دوائر المحاصيل (crop circles)


لغز حير العلماء منذ العام 1978 ولم يستطع احد تفسير ما حصل وما يحصل حتى الآن فهناك العديد من الآراء المتباينة بين مؤيد ومعارض لهذه الظاهرة الغريبة التي بدأت في التوسع والانتشار واعتقد أن أكثركم قد سمع عنها فمنهم من يعتقد بأنها من صنع بشري وآخرون يعتقدون بأنها أماكن هبوط مخلوقات غريبة أو قد تكون رسائل من شعب أكثر ذكاء؟ وسنتعرف على هذه الظاهرة بالتفصيل.

دوائر المحاصيل crop circles) )، هي عبارة عن تصاميم وأشكال هندسية مختلفة تتكون غالبا في الليل وفي مدة أقصاها ليلة واحدة دون أن يراها احد في حقول الذرة والقمح والشوفان أو الأعشاب. وتكون أكثر وضوحا كلما ابتعدنا ونظرنا إليها من الأعلى.
هذه الظاهرة أصبحت الموضوع الأكثر إثارة للجدل بين الناس والعلماء لأنها أصبحت أكثر تعقيدا عام بعد عام ،حتى تجاوزت تحليل العلماء ولا تتوقف عن جذب العديد من الناس من أماكن مختلفة خصوصا الذين يؤمنون بالخوارق وما وراء الطبيعة .

بعض الناس يعتقدون بأنها من صنع مخلوقات فضائية وبعضهم يقول أنها لا تعني شيئا مجرد مزروعات قمح وكثير من الخيال ومنهم من يرى وكأنها رسائل من الصحون الطائرة.
جون فلاح ومزارع كأي مزارع أخر لا يهمه في هذه الحياة إلا حقله الواسع وحيواناته التي يربيها في المزرعة. يستيقظ جون في الصباح الباكر، يجمع البيض ويحلب البقرة و يتناول إفطاره و يرجع للعمل في المزرعة حتى مغيب الشمس. في احد الأيام ذهب جون للمزرعة بعد أن أنهى جمع البيض وحلب البقرة وإذا به يتفا جئ مما رأى في الحقل فقد وجد أن مساحة كبيرة من عيدان الذرة قد انثنت لكنها لم تتكسر لكنه لم يبالي بالأمر لأنه أيقن أن ما حصل لحقله من تخريب وعبث هو بسبب بعض أبناء المدينة الذين لا هم لهم سوى إقلاق راحته والعبث بممتلكاته. ما حدث مع جون كان مجرد بداية لسلسلة من الدوائر الكبيرة والغريبة الشكل التي استمرت حتى هذا اليوم مع بعض المزارعين ومنهم (ديفيد) فهو يزرع حبوبا في مزرعة (غالتيمور) لكنه ليس سعيدا على الإطلاق لأنه بالنسبة إلى المزارع فهذا يعني كمية كبيرة من القمح الذي لا يمكن حصاده فهو يتكلف الكثير من المال ولا يجني شيئا في المقابل.

(ديفيد) ابتلي بظاهرة كانت موجودة منذ قرون عديدة إنها محفورة خشبية تعود لعام 1678 وتدعى (الشيطان الحصاد) تظهر ولادة دوائر القمح في مقاطعة انجلاند هذه الظاهرة عادت مجددا في السبعينيات والثمانينيات ،كانت في بداية الأمر دوائر بسيطة وصغيرة لكنها أصبحت تكبر وتزداد تعقيدا يوما بعد آخر وتجذب إليها العديد من المؤمنين بالخوارق والماورائيات.

في عام 1991 خاب ظن كل المؤمنين بان هذه الدوائر من صنع الكائنات الفضائية حين ظهر رجلان في منطقة (ساوثمبتون) في انجلترا يدعيان (دوغ باور) و (ديف تشارلي) و أعلنا أنهما المسؤولان عن بدء هذه الظاهرة عام 1978. فقد صنعا هذه الدوائر للتسلية لتبدو وكأنها مكان هبوط للصحون الطائرة والكائنات الفضائية ولم يتوقعا أن يستجيب الناس بهذه السرعة ويصدقوا الأمر ، فقد أصبحت تشكل أهم الأحداث في نشرات الأخبار وبدأت تظهر في الكتب والمجلات وأصبح الناس يأتون لمشاهدتها من كل حدب وصوب. لم ير احد صنعها وبدأت التكهنات تزداد حول هوية صانع هذه الدوائر وهكذا عاش اللغز المحير.

