حالة أهل الحقيقة مع الله

مريم · **مرسل:** الأربعاء يونيو 17, 2009 3:02 am

إن الله تعالى , كلما نظر إلى قلب عبد من عبيده , بالفضل والرحمة
كشف عنه حجاب الغلفة , واظهر له لطائف القدرة
فعند ذلك لابد له من إحدى ثلاث :
إما أن يصير حكيماً , يتصل به الخلق إلى الله , وإما أن يَكلَّ لسانه
فيصير مدهوشاً مبهوتاً , وإما أن يصير مستوراً فى حجبه
محفوظاً فى قبضته , حتى لا يراه غيره , لشدة غيرته عليه .

فسبحان من حجب أهل معرفته عن جميع خلقه
حجبهم عن أبناء الدنيا بأستار الآخره , وعن أبناء الآخرة بأستار الدنيا
وذلك أن أهل المعرفة عرائس الله تعالى فى ارضه , والله مَحْرَمهُم
لا مَحْرَمَ لهم غيره , فهم عند الله مخدورون ( من الخدر وهو الستر ) .

وقد روى أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام :
يا داود ! أوليائى فى قباب لا يعرفهم إلا أوليائى , فطوبى لأوليائى , ثم طوبى لأحبائى .

يقال : لو بدت ذرة من نور النبى صلى الله عليه وسلم لاحترق ما بين العرش إلى الثرى .

مريم · **مرسل:** الأربعاء يونيو 24, 2009 10:48 pm

علامة العـارف :

قيل لرابعة _ رحمها الله تعالى _ ما كمال حال العارف؟
قالت : احتراقه بحبه لربه , وعلامته : أن يكون مستغنياً بالمعطى عن العطاء
وبالمكوَّن عن الكون , مستغرقاً فى بحار سرور وجدانه , ساكناً بقلبه معه
مع ترك كل اختيار لنفسه , ولا يجزع عند الشدائد والبلوى لرؤيته
ويعلم أن الله تعالى أقرب إليه من كل شىء , وأرحم عليه من كل أحد
وأعز وأكبر من كل شىء , وأن لكل شىء خلفاً ما خلا الله تعالى .
لكل شىء عَدِمْتَهُ خلف * وما لفقد الحبيب من خلف

وإنما يعرف العارف , إذا ميَّز َ الخواطر النفسية من الخواطر الروحية
والإدارة الدنياوية من الآخروية , والهمم العلوية من السفلية
فمن رُزق التوفيق على حفظ حدود صدق وفاء العبودية , والقيام بشروطها
ووجدان السبيل إلى طريق حفظ تحقيقها , ثم قام بذكره , وذكر ذكره , ثم شكره , وشكر شكره , فيصير مع النفس بلا نفس , ومع الروح بلا روح , ومع الخلق بلا خلق .

مريم · **مرسل:** الأربعاء يوليو 01, 2009 1:06 am

قلوب معلقة بالله :

كما قال الإمام ابن عباس رضى الله عنهما : بلغنا أن سيدنا عيسى و سيدنا يحيى
عليهما الصلاة والسلام , بينما كانا يسيران فى بعض الطرق
فصدم سيدنا يحيى امرأة , فقال له سيدنا عيسى : يا ابن خالتى !
لقد أصبت اليوم ذنباً عظيماً , قال وما هو ؟ قال : امرأه صدمتها .
قال سيدنا يحيى : والله ما شعرت بها . فقال سيدنا عيسى : سبحان الله
نفسك معى ! فأين قلبك وروحك ؟ فقال : عند الله , يا عيسى !
لو سكن قلبى إلى جبريل , أو إلى أحد غير الله طرفة عين
لظننت أنى ما عرفت الله حق معرفته .

مريم · **مرسل:** الأربعاء يوليو 08, 2009 2:08 am

معنى المعرفة :

وقيل : المعرفة خمسة أحرف , فمن وجد فى نفسه معناها فليعلم أنه من أهلها :
بالميم : مَلَكَ نفسه , وبالعين : عَبَدَ الله على صدق الوفاء
وبالراء : رغب إلى الله بالكلية , وبالفاء : فوَّض أمره إلى الله
وبالهاء : هرب من كل ما دون الله إلى الله .

فكل عارف يملك نفسه بقدر معرفته بكبريائه تعالى وعظمته
ويعبد ربه على قدر معرفته بربوبيته , ويرغب إليه على قدر معرفته بفضله وامتنانه
ويُفَوَّضُ أمره إليه على قدر معرفته بقدرته , ويهرب إليه على قدر معرفته بملكه وسلطانه
فهو عارف .

مريم · **مرسل:** الأحد يوليو 12, 2009 11:47 am

[align=center]متى يستجاب الدعاء[/align]

عن أبى هريرة رضى الله عنه , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول : دعوت فلم يستجب لى " .

والعجلة هنا من غلبة الأشتغال بالقصد دون خالقه , وهذا من نقصان المعرفة
فإن العارف لا يشغله شىء عن ربه .

وسنذكر من أحوال العارفين أشياء بقصد التبرك بذكرهم
قال الله تعالى : { واذكر فى الكتاب إبراهيم } , وقال سبحانه : { نحن نقص عليك } .

وفى الخبر : (( اذكروا الصالحين : عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة )) .

فلولا ذلك لما كان ينبغى لنا أن نشتغل بذكر غير الله تعالى , ومع ذلك فإن الله تعالى معنا
قال تعالى : { وهو معكم إينما كنتم } .

مريم · **مرسل:** الاثنين أغسطس 03, 2009 2:30 am

حكى أن عبد الواحد بن زيد رحمه الله تعالى قال :
قصدت بيت المقدس فأضللت طريقى , فإذا بامرأة أقبلت إلى , فقلت لها :
يا غريبة ! أنت ضالَّة ؟ .
قالت : كيف يكون غريبا من يعرفه ؟ وكيف يكون ضالاً من يحبه ؟ .
ثم قالت : خذ رأس عصاى , وتقدم بين يدى مشياً .
فأخذت رأس عصاها ومشيت بين يديها , سبعة أقدام , أقل أو أكثر
فإذا أنا فى مسجد بيت المقدس , فدلكتُ عينى , قلت : لعلَّ هذا غلط منى .
فقالت : يا هذا ! سيرك سير الزاهدين , وسيرى سير العارفين
فالزاهدُ يسير , والعارف يطير , وأنَّى يلحق السيَّار الطيَّار ؟ ثم غابت فلم أرها بعدها .

مريم · **مرسل:** الاثنين أكتوبر 05, 2009 7:52 pm

قال أبو عمران الواسطى رحمه الله : كنت راكباً البحر , إذ انكسرت السفينة
وبقيت أنا وامرأتى , فولدت ولداً , فأرادت الماء , فرفعت رأسى إلى السماء
فإذا رجل جالس على الهواء , وفى يده ركوة من ياقوتة حمراء فى سلسلة من ذهب
وقال : خذا ! فسألته عن ذلك ؟ فقال : تركت هواى , فأجلسنى فى الهواء .

وحكى ان عبد الواحد بن زيد رحمه الله تعالى قال : قلت لأبى عاصم الربعى :
كيف صنعت حين طلبك الحجاج ؟.
قال : كنت فى بيتى , فوقفوا على الباب ليدخل علىَّ الرسول , فصرت مدهوشاً
فإذا بيد أخذت بيدى وجرتنى قدماً أو أكثر , فنظرت فإذا أنا على جبل أبى قبيس .

مريم · **مرسل:** الاثنين أكتوبر 12, 2009 9:16 pm

من أطاع الله أطاعه كل شىء :

حكى أن إبراهيم بن أدهم رضى الله عنه قال : مررت براع فقلت له :
هل عندك شربة من الماء , أو من اللبن ؟
قال : أيهما أحب إليك ؟ قلت : الماء .
قال : فضرب بعصاه حجراً صلداً لا صدع فيه , فانبجس منه الماء
فشربت منه وهو أبرد من الثلج , وأحلى من العسل , وبقيت متعجباً ! .
فقال الراعى : لا تتعجب ! فإن العبد إذا أطاع الله , أطاعه كل شىء .

وكانت لرابعه البصرية سلة معلقة فى بيتها , فكلما أرادت الطعام
ضربت بيدها إلى السلة , فوجدت فيها أى الطعام شاءت .

مريم · **مرسل:** الأحد أكتوبر 18, 2009 6:51 pm

وقال شيخ الطائفة الحسن رضى الله عنه : خرج سلمان الفارسى رضى الله عنه
من المدائن ومعه ضيف , فإذا بظباء تسير فى الصحراء , وطيور تطير فى الهواء
فقال سلمان : ليأتنى ظبى وطير سمينان , فقد جاءنى ضيف أحب إكرامه , فجاء كلاهما .
فقال سبحان الذى سخر لك الطير فى الهواء .
قال : أو تتعجب من هذا ؟. هل رأيت عبداً أطاع الله , فعصاه الله ؟!

مريم · **مرسل:** الأحد أكتوبر 25, 2009 9:37 pm

قال عبد الواحد بن زيد : بينما أنا وأيوب السختيانى – رحمهما الله تعالى – نسير فى طريق الشام , فإذا نحن بأسود أقبل إلينا , يحمل كارة حطب , فقلت : ياأسود ! من ربُّك ؟.
قال : ألمثلى تقول هذا ؟! فرفع رأسه إلى السماء , وقال : إلهى ! حوِّلْ هذا الحطب ذهباً , فإذا هو ذهب ! ثم قال : أرأيتم هذا ؟ قلنا : نعم , قال : اللهم رُدَّه حطباً , فصار كما كان أولاً , ثم قال : سلوا , فإن العارفين لا تفنى عجائبهم .

مريم · **مرسل:** الثلاثاء نوفمبر 03, 2009 2:04 am

[font=Arial]قال عبد الواحد بن زيد : بينما أنا وأيوب السختيانى – رحمهما الله تعالى – نسير فى طريق الشام , فإذا نحن بأسود أقبل إلينا , يحمل كارة حطب , فقلت : يا أسود ! من ربُّك ؟.

قال : ألمثلى تقول هذا ؟! فرفع رأسه إلى السماء , وقال : إلهى ! حوَّلْ هذا الحطب ذهباً , فإذا هو ذهب ! ثم قال : أرأيتم هذا ؟ قلنا : نعم , قال : اللهم رُدَّه حطباً , فصار كما كان أولاً , ثم قال : سلوا , فإن العارفين لا تفنى عجائبهم .

فقال أيوب : بقيت خجلاً من العبد , واستحييت منه حياء ما استحييت مثله قبل ذلك من أحد قط , ثم قلت : أمعك شىء من الطعام ؟.
قال : فأشار , فإذا بين أيدينا جام فيه عسل , أشد بياضاً من الثلج , وأطيب ريحاً من السمك , قال : كلوا , فوالله الذى لا إله إلا هو , ليس هذا من بطن النحل , فأكلنا فما رأينا شيئاً أحلى منه , فتعجبنا !.

فقال : ليس بعارف من تعجب من الآيات , ومن تعجب فهو بعيد من الله , ومن عَبَدَهُ على رؤية الآيات فهو جاهل بالله . رحم الله ذلك الأسود , ما أعرَفه بالله ؟!. [/font]

مريم · **مرسل:** الخميس نوفمبر 12, 2009 6:58 pm

[font=Arial]كنت حاجاً وأردت التلبية , فأخذت منديلاً لى فغسلته , وقطعته نصفين , ثم اتَّزرت بنصف , وارتديت بنصف آخر لحاجة , فإذا بهاتف يهتف : أنظر ما بين يديك ! فنظرت فإذا البادية فضة كلها , فغمضت عينى ومضيت , وقلت اللهم إنى أعوذ بك من كل إرادة سواك .

وحكى أن رجلاً من العارفين فرغ من أعمال الحج وأركانه , ثم أخذ يحرم مرة أخرى , وقال : لبيك اللهم لبيك , فقيل له : يا هذا ! إن وقت الحج والتلبية قد مضى , فقال : قد أحرمت من الوطن إلى زيارة البيت : والآن أحرمت من البيت إلى صاحب البيت , فقيل : هنيئاً لمن أحرم عن غيره .[/font]

مريم · **مرسل:** الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 7:24 pm

[font=Arial]وحكى أن هرم بن حيان رحمه الله , قال : كنت أسير على شاطئ الدجلة , فإذا أنا برجل أقبل إلى وعليه سيما العارفين , فسلمت عليه , فقلت له : كيف حالك وشأنك ؟ فقال : { سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا } يا هرم بن حيان ! اشتغل بما يعنيك , فقلت : رحمك الله ! من أين عرفت اسمي واسم أبى ؟ وما رأيتك قبل اليوم !.
فقال : أما عرفت ان العارفين يتعارف بعضهم بعضاً بنور المعرفة .
قال : فتعجبت من حسن فصاحته , وتحيرت من هيبته . [/font]

مريم · **مرسل:** الاثنين نوفمبر 23, 2009 11:08 pm

[font=Arial]قال ذو النون رضى الله عنه : بينما أنا أسير , فإذا أنا بقرية والناس يصيحون , فدنوت فإذا أسود يسخرون به ! فرفع رأسه إلىَّ وقال : يا ذا النون ! إعرف قدر الله , ولا تمنَّ على الله , فإن الحبيب لا يمنَّ على الحبيب .
فسألت عن حاله ؟ قيل : إنه مجنون , لا يجالس الناس , ولا يأكل فى أربعين يوماً إلا أكلة واحدة , ثم نظر إلى السماء وقال :
يا غاية همم العارفين ! إن عرفتك فبمواهبك , وإن شكرتك فبعصمتك .[/font]

مريم · **مرسل:** الخميس ديسمبر 03, 2009 1:26 am

[font=Arial]الله معهم أينما كانوا :

قال ذو النون – رحمه الله تعالى – أيضاً : بينما أنا أسير على شاطىء النيل , فإذا أنا بجارية منطلقة فى النيل , وقد اضطربت أمواجه , وتقول : إلهى ! ترى ما تفعل بى ؟ .
فقلت : يا جارية ! أتشكين منه , وهو صاحب كل بر وفاجر ! .
فقالت : يا ذا النون ! أنت الذى إذا شكرت شكرت منه , وإذا سخطت سخطت عليه .
قلت : يا جارية ! من أين عرفت اسمى وما رأيتنى ؟
فقالت : عرفتك بنور معرفة الجبار .
فقلت لها : أتجدين وحشة للوحدة ؟ .
قالت : لا , والذى نور قلبى بنور معرفته , ما سكن قلبى قط إلى غيره , فإنه مؤنس الأبرار فى الخلوات , وصاحب الغرباء فى الفلوات .[/font]

موقع د. محمود صبيح

حالة أهل الحقيقة مع الله

الموجودون الآن