موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 51 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 06, 2009 7:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1450
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

أستكمل معكم ذكر فضائل مصر المحروسة - حماها الله - , والنقل من كلام العلامة الرحالة الزاهد ابن جبير .. قال :

( ذكر ما استدرك خبره

وذلك أنا لما حللنا الإسكندرية في الشهر المؤرخ أولاً عاينا مجتمعاً من الناس عظيماً بروزاً لمعاينة أسرى من الروم أدخلوا البلد راكبين على الجمال , ووجوههم إلى أذنابها وحولهم الطبول والأبواق . فسألنا عن قصتهم فأخبرنا بأمر تتفطر له الأكباد إشفاقا وجزعاً .

وذلك أن جملة من نصارى الشام اجتمعوا وأنشأوا مراكب في أقرب المواضع التي لهم من بحر القلزم , ثم حملوا أنقاضها على جمال العرب المجاورين لهم بكراء اتفقوا معهم عليه ، فلما حصلوا بساحل البحر سمروا مراكبهم وأكملوا إنشاءها ودفعوها في البحر وركبوها قاطعين بالحجاج ، وانتهوا ببحر النعم فأحرقوا فيه نحو ستة عشر مركباً , وانتهبوا عيذاب فأخذوا فيها مركباً كان يأتي بالحجاج من جدة ، وأخذوا أيضاً في البر قافلة كبيرة تأتي من قوص عيذاب ، وقتلوا الجميع ولم يحيوا أحداً .

وأخذوا مركبين كانا مقبلين بتجار من اليمن ، وأحرقوا أطعمة كثيرة على ذلك الساحل كانت معدة لميرة مكة والمدينة أعزهما الله ، وأحدثوا حوادث شنيعة لم يسمع مثلها في الإسلام ولا انتهى رومي ذلك الموضع قط .

ومن أعظمها حادثة سدت المسامع شناعة وبشاعة ، وذلك أنهم كانوا عازمين على دخول مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم ، وإخراجه من الضريح المقدس .

أشاعوا ذلك وأجروا ذكره على ألسنتهم . فآخذهم الله باجترائهم عليه وتعاطيهم ما تحول عناية القدر بينهم وبينه .

ولم يكن بينهم وبين المدينة أكثر من مسيرة يوم . فدفع الله عاديتهم بمراكب مرت من مصر والإسكندرية دخل فيها الحاجب المعروف بلؤلؤ مع أنجاد المغاربة البحريين فلحقوا العدو وهو قد قارب النجاة بنفسه فأخذوا عن آخرهم .

وكانت آية من آيات العنايات الجبارية ، وأدركوهم عن مدة طويلة كانت بينهم من الزمان نيف على شهر ونصف أو حوله .

وقتلوا وأسروا ، وفرق من الأسارى على البلاد ليقتلوا بها ، ووجه منهم مكة والمدينة . وكفى الله بجميل صنعه الإسلام والمسلمين أمراً عظيماً ، والحمد لله رب العالمين
) انتهى .

يقول العبد الفقير مريد الحق : وهنا مسألتان :

الأولى : ما ذكره ابن جبير من فتنة الروم , وشدة حرصهم على دخول مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم ، وإخراجه من الضريح المقدس , وارتباط الوهابية والمتمسلفة الخوارج بالروم فى ذلك .

والثانية : ترجمة لطيفة للعبد الصالح والسلطان الكريم صلاح الدين الأيوبى .


وذلك فى المشاركة القادمة ... بإذن الله تعالى .

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يوليو 07, 2009 1:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1450
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

إخوانى الأحباب الكرام ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعود مع حضراتكم إلى المسألتين اللتين علقتهما فى المشاركة الماضية ... وهما :

الأولى : ما ذكره ابن جبير من فتنة الروم , وشدة حرصهم على دخول مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإخراجه من الضريح المقدس , وعلاقة ذلك بالمتمسلفة الخوارج .

والثانية : ترجمة لطيفة للعبد الصالح والسلطان الزاهد صلاح الدين الأيوبى .

وأبدأ .. بعون الله تعالى بذكر المسألة الأولى ... فيقول العبد الفقير :

وجود الجسد الطاهر المبارك الشريف فى القبر المعظم الذى تشرفت المدينة المنورة به .. أمر مجمع عليه بين الصحابة .. وذلك أن من سنن الأنبياء - خاصة - أنهم يقبرون حيث يموتون .

ثم جاءت التوسعة ... ودخل القبر الشريف المعظم - الكائن فى حجرة الصديقة أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها وعن أبيها – داخل زمام المسجد .. فى ولاية الأميرالصالح عمر بن عبد العزيز ... وكان ذلك بحضور الأئمة الأعلام الأتقياء .. وإقرارهم .. فصار إجماعا ثانيا .

وللفائدة .. فللأخ الفاضل / على مقلد مشاركة طيبة فى الرد على جهل وتدليس الحوينى فيما يختص بموضوع دخول القبر المعظم داخل زمام المسجد الشريف .

أعود .. وأقول .. ثم استمرت الأمة جيلا بعد جيل .. على الإقرار بوجود القبر المعظم داخل زمام المسجد الشريف . . فصار إجماعا حسنا ... وما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن .

وهاهى ذى كتب التاريخ ... لم تذكر لنا أبدا .. أن أحد علماء المسلمين أفتى بخروج الجسد الشريف الطاهر من المسجد .

ويا ريت المتمسلفة المحترقة تذكر لنا عالما محترما واحدا غير مطعون فيه .. من كل قرن – يعنى مائة سنة – يكون أفتى بخروج الجسد الشريف الطاهر من المسجد ؟؟!!!

يا أحبابى الكرام ... هؤلاء المتمسلفة المحترقة مرضى بمرض انفصام الشخصية ...
لو قلت لواحد منهم .. هل يجوز ندخل على المريض ببوكيه ورد ... يقول لك ..لا يجوز .. ليه يا عم .. علشان التشبه بالكفار ... ومن تشبه بقوم فهو منهم .

طيب .. ياريت تطبقوا القاعدة الفذة دى على طول ... فهنا .. فى موضوع وجود الجسد الطاهر الشريف داخل المسجد ... نقول لكم :

هذه الأمة المباركة المحبوبة إلى رب العزة ببركة سيد الكون وصاحب الشرف المؤبد حبيبى سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ... أقول :

هذه الأمة .. أجمعت منذ عصر الصحابة على قبول وجود الجسد الطاهر الشريف داخل المسجد

وهذه الأمة ... لم يخرج فيها عالم محترم غير مطعون فيه .. نادى بخروج الجسد الشريف الطاهر من المسجد .

خدوا بالكم معايا يا أحبابى ... طيب مين اللى دايما كان بيحاول يخرج الجسد الشريف الطاهر من المسجد ؟؟!!

سبحان الله ... شئ عجيب .. دول طلعوا نصارى الروم .. وكام محاولة ياترى ؟؟؟

أظن .. مرة مع الملك العادل نور الدين محمود .. فى حكاية رؤياه لحضرة سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. لما قاله ( أغثنى يانور الدين ) .. والقصة بجمالها وتمامها موجودة فى كتاب " حتى لاتحرم من رؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى المنام " .

والمرة التانية .. فى عهد الملك العادل صلاح الدين الأيوبى .. ودا كان سنة 579 هجرية .. على نقل ابن جبير ... ولكنها كانت محاولة فاشلة .. وماوصلوش أصلا للمدينة المنورة .

يبقى نقول لهؤلاء المتمسلفة المحترقة ... إنتم بتقلدوا مين بالضبط ... وبتتشبهوا بمين بالضبط !!!!

ياترى ... بالأمة فى إجماعها على قبول وجود الجسد الطاهر الشريف داخل المسجد المبارك !!
ولا .. بالنصارى الروم .... ؟؟!!!!

مسألة بسيطة ... والرد سهل .. بيتشبهوا بالنصارى .. ولكن بتلبيس إبليسى .. بحجة .. جناب التوحيد .

ويحشر المرء مع من أحب ... فاللهم زد قبر مولانا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعظيما وتشريفا ومهابة وبرا .. وزد مسجده المبارك تعظيما وتشريفا ومهابة وبرا .

ونتابع فى المشاركة القادمة ... بإذن الله تعالى .

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يوليو 07, 2009 3:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1450
أحبابى الكرام ... تلك هى المسألة الثانية ... وهى ترجمة لطيفة للعبد الصالح والسلطان الزاهد صلاح الدين الأيوبى .

صلاح الدين الايوبي ( 532 - 589 هـ = 1137 - 1193 م )
هو يوسف بن أيوب بن شاذي ، أبو المظفر ، صلاح الدين الايوبي ، الملقب بالملك الناصر.
من أشهر ملوك الاسلام .

كان أبوه وأهله من قرية دوين (في شرقي أذربيجان) وهم بطن من الروادية ، من قبيلة الهذانية ، من الاكراد . نزلوا بتكريت، وولد بها صلاح الدين ، وتوفي فيها جده شاذي .
ثم ولي أبوه (أيوب) أعمالا في بغداد والموصل ودمشق .

ونشأ هو في دمشق ، وتفقه وتأدب وروى الحديث بها وبمصر والاسكندرية ، وحدث في القدس.
ودخل مع أبيه (نجم الدين) وعمه (شيركوه) في خدمة نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي (صاحب دمشق وحلب والموصل) .

واشترك صلاح الدين مع عمه شيركوه في حملة وجهها نور الدين للاستيلاء على مصر (سنة 559 هـ) فكانت وقائع ظهرت فيها مزايا صلاح الدين العسكرية .
وتم لشيركوه الظفر أخيرا باسم السلطان نور الدين ، فاستولى على زمام الامور بمصر، واستوزره خليفتها العاضد الفاطمي .
ولكن شيركوه ما لبث أن مات . فاختار العاضد للوزارة وقيادة الجيش صلاح الدين ، ولقبه بالملك الناصر.

وهاجم الفرنج دمياط ، فصدهم صلاح الدين . ثم استقل بملك مصر مع اعترافه بسيادة نور الدين .
ومرض العاضد مرض موته ، فقطع صلاح الدين خطبته ، وخطب للعباسيين ، وانتهى بذلك أمر الفاطميين .

ومات نور الدين (سنة 569) فاضطربت البلاد الشامية والجزيرة ، ودعي صلاح الدين لضبطها ، فأقبل على دمشق (سنة 570) فاستقبلته بحفاوة . وانصرف إلى ما وراءها ، فاستولى على بعلبك وحمص وحماة وحلب .
ثم ترك حلب للملك الصالح إسماعيل بن نور الدين، وانصرف إلى عملين جديين :

أحدهما .. الاصلاح الداخلي في مصر والشام ، بحيث كان يتردد بين القطرين
والثاني .. دفع غارات الصليبيين ومهاجمة حصونهم وقلاعهم في بلاد الشام .

فبدأ بعمارة قلعة مصر، وأنشأ مدارس وآثارا فيها .
ثم انقطع عن مصر بعد رحيله عنها سنة 578 هـ إذ تتابعت أمامه حوادث الغارات وصد الاعتدآت الفرنجية في الديار الشامية، فشغلته بقية حياته.

ودانت لصلاح الدين البلاد من آخر حدود النوبة جنوبا وبرقة غربا إلى بلاد الارمن شمالا ، وبلاد الجزيرة والموصل شرقا.

وكان أعظم انتصار له على الفرنج في فلسطين والساحل الشامي " يوم حطين " الذي تلاه استرداد طبرية وعكا ويافا إلى ما بعد بيروت، ثم افتتاح القدس (سنة 583هـ) ووقائع على أبواب صور ، فدفاع مجيد عن عكا انتهى بخروجها من يده (سنة 587) بعد أن اجتمع لحربه ملكا فرنسا وانكلترة بجيشيهما وأسطوليهما.

وأخيرا عقد الصلح بينه وبين كبير الفرنج ريكارد قلب الاسد ملك انكلترة على أن يحتفظ الفرنج بالساحل من عكا إلى يافا ، وأن يسمح لحجاجهم بزيارة بيت القدس وأن تخرب عسقلان ويكون الساحل من أولها إلى الجنوب لصلاح الدين .

وعاد " ريكارد " إلى بلاده . وانصرف صلاح الدين من القدس، بعد أن بنى فيها مدارس ومستشفيات. ومكث في دمشق مدة قصيرة انتهت بوفاته.

وكان رقيق النفس والقلب ، على شدة بطولته ، رجل سياسة وحرب ، بعيد النظر ، متواضعا مع جنده وأمراء جيشه ، لا يستطيع المتقرب منه إلا أن يحس بحب له ممزوج بهيبة .
اطلع على جانب حسن من الحديث والفقه والادب ولا سيما أنساب العرب ووقائعهم ، وحفظ ديوان الحماسة .

ولم يدخر لنفسه مالا ولا عقارا .

وكانت مدة حكمه بمصر 24 سنة ، وبسورية 19 سنة ، وخلف من الاولاد 17 ذكرا وأنثى واحدة .

وللمصنفين كتب كثيرة في سيرته ، منها :

كتاب " الروضتين - لابي شامة ، في تاريخ دولته ودولة نور الدين .
و " النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية - لابن شداد ، ويسمى " سيرة صلاح الدين "
و " البرق الشامي - " سبعة أجزاء ، في أخباره وفتوحاته وحوادث الشام في أيامه ، لعماد الدين الكاتب .
و " النفح القسي في الفتح القدسي - " لعماد الدين أيضا،
و " صلاح الدين الايوبي وعصره - " لمحمد فريد أبي حديد،
و " حياة صلاح الدين الايوبي - " لاحمد بيلي المصري .

رحم الله هذا الملك العادل الناصر ... الذى يعد حسنة من حسنات الملك الصالح نور الدين محمود ...

رغم أنف المتمسلفة المتخاذلين .. أصحاب الانتكاسات .

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يوليو 14, 2009 3:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1450
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

أتابع معكم ما قاله الكندى فى وصف مصر :

( ذكر مصر وفضلها على غيرها من الأمصار .

وأما ذكر مصر وفضلها على غيرها من الأمصار وما خصت به وأوثرت به على غيرها ، فروى أبو بصرة الغفاري قال : مصر خزانة الأرض كلها، وسلطانها سلطان الأرض كلها.

قال الله تعالى على لسان يوسف عليه السلام " قال اجعلني على خزائن الأرض إنى حفيظ عليم ".

ولم تكن تلك الخزائن بغير مصر ، فأغاث الله بمصر وخزائنها كل حاضر وباد من جميع الأرض .
وجعلها الله تعالى متوسطة الدنيا ، وهي في الإقليم الثالث والرابع .

فسلمت من حر الإقليم الأول والثاني ، ومن برد الإقليم الخامس والسادس والسابع ، فطاب هواؤها ، ونقي جوها وضعف حرها ، وخف بردها ) .

يقول العبد الفقير مريد الحق : هذا تعريف مختصر عن معنى الإقليم .. حتى تتم المعرفة .

قال العلامة ياقوت فى معجم البلدان (1/8)
وأما اشتقاق الأقاليم فذهبو إلى أنها كلمة عربية واحدها إقليم وجمعها أقاليم , مثل إخريط وأخاريط وهو نبت . فكأنه إنما سمي إقليماً لأنه مقلوم من الأرض التي تتاخمه أي مقطوع , والقلم في أصل اللغة القطع .

وقال محمد بن أحمد أبو الريحان البيروني : الإقليم على ما ذكر أبو الفضل الهروي في المدخل الصاحبي هو الميل , فكأنهم يريدون به المساكن المائلة عن معدل النهار .

قال : وأما على ما ذكر حمزة بن الحسن الأصفهاني وهو صاحب لغة ومعني بها فهو الرصتاق بلغة الجرامقة سكان الشام والجزيرة , يقسمون بها المملكة كما يقسم أهل اليمن بالمخاليف وغيرهم بالكوثر والطساسيج وأمثالها .

وقال حمزة الأصبهاني : الأرض مستديرة الشكل , المسكون منها دون الربع , وهذا الربع ينقسم قسمين براً وبحراَ , ثم ينقسم هذا الربع سبعة أقسام يسمى كل قسم منها بلغة الفرس كشخر , وقد استعارت العرب من السريانيين الكشخر إسما وهو الاقليم والاقليم اسم للرستاق , فهذا في اشتقاق الاقليم ومعناه كافِ شافِ إن شاءَ الله تعالى .

ثم شرح ياقوت وصف الأقاليم وصفاتها .. قال :

اصطلاح العامة وجمهور الأمة وهو الجاري على ألسنة الناس دائماً , وهو أن يسموا كل ناحية مشتملة على عدة مدُن وقُرى إقليماً , نحو الصين وخراسان والعراق والشام ومصر وإفريقية ونحو ذلك , فالأقاليم على هذا كثيرة لا تحصى .

ثم ذكر بعد ذلك أن الأقاليم مقسمة إلى سبعة .. وحدد لكل إقليم مكانه .

نعود إلى الكندى ... قال :

( وسلم أهلها من مشاتي الجبال ، ومصائف عمان ، وصواعق تهامة ، ودماميل الجزيرة ، وجرب اليمن ، وطواعين الشام ، وغيلان العراق ، وعقارب عسكر مكرم ، وطلب البحرين ، وحمى خيبر .
وأمنوا من غارات الترك ، وجيوش الروم , وطوائف العرب ، ومكائد الديلم ، وسرايا القرامطة ، وبثوق الأنهار ، وقحط الأمطار .

وقد اكتنفها معادن رزقها ؛ وقرب تصرفها ، فكثر خصبها ، ورغد عيشها ، ورخص سعرها .

وقال سعيد بن أبي هلال : مصر أم البلاد ، وغوث العباد ) .

يقول العبد الفقير مريد الحق :

هذه ترجمة سريعة لسعيد بن أبى هلال ... معلش .. دا علشان يعرف الناس إن الأكابر من العلماء عارفين قدر مصر كويس .... مش الأقزام .

هو العلامة سعيد بن أبي هلال . الامام الحافظ الفقيه ، أبو العلاء الليثي ، مولاهم المصري أحد الثقات. وكان أحد المتقنين وأهل الفضل في الدين . مولده سنة سبعين , وتوفي سنة خمس وثلاثين ومئة .
روى عن نعيم المجمر ، وعون بن عبدالله بن عتبة ، والقاسم بن أبي بزة ، وقتادة ، وزيد بن أسلم ، وعمارة بن غزية ، وأبي بكر بن حزم ، ونافع ، وابن شهاب .
وأرسل عن جابر وغيره .

حدث عنه : خالد بن يزيد ، وعمرو بن الحارث ، وهشام بن سعد ، والليث ابن سعد .

قاله ابن حبان فى مشاهير علماء الأمصار (1/301) والذهبى فى سير أعلام النبلاء (6/303-304) .

نعود إلى الكندى ... مرة تانية .. قال :

( وذكر أن مصر مصورة في كتب الأوائل ، وسائر المدن مادة أيديها إليها تستطعمها .
وقال عمرو بن العاص : ولاية مصر جامعة ، تعدل الخلافة ) .

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 12, 2009 7:16 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1450
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

أستكمل معكم ذكر فضائل مصر المحروسة - حماها الله - , والنقل من كلام العلامة الرحالة الزاهد ابن جبير .. قال :

( رجع الذكر
ومن المواضع التي اجتزنا عليها في الصعيد بعد جبل المقلة الذي ذكرنا أنه نصف الطريق من مصر قوص حسبما تقدم ذكره ، موضع يعرف بمنفلوط بمقربة من الشط الغربي ميامناً للصاعد في النيل.
فيه الأسواق وسائر ماتحتاج إليه من المرافق .

وهي بلدة في نهاية من الطيب , ليس في الصعيد مثلها ، وقمحها يجلب لمصر لطيبه ورزانة حبته ، قد اشتهر عندهم بذلك . فالتجار يصعدون في المراكب لاستجلابه .

ومنها مدينة أسيوط ، وهي من مدن الصعيد الشهيرة ، بينها وبين الشط الغربي من النيل مقدار ثلاثة أميال .
وهي جميلة المنظر ، حولها بساتين النخل ، وسورها سور عتيق .

ومنها موضع يعرف بأبي تيج ، وهو بلد فيه الأسواق وسائر مرافق المدن ، وهو في الشط الغربي من النيل .

ومنها مدينة أخميم ، وهي أيضا من مدن الصعيد الشهيرة المذكورة بشرقي النيل وبشطه ، قديمة الاختطاط عتيقة الوضع .

فيها مسجد ذي النون المصري ، ومسجد داود أحد الصالحين المشتهرين بالخير والزهادة ، وهما مسجدان موسومان بالبركة ، دخلنا إليها متبركين بالصلاة فيهما ، وذلك يوم السبت التاسع عشر لمحرم المذكور ) انتهى النقل .

يقول العبد الفقير مريد الحق : وهذه ترجمة وجيزة للولى الجليل سيدى ذى النون المصرى .

يقال اسمه ثوبان ، ويقال : الفيض ابن إبراهيم ، أبو الفيض . وذو النون لقب .
أصله من النوبة وكان من قرية من قرى صعيد مصر يقال لها إخميم . نزل مصر. وكان أبوه إبراهيم مولى لإسحاق بن محمد الأنصاري ، كان له أربعة بنين : ذو النون ، وذو الكفل ، وعبد الباري ، والهميسع .

من أقواله :
لم أر شيئاً أبعث لطلب الإخلاص مثل الوحدة ، لأنه إذا خلا لم ير غير الله ، فإذا لم ير غير الله لم يحركه إلا حكم الله ، ومن أحب الخلوة فقد تعلق بعمود الإخلاص .

أسند ذو النون أحاديث كثيرة عن : مالك والليث بن سعد وسفيان بن عيينة والفضيل بن عياض وابن لهيعة وغيرهم .

وتوفي بالجيزة وحمل في مركب إلى الفسطاط خوفاً عليه من زحمة الناس على الجسر، ودفن في مقابر أهل المعافر ، وذلك في يوم الاثنين لليلتين خلتا من ذي القعدة من سنة ست وأربعين ومائتين (246هـ) .

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أغسطس 18, 2009 8:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1450

بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

أتابع معكم ما قاله الكندى فى وصف مصر .. قال :

( وأجمع أهل المعرفة : أن أهل الدنيا مضطرون إلى مصر يسافرون إليها، ويطلبون الرزق بها ، وأهلها لا يطلبون الرزق في غيرها ، ولا يسافرون إلى بلد سواها ، حتى لو ضرب بينها وبين بلاد الدنيا لغني أهلها بما فيها عن سائر بلاد الدنيا .

وروى عن حيوة بن شريح ، عن عقبة بن مسلم ، حديث يرفعه إلى الله عز وجل يقول يوم القيامة لساكني مصر فيما يعدد عليهم من نعمته ( ألم أسكنكم مصر ، فكنتم تشبعون من خبزها وتروون من مائها ، أمسكوا على أفواهكم ) .

وقال يحيى بن سعيد : جلت البلاد , فما رأيت الورع ببلد من البلدان أعرفه إلا بالمدينة وبمصر.

وقال خالد بن يزيد :

كان كعب الأحبار يقول : لولا رغبتي في الشام لسكنت مصر
فقيل : ولم ذلك يا أبا إسحاق ؟
قال : إني لأحب مصر وأهلها ؛ لأنها بلدة معافاة من الفتن ، وأهلها أهل عافية ، فهم بذلك يعافون ، ومن أرادها بسوء كبه الله على وجهه ، وهو بلد مبارك لأهله فيه .

وروى عن شفي بن عبيد الأصبحي أنه قال : مصر بلدة معافاة من الفتن , لا يريدهم أحد بسوء إلا صرعه الله ، ولا يريد أحد هلكهم إلا أهلكه الله .

وذكر أهل العلم أنه مكتوب في التوراة : بلد مصر خزانة الله ، فمن أرادها بسوء قصمه الله .

وقال أبو الربيع السائح : نعم البلد مصر ، يحج منها بدينارين ، ويغزى منها بدرهمين . يريد الحج في بحر القلزم ، والغزو إلى الإسكندرية وسائر سواحل مصر.

وذكر يحيى بن عثمان عن أحمد بن عبد الكريم قال :

جلت الدنيا ، ورأيت أهلها ، ورأيت آثار الأنبياء والملوك والحكماء ، ورأيت بناء كسرى وقيصر وغيرهما من ملوك الأرض ، ورأيت آثار سليمان بن داود عليهما السلام ببيت المقدس وتدمر ، والأردن ، وما بنته الشياطين بتدبير النبوة .

فلم أر مثل بر مصر على حكمتها ، ولا مثل الآثار التي بها ، والأبنية التي لملوكها وحكمائها .

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 02, 2009 2:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1450
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

أتابع معكم ما قاله الكندى فى وصف مصر .. وبعض مدنها العجيبة قال :

( ومنها : الإسكندرية في أبنيتها وعجائبها وآثارها ، وأجمع الناس أنه ليس في الدنيا مدينة على ثلاث طبقات غيرها .

ولما دخلها عبد العزيز بن مروان وهو إذ ذاك أمير مصر، قال لعاملها حين رأى آثارها وعجائبها : أخبرني كم كان عدد أهلها في أيام الروم ؟
قال : والله أيها الأمير ما أدرك علم هذا أحد من الملوك قط ، ولكن أخبرك كم كان فيها من اليهود ، فإن ملك الروم أمر بإحصائهم فكانوا ستمائة ألف .
قال : فما هذا الخراب الذي في أطرافها ؟
قال : بلغني عن بعض ملوك فارس حين ملكوا مصر ، أنه أمر بفرض دينار على كل محتلم لعمران الإسكندرية ، فأتاه كبراء أهلها وعلماؤهم وقالوا : أيها الملك لا تتعب ، فإن ذا القرنين الإسكندر أقام على بنائها ثلاثمائة سنة , ولقد أقام أهلها سبعين سنة لا يمشون فيها نهاراً إلا بخرق سود في أيديهم خوفاً على أبصارهم من شدة بياضها .

ومن فضائلها ما قاله المفسرون من أهل العلم :

إنها المدينة التي وصفها الله تعالى في كتابه الكريم ، فقال " إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد " .

وقال أحمد بن صالح : قال لي سفيان بن عيينة : يا مصري ، أين تسكن ؟
قلت : أسكن الفسطاط ، قال : أتأتي الإسكندرية ؟
قلت : نعم ، قال لي : تلك كنانة الله يحمل فيها خير سهامه .

وقال عبد الله بن مرزوق الصدفي : لما نعى إلي ابن عمي خالد بن يزيد وكان توفي بالإسكندرية لقيني موسى بن علي بن رباح ، وعبد الله بن لهيعة , والليث بن سعد متفرقين ، كلهم يقولون : أليس مات بالإسكندرية ! فأقول : بلى , فيقولون : هو حي عند الله يرزق ، ويجري عليه أجر رباطه ما قامت الدنيا ، وله أجر شهيد حتى يحشر على ذلك .

ومن عجائبها المنارة ، وطولها مائتان وثمانون ذراعاً ، وكان لها مرآة ترى فيها من يمر بالقسطنطينية .

وفيها الملعب الذي كانوا يجتمعون فيه ، لا يرى أحدهم شيئاً دون صاحبه ولا يتظالمون ، ينظر وجه كل واحد منهم تلقاء وجه صاحبه ، إن عمل أحدهم شيئاً أو تكلم أو قرأ كتاباً أو لعب لوناً من الألوان سمعه الباقون ، ونظر إليه القريب والبعيد سواء . وفيه كانوا يترامون بالكرة ، فمن دخلت كمه ولي مصر .

وكان عمرو بن العاص قد دخل تاجراً في الجاهلية بالأدم والقطن ، فشهد هذا الملعب فيمن ينظر ، فدخلت الكرة كمه ، فأنكروا ذلك ، وقالوا :

ما كذبتنا هذه الكرة قط ! أنى لهذا الأعرابي بولاية مصر ! فأعادوها ، فعادت الكرة إلى كمه مرات فتعجبوا من ذلك ، إلى أن جاء الله بالإسلام ، وكان من أمره ما كان .

وبها السواري والمسلتان ، وعجائبهما وآثارهما أكثر من أن تحصى ، حتى إن خليجها مبلط بالرخام من أوله إلى آخره يوجد كذلك إلى اليوم .

وذكر أهل العلم أن المنارة كانت في وسط الإسكندية حتى غلب عليه البحر ، فصارت في جوفه ، ترى الأبنية والأساسات في البحر عياناً إلى يوم القيامة ) انتهى .

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 15, 2009 3:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1450

بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد
أتابع معكم ما قاله الكندى فى وصف مصر .. قال :

( وذكر أن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال للمقوقس :
ويحك إنك قد وليت هذا المصر ثلاثين سنة ، فبم تكون عمارتها ؟
قال : بخصال ؛ منها أن تحفر خلجها وتسد جسورها وترعها ، ولا يؤخذ خراجها إلا من غلتها ، ولا يقبل مطل أهلها ، ويوفى لهم بالشروط ، وتدر الأرزاق على العمال ، لئلا يكون تأخيرها سبباً للارتشاء ، ويرفع عن أهلها المعاون والهدايا ، ليكون ذلك لهم قوة ، فبذلك تعمر ويرجى خراجها .

مناظر مصر وجمالها

وأما ما يعجب من رونق منظرها ، فذكر عن كعب الأحبار أنه قال :
من أراد أن ينظر إلى شبه الجنة ، فلينظر إلى مصر إذا أخرفت وغذا أزهرت ، وإذا اطردت أنهارها ، وتدلت ثمارها ، وفاض خيرها ، وغنت طيرها .

وعن عبد الله بن عمرو قال : من أراد أن ينظر إلى الفردوس فلينظر إلى أرض مصر حين تخضر زروعها ، ويزهر ربيعها ، وتكسى بالنوار أشجارها , وتغنى أطيارها .

وقال المأمون لإبراهيم بن تميم : صف لي مصر حين تخضر زروعها ، ويزهر ربيعها , وتكسى بالنوار أشجارها، وأوجز.
قال : جحفلة الفرس في الربيع ، وعجزه في الرمل - يريد أنها برية بحرية - يرتع الفرس في الربيع ، ويبرد في بروده .

وذكر أهل مصر أن موسى بن عيسى الهاشمي وكان أمير مصر ، قال لهم يوماً وهو بالميدان الذي في طرف المقابر : أتتأملون ما أرى ؟
قالوا : وما يرى الأمير ؟
قال : أرى ميدان رهان ، وجنان نخل ، وبستان شجر , ومنازل سكنى ، وذروة جبل ، وجبان أموات ، ونهراً عجاجاً ، وأرض زرع ، ومرعى ماشية ، ومرتع خيل ، وصائد بحر ، وقانص وحش , وملاح سفينة ، وحادي إبل ، ومفازة رمل , وسهلا وجبلا في أقل من ميل في ميل .

وذكر أنه صورت للرشيد صورة الدنيا فما استحسن منها غير بلد أسيوط ، وذلك أن مساحته ثلاثون ألف فدان في دست واحد ، لو قطرت قطرة فاضت على جميع جوانبه ، ويزرع فيه الكتان والقمح والقرط وسائر أصناف الغلات فلا يكون على وجه الأرض بساط أعجب منه ، ويسايره من جانبه الغربي جبل أبيض على صورة الطيلسان ، كأنه قرنان , ويحف به من جانبه الشرقي النيل ، كأنه جدول فضة ، لا يسمع فيه الكلام من شدة أصوات الطير.

وأجمع الناس أنه ليس على وجه الدنيا بساط قرط فيه خيل موقوفة وخيام مضروبة ، ونتاج ، ومهارى ، وسائمة ، وقهارمة ، إلا بمصر .

ويتبع إن شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 04, 2009 2:06 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1450
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد
أتابع معكم ما قاله الكندى فى وصف مصر .. قال :

( ذكر ما ورد في نيل مصر

وأما نيلها ، فروى ابن لهيعة : أن معاوية بن أبي سفيان قال لكعب : أسألك بالله العظيم يا كعب ، هل تجد لنيل مصر في كتاب الله خيراً ؟
قال : إي والذي فلق البحر لموسى عليه السلام , إني لأجد في كتاب الله عز وجل أن الله يوحى إليه عند جريه : إن الله يأمرك أن تجري كذا وكذا ، فاجر على اسم الله .
ثم يوحى إليه عند انتهائه : إن الله يأمرك أن ترجع ، فارجع راشداً .

وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " أربعة أنهار من الجنة , سيحان وجيحان والنيل والفرات " .

وروى أن الله تعالى خلق نيل مصر معادلا لأنهار الدنيا ومياهها ، فحين يبتدئ في الزيادة تنقص كلها لمادته ، وحين ينقضى تمتلئ كلها .

وذكر أبو قبيل ، أن نيل مصر في زيادته , يفور كله من أوله إلى آخره ) .

يقول العبد الفقير مريد الحق : أبو قبيل ، شيخ ابن لهيعة ، اسمه حيي بن هانىء المعافريّ المصري الفقيه . قدم من اليمن زمن معاوية، وسكن مصر وروى عن عقبة بن عامرٍ وعبد الله بن عمروٍ وشفي بن ماتع . ووثَّقه ابن معين , روى عنه الليث بن سعد وأهل مصر . وروى له التّرمذيّ والنّسائي ، وتوفي سنة ثمانٍ وعشرين ومائة .

انظر : الوافي بالوفيات للصفدى (4/340) وثقات ابن حبان (4/178) والعبر في خبر من غبر (1/30)


( وقال ابن لهيعة : كان لنيل مصر قطيعة على كور مصر، مائة ألف وعشرين ألف رجل ، معهم المساحى والآلات , سبعون ألفاً للصعيد ، وخمسون ألفاً لأسفل الأرض لحفر الخلج وإقامة الجسور والقناطر وسد الترع وقطع القضب والحلفاء وكل نبت مضر بالأرض .

وذكر ابن عفير ، أن عمر بن الخطاب كتب إلى عمرو بن العاص : بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص . سلام عليك ؛ فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد ، فإني فكرت في بلدك فإذا أرضك أرض واسعة عريضة رفيعة ، قد أعطى الله أهلها عدداً وجلداً وقوة في بر وبحر ، قد عالجتها الفراعنة ، وعملوا فيها عملا محكماً ، مع شدة عتوهم ، فعجبت من ذلك ، فأحب أن تكتب إلى بصفة مصر كأني أنظر إليها .

فكتب إليه عمرو بن العاص : بسم الله الرحمن الرحيم .أحمد الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد ، فقد بلغني كتابك وقرأته وفهمته ، وأما ما ذكرت فيه من صفة مصر ، فإن كتابي سيكشف عنك عمى الخبر ، ويرمى على بالك بنافذ البصر .

إن مصر وما أحببت أن تعلمه من صفتها ، تربة سوداء ، وشجرة خضراء بين جبل أغبر ورمل أعفر ، قد اكتنفها معدن رفقها ، ومحط رزقها ، ما بين أسوان ، إلى منشأ البحر ، في سح النهر، مسيرة الراكب شهراً ، كأن ما بين جبلها ورملها بطن أقب ، وظهر أجب ، يخط فيه نهر مبارك الغدوات ، ميمون البركات ، يسيل بالذهب ، ويجري بالزيادة والنقصان كمجاري الشمس والقمر ، له أيام تسيل إليه عيون الأرض وينابيعها مأمورة بذلك ، حتى إذا ربا وطما ، واصلخم لججه واغلولب عبابه ، كانت القرى بما أحاط بها كالربا لا يوصل من بعضها إلى بعض إلا في السفائن والمراكب ، ولا يلبث إلا قليلا حتى يكون كأول ما بدأ من جريه وأول ما طما من شربه ، وحتى تستبين فنونها ومتونها .

ثم تنتشر فيه أمة محقورة ، قد رزقوا على أرضهم جلداً وقوة ، لغيرهم ما سعوا به من كدهم بلا حمد ينالهم من ذلك ، يسقون سهل الأرض وخرابها وروابيها ، ثم يلقون فيها من صنوف الحب ما يرجون به التمام من الرب ، وما يلبث إلا قليلا حتى يشتد ، ثم تسيل قنواته وتصفر ، يسقيه من تحته الثرى ومن فوقه الندى ، أو سحاب منهمر بالأرائك مستدر ، ثم في هذا الزمان من زمانها يغنى ذبابها ، ويبدأ في صرامها ، فبينما هي مدرة سوداء إذا هي لجة زرقاء ، ثم غوطة خضراء ، ثم ديباجة رقشاء ، ثم فضة بيضاء ، فتبارك الله أحسن الخالقين ، الفعال لما يشاء .

وإن خير ما اعتمدت عليه في ذلك شكر الله عز وجل يا أمير المؤمنين ، على ما أنعم عليك منها ، فأدام الله لك النعمة والكرامة في أمورك كلها والسلام ) .

ويتبع إن شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 07, 2009 5:23 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1450

بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن
والاه ... وبعد

استكمالا لوصف النيل فى مصر .. قال الكندى :

( وأجمع أهل العلم على أنه ليس في الدنيا نهر أطول مدى من النيل .
يسير مسيرة شهر في بلاد الإسلام , وشهرين في بلاد النوبة , وأربعة أشهر في
الخراب حيث لا عمارة ، إلى أن يخرج من جبل القمر خلف خط الاستواء .

وليس في الدنيا نهر يصب من الجنوب إلى الشمال إلا هو .
وليس نهر يصيب في بحر الروم والصين غير نيل مصر.
وليس في الدنيا نهر يزيد ويمد في أشد ما يكون من الحر حين تنقص أنهار الدنيا وعيونها
غير نيل مصر ، وكلما زاد الحر كان أقوى لزيادته .
وليس في الدنيا نهر يزيد بترتيب غير نيل مصر .

وليس في الدنيا نهر يزرع عليه ما يزرع على نيل مصر ، ولا يجـبى من خراج نهر من
أنهار الدنيا ما يجـبى من خراج النيل ) .

وقال المقريزى فى المواعظ والاعتبار (1/62) وما بعده :

( ومما لم نزل نسمعه دائماً بين الناس إن شرب ماء النيل ينسي الغريب وطنه .

وروى ابن عبد الحكم عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما أنه قال : نيل مصر سيد
الأنهار , سخر اللّه له كل نهر بين المشرق والمغرب ، فإذا أراد الله أن يجري نيل مصر
أمر كل نهر أن يمدّه فتمده الأنهار بمائها , وفجر اللّه له الأرض عيوناً فأجرته إلى ما أراد
اللّه عز وجل , فإذا انتهت جريته أوحى إلى كل ماء أن يرجع إلى عنصره .

وعن كعب الأحبار أنه قال : أربعة أنهار من الجنة وضعها الله في الدنيا :
النيل نهر العسل في الجنة ، والفرات نهر الخمر في الجنة ، وسيحان نهر الماء في
الجنة ، وجيحان نهر اللبن في الجنة .

وقال المسعودي : نهر النيل من سادات الأنهار وأشراف البحار , لأنه يجرى من الجنة
على ما ورد به خبر الشريعة . وقد قال : إن النيل إذا زاد غاضت له الأنهار والأعين والآبار ،
وإذا غاض زادت , فزيادته من غيضها وغيضه من زيادتها . وليس في أنهار الدنيا نهر
يسمى بحراً غير نيل مصر لكبره واستبحاره .

وقال ابن قتيبة في كتاب غريب الحديث : وفي حديثه عليه السلام " نهران مؤمنان ،
ونهران كافران , أما المؤمنان : فالنيل والفرات ، وأما الكافران : فدجلة ونهر بلخ "

إنما جعل النيل والفرات مؤمنين على التشبيه , لأنهما يفيضان على الأرض ويسقيان
الحرث والشجر بلا تعب في ذلك ولا مؤنة ، وجعل دجلة ونهر بلخ كافرين , لأنهما لا يفيضان
على الأرض ولا يسقيان إلا شيئاً قليلاً ، وذلك القليل بتعب ومؤنة . فهذان في الخير
والنفع كالمؤمنين ، وهذان في قلة الخير والنفع كالكافرين) .

ويتبع إن شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 13, 2009 12:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1450
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن
والاه ... وبعد

وعن ذكر مخرج النيل وانبعاثه ... قال المقريزى فى المواعظ والاعتبار (1/65) وما بعده :

( من جبل القمر يخرج نهر النيل ، وقد كان يتبدّد على وجه الأرض , فلما قدم نقراوش الحدار بن مصريم الأوّل ابن مركابيل ابن دوابيل بن عرباب ابن آدم عليه السلام إلى أرض مصر ومعه عدة من بني عرباب، واستوطنوها، وبنوا بها مدينة أمسوس وغيرها من المداين , حفروا النيل حتى أجروا ماءه إليهم ، ولم يكن قبل ذلك معتدل الجري بل ينبطح ويتفرّق في الأرض , حتى وجه إلى النوبة الملك نقراوش ، فهندسوه وساقوا منه أنهاراً إلى مواضع كثيرة من مدنهم التي بنوها وساقوا منه نهراً إلى مدينة أمسوس .

ثم لما خربت أرض مصر بالطوفان ، وكانت أيام البودشير بن قفط بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام عدل جانبي النيل تعديلاً ثانياً بعدما أتلفه الطوفان .

ذكر مقاييس النيل وزيادته :

قال ابن عبد الحكم : أوّل من قاس النيل بمصر، يوسف عليه السلام ، وضع مقياساً بمنف ثم وضعت العجوز دلوكة ابنة زبا - وهي صاحبة حائط العجوز - مقياساً بأنصنا , وهو صغير الذرع ، ومقياساً بحلوان .

ووضع عبد العزيز بن مروان مقياساً بحلوان ، وهو صغير , ووضع أسامة بن زيد التنوخيّ في خلافة الوليد مقياساً بالجزيرة ، وهو أكبرها .

قال يحيى بن بكير : أدركت القياس يقيس في مقياس منف ويدخل بزيادته إلى الفسطاط .

وقال القضاعيّ : كان أوّل من قاس النيل بمصر ، يوسف عليه السلام , وبنى مقياساً بمنف وهو أوّل مقياس وضعه عليه السلام ) انتهى .

ويتبع إن شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 19, 2009 7:17 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1450
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

قال الكندى فى وصف مصر :

( فضل مقبرة مصر :

وأما فضل مقبرتها , فذكر أهل العلم أن الطور من المقطم , وأنه داخل فيما وقع عليه القدس في قوله تعالى " وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجياً " .
وقال تعالى " إنك بالواد المقدس طوىً " .

قال كعب : كلم الله تعالى موسى من الطور إلى أطراف المقطم من القدس .

وروى أن موسى عليه السلام سجد ، فسجدت معه كل شجرة من المقطم إلى طوى.

ويروى أنه مكتوب في التوراة : وادي فتح مقدس جديد , يعني وادي مسجد موسى عليه السلام بالمقطم عند مقطع الحجارة ، وأن موسى عليه السلام كان يناجي ربه بذاك الوادي .

وروى أسد بن موسى قال : شهدت جنازة مع ابن لهيعة ، فجلسنا حوله فرفع رأسه ، فنظر إلى الجبل فقال : إن عيسى بن مريم عليه السلام مر بسفح هذا الجبل وعليه جبة صوف ، وقد شد وسطه بشريط ، وأمه إلى جانبه ، فالتفت إليها وقال : يا أماه هذه مقبرة أمة محمد صلى الله عليه وسلم ) .

وقال المقريزى فى المواعظ والاعتبار (1/155) :

( والذي ذكره العلماء : أنّ المقطم مأخوذ من القطم ، وهو القطع فكأنه لما كان منقطع الشجر والنبات سمي: مقطماً، ذكر ذلك عليّ بن الحسن الهناءي الدوسي المنبوذ بكراع وغيره .

وروى عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عبد الحكم , عن الليث بن سعد رضي اللّه عنه قال :
سأل المقوقس عمرو بن العاص رضي الله عنه أن يبيعه سفح الجبل المقطم بسبعين ألف دينار - وفي نسخة : بعشرين ألف دينار - فعجب عمرو من ذلك ، وقال :
أكتب بذلك إلى أمير المؤمنين ، فكتب بذلك إلى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه ، فكتب إليه عمر : سله لم أعطاك به ما أعطاك وهي لا تزرع ، ولا يستنبط بها ماء ؟
فسأله ، فقال : إنا لنجد صفتها في الكتب أن فيها غراس الجنة ، فكتب بذلك إلى عمر ، فكتب إليه :
إنا لا نعلم غراس الجنة إلا المؤمنين , فاقبر فيها من مات قبلك من المؤمنين ، ولا تبعه بشيء .
فكان أوّل من قبر فيها رجلاً من المعافر يقال له : عامر ، فقيل : عمرت.
فقال المقوقس لعمرو : وما ذلك وما على هذا عاهدتنا ، فقطع لهم الحدّ الذي بين المقبرة وبينهم ).

ويتبع بمشيئة الله .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 22, 2009 1:27 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1450
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

قال الكندى فى وصف مصر .. عن فضل مقبرة المقطم :

( وبينما عمرو بن العاص يسير في سفح المقطم ومعه المقوقس ، فقال له عمرو :
ما بال جبلكم هذا أقرع ليس عليه نبات كجبال الشام ، فلو شققنا في أسفله نهراً من النيل وغرسناه نخلا ؟
فقال المقوقس : وجدنا في الكتب أنه كان أكثر الجبال أشجاراً ونباتاً وفاكهة ، وكان ينزله المقطم بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام ، فلما كانت الليلة التي كلم الله تعالى فيها موسى عليه السلام أوحى إلى الجبال ؛ إني مكلم نبياً من أنبيائي على جبل منكم ، فسمعت الجبال كلها وتشامخت ، إلا جبل بيت المقدس ، فإنه هبط وتصاغر ، فأوحى الله تعالى إليه : لم فعلت ذلك ؟ وهو به أخبر .
فقال : إعظاماً وإجلال لك يا رب
قال : فأمر الله الجبال أن يحيوه ، كل جبل مما عليه من النبت ، وجاد له المقطم بكل ما عليه من النبت حتى بقى كما ترى ، فأوحى الله تعالى إليه إني معوضك على فعلك بشجر الجنة أو غراسها.

فكتب بذلك عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما فكتب إليه : إني لا أعلم شجر الجنة أو غراسها لغير المسلمين ، فاجعله لهم مقبرة ، ففعل .
فغضب المقوقس من ذلك وقال لعمرو : ما على هذا صالحتني ! فقطع له عمر قطيعاً نحو بركة الحبش يدفن فيه النصارى .

وروى عبد الله بن لهيعة عن عياش بن عباس : أن كعب الأحبار سأل رجلا يريد السفر إلى مصر ، فقال له : أهد لي تربة من سفح مقطمها ، فأتاه منه بجراب ، فلما حضرت كعباً الوفاة أمر به ففرش في لحده تحت جنبه .

والإجماع على أنه ليس في الدنيا مقبرة أعجب منها , ولا أبهى ولا أعظم ولا أنظف من أبنيتها وقبابها وحجرها ، ولا أعجب تربة منها ، كأنها الكافور والزعفران , مقدسة في جميع الكتب ، وحين تشرف عليها تراها كأنها مدينة بيضاء ، والمقطم عال عليها كأنه حائط من ورائها ) .

ويتبع بمشيئة الله .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 29, 2009 5:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1450
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

قال الكندى فى وصف مصر :

( الخواص والعجائب التي بمصر :

وأما الخواص التي بها والعجائب والبركات والحكم .
فجبلها المقدس ، ونيلها المبارك ، وبها الطور حيث كلم الله تعالى موسى ، وبها الوادي المقدس ، وبها ألقى موسى عصاه ، وبها فلق البحر لموسى ، وبها ولد موسى وهارون وعيسى عليهم السلام .

وبها كان ملك يوسف , وبها النخلة التي ولدت مريم عيسى تحتها بسدمنت من كورة أهناس ، وبها اللبخة التي أرضعت عندها مريم عيسى بأشمون ، فخرج من هذه اللبخة الزيت ،
وبها مسجد إبراهيم ، ومسجد مارية أم إبراهيم سرية رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفن ، أوصت أن يبني بها مسجد فبنى .

وبها من الأبنية وآثار الحكمة :

البرابي والـهَـرَمَان ، وليس على وجه الأرض بناء باليد حجراً فوق حجر أطول منهما .
وجاءت الأخبار أنهما قبرا هرمس وأغاثيمون ، والصابئة تحجهما من حران .
قال عمر بن أبي عمر : أنا لقيت من الصابئة من حجهما .

وأما عن ماهية البرابى ... فيقول المقريزى فى المواعظ والاعتبار (1/46) :

وأما البرابي فذكر ابن وصف شاه : أن سوريد الذي بنى الأهرام هو الذي بنى البرابي كلها ، وعمل فيها الكنوز , وزبر عليها علوماً , ووكل بها روحانية تحفظها ممن يقصدها.
وقال في كتاب الفهرست : وبمصر أبنية يقال لها " البرابي " من الحجارة العظيمة الكبيرة ، وهي على أشكال مختلفة .
وفيها مواضع الصحن والسحق والحل والعقد والتقطير تدل على أنها عملت لصناعة الكيمياء ، وفي هذه الأبنية نقوش وكتابات لا يُدرى ما هي , وقد أصيبت تحت الأرض فيها هذه العلوم مكتوبة في التوز، وهي صفائح الذهب والنحاس وفي الحجارة .
وذكر الحسن بن أحمد الهمداني أن برابي مصر تنسب إلى براب بن الدرمسيل بن نحويل بن خنوخ بن قار بن آدم عليه السلام . انتهى كلام المقريزى .

وبها منارة الإسكندرية ، وبها عمود عين شمس .
وبها صدع أبي قير الذي تفر إليه طير البواقيرات في يوم من السنة كان معروفاً , فكلما أدخل بوقير منها منقاره في الصدع مضى لسبيله , فلا يزال يفعل ذلك حتى يلتقي الصدع على بوقير منها فيحبسه , ولا يزال معلقاً حتى تذروه الرياح .
وبها حائط العجوز من العريش إلى أسوان ؛ يحيط بأرض مصر كلها .
وبالنيل السمكة التي تسمى الرعادة ، إذا وضع الرجل الجلد يده عليها لم يتمالك أن يضطرب جسمه كله اضطراباً شديداً .

ويتبع بمشيئة الله .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 02, 2009 7:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1450
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

نتابع الخواص والعجائب التي بمصر ... على ماذكره الكندى .. قال :

( وبها مجمع البحرين ، وهو البرزخ الذي ذكره الله تعالى فقال ( مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبتغيان ) , وقال تعالى ( وجعل بين البحرين حاجزاً ) ، وهما بحر الصين وبحر الروم ، والحاجز بينهما مسيرة ليلة ما بين القلزم والفرما ) .

يقول الفقير مريد الحق : القلزم هو البحر الأحمر .. والفرما مَدِينَةٌ بِمِصْرِ مِنْ شَرْقٍ ، تَبْعُدُ عَنْ سَاحِلِ بَحْرِ الرُّومِ « الْبَحْرُ الْأَبْيَضُ » بِقَدْرِ مِيلَيْنِ ، كَانَ لَهَا مِينَاء عَامِرٍ ، وَيَصِلُ إلَيْهَا فَرَعٌ مِنْ النِّيلِ مُسَمَّى بِاسْمِهَا الْيُونَانِيِّ « بيلوزة » أَوْ الطِّينَةُ ، وهى قريبة من بحيرة المنزلة .

وَكَانَتْ فِي عَهْدِ الْفَرَاعِنَةِ حِصْنَ مِصْرَ مِنْ جِهَةِ الشَّرْقِ ، وَتُعْرَفُ الْآن بِتَلِّ الْفَرَمَا ، وَيُقَالُ : إنَّ فِيهَا قَبْرُ أُمِّ إسْمَاعِيلَ بْنِ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ . انتهى

( وليس يتقاربان في بلد من البلدان تقاربهما بهذا الموضع ، وبينهما في السفر مسيرة شهور .

وليس بالدنيا بلد من البلدان يأكل أهله صيد البحر طرياً غير أهل مصر .
وبها من الطرز والقصب التنيسي والثوب الدبيقي ما ليس بغيرها، وليس في الدنيا طراز يبلغ الثوب الساذج منه الذي ليس فيه ذهب مائة دينار غير ثوب تنيس ودمياط .

ويقال : إنه ليس في الدنيا منزل إلا وفيه من ثوب تنيس ولو خرقة .
وبها الثياب الصوف والأكسية المرعز، وليس هي في الدنيا إلا بمصر.

وذكر بعض أهل مصر أن معاوية لما كبر كان لا يدفأ ، فأجمعوا أنه لا يدفئه إلا أكسية تعمل في مصر ، من صوفها المرعز العسلي غير مصبوغ ، فعمل له منها عدد ، فما احتاج منها إلا إلى واحد .

ولهم طراز البهنسا من الستور والمضارب ما يفرقون به طراز أهل الدنيا.
ولهم النتاح العجيب من الخيل والبغال والحمير ما يفوق نتاج أهل الدنيا .

وليس في الدنيا فرس في نهاية الصورة في العنق غير الفرس المصري ، و ليس في الدنيا فرس لا يردف غير المصري ، وسبب ذلك قصر ساقية وبلاغة صدره وقصر ظهره .

وذكر أن الوليد عزم على أن يجري الخيل ويمتحن خيل البلدان ، فكتب إلى سائر الأمصار أن يتخير له خيل كل بلد ويتوجه به إليه ، فلما اجتمعت عرضت عليه ، فمرت به المصرية ، فلما رآها دقيقة العصب ، لينة المفاصل والأعطاف ، قال : هذه خيل ما عندها طائل .
فقال له عمر بن عبد العزيز وهو جالس معه : وأين الخير كله إلا لهذه وعندها !
فقال له : ما تترك تعصبك يا أبا حفص لمصر على كل حال ، فلما أجريت الخيل جاءت المصرية كلها سابقة ما خالطها غيرها ) .

ويتبع بمشيئة الله .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 51 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 17 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط