ووجـدت قـلـبـى مــال عـنــــــــد مـحـمــد والـحـب يـظـهــــــــــر مـن حــــــب ربـــى حـبـــــــــــه والــروح تـلـمـســه وتـخـطــــر وتـقـــــول مـن مـثـلـى أحــــــب مـحـمــدا حـبـــا مـطـهـــــــــــر لا جــنـــــة أرجـــــــــــــــــــو لا ولا نـارا.. أخاف ولـسـت أحـذر إنـــى أحـــب مـحــمـــــــــــــــدا لـكـن قـلـبـى لا يـعـبـــــــــــــــر فـخـذوا فــؤادى وافـتـحــــــــــوه لـتـعـرفــوا فـيـمـا يـفـكـــــــــــر نـــار الـمـحـبــة فـى الـفـــــــؤاد وقـلـب روحـى قــد تـبـخــــــــر إن تـغـيـب عـن عـيـونـــــــــــى صـرت أعـمـى لـسـت أبـصـــر أوحــرمـت مـن الـسـمــــــــــاع أصـيــر كـالمـجـنـون أفـجــــــر لـســت أرجــوغـيــر طـــــــــــــه هــل فـهـمـتـم .. أم أكـــــــــــرر إنـى أريـــد مـحـمــــــــــــــــــــدا هــو جـنـتـى والـحـب يـنـصــــر
ثـم يـعـرج بـنـا فـضـيـلـتـه فـى حـديـث جـديـد حـول الـنـبـوة والـرسـالـه .. وأن الـخـطـأ الـواقـع فـيـه الكـثـيـر مـن عـلـمـاء الأمــه .. هــو الـخـلـط بـيـن الـرسـالـة والـنـبـوة .. فـالـرسـالـة حـادثـه وعـمـرهـا ثـلاثـة وعـشـرون عـامـا ومـنـهـا الإســلام وهـو الأوامـر والـنـواهـى .. إفـعـل ولا تـفـعـل ولـك عـنـدى عـلـى قـدر مـا تـؤدى ... والـذى يـقـول فـيـهـا سـبـحـانـه وتـعـالـى " وأنـزلـنـا إلـيـك الـذكـر لـتـبـيـن لـلـنـاس مـا نـزل إلـيـهـم " ... أى مـا يـخـصـهـم مـن أمـور الـعـبـاده .. وتـنـظـيـم حـيـاتـهـم بـمـا يـحـقـق مـيـزان الـعـدل عـلـى الأرض فـقــط ... أمـا الـنـبـوة وأسـرارهـا وأنـوارهـا فـقـديـمـة قـدم الأرواح .. ورسـول الـلـه غـيـر مـأمـور بـالـحـديـث عـن الـنـبـوة .. فـهـى مـعـارف خـاصـه لـحـضـرتـه .. وهـدايـا مـن الـلـه لـشـخـصـه لا لـغـيـره .. وعـلـمـا بـذات الـلـه وصـفـاتـه وحـكـمـتـه الـعـلـيـا تـمـيـز بـهـا عـن سـائـر الـخـلـق حـتـى الأنـبـيـاء .. فـلا يـجـوز لـه أن يـفـشـى سـرا بـيـنـه وبـيـن ربـه .. إلا إذا رأى رسـول الـلـه أن أحـدا مـن أصـحـابـه أو أمـتـه مـن يـطـيـق حـمـل بـعـض هـذه الأنــوار .. وبـأمـر الـلـه سـبـحـانـه وتـعـالـى .... والمـنـاولـه فـى هـذا الـجـانـب تـكـون مـن روح إلـى روح ولا دخـل لـلـكـلام أو الـظـاهـر فـيـهـا أبـدا .. فـرسـول الـلـه لـم يـقـل كـل مـا يـعـلـمـه .. بـدلـيـل قـولـه عـلـيـه الـصـلاة والـسـلام " لـو تـعـلـمـون مـا أعـلـم ..... " .. إذا فـرسـول الـلـه لـديـه عـلـمـا لـم يـتـحـدث بـه .. ثـم هـو صـلـى الـلـه عـلـيـه وسـلـم تـركـنـا عـلـى الـمـحـجـة الـبـيـضـاء لـيـلـهـا كـنـهـارهـا لا يـزيـغ عـنـهـا إلا هـالـك .. هــذا بـالـنـسـبـه لـلـرسـالـة ولـيـس لـلـنـبــوة ....... ثـم يـبـحـر بـنـا فـى بـحـر الـنـبـوة فـى حـديـث جـديـد وشـيـق عـن مـعـنـى الـنـبـوة والـنـفـس الـنـبـويـه .. وعـصـمـة الأنـبـيـاء .. والـفـرق بـيـن الـقـرآن والـمـصـحـف .. ودور جـبـريـل فـى الـوحـى ( هـذا الـخـادم الأمـيـن ) .. وأسـرار الإسـراء والـمـعـراج .. ودور الـعـقـل فـى الإيـمـان .. وحـديـث جـديـد