اشترك في: الأربعاء يناير 11, 2012 10:27 pm مشاركات: 474
|
الذي أفهمه من تجديد الخطاب الديني، أو بالأحرى حديث : «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا»
هو إعادة الدين إلى صفائه ونقائه وإزالة الغبار الذي ضرب هذا الصفاء والنقاء بمسالك وأفهام ذوي الشبهات والشهوات
وهذا الفهم السليم للحديث الذي طلب الفاضل محب آل طه تفسيره من مولانا الدكتور محمود خير شاهد
على هذا التجديد بعد أن عكر خوارج هذا العصر الفهم السليم للحديث، والذي هو محسوم منذ عهد الإمام الشافعي
كما ظهر من النص المنقول عنه في كتاب الأم
التجديد في الدين إظهار معاني أتى بها الدين كادت أن تذهب أو تنسى
بسبب أقوام أصاب قلوبهم الرين فندت عنهم هذه المعاني الجليلة التي
هي لمن يتأمل من بنية الدين وجوهره
فيأتي خطاب التجديد لكي يجدد الحديث عن هذه المعاني ويحييها من جديد
ولأن لهذا الدين هو وحي الله الساري في الزمان والمكان
فبالتالي كان لهذا الدين ثوابت لا يمكن أن تتزعزع
هذه الثوابت قابلة للعمل وكفيلة بالإجابة على كل المشكلات في كل زمان ومكان
من التجديد الحفاظ على هذه الثوابت بشرط أن تكون ثوابت حقيقية لا ثوابت مخترعة
ومن هنا نعرف حقيقة البدعة التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: « أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ
وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ
الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ،
وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»
البدعة هنا هي اختراع ثوابت جديدة كما فعلت الفرق الضالة
ولننظر في بداية الحديث عندما قال سيد الخلق: « أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا »
فرسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى أحد الثوابت في الإسلام وهو عدم الخروج على الحاكم
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أنه سيحدث ابتداع في هذا الأمر بالإخلال بهذا الثابت
من قبل الفرق الضالة التي على رأسها الخوارح ويأتي من بعدهم المعتزلة
وهما الفرقتان اللتان أخلتا بهذا الثابت وجوزتا الخروج على الحكام
أما المتغيرات فهي بطبيعتها تتغير ولا غبار في ذلك
وبالتالي لا يتأتى فيها موضوع البدعة على سبيل الأصالة
والله تعالى أعلى وأعلم
|
|