[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/15.gif);border:10 ridge skyblue;][cell=filter:;][I][align=center] الفصل الاول
الجلسة الاولي
المنظر الاول
(( السياحة النفسانية ))
تطرق ثلاث طرقات لافتتاح المحكمة منفصلا عن طرقات المسرح العادية, تطلق اصوات مسجلة من صيحات سباع ونمور تمتزج بها اصوات اذان وابتهالات وتغريد طيور... الخ.
يهتف صوتهم وراء المسرح.... فناء العالم.... النهاية.... الانقاذ... اليوجا... الرهبنة... الدير... المادية... العلم.... الايمان... التصوف... الصفاء... الوفاء... النور... النور....
ينفرج الستار ببطء والمسرح مظلم تماما.. ثم بعد انفراج الستار.. تبدأ اضاءة خفيفة.. كالضباب ودوائر ضوئية تتحرك ببطء... لتبدأ مناظر المسرج تظهر ببطء... وتظهر ارضية المسرح... وقد اعدت صور خلفية للمسرح, لوحة كبيرة للكعبة والمسجد النبوى ومناظر صخور للنباتات الصحراوية وتستمر هذه الاضاءة الضعيفة حتى نهاية المنظر... ثم يظهر شبحان يتناقشان وهما يتجهان الي صخرة كبيرة تأخذ شكل المخ... وهما الخيال والوهم.
( الخيال وقد تجرد من كثافة الظلال وهو مراة المحسوسات, فلقيه الوهم بلا محيطات وهو متألما عليه فسأله )
الخيال:
صبرا جميلا
الوهم:
كيف الصبر وقد حملت حملا تنوء به العصبة اولو القوة, ولا حول لي به ولا قوة, اذ لا حول ولا قوة الا بالله, اسأله ان يخلصنى ممن هجر الشره واباه. ثم قال اجلس ابين لك عنائي, واشرح لك دائي, عسى دواء يشفينى به الله , او نور هدى يسكن للانسان في قلبه, ان الانسان جعلنى مراة صماء, بما لا يجدى مع الاهواء, فيورد علي من السخافة معانيا, ويجعلها قصدا وامانيا, ولا طاقة لي علي ما يورد. هذا الحس يريد ان اعبده, وقد اضاع منى الانفاس النفائس, في المفاسد والوساوس, اما في توهم عداوة من هو اولي به من نفسه, من والد وولد بهما يحظى انسه, وتارة يورد علي حب من حبه الهلاك, وقربه ارتباك, من خبيث ماكر او غادر فاجر, واشد من ذلك ان يورد علي ما لا يليق بعظمة الله سبحانه من تشبيه او تمثيل, ويطمع ان يدخل جناته, وقد سئمت الحياة لاشتغالي بما لم اخلق له من المفاسد والضلال, وتوهم المنكر والمحال, وقد اصبح الناس اشبه بالنسناس الا قليلا ممن عصمهم الله بهداه, فأقبلوا عليه سبحانه لنيل رضاه...
(( وعند ذلك انّ الخيال وناح, وتنفس الصعداء وصاح, بما اكنه ضميره وباح )) .
الخيال:
انت يا وهم سئمت الحياة واعمالك في المعنويات, وهى ليست بشئ في جانب ما انا فيه من المحسوسات, وانا حري بأن اقول :
(( اضاعونى واى فتى اضاعوا )) في تمثيل ما ينالون من البغية والكرامات, او ما يحظون به من الوظائف والعطيات, فهلم بنا الي العقل فانه ذو روية وفضل, لنعرض عليه الحال, فنهتدى الي احسن الماّل.
(( الخيال والوهم يتجهان الي العقل وهو جالس ))
الخيال والوهم:
السلام عليك ايها العقل الذى يعقل الانسان عن الدنايا, ويمنعه من الخطايا.
العقل: ( يحييهما )
وعليكما السلام ايها الوهم والخيال , بالحفاوة والاجلال قصا علي امركما, نجح الله قصدكما.
(( فتقدم الخيال خاضعا وشرح حاله ملمعا ))
الخيال:
ايها العقل انت البرزخ بيننا وبين النفس, وانت الحاكم المسيطر علي الحس, وقد اصبح الناس شجرا لا ثمر فيه, بل وصار كله شوكا عاليه ودانيه, وانت ملجأ المظلومين بعد الله تعالي, وبك يعذب من كفر ويثيب من والي.
العقل: ( اجابهما علي البديهة )
ان اعمال الناس صارت كريهة, وانى قد فارقتهم منذ اخبرتهم لانهم قد استعبدهم الحس, فألفوا الفسوق والرجس, فتراهم بين دنان في حان, او فسوق وطغيان, او في غيبة ونميمة وميسر, او في قطيعة رحم, وعقوق بالشر ينذر, او في خيانة وغدر لمن ائتمنهم, واهانة وكذب علي من اصطنعهم, كل ذلك لأنى فارقتهم, ومن اعمالهم جانبتهم, الا قليلا ممن اجتباه الله بسابق حسناه.
الوهم :
يا عقل انت تفارقهم لانك جوهر منفصل عنهم ومتصل بهم, واما انا والخيال فنحن متصلان بلا انفصال, ورسول الله صلي الله عليه واله وسلم يقول : (( الراحمون يرحمهم الرحمن )).
(( لديها رق العقل لهما, وعطف عليهما, وتلطف في المقال ومال اليهما ))
العقل:
هلم بنا نرفع الامر الي الله تعالي ثم الي اولي الامر منا, عسي ان يدفع بقوته وقدرته الشر عنا.
الانسان: (( الراوى ))
فلما ان سمعت حديثهم المؤثر, وبيانهم الذى هو لضميرهم مفسر, انست واستاذنت عليهم, فسمحوا لي بالدخول عليهم, فأوجس الوهم والخيال خيفة منى, واعرضا عنى, واقبل العقل علي باشا واحتفل بي هاشا قائلا:
العقل:
الك حاجة الي, او تطالبنى بحق علي؟
الانسان: الراوى
فتبسمت تبسم الغريب متصفا بصفة الحبيب وقلت : انى سمعت نجواكم, وفهمت معناكم, وانى محب للصلح والصلاح, ونيل بنى جنسي الخير والفلاح, ومعكم ولكم, كائنا ما كان مسلككم, قأقبل الهوى والخيال اّنسين, وبما رأياه منى مطمئنين,فأسرعت في القول: الراى ما راه العقل, فاسرعوا الي رفع القضية للعدل, اكتبوا ما عليكم املي, فان صلاح بنى الانسان سؤلي.
(( المظلمة ))
( الانسان يملي والعقل يكتب )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله, والصلاة والسلام علي رسول الله, اما بعد:
من الانسان المتجرد من بشريته, المتخلي عن حيوانيته, المستعيذ بالله من نار ابليسيته, ثم من العقل والوهم والخيال, الي العدل عمم به الله النفع:
انا نتظلم الي الله تعالي ثم اليك مما نحن فيه من ظلم الظالمين, وهم ابليس والحس وجميع قوى النفس, والسلام عليك وعلي من معك.
(( يرفعها الانسان الي العدل في نزل الامان, فيطلب العدل العقل ويستفسر منه. ثم يأمر الكاتب ان يتلقي عنه ويأمر للاعوان ان يحضروا الخصوم بلا توان, فيتملق الوهم والخيال للعقل ان يستر عن خصومهما هذا الحال, لانهما مقهوران, ويخشيان الوبال, فيأذن لهما العقل بالانصراف خوفا عليهما من الاتلاف, ثم يتلطف الانسان برفق وحنان: ان انصرف بامان, وتحضر الخصوم في الوقت المعلوم, وتشكل المحكمة الكبري معلنة البشري))
( تسدل الستار))
( يتبع ) [/align][/B][/cell][/table][/center]
_________________ [saa]طهرهم ربي تطهيرا ليقوم العدل المتسق بعلي قامت حجتهم صنوان علـــي والحق ان تبغي للحق سبيلا وقويم صراط فالحق فاطمة الزهرا وبنوها وسواهم افك مختلق[/saa]
|