حـول مـعـانـى الآيـات الـقـرآنـيـه والـحـديـث الـشـريـف .. لـم يـتـرك حـالا مـن أحـوال رسـول الـلـه صـلـى الـلـه عـلـيـه وسـلـم إلا ولـه فـيـه حـديـث جـديــد .. فـمـن أصـابـتـه مـحـبـة رسـول الـلـه حـقـيـقـة يـجـب أن يـعـلـم مـتـى يـكـون رسـول الـلـه عـبـدا بـشـرا يـكـلـم الـنـاس كـأحـدهـم .. ومـتـى يـكـون رسـولا فـيـنـطـق بـالـقـرآن .. ومـتـى يـكـون نـبـيـا فـيـأمـر فـى الأكـوان ويـكـلـم الـضـب والـجـمـل وأحــد ... وكـونـه صلى الله عليه وسلم يـكـلـم الـحـيـوان والـجـمـاد ويـبـكـى لـفـراقـه جـزع الـنـخـل ويـسـلـم عـلـيـه الـشـجـر والـحـجــر .. كـمـا هـو وارد وثـابـت فـى الـسـنـه الـشـريـفـه .. يـجـب أن تـنـتـبــه .. أن الـلـه سـبـحـانـه وتـعـالـى لـم يـوحـى لـهـذه المـخـلـوقـات .. لـكـن لأنـهـا مـن الـعـالـمـيـن وهـو صـلـى الـلـه عـلـيـه وسـلـم الـرحـمـه لـلـعـالـمـيـن .. فـهـنـاك صـلـة وإتـصـال بـيـنـهـا وبـيـنـه .. لـذا تـجـاوبـت مـعـه .. فـأمـر رسـول الـلـه أعـلـى مـن الـعـقـول ...
نــور رســـول الـلــه يـــدور وكــل الـكــون بــه يـتـجـــدد عـبــد الـلــه .. ولـكــــــن أى عـبــاد الـلـه يـطـاول أحـمـــد نــور الـلــه .. وســــر الـلــه وكــنـز الـلـه حـوى فـتـفـــرد إن لـم تـفـهـم رمــــزكـلامــى فــابــك عـلـيـك ولا تـتــــردد
كـمـا يـرى فـضـيـلـتـه أن جـانـب الأحـوال عـنـد رسـول الـلـه يـجـب أن يـضـاف إلـى مـصـادر الـسـنـة كـمـصـدر رابـع ... فـمـا أعـظـم أحـوال رسـول الـلـه والـتـى إنـتـبـه إلـيـهـا الـصـحـابـة دون غـيـرهــم ...... ويـضـرب مـثـلا بـالـحـديـث الـشـريـف " مـا الإسـلام , مـا الإيـمــان , مـا الإحـســان " .. والـحـوار الـذى دار مـع جـبـريـل عـلـيـه الـسـلام .. ثـم فـاجــأ رسـول الـلـه جـمـع الـصـحـابـه بـقـولـه " مـن الـسـائـل ردوا عـلـى الـسـائـل " .. ثـم أجـابـهـم حـضـرتـه عـلـى سـؤالـه هــو قـائـلا " هـذا جـبـريـل جـاء يـعـلـمـكـم أمـور ديـنـكـم " .. ويـعـلـق فـضـيـلـتـه عـلـى الـحـديـث قـائـلا .. أولا : شـىء غـريـب ألا يـعـلـم رسـول الـلـه جـبـريـل .. إلا إذا كـان صـلـى الـلـه عـلـيـه وسـلـم فـى غـيـبـة روحـيـه عـلـويـة مـع الـحـق سـبـحـانـه وتـعـالـى فـيـنـسـى مـا سـوى الـلـه حـتـى جـبـريـل نـفـسـه .. وهـنـاك الـحـديـث الـشـريـف الـذى يـؤكـد هـذا الـمـعـنـى ويـقـول فـيـه رسـول الـلـه " إن لـى سـاعـة لا يـسـعـنـى فـيـهـا إلا ربــى " وهـذه سـاعــة تـجـلـيـات مـبـاشـرة مـع الـذات .. حـيـث لا واسـطـه ولا وسـيـط .. ثـانـيـا : لا يـعـلـم هـذه الـلـحـظـه فـى الـخـلـق أجـمـعـيـن سـوى جـبـريـل عـلـيـه الـسـلام فـجـاء يـتـلـمـس الـبـركـة والـفـضـل مـلامـسـا بـركـبـتـيـه ركـبـتـى رسـول الـلـه صـلـى الـلـه عـلـيـه وسـلـم .. وإلا مـا سـرهـذا الإلـتـصـاق الـغـريــب .. ثـالـثـا : قـولـه صـلـى الـله عـلـيـه وسـلـم .. هـذا جـبـريـل جـاء يـعـلـمـكـم أمـور ديـنـكـم .. مـن بـاب الـحـديـث الـشـريـف " أمـرنـا مـعـاشـر الأنـبـيـاء أن نـحـدث الـنـاس عـلـى قـدر عـقـولـهـم " .. فـعـنـدمـا