اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm مشاركات: 4146 مكان: الديار المحروسة
|
[center][table=width:100%;background-color:white;background-image:url();border:1 double teal;][cell=filter:;][align=right]ومن فروع هذا التوحيد عندهم والعياذ بالله، أن فرعون وقومه كاملو الإيمان، عارفون بالله تعالى على التحقيق والإيقان، ومن فروعه، أنه لا فرق في التحريم والتحليل بين الأم والأخت والأجنبية، ولا فرق بين الماء والخمر، والزنا والنكاح، فكل من عين واحدة، بل هو العين الواحدة، ومن فروعه، أن الأنبياء ضيقوا على الناس، تعالى الله عما يقول الظالمون عُلُوّاً كبيرا. انتهى. كما أنه أشار إلى أقوالٍ دُسَّت على الشيخ محيي الدين من أنه قال في الفصوص: من ادعى الألوهية فهو صادق في دعواه. ومن أنه أباح المكث للجنب والحائض في المسجد، وأنه يقول بقدم العالم، ومن أنه قال: ضيق ابن أبي كبشة أمر الدنيا على الموحدين، وأن فرعون خرج من الدنيا طاهراً مُطهراً، كما نقل ذلك عماد الدين بن كثير بسنده عن العلامة تقي الدين السبكي عن شيخ الإسلام ابن دقيق العبد القائل في آخر عمره: لي أربعون سنة ما تكلمت بكلمة إلا وأعددت لها جواباً بين يدي الله تعالى. قال الإمام الجزري رحمه الله بعد كلام: وبالجملة، فالذي أقوله وأعتقده وسمعته ممن أثق به من شيوخي الذين هم حجة بيني وبين الله تعالى أن من صح عنه هذا الكلام وأمثاله مما يخالف الشرع المطهر، وقاله وهو في عقله ومات وهو معتقد ظاهره، فهو أنجس من اليهود والنصارى، فإنهم لا يستحلون أن يقولوا ذلك، ولا يُلتَفَت إلى قولِ من قال أن هذا الكلام المخالف لظاهر المرام ينبغي أن يؤول بما يوافق أحكام الإسلام، فإنه غلط من قائله، وكيف يؤول قولهم: الرب حقٌّ والعبد حقٌّ يا ليت شعري من المُكلَّف وقولهم: ما عرف الله إلا المعطلة والمجسمة؛ لأن الله تعالى يقول(ليس كمثله شئ)، فهذا دليل المعطلة، (وهو السميع البصير)، دليل المجسمة، وقولهم: ما عبد من عبد إلا الله؛ لأن الله تعالى يقول (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه)، وقولهم في فرعون: قبضه الله تعالى طاهراً مطهراً لم يقترف ذنبا، والله تعالى يقول (فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين * وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون * وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين)، ثم إنما يؤول كلام المعصوم، ولو فتح باب تأويل كل كلام ظاهره الكفر لم يكن في الأرض كافر. انتهى. والحق يقال، الذي عليه أهل الورع من علماء الدين، أنه لا يحكم على ابن عربي رحمه الله نفسه بشيء؛ لأنّا لسنا على يقين من صدور مثل هذه الكلمات منه ، ولا استمراره عليه إلى وفاته، ولكنا نحكم على مثل هذا الكلام بأنه كفر. وقد تجرأ بعضهم فقال: هذه الكلمات من اصطلاحات الصوفية، تواضعوا على ألفاظ وأرادوا بها معاني غير المعاني المتعارفة منها. فأجاب بعض الفضلاء عن تلبيس هذا الملبس بقوله: إن أراد هذا المغفل بالصوفية الصوفية الحقيقية المسلمين التابعين للكتاب والسنة، فزُورٌ وبهتان، لأنهم إنما اصطلحوا على ألفاظ مطابقة في تفسيرها لقواعد الإسلام وأحكام الشرع، غير مخالِفة لشيء منها على ما هو في البرهان المؤيد والرسالة القشيرية ونحوهما. وإن أراد بالصوفية هؤلاء الملاحدة فإننا قد اطلعنا على اصطلاحاتهم المخالِفة لقواعد الإسلام، بل لقواعد جميع الملل والأديان، واختبرنا مذهبهم حقيقة الاختبار فكله فاسد، وإلى الوهم والخيال راجع وعائد، والسادة الصوفية أهل المراتب العلية هم كما قال الشريف المقري رحمه الله تعالى: على الحق كانوا ليس فيهم لوحدةٍ ولا لحلول الحق ذِكرٌ لذاكرِ ويا ليت شعري هل يجوز لأحد أن يصطلح على ما يخالف الشرع واللغة ويوجب كفر صاحبه، ويصير سبباً لفتح باب الشر والفساد لسائر الملاحدة والزنادقة المبطلين؟ فويلٌ ثم ويل لمن يدعي العلم ويظهر الفضل فينخدع ويغتر بمثل هذه الشبهات الركيكة الوهمية، والتلبيسات الإلحادية الزنديقية، ولم يفرق بينهما وبين الاصطلاحات الإسلامية. وقال بعضهم أن كلامهم شبيه بالمتشابه في الكتاب والسنة، مَن حمله على ظاهره كفر، وله معنى سوى المعنى المتعارف . وقال بعض العلماء في جوابه بأن المتشابه هو الكلام الذي فيه اشتباه الطرفين يشبه المردود بظاهره، ويحتمل المقبول بتأويل مطابق لظاهره، وهذا لا يتأتى في أكثر اعتباراتهم، بل هي نص صريح في أن الحق هو الوجود المطلق، وأن العالم صورته وهويته. وأيضا، هل يجوز لأحد غير الشارع أن يتكلم بكلمات متشابهة مخالفة للشرع، ويداوم عليها، ويكتبها في الكتب، ويدونها في الزبر، ويحرض الناس على قبولها والعمل بها؟ كلا، لا يجوز ذلك لغير الشارع صلي الله عليه وعلي آله وسلم أبدا. ولا تغتر أيها المحب بقول من يقول أن هذه الكلمات من أمور القلب، فذلك جهل أو عناد؛ لأن الألفاظ قوالب المعاني وموضوعة لها، والمعاني إنما تؤخذ من الألفاظ، وإلا لما ثبت كفر أحد ولا إيمانه، مع أن العلماء والعقلاء اجتمعوا على أن مذاهب الرجال تعرف من كلامهم في كتبهم، وإلا فقد فُقد الأمن من كل شئ[/align][/cell][/table][/center]
_________________ أنا الذى سمتنى أمى حيدره
كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره
|
|