي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على مزبلة، فقال: هلموا إلى الدنيا، وأخذ خرقاً وقد بليت على تلك المزبلة وعظاماً قد نخرت، فقال: هذه الدنيا.
عن الحسن البصري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، إن بني إسرائيل لما بسطت لهم الدنيا ومهدت تباهوا في الحلية والطيب والنساء والثياب.
عن معاذ بن الأعلم، عن يونس بن عبيد، قال: ما شبهت الدنيا إلا كرجل نائم فرأى في منامه ما يكره وما يحب، فبينما هو كذلك إذ انتبه.
عن إسحاق بن إسماعيل، أخبرنا إبراهيم بن عيينة، قال: قيل لبعض الحكماء: أي شيء أشبه بالدنيا؟ قال: أحلام النائم.
ذكرت الدنيا عند الحسن البصري، فقال: أحلام نوم أو كظل زائل ... إن اللبيب بمثلها لا يخدع عن يوسف بن الحكم الرقي، قال كان الحسن بن علي يتمثل، ويروى أنه من قوله: يا أهل لذات دنيا لا بقاء لها ... إن اغتراراً بظل زائل حمق عن سفيان بن عيينة، قال: قال لي أبو بكر بن عياش: رأيت الدنيا - يعني في النوم - عجوزاً مشوهة حدباء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذم الدنيا تأليف الْقرشِي الْمَعْرُوف بِأبي الدُّنْيَا الْمُتَوفَّى سنة 281هـ رضى الله عَنهُ
_________________ يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم
|