بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلى على سيدنا محمد الذى مدحه رب العالمين فقال تعالى فى سورة النجم (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) فان شرف العلم بشرف متعلقه فعلم الحديث يتعلق بسيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن طلب سنن رسول رب العالمين سيدنا محمد _ صلى الله عليه وسلم _ ، يجد في ذلك ما يغنيه ، لأن الحديث مشتمل على معرفة أصول التوحيد ، وبيان ما جاء من وجوه الوعد والوعيد ، وصفات رب العالمين تعالى عن مقالات الملحدين والإخبار عن صفات الجنة والنار ، وما أعد الله تعالى فيهما للمتقين والفجار ، وما خلق الله في السماء من الملائكة المقربين ، ونعت الصافين والمسبحين . وفي الحديث قصص الأنبياء ، وأخبار الزهاد والأولياء ، ومواعظ البلغاء ، وكلام الفقهاء ، وسير ملوك العرب والعجم ، وأقاصيص المتقدمين من الأمم ، وشرح مغازي الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسراياه وجمل أحكامه وقضاياه ، وخطبه وعظاته ، وأعلامه ومعجزاته ، وعدة أزواجه وأولاده وأصهاره وأصحابه . وذكر فضائلهم ومآثرهم . وشرح أخبارهم » ومناقبهم « ، ومبلغ أعمارهم ، وبيان أنسابهم . وفيه تفسير القرآن العظيم ، وما فيه من النبإ والذكر الحكيم . وأقاويل الصحابة في الأحكام المحفوظة عنهم ، وتسمية من ذهب إلى قول كل واحد منهم من الأئمة الخالفين والفقهاء المجتهدين . وقد جعل الله تعالى أهله أركان الشريعة ، وهدم بهم كل بدعة شنيعة . فهم أمناء الله من خليقته ، والواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأمته ، والمجتهدون في حفظ ملته . أنوارهم زاهرة ، وفضائلهم سائره ، وآياتهم باهرة ، ومذاهبهم ظاهرة ، وحججهم قاهرة ، وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه ، أو تستحسن رأيا تعكف عليه ، سوى أصحاب الحديث ، فإن الكتاب عدتهم ، والسنة حجتهم ، والرسول فئتهم ، وإليه نسبتهم ، لا يعرجون على الأهواء ، ولا يلتفتون إلى الآراء ، يقبل منهم ما رووا عن الرسول ، وهم المأمونون عليه والعدول ، حفظة الدين وخزنته ، وأوعية العلم وحملته . إذا اختلف في حديث ، كان إليهم الرجوع ، فما حكموا به ، فهو المقبول المسموع . ومنهم كل عالم فقيه ، وإمام رفيع نبيه ، وزاهد في قبيلة ، ومخصوص بفضيلة ، وقارئ متقن ، وخطيب محسن . وهم الجمهور العظيم ، وسبيلهم السبيل المستقيم . وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر ، وعلى الإفصاح بغير مذاهبهم لا » يتجاسر « . من كادهم قصمه الله ، ومن عاندهم خذلهم الله . لا يضرهم من خذلهم ، ولا يفلح من اعتزلهم المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير ، وبصر الناظر بالسوء إليهم حسير وإن الله على نصرهم لقدير »
بعض ما جاء عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في الحث على التبليغ والحفظ عنه عن عبد الله بن عمرو ـ رضى الله عنهما ـ أنه ، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار » . عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج وحدثوا عني ولا تكذبوا علي ) عن أبي بكرة ـ رضى الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب . فرب مبلغ أوعى من سامع » ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه ـ رضى الله عنهم ـ ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع : « ليبلغ شاهدكم غائبكم . فرب مبلغ أحفظ من سامع » . عن زيد بن ثابت ـ رضى الله عنه ـ ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه كما سمعه ، فرب حامل فقه غير فقيه . ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه » . عن الزهري ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ـ رضى الله عنهم ـ ، قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف من منى ، فقال : « نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ، ثم أداها إلى من لم يسمعها ، فرب حامل فقه لا فقه له ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه » قال الحميدي: سمعت سفيان بن عيينة ـ رضى الله عنهما ـ يقول : ما من أحد يطلب الحديث إلا وفي وجهه نضرة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه » عن أبي حاتم الرازي ـ رحمه الله ـ ، قال : « نشر العلم حياه ، والبلاغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة يعتصم به كل مؤمن » . وقال الأوزاعي ـ رحمه الله ـ : « إذا ظهرت البدع ، فلم ينكرها أهل العلم صارت سنة »
فضيلة حفظ الحديث النبوى الشريف . عن أنس ـ رضى الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينهم ، بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما » عن ابن عباس ـ رضى الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من حفظ على أمتي أربعين حديثا في السنة كنت له شفيعا يوم القيامة » عن عبد الله ـ رضى الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من حفظ على أمتي أربعين حديثا ، ينفعهم الله بها ، قيل له : ادخل من أي أبواب الجنة شئت »
وصية النبي صلى الله عليه وسلم : بإكرام أصحاب الحديث قال هارون العبدي: كنا إذا أتينا أبا سعيد الخدري قال : مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : قلنا : وما وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنه سيأتي من بعدي قوم يسألونكم الحديث عني . فإذا جاءوكم ، فألطفوا بهم وحدثوهم » عن أبي سعيد الخدري ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « سيأتيكم شباب من أقطار الأرض يطلبون الحديث . فإذا جاءوكم فاستوصوا بهم خيرا » عن أبي سعيد الخدري ـ رضى الله عنه ـ أنه كان إذا رأى الشباب قال : مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نوسع لكم في المجلس ، وأن نفهمكم الحديث . فإنكم خلوفنا ، وأهل الحديث بعدنا ))
يتبع إن شاء الله ـ تعالى ـ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي
_________________ يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم
|