إنـتـبـه رسـول الـلـه مـن مـنـاجـاتـه وغـيـبـتـه الـروحـيـه كـان لا بـد أن يـكـون هـنـاك مـبـرر يـنـاسـب عـقـول الـحـاضـريـن لـمـا حـدث خـاصـه لـوجـود مـثـل جـبـريـل عـلـيـه الـسـلام .. فـجـبـريـل لـيـس بـمـعـلـم ولا يـصـلـح لـهـذه الـمـهـمـه .. فـهـو لـيـس مـن جـنـس الـبـشـر .. والـمـعـلـم هـو حـضـرتـه صـلـى الـلـه عـلـيـه وسـلـم لـلـخـلـق كـافــه ...... هـذا عـلـى سـبـيـل الـمـثـال " مـن بـاب الأحــوال " .. الـذى يـتـحـدث عـنـه فـضـيـلـة الـشـيـخ صـلاح الـديـن الـقـوصـى .... وفـى شـرح جـديـد أيـضـا لـلـحـديـث الـشـريـف " مـن رأى مـنـكـم مـنـكـرا فـالـيـغـيـره بـيـده فـإن لـم يـسـتـطـع فـبـلـسـانـه فـإن لـم يـسـتـطـع فـبـقـلـبـه وذلـك أضـعـف الإيـمــان" يـقـــــول أولا : أن هـنـاك أمـرا بـالـتـغـيـيـر ثـانـيـا : أن هـنـاك أدوات لـلـتـغـيـيــر وهـى بـالـتـرتـيـب الـيــد ثـم الـلـســان ثـم الـقـلــب .. وهـو مـا يـعـنـى أن هـنـاك مـن يـغـيـر بـقـلـبـه .. والـعـلـمـاء فـى شـرحـهـم لـلـمـعـنـى يـقـولـون أن مـن لـم يـسـتـطـع أن يـغـيـر الـمـنـكـر بـيـده أو بـلـسـانـه فـالـيـسـتـنـكـره بـقـلـبـه .. فـى حـيـن أن الأمـر فـى الـحـديـث بـالـتـغـيـيـر ولـيـس بـالإسـتـنـكـار .. ورسـول الـلـه خـيـر مـن تـحـدث الـعـربـيـه وانـقـادت لـحـضـرتـه الـلـغـه بـبـلاغـتـهـا يـعـرف الـفـرق فـى الـمـعـنـى بـيـن الـتـغـيـيـر والإسـتـنـكــار .. إذا فـهـنـاك تـغــيـيــرا يـتـم بـالـقـلـب .. فـإن لـم تـكـن مـن أهـل الـتـغـيـيـر بـالـقــلـب .. فــلا تـنـكــر .. فـهـنـاك الـخـصـوص والـعــوام ... هـذه واحــده .. أمـا الـثـانـيـه فـهـى إسـم الإشـاره الـوارد فـى نـهـايـة الـحـديـث " وذلـك " وهـو إسـم إشـاره لـلـبـعـيـد ولـيـس لـلـقـريـب .. فـيـكـون أضـعـف الـوسـائـل فـى الـتـغـيـيــر هـى الـيــد ثـم الـلـسـان وأقـواهـم عـلـى الإطـلاق هـــو الـقــلـب ... فـهـذه بـلاغـتـه وفـصـاحـتـه وجـوامـع كـلـمـه صـلـى الـلـه عـلـيـه وسـلـم يـخـاطـب بـهـا كـل الـدرجـات والـمـسـتـويـات الإيـمـانـيـه فـى أمـتـه بـحـديـث واحــد وكـلـمـات مـعـدوده .. وكـل يـأخـذ عـلـى قــدره .. فـالـمـسـلـم يـغـيــر بـيـده .. والـمـؤمـن يـغـيـر بـفـصـاحـة لـسـانـه .. والـذى فـى مـقـام الإحـسـان مـن الـمـقـربـيـن يـغـيــر بـقـلـبـه .. وهـو سـبـحــانـه وتـعـالـى يـجـتـبـى إلـيـه مـن يـشـاء .. ويـعـلـمـه مـن غـيـر كـتـاب .. وفـى كـل الأحــوال لا يـسـأل عـمـا يـفـعـل ...... وإذا كـان فـى أمـتـه مـن يـغـيـر بـالـقـلـب .. فـكـيـف بـالـقـلـب الأعـظـم والـذى يـشـيـر إلـيـه الـحـق فـى حـديـثـه الـقـدسـى" مـا وسـعـتـنـى أرضـى ولا سـمـائـى ولـكـن وسـعـنـى قـلـب عـبـدى الـمـؤمـن " وهـو تـخـصـيـص لـقـلـب رسـول الـلـه صـلـى الـلـه عـلـيـه وسـلـم دون ســواه .. والـقـلـب إشـاره إلـى الـروح .. فـالـقـلـب لا يـتـسـع ولـكـن الـروح الـعـظـمـى لـحـضـرتـه صـلـى الـلـه عـلـيـه وسـلـم هـى الـتـى تـتـسـع لـلـه جـل جـلالـه وتـقـدسـت ذاتـه ...
يتبع بمشيئة الله
http://www.alabd.com
|