موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 51 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: مصر المحروسة .. الفضائل .. وأحداث الزمان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يناير 04, 2009 2:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1439
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

من زمان .. وهذه الجماعات تحاول جاهدة محو مسألة الانتماء للوطن .. وتسعى بهمة إلى
تفريغ عقول الشباب .. بل والعباد من حب الوطن .. والحرص على سلامته .. مهما كانت الظروف ..

فكان الشاب الحدث أول ما يتدين .. يحذروه من حب الوطن .. وطبعا الأدلة والأحاديث جاهزة .. فيذكرون له حديث (حب الوطن من الإيمان ) .. وطبعا بكل تكشير وتقطيب جبين .. يقولون له :
اتق الله .. دا حديث موضوع يا أخى .

والله .. يا أحباب .. المسألة ليست دينا ولا عقيدة .. ولا حلال ولاحرام .. المسألة .. إزاى نفرغ الشباب ده من هويته .. وفطرته .. ومحبته لوطنه .. علشان بعد كده يبقى سهل أن يجعلوا الشباب والخلق عبيدا لأهوائهم .. وأفكارهم الباطلة والهدامة .

ومن العجيب .. إن المسألة دى .. لاتلقاها برواج إلا فى مصر .. لكن لو قلت الكلام ده لحد من أى بلد عربى آخر .. يقول لك : إنت مجنون يابنى .. ولا إييه .

إذن .... مصر هى المقصودة – حماها الله وحفظها بجاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - .
والكلام كتير .. وإن شاء سوف أقسمه إلى نقاط :

فأول نقطة : هى عن حديث (حب الوطن من الإيمان )
فأقول ابتداء ...

هناك فرق عند السادة الأعلام المتقدمين فى علم الحديث بين قولهم ( موضوع ) وبين (لم أقف عليه ) .. وقد كانت فى الموقع المبارك مشاركة للعبد الفقير بهذا الخصوص مع موج الرحيل .. وأتباعه فى مسألة ( أولية النور المحمدى )

وإيجازا .. فإن الحديث الموضوع هو من ذكر فى سنده راو متهم بالوضع .. أو وضاع .. أو كذاب ,
أما الحديث الذى يقال فيه (لم أقف عليه) فليس معناه أنه مو ضوع .. بل هو مما يتوقف فى الحكم عليه .. حتى نتبين إسناده .. فهو محتمل الصحة والحسن والضعف .. فلا يصح الجزم
بأنه موضوع .. لأن ذلك منافى لقواعد أصول المصطلح .

وانظروا معى يا أحباب إلى ماقاله الأئمة فى هذا الحديث :

قال الحافظ السخاوى فى المقاصد الحسنة (1/100) :
حديث: حب الوطن من الإيمان، لم أقف عليه، ومعناه صحيح في ثالث المجالسة للدينوري من طريق الأصمعي، سمعت أعرابياً يقول: إذا أردت أن تعرف الرجل فانظر كيف تحننه إلى أوطانه، وتشوقه إلى إخوانه، وبكاؤه على ما مضى من زمانه .

ومن طريق الأصمعي أيضاً قال: قالت الهند ثلاث خصال في ثلاثة أصناف من الحيوان، الإبل تحن إلى أوطانها، وإن كان عهدها بها بعيداً والطير إلى وكره، وإن كان موضعه مجدباً، والإنسان إلى وطنه وإن كان غيره أكثر نفعاً.

ولما اشتاق النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة محل مولده ومنشئه أنزل الله تعالى عليه قوله ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ) إلى مكة .

وللخطابي في غريب الحديث من طريق إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز عن أبيه عن الزهري، قال: قدم أصيل بالتصغير الغفاري على رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قبل أن يضرب الحجاب، فقالت له عائشة: كيف تركت مكة، قال اخضرت جنباتها، وابيضت بطحاؤها، وأغدق اذخرها، وانتشر سلمها، الحديث ، وفيه:
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (حسبك يا أصيل لا تحزني )
وهو عند أبي موسى المديني من وجه آخر، قال: قدم أصيل الهذلي فذكر نحوه باختصار، وفيه: فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (ويها يا أصيل تدع القلوب تقر) . انتهى كلام الالحافظ السخاوى .

وقال عنه العلامة الولى السيوطى فى الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة (1/9) :
حديث حب الوطن من الإيمان. لم أقف عليه.

وذكره العجلونى فىكشف الخفاء (1/346) ونقل فيه كلام الحافظ السخاوى – ثم قال :
ومعناه صحيح نظرا إلى قوله تعالى حكاية عن المؤمنين (وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا) انتهى .

ولاشك فى صحة معناه – رغم أنف الإخوة .. وكل الجماعات – لأن له أصلا صحيحا .. انظر إلى مارواه الإمام البخارى فى صحيحه .. قال :
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَأَبْصَرَ دَرَجَاتِ الْمَدِينَةِ أَوْضَعَ نَاقَتَهُ وَإِنْ كَانَتْ دَابَّةً حَرَّكَهَا ).
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ : زَادَ الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ حُمَيْدٍ (حَرَّكَهَا مِنْ حُبِّهَا ) .

وقد علق وشرح وقال الحافظ فى الفتح (6/6) :
قوله ( مِنْ حُبّهَا ) :
وَهُوَ يَتَعَلَّق بِقَوْلِهِ (حَرَّكَهَا) أَيْ حَرَّكَ دَابَّته بِسَبَبِ حُبّه الْمَدِينَة ، ثم قال : وَفِي الْحَدِيث دَلَالَة عَلَى فَضْل الْمَدِينَة ، وَعَلَى مَشْرُوعِيَّة حُبّ الْوَطَن وَالْحَنِين إِلَيْهِ . انتهى

وقال المباركفورى فى تحفة الأحوذي (8/337) :
قوله ( مِنْ حُبِّهَا )
نَازَعَ فِيهِ الْفِعْلَانِ , أَيْ مِنْ أَجْلِ حُبِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا أَوْ أَهْلَهَا . وَفِي الْحَدِيثِ دَلَالَةٌ عَلَى فَضْلِ الْمَدِينَةِ وَعَلَى مَشْرُوعِيَّةِ حُبِّ الْوَطَنِ وَالْحَنِينِ إِلَيْهِ .

ويتبع – إن شاء الله – فى النقطة الثانية .. وهى عن :

ذكر مصر فى الأحاديث والآثار , ودورها فى الأحداث .

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يناير 04, 2009 2:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1439
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

استكمالا لما بدأته – بعون الله ومدد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – أقول :

النقطة الثانية : .. وهى عن ذكر مصر فى القرآن الكريم والأحاديث والآثار وبيان فضلها – حرسها الله- .

أولا - القرآن الكريم :

قال القلقشندى فى صبح الأعشى (1/429) : الباب الثالث من المقالة الثانية في ذكر الديار المصرية ومضافاتها . وفيه ثلاثة فصول :
الفصل الأول في مملكة الديار المصرية ومضافاتها , وفيه طرفان
الطرف الأول في الديار المصرية , وفيه اثنا عشر مقصداً
المقصد الأول : في فضلها ومحاسنها

أما فضلها فقد ورد في الكتاب والسنة ما يشهد لها بالفضيلة، ويقضي لها بالفخر .

قال تعالى ( وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها )
يريد بالقوم بني إسرائيل، وبالأرض أرض مصر؛ ووصفها بالبركة .

إما بمعنى الفضل كما في قوله تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ).

وإما من الخصب وسعة الرزق .. بدليل قوله تعالى مخبراً عن قوم فرعون ( فأخرجناهم من جناتٍ وعيونٍ وزروعٍ ومقامٍ كريمٍ ونعمةٍ كانوا فيها فاكهين ) .

وقال جل وعز ( وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلةً ) فأمر بالعبادة في بيوتها إشارة إلى شرف أرضها ورفعة قدرها.

وقد ذكر الله تعالى اسمها في غير موضع من كتابه العزيز في ضمن قصص الأنبياء عليهم السلام .

فقال تعالى إخباراً عن يوسف عليه السلام ( وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه )

وفي موضع آخر ( وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) .

وقال حكاية عن فرعون لعنه الله ( أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي ) .

وفي معناه قوله تعالى خطاباً لبني إسرائيل ( اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم ) على قراءة الحسن والأعمش (مصر) غير مصروف.
قال القضاعي : وكذلك قراءة من قرأ ( اهبطوا مصراً ) مصروفاً بناء على أن مصر مذكر سمي به مذكراً فلم يمنع الصرف فيه، والتصريح بذكرها دون غيرها من الأقاليم دليل الشرف والفضل.

ثانيا - الأحاديث النبوية الشريفة :

1- وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بها , وبيان قربها من حضرته صلى الله عليه وآله وسلم :

أخرج مسلم (12/375) بَاب وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَهْلِ مِصْرَ – واللفظ له - , ومسند أحمد (9/44) , والطبرانى فى المعجم الكبير (13/403) :
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا فَإِذَا رَأَيْتُمْ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَاخْرُجْ مِنْهَا )
قَالَ فَمَرَّ بِرَبِيعَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنَيْ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ يَتَنَازَعَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَخَرَجَ مِنْهَا .
وزاد الطبرانى فى قوله (ذِمَّةً وَرَحِمًا ) : يَعْنِي أَنَّ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ كَانَتْ مِنْهُمْ .

2- خيرية جندها مصر , وقوتهم – بارك الله فيهم , وحفظهم :

أخرج الطبرانى فى المعجم الكبير (17/100) بإسناده عن عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ:
إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَى عِنْدَ وَفَاتِهِ، فَقَالَ ( اللَّهَ اللَّهَ فِي قِبْطِ مِصْرَ، فَإِنَّكُمْ سَتَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ، وَيَكُونُ لَكُمْ عِدَّةً، وَأَعْوَانًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) .

وأخرجه ابن حبان فى الصحيح (27/397) من طريق حميد بن هانئ ، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي ، وعمرو بن حريث ، يقولان : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال ( إنكم ستقدمون على قوم جعد رءوسهم ، فاستوصوا بهم ، فإنه قوة لكم وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله ) - يعني قبط مصر

وأخرج الطبرانى فى المعجم الأوسط (19/67) والبزار فى مسنده - البحر الزخار ـ (6/314)
عن عمرو بن الحمق قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تكون فتنة ، يكون أسلم الناس فيها ، أو قال : خير الناس فيها الجند الغربي ) قال ابن الحمق : فلذلك قدمت عليكم مصر .
قال الهيثمى فى مجمع الزوائد (2/402) : رواه البزار والطبراني من طريق عميرة بن عبد الله المعافري وقال الذهبي لا يدري من هو. انتهى

وأقول : عميرة بن عبد الله المعافري روى عنه عبد الرحمن بن شريح بن عبيد الله المعافري , وهو ثقة فاضل لم يصب بن سعد في تضعيفه . كذا قال ابن حجر فى التقريب (1/573) ,

فارتفعت جهالته بذلك , وهو مذهب ابن حبان وابن خريمة والحاكم وغيرهم .

ونكمل فى مشاركة قادمة بإذن الله تعالى .

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يناير 04, 2009 4:05 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1439
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

استكمالا لما بدأته – بعون الله ومدد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – أقول :

ومن أعظم ما حبا الله به كنانته المحروسة ( مصر ) ... هذا النيل المبارك .. انظر ماذا قال فيه سيد الخلق حضرة مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

3- أخرج البخارى فى الصحيح (17/322) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( رُفِعْتُ إِلَى السِّدْرَةِ فَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ نَهَرَانِ ظَاهِرَانِ وَنَهَرَانِ بَاطِنَانِ فَأَمَّا الظَّاهِرَانِ النِّيلُ وَالْفُرَاتُ وَأَمَّا الْبَاطِنَانِ فَنَهَرَانِ فِي الْجَنَّةِ , فَأُتِيتُ بِثَلَاثَةِ أَقْدَاحٍ قَدَحٌ فِيهِ لَبَنٌ وَقَدَحٌ فِيهِ عَسَلٌ وَقَدَحٌ فِيهِ خَمْرٌ فَأَخَذْتُ الَّذِي فِيهِ اللَّبَنُ فَشَرِبْتُ , فَقِيلَ لِي أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ أَنْتَ وَأُمَّتُكَ ) .

قال الحافظ ابن حجر فى فتح الباري (11/ 216)
قَوْله : ( أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَفِي الْجَنَّة )
قَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة : فِيهِ أَنَّ الْبَاطِن أَجَلّ مِنْ الظَّاهِر، لِأَنَّ الْبَاطِن جُعِلَ فِي دَار الْبَقَاء وَالظَّاهِر جُعِلَ فِي دَار الْفِنَاء ، وَمِنْ ثَمَّ كَانَ الِاعْتِمَاد عَلَى مَا فِي الْبَاطِن كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّه لَا يَنْظُر إِلَى صُوَركُمْ وَلَكِنْ يَنْظُر إِلَى قُلُوبكُمْ " .

قَوْله : ( وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيل وَالْفُرَات )
وَقَعَ فِي رِوَايَة شَرِيك كَمَا سَيَأْتِي فِي التَّوْحِيد ( أَنَّهُ رَأَى فِي السَّمَاء الدُّنْيَا نَهْرَيْنِ يَطَّرِدَانِ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل هُمَا النِّيل وَالْفُرَات عُنْصُرهمَا )
وَالْجَمْع بَيْنهمَا أَنَّهُ رَأَى هَذَيْنِ النَّهْرَيْنِ عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهَى مَعَ نَهْرَيْ الْجَنَّة وَرَآهُمَا فِي السَّمَاء الدُّنْيَا دُون نَهْرَيْ الْجَنَّة وَأَرَادَ بِالْعُنْصُرِ عُنْصُر اِمْتِيَازهمَا بِسَمَاءِ الدُّنْيَا كَذَا قَالَ اِبْن دِحْيَة .

وَوَقَعَ فِي حَدِيث شَرِيك أَيْضًا " وَمَضَى بِهِ يَرْقَى السَّمَاء فَإِذَا هُوَ بِنَهْرٍ آخَر عَلَيْهِ قَصْر مِنْ لُؤْلُؤ وَزَبَرْجَد فَضَرَبَ بِيَدِهِ فَإِذَا هُوَ مِسْك أَذْفَر فَقَالَ : مَا هَذَا يَا جِبْرِيل ؟ قَالَ : هَذَا الْكَوْثَر الَّذِي خَبَّأَ لَك رَبّك " .

وَوَقَعَ فِي رِوَايَة يَزِيد بْن أَبِي مَالِك عَنْ أَنَس عِنْد اِبْن أَبِي حَاتِم أَنَّهُ بَعْد أَنْ رَأَى إِبْرَاهِيم قَالَ : " ثُمَّ اِنْطَلَقَ بِي عَلَى ظَهْر السَّمَاء السَّابِعَة حَتَّى اِنْتَهَى إِلَى نَهْر عَلَيْهِ خِيَام اللُّؤْلُؤ وَالْيَاقُوت وَالزَّبَرْجَد ، وَعَلَيْهِ طَيْر خُضْر ، أَنْعَمَ طَيْر رَأَيْت ، قَالَ جِبْرِيل : هَذَا الْكَوْثَر الَّذِي أَعْطَاك اللَّه ، فَإِذَا فِيهِ آنِيَة الذَّهَب وَالْفِضَّة يَجْرِي عَلَى رَضْرَاض مِنْ الْيَاقُوت وَالزُّمُرُّد ، مَاؤُهُ أَشَدّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَن ، قَالَ فَأَخَذْت مِنْ آنِيَته فَاغْتَرَفْت مِنْ ذَلِكَ الْمَاء فَشَرِبْت فَإِذَا هُوَ أَحْلَى مِنْ الْعَسَل وَأَشَدّ رَائِحَة مِنْ الْمِسْك "

وَفِي حَدِيث أَبِي سَعِيد " فَإِذَا فِيهَا عَيْن تَجْرِي يُقَال لَهَا السَّلْسَبِيل فَيَنْشَقّ مِنْهَا نَهْرَانِ أَحَدهمَا الْكَوْثَر وَالْآخَر يُقَال لَهُ نَهْر الرَّحْمَة " .

قُلْت : فَيُمْكِن أَنْ يُفَسَّر بِهِمَا النَّهْرَانِ الْبَاطِنَانِ الْمَذْكُورَانِ فِي حَدِيث الْبَاب . وَكَذَا رُوِيَ عَنْ مُقَاتِل قَالَ : الْبَاطِنَانِ السَّلْسَبِيل وَالْكَوْثَر .

وَأَمَّا الْحَدِيث الَّذِي أَخْرَجَهُ مُسْلِم بِلَفْظِ " سَيُحَانُ وَجَيْحَانُ وَالنِّيل وَالْفُرَات مِنْ أَنْهَار الْجَنَّة " فَلَا يُغَايِر هَذَا لِأَنَّ الْمُرَاد بِهِ أَنَّ فِي الْأَرْض أَرْبَعَة أَنْهَار أَصْلهَا مِنْ الْجَنَّة ، وَحِينَئِذٍ لَمْ يَثْبُت لِسَيْحُون وَجَيْحُون أَنَّهُمَا يَنْبُعَانِ مِنْ أَصْل سِدْرَة الْمُنْتَهَى ، فَيَمْتَاز النِّيل وَالْفُرَات عَلَيْهِمَا بِذَلِكَ .

وَأَمَّا الْبَاطِنَانِ الْمَذْكُورَانِ فِي حَدِيث الْبَاب فَهُمَا غَيْر سَيْحُون وَجَيْحُون ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

قَالَ النَّوَوِيّ : فِي هَذَا الْحَدِيث أَنَّ أَصْل النِّيل وَالْفُرَات مِنْ الْجَنَّة ، وَأَنَّهُمَا يَخْرُجَانِ مِنْ أَصْل سِدْرَة الْمُنْتَهَى ، ثُمَّ يَسِيرَانِ حَيْثُ شَاءَ اللَّه ، ثُمَّ يَنْزِلَانِ إِلَى الْأَرْض ، ثُمَّ يَسِيرَانِ فِيهَا ثُمَّ يَخْرُجَانِ مِنْهَا ، وَهَذَا لَا يَمْنَعهُ الْعَقْل ، وَقَدْ شَهِدَ بِهِ ظَاهِر الْخَبَر فَلْيُعْتَمَدْ .

وَأَمَّا قَوْل عِيَاض : إِنَّ الْحَدِيث يَدُلّ عَلَى أَنَّ أَصْل سِدْرَة الْمُنْتَهَى فِي الْأَرْض لِكَوْنِهِ قَالَ :
إِنَّ النِّيل وَالْفُرَات يَخْرُجَانِ مِنْ أَصْلهَا وَهُمَا بِالْمُشَاهَدَةِ يَخْرُجَانِ مِنْ الْأَرْض فَيَلْزَم مِنْهُ أَنْ يَكُون أَصْل السِّدْرَة فِي الْأَرْض ، وَهُوَ مُتَعَقِّب ،
فَإِنَّ الْمُرَاد بِكَوْنِهِمَا يَخْرُجَانِ مِنْ أَصْلهَا غَيْر خُرُوجهمَا بِالنَّبْعِ مِنْ الْأَرْض .

وَالْحَاصِل أَنَّ أَصْلهَا فِي الْجَنَّة وَهُمَا يَخْرُجَانِ أَوَّلًا مِنْ أَصْلهَا ثُمَّ يَسِيرَانِ إِلَى أَنْ يَسْتَقِرَّا فِي الْأَرْض ثُمَّ يَنْبُعَانِ .

وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى فَضِيلَة مَاء النِّيل وَالْفُرَات لِكَوْنِ مَنْبَعهمَا مِنْ الْجَنَّة ، وَكَذَا سَيْحَان وَجِيحَانِ .
قَالَ الْقُرْطُبِيّ : لَعَلَّ تَرْك ذِكْرهمَا فِي حَدِيث الْإِسْرَاء لِكَوْنِهِمَا لَيْسَا أَصْلًا بِرَأْسِهِمَا . وَإِنَّمَا يَحْتَمِل أَنْ يَتَفَرَّعَا عَنْ النِّيل وَالْفُرَات .
قَالَ : وَقِيلَ : وَإِنَّمَا أُطْلِقَ عَلَى هَذِهِ الْأَنْهَار أَنَّهَا مِنْ الْجَنَّة تَشْبِيهًا لَهَا بِأَنْهَارِ الْجَنَّة لِمَا فِيهَا مِنْ شِدَّة الْعُذُوبَة وَالْحُسْن وَالْبَرَكَة ، وَالْأَوَّل أَوْلَى ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . انتهى

شفت الجمال يا أخى ... الحمد لله رب العالمين ... واحد يقول لى .. طيب وليه طولت .. وجبت الكلام على النهرين الباطنين .. مع إن الكلام على النيل ؟؟!!!
أقول له .. يا أخى الحبيب ... بالله عليك .. هوه ينفع نمر على أى شئ فيه جمال وحلاوة .. وعطاء وبركة سيدنا وحبيبنا مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. من غير مانتكلم ..

شفت يا أخى النهرين الباطنين ... قال سيدنا جبريل لحضرته الشريفة ( هَذَا الْكَوْثَر الَّذِي خَبَّأَ لَك رَبّك ) .. وقال له أيضا (َنهْرَانِ أَحَدهمَا الْكَوْثَر وَالْآخَر يُقَال لَهُ نَهْر الرَّحْمَة )

وهذان النهران الطاهران المباركان فى الجنة .. لم يضن حضرته الشريفة بهما على أمته .. ولم يمنع أحدا من أمته من الشرب منهما ... على المراد الإلهى ... فالحرص النبوى الشريف منصرف - بعد ربه – إلى أمته ... يشربهم بايديه .

وكمان ... الشئ يشرف بشرف المجاورة ... فالنيل من أنهار الجنة ... والجنة فيها نهر رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ( الكوثر ) ... يبقى يا بختنا .. ويا سعدنا .. والمصريون يقولون فى المثل ( من جاور السعيد يسعد )

الهم ارزقنا شربة من يد حبيبك صلى الله عليه وآله وسلم ... وجواره فى الدنيا والآخرة .. بجاهه الشريف العريض عندك يا الله .

سامحونى ... طولت عليكم ... ويتبع إن شاء الله

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يناير 12, 2009 6:06 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1439
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

نستكمل الحديث عن مصر المحروسة ... فقد وردت أحاديث بشأنها .. منها :

حديث ( مصر كنانة الله في أرضه ما طلبها عدو إلا أهلكه الله )

قال الإمام السخاوى فى المقاصد الحسنة (1/205) :

لم أره بهذا اللفظ في مصر , ولكن عند أبي محمد السحن بن زولاق في فضائل مصر له حديثاً بمعناه ولفظه (مصر خزائن الأرض كلها من يردها بسوء قصمه الله )
وعزاه المقريزي في الخطط لبعض الكتب الإلهية.

وكذا يروى عن كعب الأحبار : مصر بلد معافاة من الفتن من أرادها بسوء كبه الله على وجهه.

ولابن يونس وغيره عن أبي موسى الأشعري ( أهل مصر الجند الضعيف ما كادهم أحد إلا
كفاهم الله مؤنته ) قال نبيع بن عامر الكلاعي : فأخبرت بذلك معاذ بن جبل فأخبرني بذلك
عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وعن أبي بصرة الغفاري أنه قال : مصر خزائن الأرض كلها وسلطانها سلطان الأرض كلها
ألا ترى إلى قول يوسف ( اجعلني على خزائن الأرض ) ففعل فأغيث بمصر، وخزائنها
يومئذ كل حاضر وباد من جميع الأرضين .

وعزا شيخنا لنسخة منصور بن عمار عن ابن لهيعة من حديث ( من أحب المكاسب فعليه بمصر ) الحديث ) انتهى النقل .

وأقول : لقد أوردت هذا الحديث هنا لبيان حاله ... لا للاحتجاج به على فضل مصر المحروسة .. فكفاها شرفا .. ذكرها فى القرآن الكريم .. وعلى لسان سيد المرسلين مولانا رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ... ومن فضلها ما قاله أبو بصرة الغفاري :

مصر خزائن الأرض كلها , وسلطانها سلطان الأرض كلها , ألا ترى إلى قول يوسف ( اجعلني على خزائن الأرض ) ففعل فأغيث بمصر، وخزائنها يومئذ كل حاضر وباد من جميع الأرضين .

الحمد لله رب العالمين .

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 14, 2009 2:17 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1439

بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد
نستكمل الحديث عن مصر المحروسة ...

قال القلقشندى فى صبح الأعشى (1/430) ذاكرا فضل مصر المحروسة :

وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مصر أطيب
الأرضين تراباً وعجمها أكرم العجم نصاباً " .

يقول العبد الفقير مريد الحق : قال الحافظ السخاوى فى المقاصد الحسنة (1/204) :
قال شيخنا – يعنى الحافظ ابن حجر - : لا أعرفه مرفوعاً، وإنما يذكر معناه عن عمرو بن العاص.

وقال القلقشندى :

ويقال في التوراة : " مصر خزائن الله، فمن أرادها بسوء قصمه الله " .

وقال عمر بن العاص رضي الله عنه : " ولاية مصر جامعةً تعدل الخلافة " .

ووصفها الكندي فقال : " جبلها مقدس، ونيلها مبارك، وبها الطور الذي كلم الله تعالى عليه موسى عليه السلام " .

قال كعب الأحبار : " كلم الله تعالى موسى من الطور إلى طوى "
وفي التوراة : " وادٍ مقدس أفيح " يريد وادي موسى عليه السلام .

ودخلها جماعة من الأنبياء عليهم السلام , منهم :

إبراهيم , ويعقوب , ويوسف، وإخوته عليهم السلام.

ونقل في الروض المعطار عن الجاحظ : أن عيسى ابن مريم عليه السلام ولد بها بكورة
أهناس الآتي ذكرها في كور مصر المقدسة، وأن نخلة مريم كانت بأهناس قائمة إلى زمانه.

وذكر أيضاً أن موسى عليه السلام ولد بها بمدينة أسكر شرقي النيل، وهى الآن قرية من الأعمال الأطفيحية في أعمال الديار المصرية.

وبها سجن يوسف عليه السلام بمدينة بوصير الخراب من الأعمال الجيزية على القرب من البدرشين.

قال القضاعي : أجمع أهل المعرفة من أهل مصر على صحة هذا المكان ، وأن الوحي كان ينزل عليه به، وسطحه معروف بإجابة الدعاء.

سأل كافور الأخشيدي الأمام أبا بكر بن الحداد الفقيه الشافعي عن موضع يستجاب فيه الدعاء فأشار عليه بالدعاء على سطح هذا السجن.

قال القضاعي : وعلى القرب منه مسجد موسى عليه السلام، وهو مسجد مبارك.

وبسفح المقطم بالقرافة الصغرى قبر يهوذا وروبيل من إخوة يوسف عليه السلام.

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 15, 2009 1:57 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 24685

بمناسبة هذا الموضوع الجميل

http://www.almasry-alyoum.com/article2. ... sueID=1286

وفاة مصطفى مشرفة

كتب ماهر حسن ١٥/ ١/ ٢٠٠٩
هو عالم فيزياء مصرى ولد فى مدينة دمياط فى الحادى عشر من يوليو عام ١٨٩٨، وتخرج فى مدرسة المعلمين العليا عام ١٩١٧، وكان أول مصرى يحصل على الدكتوراه فى العلوم من إنجلترا من جامعة توتنجهام عام ١٩٢٣ وعين فى كلية العلوم، ومنح لقب أستاذ وهو دون الثلاثين من عمره،

ووصفه إينشتاين بأنه واحد من أعظم علماء الفيزياء وفى عام ١٩٣٦ انتخب عميدًا لكلية العلوم فكان أول عميد مصرى لها، وتتلمذ على يده مجموعة من أشهر علماء مصر ومنهم سميرة موسى.

قال عن طفولته إنها خلت من أى مباهج ذلك أنه أخذ نفسه على محمل الجد منذ سنوات دراسته الأولى واعتبر اللعب مضيعة للوقت، وفقد والده وهو فى الحادية عشرة من العمر بعد أن منى بخسارة كبيرة فى تجارة القطن.

مشرفة من تلاميذ المدرسة السعيدية وكان مشرفة يحب الفن ويهوى العزف على الكمان وأنشأ الجمعية المصرية لهواة الموسيقى ورغم درايته بانشطار الذرة فإنه ناهض استخدامها فى الحرب ولمشرفة نحو خمسة عشر مؤلفًا علميا إلى أن توفى زى النهارده من عام ١٩٥٠ ونعاه أينشتاين قائلاً: «لا أصدق أن مشرفة مات، إنه مازال حيًا بيننا بأبحاثه».


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 15, 2009 9:27 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد يونيو 19, 2005 3:33 pm
مشاركات: 2280
مكان: الحسين
[font=Tahoma][fot]دكتور محمود
انا لى صديقة خال والدتها مشرفة باشا
وانا سمعت قصته منها
بس مش فاكراها كويس
ماهو لازم اكون مش فاكراها
وتلميذته سميرة موسى هى اللى ماتت مقتولة[/fot]
[/font]

_________________
انا فى جاه رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يناير 20, 2009 1:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1439
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد
والله .. ياسيدى الدكتور .. ليس بعجيب أن تنجب مصر المحروسة هؤلاء العلماء والرجال
الأعلام الأفذاذ .. فهى منبع الحضارات .. ومصدر العلوم .. والأعطيات والأمداد .. يوم كان الأعراب .. الجفاة .. الحفاة .. العالة .. لا يملكون إلا الرمال والخيام .. وتأتيهم المعونة .. والجلاليب ( المتنية من الأكمام ) .. رغم أنف الحاقدين .

ووالله .. والله .. والله ... يكفى مصر شرفا وفخرا ... ويكفينا عزا وفخارا ... أن حضرتك مقيم
بها .. لا حرمنا الله من حضرتك .

والآن .. نستكمل الحديث عن مصر المحروسة ... قال القلقشندى :

وقد روي أنه دخلها من الصحابة رضوان الله عليهم ما يزيد على مائة رجل، ودفن بقرافتها
جماعة منهم فيما ذكره ابن عبد الحكم عن ابن لهيعة خمسة نفر، وهم :

عمرو بن العاص ، وعبد الله بن حذافة ، وأبو بصرة الغفاري، وعقبة بن عامر الجهني ، وعبد
الله بن الحارث الزبيدي وهو آخرهم موتاً.

قال القضاعي : وذكر غير ابن لهيعة أن مسلمة بن مخلد الأنصاري أيضاً مات بها، وهو أميرها.

أما محاسنها ، فلا شك أن مصر - مع ما اشتملت عليه من الفضائل، وحفت به من المآثر -
أعظم الأقاليم خطراً ، وأجلها قدراً ، وأفخمها مملكة ، وأطيبها تربةً ، وأخفها ماءً وأخصبها
زرعاً ، وأحسنها ثماراً ، وأعدلها هواءاً ، وألطفها ساكناً.

ولذلك ترى الناس يرحلون إليها وفوداً ، ويفدون عليها من كل ناحية ، وقل أن يخرج منها من
دخلها ، أو يرحل عنها من ولجها مع ما اشتملت عليه من حسن المنظر ، وبهجة الرونق
لا سيما في زمن الربيع ، وما يبدو بها من الزروع التي تملأ العين وسامةً وحسناً ، وتروق
صورةً ومعنًى.

قال المسعودي : وصف الحكماء مصر فقالوا :

ثلاثة أشهر لؤلؤة بيضاء , وثلاثة أشهر مسكةٌ سوداء ، وثلاثة أشهر زمردةٌ خضراء ، وثلاثة
أشهر سبيكةٌ حمراء .

فاللؤلؤة البيضاء : زمان النيل

والمسكة السوداء : زمان نضوب الماء عن أرضها

والزمردة الخضراء : زمان طلوع زروعها

والسبيكة الحمراء : زمان هيج الزرع واكتهاله.

وقد قيل : لو ضرب بينها وبين غيرها من البلاد سورٌ، لغني أهلها بها عما سواها ولما
احتاجوا إلى غيرها من البلاد .

وناهيك ما أخبر الله تعالى به عن فرعون مع عتوه وتجبره وادعائه الربوبية بافتخاره بملكها
بقوله (أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون ).

قال ابن الأثير في عجائب المخلوقات :

" وهي إقليم العجائب ، ومعدن الغرائب ؛ كان أهلها أهل ملك عظيم , وعز قديم ، وإقليمها أحسن الأقاليم منظراً ، وأوسعها خيراً ؛ وفيها من الكنوز العظيمة ، ما لا يدخله الأحصاء ،
حتى يقال إنه ما فيها موضع إلا وفيه كنز.

قلت – أى القلقشندى - : أما ما ذكره أحمد بن يعقوب الكاتب في كتابه في مسالك والممالك من ذمه مصر بقوله :

" هي بين بحر رطبٍ عفنٍ كثير البخارات الرديئة ، يولد الأدواء ويفسد الغذاء ، وبين جبل وبر
يابس صلدٍ ، لشدة يبسه لا تنبت فيه خضراء ، ولا تتفجر فيه عين ماء "

فكلام متعصبٍ خرق الأجماع ، وأتى من سخيف القول بما تنفر عنه القلوب وتمجه الأسماع ؛ وكفى به نقيصة أن ذم النيل الذي شهد العقل والنقل بتفضيله ، وغض من المقطم الذي
وردت الآثار بتشريفه .

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 21, 2009 12:20 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء إبريل 10, 2007 11:42 pm
مشاركات: 482
السلام عليكم أستاذى دكتور محمود و السلام عليكم أحبابى أعضاء المنتدى

بمناسبة عالمنا الكبير على مصطفى مشرفة

فإنه كان متديناً متمسكاً بشعائر الدين و تعاليمه و كان حافظاً للقرآن الكريم و الصحيحين البخارى و مسلم كاملين مواظباً على الصلاة فى أوقاتها و لا يبدأ خطاباً الا بالبسملة و عندما كان يدرس فى انجلترا كان يبدأ مذكراته اليومية بآية من القرآن الكريم و كان كثير الانفاق سرا ما استطاع و كان حريصا على نشر الثقافةالدينية و يحض القادرين على كتابة روايات عن النبى صلى الله عليه و آله و سلم و الخلفاء الراشدين و الصحابة و تاريخ الاسلام بدلا من استغراق الروائيين فى سلوك نهج المؤلفين الغربيين و لم يكتف بذلك بل عكف على دراسة العقائد المختلفة دراسة مقارنة و يؤكد دائماً فى كل مناسبة أن النجاح و التفوق العلمى يجب أن يقترن باحترام الدين و الطاعة الخالصة لله عز و جل .
و كان متواصل البذل و العطاء يكتفى من النوم بثلاث ساعات فقط يومياً ساعة فى العصر و ساعتين بعد صلاة الصبح و ظل محتفظا بصحته و عافيته حتى سنة 1947 حين بدأ المرض يتسلل الى جسمه فسافر أوروبا أكثر من مرة للعلاج و ظل يواجه آلام المرض بصبر و شجاعة مثلما تحمل مضايقات القصر الملكى و الحاقدين عليه .

مات أبوه قبل امتحان الابتدائية بأيام و مع ذلك دخل الامتحان و كان ترتيبه الأول على القطر المصرى كله ثم بعد ذلك وقبل امتحان البكالوريا بفترة ماتت أمه فحزن عليها حزنا شديدا لأنه كان محبا لها جدا و باراً بها ومع ذلك تغلب على أحزانه ليواصل مشوار الكفاح و رضى بقضاء الله عز وجل و دخل امتحان البكالوريا و كان ترتيبه الثانى على القطر المصرى .

و عندما كان أستاذا فى كلية العلوم ثم عميدا لها تمتع بحب الطلبه له حبا عظيما و مع ذلك كان جاداً حازماً يؤمن بتكافؤ الفرص لكل الطلبة و الأولوية للمتفوقين و كان يعفى الطلاب الحاصلين على تقدير ( جيد جدا) من مصروفات الكلية و استطاع أن يعطى لكلية العلوم بالجامعة المصرية شهرة عالمية و أصبحت معتمدة على مستوى العالم .

فى عام 1932 نشر بحثا خطيرا و هو ( هل يمكن اعتبار المادة و الاشعاع صورتين لحالة كونية واحدة )
و أثبت أنهما فعلاً صورتان لشئ واحد و أرسى قاعدة علمية أن المادة و الطاقة و الاشعاع صور لشئ واحد و هو البحث الذى توصل منه أينشتين الى معادلته المشهورة الطاقة = الكتلة مضروبة فى مربع سرعة الضوء

و قام بمساعدة اينشيتن بعدة أبحاث فى نظريته النسبية و لذلك تم اعتبار مشرفة فيما بعد أحد العلماء القلائل المعدودين على الأصابع الذين فهموا أسرار النظرية النسبية على مستوى العالم .

و كان كاتباً و أديباً بارعاً و فيلسوفا

و كان رياضياً يلعب التنس و الكروكيت

و كان موسيقاراً يعتبر الموسيقى فن جميل ينمى الاحساس المرهف و الشعور بالجمال و تمكن هو و الدكتور محمود مختار من تصميم أول بيانو عربى و شارك فى تأسيس الجمعية المصرية لهواة الموسيقى .

و كان يحب اللغة العربية و يحض على الاهتمام بها و يعتبرها هوية العرب و المسلمين و تجد فى كل كتاباته سلامة الالفاظ مع السهوله و الجمال و السلاسة .

دعا الى انشاء مركز للبحوت العلمية للبحث فى العلوم التطبيقية و استغلال ثروات مصر البحرية و الصحراوية و الزراعية و التجارية .

كان يجيد اللغة الانجليزية تحدثا و كتابة اجادة تامة فتم ختياره رئيس لجمعية المناقشات فى الكلية الملكية البريطانية فكان أول أجنبى ( غير بريطانى ) يتبوأ هذا المنصب

كان عضوا فى مجلس ادارة مشروع تطوير و تحسين القرى و مؤسسا فى جماعة انقاذ الطفولة المشردة .

لم يتردد فى طرد استاذ أجنبى بكلية العلوم لأنه ذكر مصر و المصريين بسوء .

من أقوال على مصطفى مشرفة :

( طالب العلم طالب حقيقة و من طلب الحق كان صادقا و من كان صادقا كان شجاعا و من كان شجاعا كان ذا مروءة و جوادا و كريما و أمر بالمعروف و نهى عن المنكر )

( ان نسبة حجم الانسان الى حجم العالم تصلح لأن تكون تعريفا جيدا للصفر الرياضى و مع ذلك ففى هذا الجرم المتناهى الصغر أكبر معجزه فى الكون بأسره )

( ان الامة التى تنتظر فتات الخبز من مائدة غيرها فى معركة الحياه العلمية مقضى عليها بالزوال )


توفى على مشرفة سنة 1950 و كان خبر وفاته كالصاعقة على الاوساط العلمية العالمية و حزن عليه أينشتين و قال ( لا تقولوا مشرفة مات لقد كان رائعاً و كنت أتابع ابحاثه فى الذرة بكل ثقة لأنه من أعظم علماء الطبيعة )

هو نموذج فريد و نادر لشاب مصرى مسلم استطاع بكفاحه الشديد ان ينال اعجاب العالم كله و شهرة منقطعة النظير بين العلماء

أسأل الله الكريم أن يجعل سيرة حياته ملهمة لنا حب الكفاح و الدفاع عن هذا الدين العظيم و المساهمة فى اعلاء كلمة الله

و حفظ الله مصر و أبناءها الرائدين فى كل المجالات و وقاها شر الحاقدين و الكائدين لها من الداخل و من الخارج


و هذه صورة عالمنا الكبير


صورة

و صلى الله على طه خير الخلق و أحلاها و على الكرار أبى الكرماء و الزهراء و ابناها


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يناير 26, 2009 7:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1439
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

شكر الله لك .. الأخ ( طالب العلم ) على هذه المشاركة الجميلة .. واستكمل معك ..
ومع الأحباب .. كلام عالم آخر فى وصف مصر .. وهو عمر بن أبي محمد بن يوسف بن
يعقوب الكندي المصري رحمه الله فى كتابه (فضائل مصر المحروسة) كتبه فى حكم أبي
المسك كافور الاخشيدي المتوفى سنة (375هـ ) ... انظر ماذا قال :

( باب : فضل مصر على غيرها

فأقول : فضل الله مصر على سائر البلدان ، كما فضل بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض ، والفضل على ضربين : في دين أو دنيا ، أو فيهما جميعا .

وقد فضل الله مصر وشهد لها في كتابه بالكرم وعظم المنزلة , وذكرها باسمها وخصها
دون غيرها ، وكرر ذكرها ، وأبان فضلها في آيات من القرآن العظيم ، تنبئ عن مصر
وأحوالها ، وأحوال الأنبياء بها ، والأمم الخالية والملوك الماضية ، والآيات البينات ، يشهد لها
بذلك القرآن ، وكفى به شهيداً .

ومع ذلك روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في مصر - وفي عجمها خاصة , وذكره
لقرابته ورحمهم ومباركته عليهم وعلى بلدهم , وحثه على برهم - ما لم يرو عنه في
قوم من العجم غيرهم .

وسنذكر ذلك إن شاء الله في موضعه مع ما خصها الله به من الخصب والفضل

وما أنزل فيها من البركات

وأخرج منها من الأنبياء والعلماء والحكماء والخواص والملوك

والعجائب بما لم يخصص الله به بلداً غيرها ، ولا أرضا سواها

فإن ثَرّب – يقول الفقير مريد الحق : يعنى انتقص وانتقد - علينا مثرب بذكر الحرمين ، أو
شنع مشنع ، فللحرمين فضلهما الذي لا يدفع ، وما خصهما الله به مما لا ينكر من موضع
بيته الحرام ، وقبر نبيه عليه الصلاة والسلام .

وليس ما فضّلهما الله به بباخس فضل مصر ولا بناقص منزلتها

وإن منافعها في الحرمين لبينة , لأنها تميرهما بطعامها وخصبها وكسوتها وسائر مرافقها
فلها بذلك فضل كبير

ومع ذلك فإنها تطعم أهل الدنيا ممن يرد إليها من الحاج طول مقامهم , يأكلون ويتزودون
من طعامها من أقصى جنوب الأرض وشمالها ممن كان من المسلمين في بلاد الهند
والأندلس وما بينهما

لا ينكر هذا منكر ، ولا يدفعه دافع ، وكفى بذلك فضلا وبركة في دين ودنيا
. ) انتهى كلام الكندى .

يقول الفقير مريد الحق : سبحان الله .. يا أيها الدنيا أطلى واسمعى .. بص يا أخى وشوف ..
من إمتى فضل مصر على الخلق – بعد الله عز وجل – شوف الراجل البركة الكندى بيقول إيه .. وسنة كام ... سبحان الله .. فى القرن الرابع الهجرى .. يقول رحمه الله – معلش مرة تانية علشان العالم الـ .... يعرفوا –
(وإن منافعها في الحرمين لبينة , لأنها تميرهما بطعامها
وخصبها وكسوتها وسائر مرافقها
فلها بذلك فضل كبير
ومع ذلك فإنها تطعم أهل الدنيا ممن يرد إليها من الحاج طول مقامهم , يأكلون ويتزودون من طعامها من أقصى جنوب الأرض وشمالها ممن كان من المسلمين في بلاد الهند والأندلس وما بينهما
لا ينكر هذا منكر ، ولا يدفعه دافع ، وكفى بذلك فضلا وبركة في دين ودنيا . )

مش هطول أكتر من كده .

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 28, 2009 8:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1439
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

قال عمر بن أبي محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي المصري رحمه الله فى كتابه (فضائل
مصر المحروسة) الذى كتبه فى حكم أبي المسك كافور الاخشيدي المتوفى سنة (375هـ )
(( ذكر ما ورد في فضل مصر :

فأما ما ذكره الله عز وجل في كتابه مما اختصرناه من ذكر مصر.
فقول الله تعالى: " وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم
قبلة "
وما ذكره الله عز وجل حكاية عن قول يوسف : " ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين "

وقال عز وجل: " اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم "

وقال تعالى : " وجعلنا ابن مريم وأمه آيةً وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرار ومعين "

قال بعض المفسرين : هي مصر . وقال بعض علماء مصر: هي البهنسا.

وقبط مصر مجمعون على أن المسيح عيسى ابن مريم وأمه عليهما السلام كانا
بالبهنسا وانتقلا عنها إلى القدس.
وقال بعض المفسرين : الربوة دمشق ، والله أعلم.

وقال تعالى: " وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه " .

وقال تعالى: " وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه "
والمدينة: منف ، والعزيز ملك مصر حينئذ.

وقال تعالى: " ودخل المدينة على حين غفلةٍ من أهلها " هي منف، مدينة فرعون.

وقال تعالى: " وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى " هي منف أيضاً.

وقال تعالى حكاية عن إخوة يوسف: " ياأيها العزيز "

وقال تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام " وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء
بكم من البدو "

فجعل الشام بدوا .

وقال تعالى حكاية عن فرعون وافتخاره بمصر " أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجرى
من تحتي "

وقال تعالى حين وصف مصر وما كان فيه آل فرعون من النعمة والملك بما لم يصف به
مشرقا ولا مغربا، ولا سهلا ولا جبلا، ولا برا ولا بحرا: " كم تركوا من جناتٍ وعيونٍ وزروعٍ
ومقامٍ كريمٍ ونعمةٍ كانوا فيها فاكهين "

فهل يعلم أن بلداً من البلدان في جميع أقطار الأرض أثنى عليه الكتاب بمثل هذا الثناء، أو
وصفه بمثل هذا الوصف، أو شهد له بالكرم غير مصر؟ ))


وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس فبراير 05, 2009 11:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19627
بحبك يا مصر يا محروسة بآل بيت سيدنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم

و من باب حب الوطن

ما قالت العجم اللسن:

من علامة الرشد أن تكون النفس الي مولدها مشتاقة
والي مسقط رأسها تواقة.

وقال الحكيم: فطرة الرجل معجونة بحب الوطن, ولذلك قال ابقراط:
يداوي كل عليل بعقاقير ارضه, فإن الطبيعة تقطع بهواها, وتفزع الي غذاها.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما:
لو قنع الناس بأرزاقهم قنوعهم بأوطانهم لما اشتكي عبد الرزّاق.
والذي يؤيد ما ذكرناه من حب الوطن قول الله عز وجل حين ذكر الديار
فخبر عن مواقعها من قلوب عباده.

فقال تعالي:

( ولو أنا كتبنا عليهم ان اقتلوا أنفسكم او اخرحوا من دياركم ما فعلوه
إلا قليل منهم ).
فسوي بين قتل انفسهم,وبين الخروج من ديارهم.

وقال تعالي:

( ومالنا ان لا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا ) .

وقيل:لولا حب الناس الاوطان لخرب البلدان.

وقيل من امارات العاقل بره لإخوانه , وحنينه الي اوطانه
ومداراته لأهل زمانه.

كما قيل: ( ودارهم فاللبيت من داري)

قالت العرب: حماك أحمي لك,وأهلك أحفي لك.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء فبراير 11, 2009 1:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1439

بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن
والاه ... وبعد

أتابع معكم ما قاله عمر بن أبي محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي المصري رحمه الله
فى كتابه (فضائل مصر المحروسة) :

( وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ستفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا
بقبطها خيرا، فإن لكم منهم صهرا وذمة " .

وروى أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما " .

فأما الرحم ، فإن هاجر أم إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام من القبط من قرية
نحو الفرما يقال لها : أم العرب.

وأما الذمة : فإن النبي صلى الله عليه وسلم ، تسرى من القبط مارية أم إبراهيم ابن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي من قرية نحو الصعيد ، يقال لها حفن من كورة أنصنا .

فالعرب والمسلمون كافة لهم نسب بمصر من جهة أمهم مارية أم إبراهيم ابن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ؛ لأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ، والقبط
أخوالهم .

وصارت العرب كافة من مصر ، بأمهم هاجر ؛ لأنها أم إسماعيل صلى الله عليه وسلم ، وهو
أبو العرب.

وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ستكونون أجنادا، وخير أجنادكم الجند الغربي ، فاتقوا الله في القبط , لا تأكلوهم أكل الخضر " .

وروى عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا
فيها جندا كثيفا ؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض " قيل : ولم ذلك يا رسول الله ؟ قال : " لأنهم
في رباط إلى يوم القيامة " ) انتهى .

إيضاح :
يقول العبد الفقير مريد الحق : القبط هم سكان مصر , وليس للاسم تعلق بالديانة النصرانية
أو المسيحية .. كما يطلق على ساكن مكة .. مكى .. ومدنى .. وبغدادى .. وهكذا .

قال العلامة الفذ الخليل بن أحمد فى كتابه " العين " (1/388) والصاحب بن عباد فى المحيط
في اللغة (1/459) والجوهرى فى الصحاح في اللغة (2/59) - مادة قبط - , وابن الأثير فى
النهاية في غريب الأثر (4/10) , قالوا جميعا : القِبْط أهل مصر, والنّسْبَةُ اليهم قِبْطِيٌ .

وقال الحازمى فى كتابه " الأماكن أو ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الامكنة " (1/102)
مادة : قِبْطٍ وقَيْظٍ , قال : أما اْلأَوَّلُ : - بِكَسْرِ القاف بَعْدَهَا باء مُوْحَّدَة - بلاد القبط في دِيَارِ مصر , كانت تُنسب إلى الجيل الذين كانوا يسكنونها.


وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء فبراير 11, 2009 1:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1439

بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن
والاه ... وبعد

أتابع معكم ما قاله عمر بن أبي محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي المصري رحمه الله
فى كتابه (فضائل مصر المحروسة) :

( وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ستفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا
بقبطها خيرا، فإن لكم منهم صهرا وذمة " .

وروى أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما " .

فأما الرحم ، فإن هاجر أم إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام من القبط من قرية
نحو الفرما يقال لها : أم العرب.

وأما الذمة : فإن النبي صلى الله عليه وسلم ، تسرى من القبط مارية أم إبراهيم ابن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي من قرية نحو الصعيد ، يقال لها حفن من كورة أنصنا .

فالعرب والمسلمون كافة لهم نسب بمصر من جهة أمهم مارية أم إبراهيم ابن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ؛ لأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ، والقبط
أخوالهم .

وصارت العرب كافة من مصر ، بأمهم هاجر ؛ لأنها أم إسماعيل صلى الله عليه وسلم ، وهو
أبو العرب.

وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ستكونون أجنادا، وخير أجنادكم الجند الغربي ، فاتقوا الله في القبط , لا تأكلوهم أكل الخضر " .

وروى عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا
فيها جندا كثيفا ؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض " قيل : ولم ذلك يا رسول الله ؟ قال : " لأنهم
في رباط إلى يوم القيامة " ) انتهى .

إيضاح :
يقول العبد الفقير مريد الحق : القبط هم سكان مصر , وليس للاسم تعلق بالديانة النصرانية
أو المسيحية .. كما يطلق على ساكن مكة .. مكى .. ومدنى .. وبغدادى .. وهكذا .

قال العلامة الفذ الخليل بن أحمد فى كتابه " العين " (1/388) والصاحب بن عباد فى المحيط
في اللغة (1/459) والجوهرى فى الصحاح في اللغة (2/59) - مادة قبط - , وابن الأثير فى
النهاية في غريب الأثر (4/10) , قالوا جميعا : القِبْط أهل مصر, والنّسْبَةُ اليهم قِبْطِيٌ .

وقال الحازمى فى كتابه " الأماكن أو ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الامكنة " (1/102)
مادة : قِبْطٍ وقَيْظٍ , قال : أما اْلأَوَّلُ : - بِكَسْرِ القاف بَعْدَهَا باء مُوْحَّدَة - بلاد القبط في دِيَارِ مصر , كانت تُنسب إلى الجيل الذين كانوا يسكنونها.


وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 05, 2009 5:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1439
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

أتابع معكم ما قاله عمر بن أبي محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي المصري رحمه الله فى كتابه (فضائل مصر المحروسة) :

(( دعاء الأنبياء لمصر وأهلها

وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جماعة من الملوك منهم هرقل ، فما أجابه أحد منهم ، وكتب إلى المقوقس صاحب مصر فأجابه عن كتابه جواباً جميلا، وأهدى إليه ثياباً وكراعاً وجارتين من القبط ؛ مارية وأختها , وأهدى إليه عسلا فقبل هديته ، وتسرى مارية ، فأولدها ابنة إبراهيم ، وأهدى أختها لحسان بن ثابت فأولدها عبد الرحمن بن حسان.

وسأل عليه الصلاة والسلام عن العسل الذي أهدى إليه، فقال من أين هذا ؟ فقيل له من قرية بمصر يقال لها بنها ، فقال : " اللهم بارك في بنها وفي عسلها " فعسلها إلى يومنا هذا خير عسل مصر.
وروى عن عبد الله بن عباس أنه قال : دعا نوح عليه السلام ربه، لولده وولد ولده : مصر بن بيصر بن حام بن نوح ، وبه سميت مصر، وهو أبو القبط فقال : اللهم بارك فيه وفي ذريته وأسكنه الأرض المباركة التي هي أم البلاد وغوث العباد ، ونهرها أفضل أنهار الدنيا , واجعل فيها أفضل البركات، وسخر له ولولده الروض ، وذللها لهم ، وقوهم عليها.

من صاهر القبط من الأنبياء

وصاهر القبط من الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام ، بتسريه هاجر أم إسماعيل عليهما السلام.
ويوسف بتزوجه بنت صاحب عين شمس التي ذكرها الله في كتابه، فقال تعالى : " وغلقت الأبواب وقالت هيت لك " ومحمد صلى الله عليه وسلم بتسريه مارية )) انتهى .

يقول العبد الفقير مريد الحق : قال العصامى فى سمط النجوم العوالي (1/206) :

أما مارية القبطية فهي بنت شمعون - بفتح الشين المعجمة - أم ولده إبراهيم ، أهداها له المقوقس القبطي صاحب مصر والإسكندرية سنة سبع من الهجرة ، وبعث معها أختها سيرين بنت شمعون وخصياً يقال له : مأبور، وألف مثقال ذهب، وعشرين ثوباً من قباطي مصر، وبغلة شهباء وحماراً أشهب ، وهو الذي يقال له : يعفور، وعسلاً من عسل بنها - بباء مكسورة فنون ساكنة - قرية من قرى مصر , بارك النبي صلى الله عليه وسلم في عسلها لما أعجبه، والناس اليوم يفتحون الباء. فأسلمت وأسلمت أختها، وكانت مارية بيضاء جميلة أنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعالية، وكان يختلف إليها إلى أن ماتت في المحرم سنة عشر. انتهى كلامه .

أقول : أما حديث " اللهم بارك في بنها وفي عسلها " فلم أقف على تخريجه .. أو من ذكره فى كتبه , لكن رأيت فى صبح الأعشى للقلقشندى (1/475) عن " بنها " قوله ( قال النووي في شرح مسلم : بكسر الباء والمعروف فتحها، وهي البلدة التي أهدى المقوقس إلى النبي صلى الله عليه وسلم من عسلها ) ولم أظفر به فى شرح مسلم .. والتقصير منى .

وقال ابن ابن الأثير فى لسان العرب (13/479) : ( بِنْها بكسر الباء وسكون النون قرية من قرى مصر باركَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في عَسَلها . والناس اليَومَ يفتحون الباء )

وقال الشريف المرتضى الزبيدى فى تاج العروس (1/8211) : ( بنها بالكسر والقصر - أهمله الجماعة وقال ابن الاثير هي بمصر من اعمال الشرقية وقال غيره هي ستة فراسخ من فسطاط مصر . قال ابن الاثير : والناس اليوم يفتحون الباء * قلت : وهو المشهور على ألسنتهم ولا يعرفون الكسر .

( عسله فائق ) قال شيخنا : الظاهر عسلها لأن الضمير للقرية وكأنه ظنها بلدا , وقد جاء ذكرها في الحديث وبارك النبي صلى الله عليه وسلم في عسلها بقوله " بارك الله في بنها وعسلها" فالدعاء منه صلى الله عليه وسلم لأهلها ولعسلها , ومن منذ زمان لا يوجد فيها عسل ولا يقتنون النحل الا ما جلب من حواليها . وقد شملتهم بركة دعائه صلى الله عليه وسلم . وهم أحسن الناس أخلاقا وألينهم عريكة , والغالب عليهم الصلاح وملازمة السنة .

وردت عليهم مرارا حين ذهابي إلى دمياط ورجوعي إليهم فوجدتهم أهل البر والحب واللطافة .

وخرج منها أكابر العلماء والمحدثين فمن متأخريهم الشمس محمد بن محمد بن اسمعيل البنهاوي الشافعي روى عن ابن الشحنة وعنه الحافظ السخاوي والبرهان البقاعي . انتهى

يقول العبد الفقير مريد الحق : وعلى ذلك .. فالحديث له أصل عند العلماء , وإن كنا لم نقف بعد على إسناده ... فالله أعلم بحاله .


وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 51 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 20 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط