فى دعوة لاعادة بناء المعالم الاثرية الاسلامية في السعودية
باحث: الصحابة حافظوا على آثار الرسول 300 عام
طالب باحث مختص في تاريخ المدينة المنورة بإعادة بناء المعالم الأثرية التي اندثرت نتيجة التوسع العمراني وضعف الثقافة المحلية بقيمتها التاريخية والدينية وتخصيص جهة رسمية تقف على مطالبات المؤرخين ومناقشتها ميدانياً لإعادة بنائها من جديد بحسب المرسوم الملكي الذي يقضي بالحفاظ على المواقع التاريخية والمعالم الأثرية بمتابعة وإشراف هيئة السياحة والآثار.
وبحسب صحيفة الوطن دعا الدكتور تنيضب بن عوادة الفايدي، خلال محاضرة نظمها مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة أول من أمس، ضمن سلسلة تجربتي وحملت عنوان "رصد المواقع التاريخية للمدينة المنورة"، أدارها الدكتور محمد أنور البكري، المجتمعين في ملتقى التراث العمراني الوطني الثالث الذي ينطلق في المدينة المنورة غدا لرفع توصية عاجلة لرئيس هيئة السياحة والآثار لحماية تلك المواقع التي اندثرت أكثر معالمها وبقيت أثراً بعد عين، مشيداً باستجابة الجهات الحكومية لما يتوصل إليه الباحثون من رصد وتوثيق للمواقع والمطالبة بحمايتها من الاندثار.
وزف الفايدي البشرى للحضور بأن أولى المواقع التاريخية والمعالم الأثرية للمدينة التي صدرت توجيهات عليا بإعادة بنائها هو مسجد غزوة بنو قريظة الذي يقع في الجنوب الشرقي للمدينة، موضحا أن المسجد يقع في مكان حصن كان للزبير، وبالقرب منه حديقة عرفت قديماً باسم حاجزة، وكانت وقفاً للفقراء، وأعاد بناءه الخليفة عمر بن عبدالعزيز، وأدخل فيه بيت امرأة من الخضر بعد أن ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى فيه، وكان محل هذا المسجد مصلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في أيام حصاره لبني قريظة، ثم حظي بالتجديد والبناء في القرن الثامن الهجري، وبني عليه حظير بطول نصف قامة ثم اندثر بسبب التوسع العمراني، مشيراً إلى أن عددا من الباحثين طالبوا بإعادة بنائه لأهميته التاريخية وصدر قرار أخير يدعم مطالباتهم ويحفظ هذا الموقع لارتباطه بالسيرة النبوية.
ولفت الفايدي إلى حرص الصحابة والتابعين ومن اقتفى أثرهم على الحفاظ على البقاع والأماكن الأثرية وقال: إن مواقع صغيرة بقيت لأكثر من 300 عام تحفظ بحواجز ولا يداس عليها وترش بالمـاء طيلة تلك المدة، كان النبي قد جلس أو صلى فيها تقديراً لمكانته وحفظاً لسيرته الشريفة - صلى الله عليه وسلم -، وهو ما يدعونا اليوم للاقتداء بهم والحفاظ على تلك المواقع التي تمثل جزءاً من تاريخنا وحضارتنا الإسلامية.
واستعرض الفايدي خلال محاضرته عددا من المواقع والمعالم التاريخية في المدينة سارداً تجربته في رصد تلك المواقـع، مبيناً أنه اتبع عددا من المؤرخين السـابقـين في الاستدلال على تلك المواقع والطرق المنهجية التي اتبعوها للاستدلال والتـأكد مـن المـواقع، منتقـداً الباحثين الذين يعتمدون في توثيق المواقع التاريخية عن النصوص والرويات الشفوية دون الوقوف عليها، مبيناً أن ذلك من أكبر أسباب الخطأ واللبس في المعلومات التاريخية الذي كثرت في مؤلفات المؤرخين اليوم.
وجدد الفايدي في ختام حديثه مطالبته بإدخال الزيارات الميدانية ضمن مقررات التعليم في مواد الاجتماعيات (التاريخ/ الجغرافيا/ السيرة)، بحيث توزع مقـررات تلك المواد لنظرية وميدانية يقف الطلاب على المواقع خصوصاً في المـدن التي تضـم مواقع تاريخية ومعالـم أثـرية كمـا هو الحال في منطقة المدينة المنورة ومكة المكرمة، متوقفا عند أن طلاب التعليم العام لا يستفيدون من المناهج النظرية الحالية سوى 5% وتبقى النسبة المفقودة في الوقوف الفعلي على المواقع، لافتا إلى أنه انتهى أخيراً من رصد موقع أهل الصفة وأصدر كتاباً خاصا به في أكثر من 300 صفحة.
الجدير بالاشارة ان هناك الكثير من المعالم الاثرية والتاريخية التي تعود للرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم وآل بيته الاطهار في المملكة العربية السعودية وخاصة في مكة والمدينة قد هدمت ودثرت ومنها بيت النبي وخديجة، وجاءت ازالة هذه المعالم وتدميرها بتاثير الفكر السلفي التكفيري الذي يهيمن على الكثير من الوزارات المهمة والهيئات الفاعلة مثل وزارة الاعلام والاوقاف والتربية والتعليم وهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
http://medinatimes.com/arabic/index.php ... m/1581-300