لكن هناك الفنانون التجاريون، الذين يعتبرون هذا العمل مهنة لهم حيث يقوم بعض المزارعين بتقديم قطعة أرض حتى يقوموا بتحويلها إلى قطعة فنية في الليل، فيقومون بتكوين تشكيلاتهم الفنية، هذه الطريقة تعود على المزارعين وعلى الفنانين بمنفعة كبيرة حيث يتوافد السياح بهدف رؤيتها والقيام بجولة سياحية بالباصات أو على ظهر المروحيات وفي المقابل يحصل الفنانون على بعض المال. هناك العديد من الشركات قامت بعمل إعلانات لمنتجاتها أو خدماتها باستخدام هذه الطريقة منها العديد من شركات الإنتاج الفني أو التلفزيوني وغيرها مثل: مايكروسوفت، مواصلات السويد، Nike ، وبيبسي وبي بي سي .

(اندي توماس) هو العضو المؤسس للأبحاث الدائرية الجنوبية فهو يدرس ويكتب حول دوائر المزروعات منذ العام 1991 يقول توماس :"إن أول دائرة مزروعات رايتها كانت تبعد مسافة لا بأس بها حصل شيء ما هناك وأدركت أن هناك غموض هائل يحصل وشعرت انه يجذبني" منذ سنوات طويلة راقب توماس مئات الدوائر وأجرى العديد من الاختبارات عليها وهذه الأمور أقنعته بأن هناك شيئا يتنصت عليهم فلقد شارك في اختبار اجري عام 1995 يقول:" جلسنا أعلى تلة وتخيلنا شكلا معينا وركزنا أذهاننا على الشكل وتخيلناه ينعكس على دائرة المزروعات ثم اكتشفنا انه في تلك الليلة ظهر الشكل الذي تخيلناه في المنطقة التي أجرينا فيها الاختبار كيف وصل الشكل إلى هناك؟ لقد عملنا بسرية تامة ولم يكن احد يعلم وكأن احد ما يقف خلفك ويسترق السمع يأخذ فكرتك ثم يطبقها."

(ماثيو ويليمز) من المؤمنين بالخوارق ومن صناع الدوائر يقول أن الدوائر التي يصنعها كونت ظاهرة خاصة فقبل أن يبدأ عمله يستدعي قوة عليا لتساعده في عمله، حصلت لماثيو أمور لا يمكن أن يشرحها ولا يعلم كيف حصلت له ولم يجد لها تفسير مقنع فقد قام مرة بصنع دائرة قال المؤمنون أنهم تصوروها بأذهانهم فجاءه الوحي في إحدى الليالي لكي يذهب ويقوم بصنع هذه التشكيلة على بعد مئات الأمتار من الأشخاص الذين طلبوها فهناك رأى كرات من الضوء تسببت له في الذهول. فهو يصنع الدوائر لأسباب روحانية لكنها سببت له المشاكل فقد تم توقيفه مرة وتغريمه بعد اعترافه بصنع الدوائر ومما لا شك فيه أن لدوائر المزروعات قوة على المخلوقات البشرية تفرحهم وتغير مزاجهم وتشفيهم من بعض الأمراض بحسب مزاعم البعض. مهما يكن ما يحدث من أمور عجيبة فيبدو أن هناك قوى غريبة تتفاعل مع بعضها لتشكل هذا الحدث المحير وأول هذه الأدلة هي البطاريات الجديدة وآلات التصوير التي تتعطل والبوصلات التي تتصرف بغرابة.

(بول بيغيه) مبرمج حاسوب خصص الكثير من وقته لدراسة هذه الدوائر فذات يوم كان داخل دائرة بالقرب من مزرعة دايفيد المزارع عندما تعطل هاتفه المحمول يقول:"اعتقد أن الأمر غريب لأنه كان يعمل قبل قليل أخرجت الهاتف من الدائرة فعاد الإرسال بقوة ثم أرجعته للداخل فاختفى مجددا هناك أمر غريب يحصل". ما هو هذا الأمر الغريب الذي حصل مع بول وما نوع هذه الطاقة التي تعرض لها ولم يكتشفها العلم حتى الآن؟.
يتبع
|