موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: " اغتنم خمسآ قبل خمس "
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يناير 18, 2014 1:13 am 
غير متصل

اشترك في: السبت يونيو 22, 2013 3:24 pm
مشاركات: 554

" اغتنم خمسآ قبل خمس "



( عن ابن عباس رضي الله عنهما قال. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه : اغتنم خمسآ قبل خمس _ شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك ) .

_ والحديث رواه الحاكم وقال صحيح علي شرطهما ، وقال شارع الجامع اسناد حسن .

وعظ رسول الله صلي الله عليه وسلم بهذه الموعظه التي حددت معالم الطريق وبينت أسباب النجاة . وما أكمل أن نكون أهلآ لما خلقنا الله من أجله ( وما خلقت الجن والأنس الا ليعبدون ) .

*** فاغتنام الشباب : معناه أن الأنسان لن يظل متمتعآ بشبابه دائمآ . وانما هو كالنبات يهيج فتراه مصفرآ ثم يكون حطامآ .. فينتقل من طفل الي غلام ثم الي شاب فرجل فشيخوخه . ومن الناس من يعمر الي أن يحبو علي الأرض كالطفل . ويأتي القدر المحتوم . اذآ فلابد للشاب أن يقف علي هذه الحقائق .. فلا يغتر بدنياه فيشغل عن الهدف الأسمي . وهو الرجوع الي الله قبل فوات الأوان . فالله سبحانه وتعالي في الحديث القدسي يقول : (( ياابن آدم لا تغتر بشبابك فلكم من شباب سبقك الي الموت ، ياابن آدم لا تفرح بدنياك فلست بمخلد ، ياابن آدم استحي مني عند معصيتك ، استحي منك فلا أعذبك ))
ويقول سبحانه وتعالي في حديث آخر (( أحب ثلاثآ وحبي لثلاث أشد ، أحب أهل السخاء وحبي للفقير السخي أشد ، وأحب المتواضعين وحبي للغني المتواضع أشد ، وأحب التائبين وحبي للشاب التائب أشد )).
ولله دّّر القائل: (( ولدتك أمك ياابن آدم باكيآ والناس حولك يضحكون سرورآ ، فاجهد لنفسك أن تكون اذا بكوا في يوم موتك ضاحكآ مسرورآ ))

*** وصحتك قبل سقمك : اذا كانت الوقايه خير من العلاج فقد خطب عمر بن الخطاب يومآ فقال : اياكم والبطنه فانها مكسلة عن الصلاة ، ومفسدة للجسم ، ومودية الي السقم ، وعليكم بالقصد في قوتكم فانه أبعد عن السرف ، وأصح للبدن ، وأقوي علي العباده . وأن العبد لن يهلك حتي يؤثر شهوته علي دينه ، وما كان ذلك الا اقتباسآ من قول رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( ما ملئ آدمي وعاء شرآ من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فان كان لا محالة فاعلآ ، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه )) . وقال أيضآ عليه الصلاة والسلام : (( نحن قوم لا نأكل حتي نجوع واذا أكلنا لا نشبع )) ففيه من التوجيه والفلاح ما فيه الكفايه .

*** وغناك قبل فقرك : تلك أيضآ نعمة ثالثه لا تقل عن النعمتين السابقتين ، ولكن لا ضمان لدوامها فكم من الناس كانوا يملكون وأصبحوا لا يملكون ، وكم كانوا لا يملكون شيئآ واصبحوا يملكون . وتلك سنة الله في خلقه . يقول الله في كتابه العزيز :
{ قل اللهم مالك الملك ، تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء ، وتعز من تشاء وتذل من تشاء ، بيدك الخير انك علي كل شئ قدير }
وقد روي أن رجلآ كان له صديق فقير ، فكان يعطيه من مال الله الذي عنده ، وأراد الله أن يصبح الغني فقيرآ والفقير غنيآ ، فتنكر الغني لصديقه الذي كان يحسن اليه . بل كان اذا رآه حوِِّّل وجهه حتي لايضطر الي أعطائه فقال له :

تراني مقبلآ فتصدعني ** وتزعم انني أبغي رضاك
سيغنيني الذي أغناك عني ** فلا فقري يدوم ولا غناك



فاذا كنت غنيآ ففي استطاعتك أن تقدم خيرآ لنفسك يوم القيامة . وصدق الله العظيم حين قال :

{ما عندكم ينفد وما عند الله باق }


واعلم أن التبذير ما دخل في كثير الا هدمه ودمره ، ولا دخل التدبير في قليل الا كثره . وقد كان الصديق "رضي الله عنه"يقول : اني لأبغض أهل بيت ينفقون رزق الأيام الكثيرة في يوم واحد . والحكيم من يجعل دائمآ نصب عينيه قول رسول الله صلي الله عليه وسلم

