بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد
يمتدالإسلام الصوفى فى مصر إلى القرن الثالث الهجرى، وتمثله اليوم الطرق الصوفية التى يصل العدد الرسمى منها والمصرح له قانونا إلى 76 طريقة - رئيسية وفرعية - تضم حسب كثير من التقديرات ـ ما يقرب من 15 مليون مصرى كأعضاء منتظمين فى عام 2011، منتشرين فى مختلف المحافظات والمراكز والنجوع والقرى على مستوى الجمهورية، واللافت للنظر فى الفترة الأخيرة أن ثورة 25 يناير ألقت حجرا كبيرا في بحيرة الطرق الصوفية المصرية الراكدة، مما جعل هناك رغبة لديهم في التحرر السياسي والاجتماعي.
لذلك تفتح صفحة الفكر الدينى ملف الصوفيين فى مصر، وسنحاول فى هذه الحلقة التعرف عليهم عن قرب، من خلال بداياتهم في مصر، وإنشاء مشيخة مشايخ الطرق، وكيفية تعيين رؤساء المشيخة، والممارسات والشعائر التى يقومون بها فى حياتهم، ودورهم فى المجتمع. يرجع أصل الطرق الصوفية كما تقول «موسوعة ويكيبيديا» إلى عهد رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم عندما كان يخصّ كلا من اصحابه بورد يتفق مع درجته وأحواله، وأخذ الصحابي علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، من النبى الذكر بالنفى والإثبات وهو (لا إله إلا الله)، وأخذ الصحابي أبوبكر الصديق رضى الله عنه، الذكر بالاسم المفرد (الله). ثم أخذ عنهما من التابعين هذه الأذكار (الأدعية) وسميت الطريقتان: بالبكرية والعلوية. ثم نقلت الطريقتان حتى التقتا عند الإمام أبوالقاسم الجنيد. ثم تفرعتا إلى الخلوتية، والنقشبندية. واستمر الحال كذلك حتى جاء الأقطاب الأربعة السيد أحمد الرفاعي والسيد عبدالقادر الجيلاني والسيد أحمد البدوي والسيد إبراهيم الدسوقي وشيّدوا طرقهم الرئيسية وأضافوا إليها أورادهم وأدعيتهم. وتوجد اليوم طرق عديدة جدًا في أنحاء العالم ولكنها كلها مستمدة من هذه الطرق الأربع. إضافة إلى أوراد السيد أبوالحسن الشاذلي صاحب الطريقة الشاذلية والتي تعتبر جزءًا من أوراد أى طريقة موجودة اليوم. - تعريف التصوف تعرف موسوعة «ويكيبيديا» الإلكترونية التصوف من ناحيتين هما اللغة والاصطلاح، فمن ناحية اللغة ذكرت الموسوعة أنه اشتق التصوف عند المسلمين على عدة أقوال، أشهرها: أنه من «الصوفة»، لأن الصوفي مع الله تعالى كالصوفة المطروحة، لاستسلامه لله تعالى، وأنه من «الصِّفة»، إذ إن التصوف هو اتصاف بمحاسن الأخلاق والصفات، وترك المذموم منها، وأنه من «الصُفَّة»، لأن صاحبه تابعٌ لأهل الصُفَّة الذين هم الرعيل الأول من رجال التصوف (وهم مجموعة من المساكين الفقراء كانوا يقيمون في المسجد النبوي الشريف ويعطيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصدقات والزكاة طعامهم ولباسهم)، وأنه من «الصف»، فكأنهم في الصف الأول بقلوبهم من حيث حضورهم مع الله تعالى، وتسابقهم في سائر الطاعات، وأنه من «الصوف»، لأنهم كانوا يؤثرون لبس الصوف الخشن للتقشف والاخشيشان، وأنه من «الصفاء»، فلفظة «صوفي» على وزن «عوفي»، أي: عافاه الله فعوفي، بينما أرجع البعض اسم «التصوف» إلى رجل زاهد متعبد في الجاهلية كان يلقب بـ (صوفة) واسمه هو الغوث بن بركان أو في رواية الغوث بن مر، كما أشار الزمخشري في أساس البلاغة والفيروز آبادي في قاموسه المحيط إلى أن قوماً في الجاهلية سموا بهذا الاسم وكانوا يعبدون الله في الكعبة ومن تشبه بهم سمي صوفيا. ومنهم نشأت طبقة المتحنفين مثل ورقة بن نوفل. فهذا هو الاختلاف الواقع في أصل لفظة التصوف واشتقاقها، ولذلك اضطر الصوفي القديم علىّ الهجويري المتوفى سنة 465هـ إلى أن يقول: (إن اشتقاق هذا الاسم لا يصح من مقتضى اللغة في أي معنى، لأن هذا الاسم أعظم من أن يكون له جنس ليشتق منه). وبمثل ذلك قال القشيري في رسالته: (ليس يشهد لهذا الاسم من حيث العربية قياس ولا اشتقاق). كما أنه مما لاشك فيه أنه لا يصح ولا يستقيم اشتقاقه من حيث اللغة إلا من الصوف، ولو أنه هو اختيار الكثيرين من الصوفية وغيرهم كالطوسي، وأبي طالب المكي، والسهروردي وأبي المفاخر يحيى باخرزي، وابن تيمية، وابن خلدون من المتقدمين. وأرجح الأقوال وأقربها إلى العقل مذهب القائلين بأن الصوفي نسبة إلى الصوف، وأن المتصوف مأخوذ منه أيضا، فيقال: تصوف إذا لبس الصوف. أما تعريف التصوف من حيث الاصطلاح، فقد كثرت الأقوال أيضا في تعريف التصوف تعريفا اصطلاحيا على آراء متقاربة، كل منها يشير إلى جانب رئيسي في التصوف، والتي منها: قول الشيخ زكريا الأنصاري: التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفوس، وتصفية الأخلاق وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية، وقول الشيخ أحمد زروق: التصوف علم قصد لإصلاح القلوب وإفرادها لله تعالى عما سواه. والفقه لإصلاح العمل وحفظ النظام وظهور الحكمة بالأحكام. والأصول «علم التوحيد» لتحقيق المقدمات بالبراهين وتحلية الإيمان بالإيقان. وقال أيضا: وقد حُدَّ التصوف ورسم وفسر بوجوه تبلغ نحو الألفين، مرجع كلها لصدق التوجه إلى الله تعالى، وإنما هي وجوه فيه، وقول الإمام الجنيد: التصوف استعمال كل خلق سني، وترك كل خلق دني، وقول الإمام أبوالحسن الشاذلي: التصوف تدريب النفس على العبودية، وردها لأحكام الربوبية، وقول الإمام ابن عجيبة: التصوف هو علم يعرف به كيفية السلوك إلى حضرة ملك الملوك، وتصفية البواطن من الرذائل، وتحليتها بأنواع الفضائل، وأوله علم، ووسطه عمل، وآخره موهبة.
سبتمر 2011 23 11 قرنا من البناء الروحى للصوفيين المصدر: الأهرام اليومى يتبع ان شاء الله
_________________ أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
|