موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

النيــة, فضيلتها , حقيقتها , معناها
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=15173
صفحة 1 من 1

الكاتب:  ابن حجر [ الجمعة ديسمبر 20, 2013 4:24 pm ]
عنوان المشاركة:  النيــة, فضيلتها , حقيقتها , معناها

النية, فضيلتها , حقيقتها , معناها

وفيه :

بيان حقيقة النية وبيان كون النية خيرا من العمل وبيان تفضيل الأعمال المتعلقة بالنفس وبيان خروج النية عن الاختيار وبيان فضيلتها
------------
بيان فضيلة النية
-----------------
قال الله تعالى :{وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَه }. [ الأنعام : 52 ]

والمراد بتلك الإرادة هى النية وقال صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله

ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " .

وقال صلى الله عليه وسلم : " أكثر شهداء أمتى أصحاب الفرش ورب قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته " .

وقال تعالى : { إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا } [ النساء :35 ] .

فجعل النية سبب التوفيق وقال صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم

وأعمالكم " .

وإنما نظر إلى القلوب لأنها مظنة النية وقال صلى الله عليه وسلم : " إن العبد ليعمل أعمالا حسنة فتصعد الملائكة في صحف

مختمة فتلقى بين يدى الله تعالى فيقول : ألقوا هذه الصحيفة فإنه لم يرد بما فيها وجهى ثم ينادى الملائكة اكتبوا له كذا وكذا

اكتبوا له كذا وكذا فيقولون : يا ربنا إنه لم يعمل شيئا من ذلك فيقول الله تعالى : إنه نواه " .

حديث :" إن العبد ليعمل أعمالا حسنة فتصعد بها الملائكة " .

وقال صلى الله عليه وسلم :" الناس أربعة رجل أتاه الله عز وجل علما ومالا فهو يعمل

بعلمه في ماله فيقول رجل : لو آتانى الله تعالى مثل ما آتاه لعملت كما يعمل فهما في الأجر سواء ورجل آتاه الله تعالى مالا

ولم يؤته علما فهو يتخبط بجهله في ماله فيقول : رجل لو آتانى الله مثل ما آتاه عملت كما يعمل فهما في الوزر سواء " .

بلفظ " مثل هذه الأمة كمثل أربعة نفر" .

ألا ترى كيف شركه بالنية في محاسن عمله ومساويه وكذلك في حديث أنس بن مالك لما خرج رسول الله صلى الله عليه

وسلم في غزوة تبوك قال : " إن بالمدينة أقواما ما قطعنا واديا ولا وطئنا موطئا يغيظ الكفار ولا أنفقنا نفقة ولا أصابتنا مخمصة إلا

شركونا في ذلك وهم بالمدينة قالوا : (وكيف ذلك يا رسول الله وليسوا معنا) قال : حبسهم العذر فشركوا بحسن النية " .

وفي حديث ابن مسعود : "من هاجر يبتغى شيئا فهو له " .

فهاجر رجل فتزوج امرأة منا فكان يسمى مهاجر أم قيس وكذلك جاء في الخبر : إن رجلا قتل في سبيل الله وكان يدعى قتيل

الحمار لأنه قاتل رجلا ليأخذ سلبه وحماره فقتل على ذلك فأضيف إلى نيته وفي حديث عبادة عن النبى صلى الله عليه وسلم

: " من غزا وهو لا ينوى إلا عقالا فله ما نوى " .

وقال أبى: استعنت رجلا يغزو معى فقال لا حتى تجعل لي جعلا فجعلت له فذكرت ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فقال : "

ليس له من دنياه وآخرته إلا ما جعلت له ".

وروى في الإسرائيليات : (أن رجلا مر بكثبان من رمل في مجاعة فقال في نفسه لو كان هذا الرمل طعاما لقسمته بين الناس

فأوحى الله تعالى إلى نبيهم أن قل له إن الله تعالى قبل صدقتك وقد شكر حسن نيتك وأعطاك ثواب ما لو كان طعاما فتصدقت

به) .

وقد ورد في أخبار كثيرة : " من هم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة " .

وفي حديث عبد الله بن عمرو :{ من كانت الدنيا نيته جعل الله فقره بين عينيه وفارقها أرغب ما يكون فيها، ومن تكن الآخرة

نيته جعل الله تعالى غناه في قلبه وجمع عليه ضيعته وفارقها أزهد ما يكون فيها } .

وفي حديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر جيشا يخسف بهم البيداء فقلت: (يا رسول الله يكون فيهم المكره

والأجير) فقال: (يحشرون على نياتهم.) .

وقال عمر رضى الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إنما يقتتل المقتتلون على النيات} .

وقال عليه السلام : " إذا التقى الصفان نزلت الملائكة تكتب الخلق على مراتبهم فلان يقاتل للدنيا فلان يقاتل حمية فلان يقاتل

عصيبة ألا فلا تقولوا فلان قتل في سبيل الله فمن قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو فى سبيل الله } .

وعن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " { يبعث كل عبد على ما مات عليه } .

وفي حديث الاحنف عن أبي بكرة : {إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قيل يا رسول الله هذا القاتل فما

بال المقتول قال لأنه أراد قتل صاحبه } .

وفي حديث أبي هريرة : " من تزوج امرأة على صداق وهو لا ينوي أداءه

فهو زان ومن ادان دينا وهو لا ينوي قضاءه فهو سارق ".

وقال صلى الله عليه وسلم: " من تطيب لله تعالى جاء يوم القيامة وريحه أطيب من المسك ومن تطيب لغير الله جاء يوم

القيامة وريحه أنتن من الجيفة " .

وأما الآثار
----------

فقد قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : " أفضل الأعمال أداء ما افترض الله تعالى والورع عما حرم الله تعالى

وصدق النية فيما عند الله تعالى ".

وكتب سالم بن عبدالله إلى عمر بن عبد العزيز " اعلم أن عون الله تعالى للعبد على قدر النية فمن تمت نيته تم عون الله له

وإن نقصت نقص بقدره ".

وقال بعض السلف : رب عمل صغير تعظمه النية ورب عمل كبير تصغره النية.

وقال داود الطائي : البر همته التقوى فلو تعلقت جميع جوارحه بالدنيا لردته نيته يوما إلى نية صالحة وكذلك الجاهل بعكس ذلك.

وقال الثوري : كانوا يتعلمون النية للعمل كما تتعلمون العمل .

وقال بعض العلماء : أطلب النية للعمل قبل العمل وما دمت تنوي الخير فأنت بخير .

وكان بعض المريدين يطوف على العلماء يقول : من يدلني على عمل لا أزال فيه عاملا لله تعالى فإني لا أحب أن يأتي على

ساعة من ليل أو نهار إلا وأنا عامل من عمال الله فقيل له قد وجدت حاجتك فاعمل الخير ما استطعت فإذا فترت أو تركته فهم

بعمله فإن الهام بعمل الخير كعامله .

وكذلك قال بعض السلف : وإن نعمة الله عليكم أكثر من أن تحصوها وإن ذنوبكم أخفى من أن تعلموها ولكن أصبحوا توابين

وأمسوا توابين يغفر لكم ما بين ذلك .

وقال عيسى عليه السلام: "طوبي لعين نامت ولا تهم بمعصية وانتبهت إلى غير إثم " .

وقال أبو هريرة: (يبعثون يوم القيامة على قدر نياتهم).

وكان الفضيل بن عياض إذا قرأ {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } [ محمد: 31 ] .

يبكي ويرددها ويقول إنك إن بلوتنا فضحتنا وهتكت أستارنا.

وقال الحسن : إنما خلد أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار بالنيات.

وقال أبو هريرة: (مكتوب في التوراة ما أريد به وجهي فقليله كثير وما أريد به غيري فكثيره قليل ).

وقال بلال بن سعد : إن العبد ليقول قول مؤمن فلا يدعه الله عز وجل وقوله حتى ينظر في عمله فإذا عمل لم يدعه الله حتى

ينظر في ورعه فإن تورع لم يدعه حتى ينظر ماذا نوى فإن صلحت نيته فبالحرى أن يصلح ما دون ذلك.

فإذن عماد الأعمال بالنيات فالعمل مفتقر إلى النية ليصير بها خيرا والنية في نفسها خير وإن تعذر العمل بعائق.

===============================
إحياء علوم الدين للإمإم الغزالي
------------------
يتبع بمشيئة الله



الكاتب:  فراج يعقوب [ الجمعة ديسمبر 20, 2013 10:54 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: النيــة, فضيلتها , حقيقتها , معناها

جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/