(( تعرّّف الي الله في الرخاء يعرفك في الشدة ))



*** وفراغك قبل شغلك : قال أحد الحكماء . الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك ، ونظرآ لأن العمر مهما طال فهو قصير ، واللحظات محسوبة علي صاحبها .. وما يمضي منها لايعود ، ولن يعرف الأنسان قيمتها الا في يوم الحساب والذي يجب أن يعمل له ألف حساب وأغتنام فرصة الفراغ من ألزم الأشياء علي الأنسان العامل . فربما لايستطيع أن يعمل بنفس الطاقة بسب كثرة المشاغل أو الأولاد أو كبر السن . وأيضآ قبل أن تنقضي أيام حياته التي سيسأل عنها أمام مولاه عن كل لحظة قضاها . وفي ذلك يقول الصادق الأمين صلي الله عليه وسلم ( لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع - عن عمره فيما أفناه ؟ وعن شبابه فيما أبلاه ؟ وعن ماله من أين أكتسبه ، وفيم أنفقه ؟ وعن علمه ماذا عمل به ؟ ) فليقدم الأنسان لنفسه ما ينفعه في الحياة الآخرة ، وما يترك له أثرآ صالحآ في حياته الأولي .

*** وحياتك قبل موتك : الموت هو نهاية المطاف الدنيوي . وهو حكم الله عز وجل في جميع خلقه بعد انتهاء آجالهم . ولقد أخبر الله حبيبه ومصطفاه سيدنا محمد بذلك فقال { انك ميت وانهم ميتون } فالموت انتقال من دار الي دار "من دار العمل الي دار الجزاء".
ويقول الحبيب المصطفي"صلي الله عليه وسلم"
( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ) . وسئل صلي الله عليه وسلم – أي المؤمنين أفضل؟
قال أحسنهم خلقآ . قيل أي المؤمنين أكيس؟ قال أكثرهم للموت ذكرآ ، وأحسنهم له استعدادآ . والأستعداد هو اعداد زاد التقوي .. والتقوي هي الخوف ، وقد عرفها الأمام علي "كرم الله وجهه" بقوله ( والتقوي هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والأستعداد ليوم الرحيل ) . يقول الأصمعي : سمعت شابآ يتعلق بأستار الكعبة وينشد بعض الأبيات ، ثم سقط مغشيآ عليه فدنوت منه فاذا هو "علي زين العابدين" ابن الحسين بن علي "رضي الله عنهم" ، فرفعت رأسه في حجري وبكيت ، فقطرت دمعة علي خده الشريف – فقال من أنت؟ فقلت عبيدك الأصمعي ياسيدي . سيدي ما هذا البكاء ، وأنت من آل بيت الحبيب ، والله تعالي يقول { انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرآ } فقال هيهات هيهات ان الله تعالي خلق الجنة لمن أطاعه ولو كان عبدآ حبشيآ وخلق النار لمن عصاه ولو كان حرآ قرشيآ .

ثم قال أليس الله تعالي يقول { فاذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون . فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون } أليس جدي هو القائل ( اني لأخشاكم الله وأتقاكم له ) ، ثم قال وهو يبكي – أنسيت ياهذا أن النبي "صلي الله عليه وسلم" قال لجدتي "فاطمة" : اعملي فاني لن أغني عنك من الله شيئآ . وأن الصديق "رضي الله عنه" كان يقول : لو كانت احدي رجلي في الجنة والأخري خارجها ما أمنت مكر الله .. وأن عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" كان يخاف من لقاء الله تعالي خوفآ شديدآ ، وكان دائم البكاء لدرجة أنك كنت تري علي وجهه خطين أسودين من كثرة انحدار الدموع ، وكنت تشم في فمه رائحة الكبد المشوي وكان يقول : ليت أمي لم تلدني .
فرضي الله عنك يازين العابدين ، ورضي الله عن السلسلة المباركة الذين قال الله فيهم { رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد } .
_________________
وصلي الله وسلم علي من أدبه ربه فأحسن تأديبه . من أعطاه الله صفوة آدم ومولد شيث ، وشجاعة نوح ، وحلم ابراهيم ، ولسان اسماعيل ، ورضا اسحق ، وفصاحة صالح ، وحكمة لقمان ، وبشري يعقوب ، وجمال يوسف ، وصبر أيوب ، وقوة موسي ، وتسبيح يونس ، وجهاد يوشع ، ونغمة داوود ، وهيبة سليمان ، ووقار الياس ، وزهو عيسي ، وعلم الخضر . فكان أهلآ لأن يخاطبه الله تعالي بقوله { وانك لعلي خلق عظيم } .

_________________
آل بيت النبي ذريعتي *** وهم إليه وسيلتي
أرجو بهم اُعطى غداً *** بيدي اليمين صحيفتي


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 7 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط