|
• من العبث نسيانك لجليسك ووحشتك من أنيسك، كم جالسك وأنت تذكر، وكم آنسك وأنت لا تشعر.
• هل وصلت حتى تتصل أم تريد أن تمد رجلك قبل الوصول، ويدك قبل الدخول، بل غبت وما غاب، وتواريت بالحجاب، وأردت الدخول من غير باب.
• يا طويل الأمل ! هل تستطيع أن تطيل الأجل حتى تصلح العمل...؟! إذا عجزت عن تطويل أجلك، فكن قادراً على تقصير أملك، وجاهد نفسك وقل: لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا تتكاسل وتتقاعد وتقول: الأمر لله.
• ما أنت إلا كالسيف في جرابه، أما آن لك أن تظهر هذا السيف ليظهر لك نوره وينجلي عن قلبك ديجوره فالقراب جسمك الكثيف الذي حجب صفاء روحك اللطيف.
• تجرد من محيط الشهوات ومخيط الهوى، إلي عرفات قدسك بالوادي المقدس طوى، فعساك أن تسمع النداء، لترتحل عن الأفياء فما فاء من شغله فيء.
• لا تحير روحك بين زائلين جسدك وأملك، وأنهض بكليتك إلي حظيرة قدسيتك وعملك، فما أنت إلا غريب طيار، مالك في هذه الدنيا من قرار.
• هل استبقت مع المستبقين، أم كنت مع النائمين، أم لعبت بالدنيا مع من لعبوا بها فألبستهم ثوب الخيلاء، وتسلط عليهم إبليس فأمر فيهم ونهي (أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون).
• لا تجعلن حجاب نفسك ساترا لك عن طهر قدسك، ولا تقوينه بكثرة طعامك وشربك.
• دع الأكوان عند مشاهدة الرحمن، فإن مشاهدة الجبار لا تقبل الأغيار، أمح صور الكون التي جعلت زينة للأرض وابتلاء لك، فإن وقفت معها أوقفتك، وإن فكرت فيها أرشدتك.
• اعلم بأن من أجل أخلاقك، دخولك في حضرة خلاقك، وسبحك في عالم المكارم والتكريم، حتى يضيء بذكرك الليل البهيم، جاداً في أمورك على المنهاج القويم.
• أراك تبكي على فلان إذا قيل: مات وانقضي عمره، ولا تبكي على عمرك وهو في كل يوم ينقص ولا يزيد وأخشى أن تلحق بنا مفلس الحال مكبل البال، منغمساً في الأوحال، فنهض نفسك بنفسك، وأبك على يومك وأمسك.
• من دفع المهور سيقت إليه الأجور، ومن كان من الذاكرين الله كثيرا عند المحراب، وصف قدميه عند الميزاب، تنزلت عليه غيوث الرحمة الرحمانية، وغسلت قلبه بماء غيثها، وسقاه الساقي من زمزمه شراباً طهوراً.
• وماذا تريد من الدنيا يا إنسان، ما خطرت يوما على قلوب من عرفوها، ولا من ربهم في حضرة قربه طلبوها.
• فأركب جوادك يا عبد الله وأدخل به ميدان الرجال، (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه).
• أضرب بسيفك شيطانك وأهواء نفسك، مجاهدا بكتاب ربك (وجاهدهم به جهادا كبيرا).
• فما أسوأ حظ من تكاسل عن خير أخراه، وما أشغله عن ذلك إلا شيطانه وهواه، ولقد طال زمان معرفتك بنا، وإنا لنأسف غاية الأسف عليك إذا لم تشرب من شربنا، فما أعددناه إلا لأمثالك، فجرد قلبك عن حبك لنفسك ومالك.
• وإلي متى أنت مشغول بدنياك، والجهاد عليك، وأعلم أن راحتك في مد راحتك إلي خير من تمد إليه الأيدي.
• وهكذا يا عبد الله كلما علت همتك طهرت ذمتك، وكلما ازددت في الطاعات علوت في الدرجات، علو في الحياة وفي الممات.
• فحرك بعلو همتك زمام راحلتك، لعل بذلك تتحرك أعمالك برياح شوقك، فتطرب أمواج بحر عملك، مخلصا للديان، فيخرج منه اللؤلؤ والمرجان.
• وهناك يا أخانا لو رأيت القوافل، في الميادين الحافلة، عند وراء ما وراء العقول العاقلة، لأمسكت لجام جوادك، حتى تحفل بأورادك، فما جند غير مجند لنفسه، خارج عن حسه إلي يقينه وعن حدسه، ما وضع قدمه فيها مضطرب الأقدام، ولا من أضاع السهر والقيام، ولا من لم يسمع أنغام طيور عدنه، سماعا ربانيا بأذنه، فتطربه الأنغام طربا يسوقه إلي الأمام، هناك الهناء والمنافع، أو غرد قمري على الأيك ساجع.
• إيش تقول يا أخانا في هذا المقام؟ والله ما يدرك إلا بالأذواق، التي تتضاءل معها سعة الأوراق، أقبلوا علينا عباد الله إلي ما دعوناكم إليه، فما دعوناكم إلا إلي الكنز المطلسم، والسر المخزون، والعلم المكنون.
• من لم يكن في قلبه تقوى ليس في سبيل إرادة الحق يقوى، فلا تدار لخلق الله فيما يغضب الله عنك سره يوارى، ولا تأخذك في الله لومه لائم، تنل من الله نفائس الغنائم.
• حسن أعمالك فإنها لك، وأتقنها فإن الناقد بصير يبصرك، ومزق حجاب نفسك الذي به يتسلط الشيطان عليك، فمن مزق حجابه فقد طرد الشيطان عن بابه، فحبائل الشيطان المظلمة تتصل بحبائل النفس إذا أظلمت، فحاذر من ظلماتها، وأوامر إبليس تسيطر على النفس عند حركة شهواتها فأمت نفسك المخالفة بالبتار، ولا تطعها في أوامر شهواتها فإنها مطيه النار.
• إلي متى وأنت تسمعنا سماع المستريب فيما يسمع، وعندك سيوف تلمع، لو حركتها لكانت لكل القواطع عنك تقطع.
• على قدر تمسكك بالشريعة الغراء في نفسك وأهلك، تفتح لكل أبواب وصلك، وعلى قدر تمسكك بالكتاب والسنة تنال الكمال والثبات والمنة، وعلى قدر ملازمتك لأورادنا تشرب من شرابنا، وعلى قدر الانفصال يحصل لك الاتصال، وعلى قدر الاستعداد يتنزل عليك الإمداد وعلى قدر الإكثار تتزاحم عليك الأنوار.
• لا تستصغرن شيئاًَ من الأمور المحرمة في نفسك وأهلك فتري عند الله صغيراً.
_________________
"يس" يا روح الفؤاد
|
المنتدى
التسجيل
الأسئلة المتكررة
بحث
