بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
(( بعض الفضائل والآيات الواقعة قبل مولده صلى الله عليه وآله وسلم )) الباب الأول : في تشريف الله تعالى له صلى الله عليه وسلم بكونه أول الأنبياء خلقا .
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كنت أول الأنبياء خلقا وآخرهم بعثا "(1)
وعن قتادة مرسلا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، " كنت أول الناس في الخلق وآخرهم في البعث "(2)
وروى علي بن الحسين عن أبيه عن جده مرفوعا: " كنت نورا بين يدي ربي عز وجل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام (3) ".
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما خلق الله تعالى آدم خبره ببنيه، فجعل يرى فضائل بعضهم على بعض، فرأى نورا ساطعا في أسفلهم، فقال: يا رب من هذا ؟ قال: هذا نبيك أحمد وهو أول وهو آخر "(4) ولفظ سعيد والبيهقي: " هو أول من يدخل الجنة. فقال: الحمد لله الذي جعل من ذريتي من يسبقني إلى الجنة ولا أحسده ".
ويرحم الله تعالى صالح بن الحسين الشافعي رحمه الله تعالى حيث قال في قصيدته:
وكان لدى الفردوس في زمن الرضا * * وأثواب شمل الأنس محكمة الشذى يشاهد في عدن ضياء مشعشعا * * يزيد على الأنوار في النور والهدى فقال: إلهي ما الضياء الذي أرى * * جنود السماء تعشو إليه ترددا فقال نبي خير من وطئ الثرى * * وأفضل من في الخير راح أو اغتدى تخيرته من قبل خلقك سيدا * * وألبسته قبل النبيين سؤددا يتبع إن شاء الله - تعالى - ـــــــــــــــــــــ ك : سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد للإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي المتوفي سنة 942 هـ. (1) أخرجه بن عدي في الكامل 3 / 1209 وأبو نعيم في الدلائل 1 / 6 والثعالبي في التفسير 3 / 93 / 1 وذكره السيوطي في الدر 5 / 184 والمتقي الهندي في الكنز (32126). (2) أخرجه ابن عدي في الكامل 3 / 919، وابن سعد في الطبقات 1 - 1 / 96، وذكره المتقي الهندي في الكنز (31916). (3) ذكره العجلوني في كشف الخفا 1 / 312 وعزاه لابن القطان في الأحكام ثم قال نقلا عن الشبراملسي: ليس المراد بقوله من نوره ظاهره من أن الله تعالى له نور قائم بذاته لاستحالته عليه تعالى، لأن النور لا يقوم إلا بالأجسام بل المراد خلق من نور مخلوق له قبل نور محمد وأضافه إليه تعالى لكونه تولى خلقه، ثم قال ويحتمل أن الإضافة بيانية، أي خلقه نور نبيه منها، بل بمعنى أنه تعالى تعلقت إرادته بإيجاد نور بلا توسط شئ في وجوده، قال هذا أول الأجوبة نظير ما ذكره البيضاوي في قوله تعالى (ثم سواه ونفخ فيه من روحه) حيث قال إضافة إلى نفسه تشريفا وإشعارا بأنه خلق عجيب وأن له مناسبة إلى حضرة الربوبية انتهى ملخصا. (4) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال (32056).
_________________ يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم
|