موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الهدية وأثرها في النفوس والقلوب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة ديسمبر 28, 2012 2:01 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 47097

الهدية وأثرها في النفوس والقلوب



الهدية.. تولد في القلوب المحبة وتزرع في الضمير المودة وتكون سبباً في صفاء النفوس ..
وكثيراً ماتكون الهدية سبباً في التواصل بين الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران ..
وتكون أيضاً سبباً في نزع الخلافات وإزالة الفجوات لأنها تقوم بجلاء مافي القلوب من حقد وحسد ووحشة ..
وأياً كانت الهدية ، مادية أو معنوية يظل أثرها كبير بين المتهادين .. وقد تكون في مناسبات يصعب نسيانها .. كالأعياد .. والنجاح .. والزواج .. وحتي في الزيارات .. !

ومن أقوال العلماء في ذلك :-
الهدية: هي ما يعطى بقصد إظهار المودة، وحصول الألفة والثواب للأقرباء أو الأصدقاء، أو العلماء، أو من يحسن الظن به.. بمعنى أنها تقدم ولا يراد بها بدل، وليست هي في مقابل ثمن، أو سلعة، أو نحو ذلك، بل هي ما يقدم بلا عوض بقصد إظهار المودة وحصول الألفة؛ ومن ثم كانت الهدية مفتاحًا للقلوب، وقد قال القائل في هذا:

هدايـا النـاس بعضهـــم لبعض *** تولد فـي قلوبهم الوصــــال
وتزرع في الضمير هوى وودًا *** وتلبسهم إذا حضروا جمالا

وهذا أمر ظاهرٌ لا إشكال فيه؛ لأن له معناه وأثره المشهود في طبائع النفوس وسجيتها؛ فإن النفس والقلب لا شك يتأثران بالهدية؛ امتنانًا من صاحبها، وشكرًا له، ومودة ومحبة له، وإضافة لذلك؛ فإننا نرى دلائل الشرع تؤيد هذا وتؤكده؛ لما في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابُّوا) رواه البخاري، وهذا من جوامع كلمه عليه الصلاة والسلام، لخّص فيه الفعل وأثره: (تهادوا تحابُّوا) أي: اجعلوا بينكم التهادي وتبادل التهادي؛ يحصل بينكم أو يقع لكم أصول المحبة فيما بينكن بإذن الله .

الصحابة والتابعون وهداياهم:-

وانظر وتأمل كيف كانت هدايا الصحابة والتابعين، كيف كانوا أذكياء عندما عاشوا معاني وقيم "الهدية" في حياتهم اليومية، وكيف أصبحنا أغبياء -عفواً- عندما ماتت فينا ومن بيننا ومن حولنا أخلاق "التهادي".
* وأقبل سعيد بن العاص يوما يمشي وحده في المسجد، فقام إليه رجل من قريش، فمشى عن يمينه، فلما بلغا دار سعيد، التفت إليه سعيد؛ فقال: ما حاجتك قال: لا حاجة لي؛ رأيتك تمشي وحدك فوصلتك. فقال سعيد لجاريته: ماذا لنا عندك؟ قالت: ثلاثون ألفا. قال ادفعيها إليه

* كان شريح إذا أهديت له هدية لم يرد الطبق إلا وعليه شيء.

* وأهديت إلى إبراهيم بن أدهم هدية، فلم يكن عنده شيء يكافئه، فنزع فروه؛ فجعله في الطبق وبعث به إليه!

ولا تَرد الهدية .. مهما كانت بسيطه ؛-
وإياك، إياك أن تستصغر الهدية مهما ضعفت، وتحتقر المنحة مهما صغرت، وتتكبر على الأعطية مهما حقًرت..
لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لو أهدي إلي كراع لقبلت ولو دعيت عليه لأجبت".
(صحيح) و الكراع: من الدابة ما دون الكعب. يعني شيىء هين لا يذكر.
وإذا رددت الهدية.. فبين سبب ردها.
فلوا أهدي إليك ما حُرم، أو ما لك فيه عذر لرده، فبين ذلك لصاحب الهدية، ووضح له الأمر بسماحة ولطافة مرفقة بابتسامة، جبرًا للخاطر.

ففي الصحيحين من حديث الصعب بن جثامة -رضي الله عنه- أنه أهدى لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حمارا وحشيًا، وهو بالأبواء أو بودان، فرده عليه فلما رأى ما في وجهه قال: "أما إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم".

واظفر قلوب هؤلاء .. بالهدية:-

1- الأقربون أولى بالمعروف، وعلى رأسهم الآباء والأمهات.
2- من يختلف معك في الفكر أو المذهب..
3- من يحرص على الإساءة إليك، أو التجريح فيك، أو النيل من عرضك.
4- من ترغب في هدايته إلى طريق الالتزام والتدين.
5- من ترغب في ضمه إلى العمل الجماعي الخيري أو التطوعي.

وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى أّله وصحبه وسلم

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 12 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط