موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 61 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 02, 2005 11:35 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]الغيبـة[/align]

قال الله تعالى : { وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً ٌ} الحجرات12

وقيل : دُعى إبراهيم بن أدهم إلى دعوة فحضر فذكروا رجلاً لم يأتهم فقالوا إنه ثقيل فقال إبراهيم : إنما فعل بى هذا نفسى حيث حضرت موضعاً يُغتاب فيه الناس فخرج ولم يأكل ثلاثة أيام .

وذُكرت الغيبة عند ابن المبارك فقال : لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت والدىّ لأنهما أحقّ بحسناتى .

وقال يحيى بن معاذ : ليكن حظ المؤمن منك ثلاث خصال إن لم تنفعه فلا تضرّه ، وإن لم تسرّه فلا تغمه ، وإن لم تمدحه فلا تذمه .

وقيل للحسن البصرى : إن فلاناً اغتابك فبعث إليه طبق حلواء ، وقال : بلغنى أنك أهديت إلىّ حسناتك فكافأتك .

ويحكى الجنيد فيقول : كنت جالساً فى مسجد الشونيزية أنتظر جنازة أصلى عليها وأهل بغداد على طبقاتهم جلوس ينتظرون الجنازة ، فرأيت فقيراً عليه أثر النسك يسأل الناس فقلت فى نفسى لو عمل هذا عملاً يصون به نفسه كان أجمل به . فلما انصرفت إلى منزلى وكان لى شىء من الورد بالليل حتى البكاء والصلاة وغير ذلك فثقل علىّ جميع أورادى فسهرت وأنا قاعد فغلبتنى عيناى فرأيت ذلك الفقير جاءوا به على خوان ممدود ، وقالوا لى كُلْ لحمه فقد اغتبته ، وكشف لى عن الحال فقلت : ما اغتبته إنما قلت فى نفسى شيئاً . فقيل لى : ما أنت ممن يُرضى منك بمثله اذهب فاستحله . فأصبحت ولم أزل أتردّد حتى رأيته فى موضع يلتقط من المـاء عند تزايد الماء أوراقاً من البقل مما تساقط من غسل البقل فسلمت عليه ، فقال : يا أبا القاسم تعود . فقلت : لا . فقال : غفر الله تعالى لنا ولك .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 03, 2005 11:54 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]القنـاعة[/align]

قـال الله تعالى : { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً } النحل 97
قال كثير من أهل التفسير : الحياة الطيبة فى الدنيا القناعة .
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" يا أبا هريرة كن ورعا تكن من أعبد الناس ، وارض بما قسم الله لك تكن
من أغنى الناس ، وأحب للمسلمين والمؤمنين ما تحب لنفسك وأهل بيتك
تكن مؤمنا ، وجاور من جاورت بإحسان تكن مسلما ، وإياك وكثرة الضحك
فإن كثرة الضحك فساد القلب‏ ".‏ رواه ابن ماجه

يقول أبا سليمان الدارانى : القناعة من الرضا بمنزلة الورع من الزهد ،
هذا أول الرضا وهذا أول الزهد .

وقيل : القناعة السكون عند عدم المألوفات .
وقيل : القناعة الاكتفاء بالموجود وزوال الطمع فيما ليس بحاصل .
وقيل : من رجع إلى الله تعالى على كل حال رزقه الله القناعة .

وقيل : وضع الله تعالى خمسة أشياء فى خمسة مواضع : العزّ فى الطاعة ،
والذّل فى المعصية ، والهيبة فى قيام الليل ، والحكمة فى البطن الخالى ،
والغنى فى القناعة .

وقيل : رأُى رجل حكيم يأكل ما تساقط من البقل على رأس ماء فقال له رجل
لو خدمت السلطان لم تحتج إلى أكل هذا . فقال الحكيم : وأنت لو قنعت بهذا
لم تحتج إلى خدمة السلطان .

قال أبو بكر المراغى : العاقل من دبر أمر الدنيا بالقناعة والتسويف ،
وأمر الآخرة بالحرص والتعجيل ، وأمر الدين بالعلم والإجتهاد .

ويحكى عبد الوهاب فيقول : كنت جالساً عند الجنيد أيام الموسم وحوله
جماعة كثيرون من العجم والمولدين فجاء إنسان بخمسمائة دينار ووضعها
بين يديه وقال تفرقها على هؤلاء الفقراء . فقال : ألك غيرها ؟ قال : نعم لى
دنانير كثيرة . فقال : أتريد غير ما تملك ؟ فقال : نعم . فقال الجنيد : فخذها
فإنك أحوج إليها منا ولم يقبلها .

وسئُل أبا يزيد : بم وصلت إلى ما وصلت إليه ؟ فقال : جمعت أسباب الدنيا
فربطتها بحبل القناعة ووضعتها فى منجنيق الصدق ورميت بها فى بحر اليأس
فاسترحت .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 04, 2005 2:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]التوكـل[/align]

قال الله عزّ وجل : { وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } الطلاق3
وقال تعالى : { وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } آل عمران122

قيل لأبى يزيد : ما التوكل ؟ فقال لأبا موسى الدبيل : ما تقول أنت ؟ قال : إن أصحابنا يقولون لو أن السباع والأفاعى عن يمينك ويسارك ما تحرك لذلك سرك . فقال أبو يزيد : نعم هذا قريب ، ولكن لو أن أهل الجنة فى الجنة يتنعمون وأهل النار فى النار يعذبون ثم وقع لك تمييز عليهما خرجت من جملة التوكل .

وقال سهل بن عبد الله : أول مقام فى التوكل أن يكون العبد بين يدى الله عز وجل كالميت بين يدى الغاسل يقلبه كيف شاء لا يكون له حركة ولا تدبير .

قال حمدون : التوكل هو الاعتصام بالله تعالى .

وقال رجل لحاتم الأصم : من أين تأكل ؟ فقال - وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ -.
فالتوكل محله القلب والحركة بالظاهر لا تنافى التوكل بالقلب بعد ما تحقق العبد أن التقدير من قبل الله تعالى وإن تعسر فبتقديره وإن اتفق شىء فبتيسيره .

وسئل يحيى بن معاذ : متى يكون الرجلا متوكلاً ؟ فقال : إذا رضى بالله تعالى وكيلا .

وسئل ابن عطاء عن حقيقة التوكل فقال : أن لا يظهر فيك انزعاج إلى الأسباب مع شدة فاقتك إليها ولا تزول عن حقيقة السكون إلى الحق مع وقوفك عليها .

يقول أبا نصر السراج شرط التوكل ما قاله أبو تراب النخشبى وهو : طرح البدن فى العبودية وتعلق القلب بالربوبية والطمأنينة إلى الكفاية .. فإن أعطى شكر وإن منع صبر .

وقال ذو النون المصرى : التوكل ترك تدبير النفس والانخلاع من الحول والقوة ، وإنما يقوى العبد على التوكل إذا علم أن الله سبحانه يعلم ويرى ما هو فيه .

سئل حمدون القصار عن التوكل فقال : إن كان لك عشرة آلاف درهم وعليك دانق دَيْن لم تأمن أن تموت ويبقى ذلك فى عنقك ، ولو كان عليك عشرة آلاف درهم دين من غير أن تترك لها وفاء لا تيأس من الله تعالى أن يقضيه عنك.

قال أبا على الدقاق : التوكل على ثلاث درجات التوكل ثم التسليم ثم التفويض . فالمتوكل يسكن إلى وعده وصاحب التسليم يكتفى بعلمه وصاحب التفويض يرضى بحكمه .
وقال أيضاً : التوكل صفة المؤمنين والتسليم صفة الأولياء والتفويض صفة الموحدين ؛ فالتوكل صفة العوام والتسليم صفة الخواص والتفويض صفة خواص الخواص

ويحكى الفرغانى فيقول : كان إبراهيم الخواص مجرداً فى التوكل يدقق فيه وكان لا تفارقه إبرة وخيوط وركوة ومقراض . فقيل له يا أبا إسحاق لم تحمل هـذا وأنت تمتنع من كل شىء . فقال : مثل هذا لا ينقض التوكل لأن لله تعالى علينا فرائض والفقير لا يكون عليه إلا ثوب واحد فربما يتخرق توبه فإن لم يكن معه إبرة وخيوط تبدو عورته فتفسد صلاته وإذا لم يكن معه ركوة تفسد عليه طهارته فإذا رأيت الفقير بلا ركوة ولا إبرة ولا خيوك فاتهمه فى صلاته.

وسئل الحرث المحاسبى عن المتوكل هل يلحقه طمع ؟ فقال : يلحقه من طريق الطباع خطرات ولا يضره شىء ، ويقويه على إسقاط الطمع اليأس عما فى أيدى الناس .

يحكى ابن المالكى فيقول قال أبو حمزة الخراسانى حججت سنة من السنين فبينما أنا أمشى فى الطريق إذ وقعت فى بئر فنزعتنى نفسى أن أستغيث فقلت لا والله لا أستغيث فما استتمتت هذا الخاطر حتى مرّ برأس البر رجلان فقال أحدهما للآخر تعال حتى نسد رأس هذه البئر لئلا يقع فيها أحد فأتوا بقصب وبارية وطموا رأس البئر فهممت أن أصيح ثم قلت فى نفسى أصيح إلى من هو أقرب منهما وسكنت فبينما أنا بعد ساعة إذ أنا بشىء جاء وكشف عن رأس البئر وأدلى رجله وكأنه يقول لى تعلق بى فى همهمة له كنت أعرف ذلك منه فتعلقت به فأخرجنى فإذا هو سبع فمر . وهتف بى هاتف يا أبا حمزة أليس هذا أحسن نجنياك من التلف بالتلف فمشيت وأنا أقول :

[poet font="Simplified Arabic,4,seagreen,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
أهابك أن أبدى إليك الذى أخفى"="وسرى يبدى ما يقول له طرفى
نهانى حيائى منك أن أكتم الهوى"="وأغنيتنى بالفهم منك عن الكشف
تلطفت فى أمرى فأبديت شاهدى"="إلى غائبى واللطف يدرك باللطف
تراءيت لى بالغـيب حتى كأنما"="تبشرنى بالغيب أنك فى الكف
أراك وبى من هيبتى لك وحشة"="فتؤنسنى باللطف منك وبالعطف
وتحيى محبا أنت فى الحب حتفه"="وذا عجب كون الحياة مع الحتف

[/poet]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 05, 2005 1:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]الشـكر[/align]

قال الله تعالى : { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ } إبراهيم7 .

وعن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقوم الليل حتى تتفطر قدماه فقلت له لم تصنع هذا يا رسـول الله وقد غفر لك ما
تقدم من ذنبك وما تأخر . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أفلا أكون عبداً
شكوراً" متفق عليه .

قال حمدون القصار : شكر النعمة أن ترى نفسك فيه طفيلياً .

وقال أبو عثمان : الشكر معرفة العجز عن الشكر .

ويقال : الشكر على الشكر أتم من الشكر ، وذلك بأن ترى شكرك بتوفيقه
ويكون ذلك بالتوفيق من أجل النعم عليك فتشكره على الشكر ثم تشكره
على شكر الشكر إلى ما لا يتناهى .

وقال الجنيد : الشكر أن لا ترى نفسك أهلاُ للنعمة .

ويقال : الشاكر الذى يشكر على العطاء والشكور الذى يشكر على البلاء .
وقيل شكر العينين أن تستر عيباً تراه بصاحبك وشكر الأذنين أن تستر عيباً تسمعه فيه.

يروى أنه كان لبعضهم صديق فحبسه السلطان فارسل إليه فقال له صاحبه :
أشكر الله تعالى ، فضرب الرجل فكتب إليه فقال أشكر الله تعالى ، فجىء بمجوسى
مبطون وقيد وجعلت حلقة من قيده على رجل هذا وحلقة على رجل المجوسى
فكان يقوم المجوسى بالليل مرات وهذا يحتاج أن يقوم على رأسه حتى يفرغ فكتب
إلى صاحبه فقال : أشكر الله تعالى فقال إلى متى تقول وأىّ بلاء فوق هذا ،
فقال له صاحبه : لو وضع الزنار الذى فى وسطه فى وسطك كما وضع القيد الذى
فى رجله فى رجلك ماذا كنت تصنع ؟.

ويروى أيضاً أنه دخل رجل على سهل بن عبد الله فقال : إن اللص دخل دارى
وأخذ متاعى فقال له سهل : أشكر الله تعالى لو دخل اللص قلبك وهو الشيطان
وأفسد التوحيد ماذا كنت تصنع ؟ .

ويحكى الجنيد فيقول : كنت بين يدى السرى ألعب وأنا ابن سبع سنين وبين يديه
جماعة يتكلمون فى الشكر فقال لى : يا غلام ما الشكر ؟ فقلت : أن لا تعصى الله
بنعمة فقال : يوشك أن يكون حظك من الله تعالى لسانك . قال الجنيد : فلا أزال أبكى
على هذه الكلمة التى قالها السرى .

وقال أيضاً : كان السرى إذا أراد أن ينفعنى يسألنى ، فقال لى يوماً يا أبا القاسم
إيش الشكر ؟ فقلت : أن لا يستعان بشىء من نعم الله تعالى على معاصيه . فقال :
من أين لك هذا ؟ فقلت : من مجالستك .

وقيل إلتزم الحسن بن على عليهما السلام الركن وقال : إلهى نعمتنى فلم تجدنى
شاكراً وابتليتنى فلم تجدنى صابراً فلا أنت سلبت النعمة بترك الشكر ولا أدمت
الشدة بترك الصبر .. إلهى ما يكون من الكريم إلا الكرم .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء إبريل 06, 2005 2:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]اليقـين[/align]

قـال الله تعـالى : { والَّذِيـنَ يُؤْمِنُـونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْـكَ وَمَا أُنـزِلَ مِن قَبْـلِكَ وَبِالآخِـرَةِ
هُـمْ يُوقِنُـونَ }البقرة4 .

قال أبو عبد الله الأنطاكى : إن أقل اليقين إذا وصل إلى القلب يملأ القلب نوراً
وينفى عنه كل ريب ويمتلىء القلب به شكراً ومن الله تعالى خوفاً .

وقال أبو عثمان الحيرى : اليقين قلة الإهتمام لغد .

وقال سهل بن عبد الله : اليقين من زيادة الإيمان ومن تحقيقه ؛
وقال أيضاً : اليقين شعبة من الإيمان وهو دون التصديق ؛
وقال : ابتداء اليقين المكاشفة ولذلك قال بعض السلف : لو كشف الغطاء
ما ازددت يقيناً ثم المعاينة والمشاهدة .

ويقول بعض المشايخ : أول المقامات المعرفة ثم اليقين ثم التصديق ثم الإخلاص
ثم المشاهدة ثم الطاعة والإيمان يجمع هذا كله .

وقال ذو النون المصرى : اليقين داع إلى قصر الأمل ، وقصر الأمل يدعو إلى الزهد ،
والزهد يورث الحكمة ، والحكمة تورث النظر فى العواقب .
ويقول أيضاً : ثلاثة من أعلام اليقين : قلة مخالطة الناس فى العشرة ، وترك المدح
لهم فى العطية ، والتنزه عن ذمهم عند المنع . وثلاثة من أعلام يقين اليقين :
النظر إلى الله تعالى فى كل شىء ، والرجوع إليه فى كل أمر ، والاستعانة
به فى كل حال .

وقال ابن عطاء : على قدر قربهم من التقوى أدركوا ما أدركو من اليقين .
وأصل التقوى مباينة النهى ، ومباينة النهى من مباينة النفس ، فعلى قدر
مفارقتهم النفس وصلوا إلى اليقين .

وسُئل السرى عن اليقين فقال : اليقين سكونك عند جولان الموارد فى صدرك
لتيقنك أن حركتك فيها لا تنفعك ولا تردّ عنك مقضياً .

وقال أبو بكر الوراق : اليقين ملاك القلب وبه كمال الإيمان وباليقين عُرف الله تعالى
وبالعقل عُقل عن الله تعالى .

وقال الجنيد : قد مشى رجال باليقين على الماء ومات بالعطش أفضل منهم يقيناً .

ويحكى إبراهيم الخواص فيقول : لقيت غلاماً فى التيه كأنه سبيكة فضة فقلت :
إلى أين يا غلام ؟ فقال : إلى مكة حرسها الله تعالى . فقلت : بلا زاد ولا راحلة
ولا نفقة ؟ فقال لى : يا ضعيف اليقين الذى يقدر على حفظ السموات والأرضين
لا يقدر على أن يوصلنى إلى مكة بلا علاقة ! قال الخواص : فلما دخلت مكة
حرسها الله تعالى إذا أنا به فى الطواف وهو يقول :

[poet font="Simplified Arabic,4,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يا عين سحى أبدا"="يا نفس موتى كمدا
ولا تحبى أحدا"="إلا الجليل الصمدا
[/poet]
فلما رآنى قال لى : يا شيخ أنت بعد على ذلك الضعف من اليقين.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 07, 2005 1:00 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]الصـبر[/align]

قال الله تعالى : { وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ } النحل127 .

وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" الصبر عند الصدمة
الأولى ".
وقال صلى الله عليه وسلم :" أفضل الإيمان الصبر والسماحة ".

ويقول الجنيد : المسير من الدنيا إلى الآخرة سهل هين على المؤمن ،
وهجران الخلق فى جنب الله شديد ، والمسير من النفس إلى الله تعالى
صعب شديد ، والصبر مع الله عز وجل أشد .

وقال سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه : الصبر من الإيمان بمنزلة
الرأس من الجسد ؛
وقال أيضاً : الصبر مطية لا تكبو .

وقال ذو النون المصرى : الصبر التباعد عن المخالفات والسكون عند تجرع
غصص البلية وإظهار الغنى مع حلول الفقر بساحات المعيشة .

وقال ابن عطاء : الصبر الوقوف مع البلاء بحسن الأدب .

وقـال يحيى بن معاذ : صبر المحـبين أشد من صبر الزاهدين واعجبا كيف
يصبرون وأنشدوا :-
[poet font="Simplified Arabic,4,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
الصبر يجمل فى المواطن كلها"="إلا عليك فإنه لا يجمل
[/poet]

وقال أبو عبد الله بن خفيف : الصبر على ثلاثة أقسام : متصبر وصابر وصبار.

وقال أبو محمد الجريرى : الصبر أن لا يفرق بين حال النعمة والمحنة مع سكون الخاطر
فيهما ، والتصبر هو السكون مع البلاء مع وجدان أثقال المحنة وأنشد بعضهم :-

[poet font="Simplified Arabic,4,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
صبرت ولم أطلع هواك على صبرى"="وأخفيت ما بى منك عن موضع الصبر
مخافـة أن يشكو ضميرى صبابتـى"="إلى دمعتى سـراً فتجـرى ولا أدرى
[/poet]
ويقول أبا على الدقاق : فاز الصابرون بعز الدارين لأنهم نالوا من الله تعالى معيته
قال الله تعالى : { إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } البقرة153 .

وقيل فى معنى قوله تعالى : { اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ }آل عمران200 – الصبر
دون المصابرة والمصابرة دون المرابطة ؛
وقيل اصبروا بنفوسكم على طاعة الله تعالى وصابروا بقلوبكم على البلوى فى
الله تعالى ورابطوا بأسراركم على الشوق إلى الله تعالى .

وقيل : الصبر لله تعالى عناء والصبر بالله تعالى بقاء والصبر فى الله تعالى بلاء
والصبر مع الله تعالى وفاء والصبر عن الله تعالى جفاء وأنشدوا :-

[poet font="Simplified Arabic,4,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
والصبر عنك فمذموم عواقبه"="والصبر فى سائر الأشياء محمود
[/poet]
وقيل : الصبر على الطلب عنوان الظفر والصبر فى المحن عنوان الفرج .

ويحكى بعضهم فيقول : كنت بمكة حرسها الله تعالى فرأيت فقيراً طاف بالبيت
وأخرج من جيبه رقعة ونظر فيها ومرّ فلما كان بالغد فعل مثل ذلك فترقبته أياماً
وهو يفعل مثله فيوماً من الأيـام طـاف ونظر فى الرقعة وتباعـد قليلاً وسقط ميتاً
فأخرجت الرقعة من جيبه فإذا فيها { وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا }الطور48 .

وقيل فى قوله تعالى : { فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً }المعارج5 – الصبر الجميل أن يكون
صاحب المصيبة فى القوم لا يُدرى من هو .

ويُحكى أن السرى سُئل عن الصبر فجعل يتكلم فيه فدبّ على رجله عقرب وهى
تضربه بإبرتها ضربات كثيرة وهو ساكن فقيل له : لِمَ لمْ تنحها ؟ قال : استحييت من
الله تعالى أن أتكلم فى الصبر ولم أصبر .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 10, 2005 12:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]المراقبـة[/align]

قال الله تعالى : { وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً } الأحزاب52 .

وفى الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فأخبرنى ما الإحسان ؟
قال : الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، قال : صدقت ".
قال الشيخ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " فإن لم تكن تراه فإنه يراك "
إشارة إلى حال المراقبة لأن المراقبة علم العبد بإطلاع الرب سبحانه وتعالى عليه
واستدامته لهذا العلم مراقبة لربه .

يقول الجريرى : من لم يحكم بينه وبين الله تعالى التقوى والمراقبة لم يصل
إلى الكشف والمشاهدة .
ويقول أيضاً : أمرنا هذا مبنى على فصلين وهو أن تلزم نفسك المراقبة لله تعالى
ويكون العلم على ظاهرك قائماً .

ويحكى بعضهم فيقول : كان أمير له غلام يقبل عليه أكثر من إقباله على غيره
من غلمانه ولم يكن أكثرهم قيمة ولا أحسنهم صورة . فقالوا له فى ذلك فأراد الأمير
أن يبين لهم فضل الغلام فى الخدمة على غيره ، فيوماً من الأيام كان راكباً ومعه
الحشم وبالبعد عنهم جبل عليه ثلج فنظر الأمير إلى ذلك الثلج وأطرق رأسه
فركض الغلام فرسه ولم يعلم القوم لماذا ركض فلم يلبث إلا يسيراً حتى جاء
ومعه شىء من الثلج . فقال له الأمير : ما أدراك أنى أردت الثلج ؟ فقال الغلام :
لأنك نظرت إليه ونظر السلطان إلى شىء لا يكون عن غير قصد صحيح .
فقال الأمير : إنما أخصه بإكرامى وإقبالى لأن لكل أحد شغلاً وشغله مراعاة
لحظاتى ومراقبة أحوالى .

وقال بعض المشايخ : من راقب الله تعالى فى خواطره عصمه الله تعالى
فى جوارحه .

وقال الجنيد : من تحقق فى المراقبة خاف على فوت حظه من ربه عز وجل لا غير .

ويُحكى أنه كان لبعض المشايخ تلامذة فكان يخص واحداً منهم بإقباله عليه أكثر مما
يقبل على غيره فقالوا له فى ذلك فقال : أبين لكم ، فدفع إلى كل واحد من تلامذته
طائراً وقال له إذبحه بحيث لا يراه أحد ودفع إلى هذا أيضاً . فمضوا ورجع كل واحد منهم
وقد ذبح طائره ، وجاء هذا بالطائر حياً . فقال : هلا ذبحته ؟! فقال : أمرتنى أن أذبحه بحيث
لا يراه أحد ولم أجد موضعاً لا يراه فيه أحد . فقال الشيخ : لهذا أخصه بإقبالى عليه .

وقال ذو النون المصرى : علامة المراقبة إيثار ما آثر الله تعالى وتعظيم ما عظم الله تعالى
وتصغير ما صغر الله تعالى .

وقال النصراباذى : الرجاء يحركك إلى الطاعات ، والخوف يبعدك عن المعاصى ،
والمراقبة تؤديك إلى طرق الحقائق .

وسُئل ابن عطاء : ما أفضل الطاعات ؟ فقال : مراقبة الحق على دوام الأوقات .

وقال إبراهيم الخواص : المراعاة تورث المراقبة ، والمراقبة تورث خلوص السر
والعلانية لله تعالى .

وينصح أبو حفص أبا عثمان فيقول له : إذا جلست للناس فكن واعظاً لقلبك ولنفسك
ولا يغرنك إجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله تعالى يراقب باطنك .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 11, 2005 12:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]الرضـا[/align]

قال الله تعالى : { رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } المائدة 119 .

قال عبد الواحد بن زيد : الرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيا . واعلم أن العبد
لا يكاد يرضى عن الحق سبحانه إلا بعد أن يرضى عنه الحق سبحانه لأن الله
عز وجل قال { رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } .

ويقول أبا على الدقاق : ليس الرضا أن لا تحس بالبلاء إنما الرضا أن لا تعترض
على الحكم والقضاء .

وقال المشايخ : الرضا باب الله الأعظم يعنون أن من أُكرم بالرضا فقد لُقى بالترحيب
الأوفى وأُكرم بالتقريب الأعلى .

ويحكى أبا على الدقاق فيقول : قال تلميذ لأستاذه : هل يعرف العبد أن الله تعالى
راض عنه ؟ فقال : لا كيف يعلم ذلك ورضاه غيب ! فقال التلميذ : الولى يعلم ذلك .
فقال : كيف ؟ قال : إذا وجدت قلبى راضياً عن الله تعالى علمت أنه راض عنى .
فقال الأستاذ : أحسنت يا غلام .

ويقول أبا على الدقاق : طريق السالكين أطول وهو طريق الرياضة ، وطريق الخواص
أقرب لكنه أشقّ وهو أن يكون عملك بالرضا ورضاك بالقضا .

ويقول النصراباذى : من أراد أن يبلغ محل الرضا فليلزم ما جعل الله رضاه فيه .

قال محمد بن خفيف : الرضا على قسمين : رضا به ورضا عنه .. فالرضا به مدبراً
والرضا عنه فيما يقضى .

قال الواسطى : استعمل الرضا جهدك ولا تدع الرضا يستعملك فتكون محجوباً بلذته
ورؤيته عن حقيقة ما تطالع .
وكلام الواسطى هذا فيه تنبيه على مقطعة للقوم خفية فإن السكون عندهم إلى
الأحوال حجاب عن محوّل الأحوال فإذا استلذّ رضاه ووجد بقلبه راحة الرضا حجب بحاله
عن شهود حقه .

وقال أيضاً : إياكم واستحلاء الطاعات فإنها سموم قاتلة .

يقول ذو النون المصرى : ثلاثة من أعلام الرضا : ترك الاختيار قبل القضاء ، وفقدان
المرارة بعد القضاء ، وهيجان الحب فى حشو البلاء .

قيل للحسين بن علىّ بن أبى طالب رضى الله عنهما : إن أبا ذر يقول الفقر أحب
إلىّ من الغنى والسقم أحب إلىّ من الصحة . فقال : رحم الله أبا ذر ، أما أنا فأقول :
من اتكل على حسن اختيار الله تعالى له لم يتمنّ غير ما اختاره الله عز وجل له .

وقال الفضيل بن عياض لبشر الحافى : الرضا أفضل من الزهد فى الدنيا لأن الراضى
لا يتمنى فوق منزلته .

وسُئل أبو عثمان عن قول النبى صلى الله عليه وسلم : " أسألك الرضا بعد القضاء".
فقال : لأن الرضا قبل القضاء عزم على الرضا ن والرضا بعد القضاء هو الرضا .

قال ابن عطاء : الرضا نظر القلب إلى قديم اختيار الله تعالى للعبد وهو ترك التسخط .

وقال المحاسبى : الرضا سكون القلب تحت مجارى الأحكام .

وقال أبو عثمان الحيرى : منذ أربعين سنة ما أقامنى الله عز وجل فى حال فكرهته ،
وما نقلنى إلى غيره فسخطته .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 12, 2005 12:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]العـبودية[/align]

قال الله تعالى : { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } الحجر99 .

قال أبا على الدقاق رحمه الله : العبودية أتم من العبادة فأوّلاً عبادة ثم عبودية
ثم عبودة .. فالعبادة للعوامّ من المؤمنين والعبودية للخواص والعبودة لخاص الخاص .
ويقول : العبادة لمن له علم اليقين ، والعبودية لمن له عين اليقين ، والعبودة لمن
له حق اليقين.
ويقول أيضاً : العبادة لأصحاب المجاهدات والعبودية لأرباب المكابدات والعبودة صفة
أهل المشاهدات ؛ فمن لم يدخر عنه نفسه فهو صاحب عبادة ، ومن لم يضنّ عليه
بقلبه فهو صاحب عبودية ومن لم يبخل عليه بروحه فهو صاحب عبودة .

ويقول : أنت عبد من أنت فى رقه وأسره فإن كنت فى أسر نفسك فأنت عبد
نفسك ، وإن كنت فى أسر دنياك فأنت عبد دنياك . قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : " تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الدينار ، تعس عبد الخميصة ".

ويقال : العبودية القيام بحق الطاعات بشرط التوقير والنظر إلى ما منك بعين
التقصير وشهود ما يحصل من مناقبك من التقدير .

سُئل محمد بن خفيف : متى تصح العبودية ؟ فقال : إذا طرح كله على مولاه
وصبر معه على بلواه .

ويقول سهل بن عبد الله : لا يصح التعبد لأحد حتى لا يجزع من أربعة أشياء :
من الجوع والعرى والفقر والذل .

وقال ذو النون المصرى : العبودية أن تكون عبده فى كل حال كما أنه ربك فى كل حال .

يقول أبو عمرو بن نجيد : لا تصفو لأحد قدم فى العبودية حتى يشاهد أعماله عنده
رياء وأحواله دعاوى .

ويقول النباجى : أصل العبادة فى ثلاثة أشياء لا تردّ من أحكامه شيئاً ولا تدخر عنه
شيئاً ولا يسمعك تسأل غيره حاجة .

يقول ابن عطاء : العبودية فى أربع خصال : الوفاء بالعهود والحفظ للحدود والرضا
بالموجود والصبر عن المفقود .

ويقـول أبو على الدقاق : ليس شىء أشـرف من العبوديـة ولا اسم أتم للمؤمن
من الاسـم له بالعبودية ولذلك قال سبحانه فى وصف النبى صلى الله عليه وسلم
ليلة المعراج وكان أشرف أوقاته فى الدنيا { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى }الإسراء1 .

وقال الواسطى : احذروا لذة العطاء فإنها غطاء لأهل الصفاء .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء إبريل 13, 2005 2:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]الإرادة[/align]

قال الله تعالى : { وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ }الأنعام52 .

الإرادة : هى بدء طريق السالكين وهى اسم لأول منزلة القاصدين إلى الله تعالى .

يقول أكثر المشايخ : الإرادة ترك ما عليه العادة وعادة الناس فى الغالب التعريج فى
أوطان الغفلة والركون إلى اتباع الشهوة والإخلاد إلى ما دعت إليه النية . والمريد
منسلخ عن هذه الجملة ، فصار خروجه أمارة ودلالة على صحة الإرادة . فإذن ترك
العادة أمارة الإرادة فأما حقيقتها فهى نهوض القلب فى طلب الحق سبحانه .

ويحكى أبا على الدقاق عن ممشاد الدينورى أنه قال : مذ علمت أن أحوال الفقراء
جدّ كلها لم أمازح فقيراً ، وذلك أن فقيراً قدم علىّ فقال أيها الشيخ أريد أن تتخذ لى
عصيدة فجرى على لسانى إرادة عصيدة فتأخر الفقير ولم أشعر به فأمرت باتخاذ
عصيدة وطلبت الفقير فلم أجده ، فتعرفت خبره فقيل لى : إنه انصرف من فوره
وكان يقول فى نفسه إرادة وعصيدة إرادة وعصيدة وهام على وجهه حتى دخل
البادية ولم يقل هذه الكلمة حتى مات .

ويقول أبا على الدقاق : الإرادة لوعة فى الفؤاد لدغة فى القلب غرام فى الضمير
إنزعاج فى الباطن نيران تتأجج فى القلوب .

وقيل من صفات المريدين التحبب إليه بالنوافل والخلوص فى نصيحة الأمة والأنس
بالخلوة والصبر على مقاساة الأحكام والإيثار لأمره والحياء من نظره وبذل المجهود
فى محبوبه والتعرض لكل سبب يوصل إليه والقناعة بالخمول وعدم القرار بالقلب
إلى أن يصل إلى الرب .

ويقول الكتانى : من حكم المريد أن يكون فيه ثلاثة أشياء نومه غلبة وأكله فاقة
وكلامه ضرورة .

يقول الدقى سمعت الدقاق يقول : نهاية الإرادة أن تشير إلى الله تعالى فتجده
مع الإشارة . فقلت : إيش يستوعب الإرادة ؟ فقال : أن تجد الله تعالى بلا إشارة .

وقال أبو عثمان : المريد إذا سمع شيئاً من علوم القوم فعمل به صار حكمة فى
قلبه إلى آخر عمره ينتفع به ، ولو تكلم به انتفع به من سمعه ؛ ومن سمع شيئاً
من علومهم ولم يعمل به كان حكاية يحفظها أياماً ثم ينساها .

سُئل الجنيد : ما للمريدين فى مجاراة الحكايات ؟ فقال : الحكايات جند من جنود
الله تعالى يقـوى بها قلوب المريدين . فقيل له : فهل لك فى ذلك شاهـد ؟ فقال :
نعم قوله عز وجل : { وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ }هود120 .

ويقول الجنيد : أن كل مريد على الحقيقة مراد ، إذ لو لم يكن مراد الله عز وجل بأن
يريده لم يكن مريداً ، ولكن القوم فرقوا بين المريد والمراد : فالمريد عندهم هو
المبتدئ والمراد هو المنتهى .. والمريد الذى نصب بعين التعب وألقى فى مقاساة
المشاق ، والمراد الذى كُفى بالأمر من غير مشقة . فالمريد متعنّ والمراد مرفوق
به مرفه ؛ وسنة الله تعالى مع القاصدين مختلفة فأكثرهم يوفقون للمجاهدات ثم
يصلون بعد المقاساة إلى سنى المعالى ، وكثير منهم يكاشفون فى الابتداء بجليل
المعانى ويصلون إلى ما لم يصل إليه كثير من أصحاب الرياضات إلا أن أكثرهم يردون
إلى المجاهدات بعد هذه الإرفاق ليستوفى منهم ما فاتهم من أحكام أهل الرياضة .

ويقول أيضاً : المريد تتولاه سياسة العلم والمراد تتولاه رعاية الحق سبحانه لأن المريد
يسير والمراد يطير فمتى يلحق السائر بالطائر .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 14, 2005 11:48 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]الإستقامة[/align]

قال الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ
أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } فصلت30 .

عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا
وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاةُ وَلَنْ يُحَافِظَ عَلَى الْوُضُوءِ إلا مُؤْمِنٌ "
( حديثٍ صحيحٍ رواه الإمام أحمد في مسنده )

قال أبا على الدقاق : الاستقامة درجة بها كمال الأمور وتمامها وبوجودها حصول
الخيرات ونظامها ، ومن لم يكن مستقيماً فى حالته ضاع سعيه وخاب جهده ..
قال الله تعالى : { وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً }النحل92 .
فمن لم يكن مستقيماً فى صفته لم يرتق من مقامه إلى غيره ولم يبن
سلوكه على صحة .

ويقول أيضاً : الاستقامة لها ثـلاث مدارج : أولها التقويم ثم الإقامة ثم الاستقامة .
فالتقويم من حيث تأديب النفوس ، والإقامة من حيث تهذيب القلوب ، والاستقامة
من حيث تقريب الأسرار .

وقال ابن عطاء : استقاموا على انفراد القلب بالله تعالى .

وقال أبو على الجوزجانى : كن صاحب استقامة لا طالب كرامة فإن نفسك
متحركة فى طلب الكرامة وربك عز وجل يطالبك بالاستقامة .

وقيل : إن الاستقامة لا يطيقها إلا الأكابر لأنها الخـروج عن المعهودات
ومفارقة الرسوم والعـادات والقيام بين يـدى الله تعالى على حقيقة الصدق ،
ولذلك قـال صلى الله عليه وسلم " استقيموا ولن تحصوا " .

قال الواسطى : الخصلة التى بها كملت المحاسن وبفقدها قبحت المحاسن
هى الاستقامة .

ويقال : الاستقامة فى الأقوال بترك الغيبة ، وفى الأفعال بنفى البدعة ،
وفى الأعمال بنفى الفترة ، وفى الأحوال بنفى الحجبة .

قال أبا على الدقاق : اعلم أن الاستقامة توجب إدامة الكرامة قال الله تعالى :
{ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً }الجن16 – أسقيناهم أى
جعلنا لهم سقيا فهو يشير إلى الدوام.

يحكى الجنيد فيقول : لقيت شاباً من المريدين فى البادية تحت شجرة من شجر
أم غيلان . فقلت : ما أجلسك ههنا ؟ فقال : حال افتقدته . فمضيت وتركته فلما
انصرفت من الحج إذا أنا بالشاب قد انتقل إلى موضع قريب من الشجرة . فقلت :
ما جلوسك ههنا ؟ فقال : وجدت ما كنت أطلبه فى هذا الموضع فلزمته .
قال الجنيد : فلا أدرى أيهما كان أشرف لزومه لافتقاد حاله أو لزومه للموضع
الذى نال فيه مراده .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 16, 2005 12:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]الإخـلاص[/align]

قال الله تعالى : { أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ }الزمر3 .

وعن أنس بن مالك قال قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث لا يغل
عليهن قلب مسلم : إخلاص العمل لله تعالى ، ومناصحة ولاة الأمر ، ولزوم
جماعة المسلمين ".

قال أبا على الدقاق : الإخلاص إفراد الحق سبحانه فى الطاعة بالقصد وهو أن
يريد بطاعته التقرب إلى الله سبحانه دون شىء آخر من تصنع لمخلوق أو
اكتساب محمدة عند الناس أو محبة مدح من الخلق ؛ ويصح أن يقال الإخلاص
تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين .

ويقول أيضاً : الإخلاص التوقى عن ملاحظة الخلق والصدق التنقى من مطالعة
النفس . فالمخلص لا رياء له والصادق لا إعجاب له .

يقول ذو النون : ثلاث من علامات الإخلاص استواء المدح والذم من العامة ،
ونسيان رؤية الأعمال فى الأعمال ، ونسيان اقتضاء ثواب العمل فى الآخرة .

ويقول أبا عثمان المغربى : الإخلاص ما لا يكون للنفس فيه حظ بحال وهذا إخلاص
العوام ، وأما إخلاص الخواص فهو ما يجرى عليهم لا بهم فتبدوا منهم الطاعات
وهم عنها بمعزل ولا يقع لهم عليها رؤية ولا بها اعتداد فذلك إخلاص الخواص .

يقول السرى : من تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله تعالى .

ويقول الفضيل : ترك العمل من أجل الناس رياء ، والعمل من أجل الناس شرك ،
والإخلاص أن يعافيك الله منهما .

قال الجنيد : الإخلاص سر بين الله وبين العبد لا يعلمه ملك فيكتبه ولا شيطان
فيفسده ولا هوى فيميله .

وسُئل سهل بن عبد الله : أى شىء أشد على النفس ؟ فقال : الإخلاص لأنه
ليس لها فيه نصيب .

ويحكى بعضهم فيقول : دخلت على سهل بن عبد الله يوم جمعة قبل الصلاة
فرأيت فى البيت حية فجعلت أقدم رجلاً وأؤخر أخرى . فقال : أدخل لا يبلغ أحد
حقيقة الإيمان وعلى وجه الأرض شىء يخافه ، ثم قال : هل لك فى صلاة الجمعة ؟
فقلت : بيننا وبين المسجد مسيرة يوم وليلة . فأخذ بيدى فما كان إلا قليل حتى
رأيت المسجد فدخلناه وصلينا الجمعة ثم خرجنا فوقف ينظر إلى الناس وهم يخرجون ،
فقال : أهل لا إله إلا الله كثير والمخلصون منهم قليل.

قال أبو سليمان : إذا أخلص العبد انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 17, 2005 1:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]
الصـدق
[/align]


قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }التوبة119 .

وعن عبد الله بن مسعود عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" لا يزال العبد يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله تعالى صديقاً
ولا يزال يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ".

قال أبا على الدقاق : : الصدق عماد الأمر وبه تمامه وفيه نظامه وهو تالى
درجة النبوة قال الله تعالى - فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ
وَالصِّدِّيقِينَ - النساء69
وأقل الصدق استواء السر والعلانية والصادق من صدق فى أقواله والصديق
من صدق فى جميع أقواله وأفعاله وأحواله .

قال أحمد بن خضرويه : من أراد أن يكون الله تعالى معه فليلزم الصدق .

ويقول الجنيد : الصادق يتقلب فى اليوم أربعين مرة والمرائى يثبت على حالة
واحدة أربعين سنة .
ويقول أيضاً : حقيقة الصدق أن تصدق فى مواطن لا ينجيك فيها إلا الكذب .

وقيل : الصدق قول الحق فى مواطن الهلكة.

يقول سهل بن عبد الله : لا يشم رائحة الصدق عبد داهن نفسه أو غيره .

وقال أبو سعيد القرشى : الصادق الذى يتهيأ له أن يموت ولا يستحى من سره
لو كشف قال تعالى - فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ - البقرة94 .

قال الواسطى : الصدق صحة التوحيد مع القصد .

ويحكى أن عبد الواحد بن زيد نظر إلى غلام من أصحابه قد نحل بدنه ، فقال :
يا غلام أتديم الصوم ؟ فقال : ولا أديم الإفطار . فقال : أتديم القيام بالليل ؟ فقال :
ولا أديم النوم . فقال : فما الذى أنحلك ؟ فقال : هوى دائم وكتمان دائم عليه .
فقال عبد الواحد : اسكت فما أجرأك . فقام الغلام وخطى خطوتين وقال : إلهى
إن كنت صادقاً فخذنى فخرّ ميتاً .

يقول إبراهيم الخواص : الصادق لا تراه إلا فى فرض يؤديه أو فضل يعمل لربه فيه .

وقيل : ثلاثة لا تخطئ الصادق الحلاوة والهيبة والملاحة .

قال ذو النون : الصدق سيف الله ما وضع على شىء إلا قطعه .

وقال سهل بن عبد الله : أول خيانة الصديقين حديثهم مع أنفسهم .

سُئل الحرث المحاسبى عن علامة الصدق فقال : الصادق هو الذى لا يبالى لو
خرج على قدر له فى قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه ، ولا يحب اطلاع الناس
على مثاقيل الذر من حسن عمله ، ولا يكره أن يطلع الناس على السيئ من
عمله فإن كراهته لذلك دليل على أنه يحب الزيادة عندهم وليس هذا من
أخلاق الصديقين .

وقيل : إذا طلبت الله بالصدق أعطاك مرآة تبصر فيها كل شىء من عجائب الدنيا
والآخرة .

وقيل أيضاً : عليك بالصدق حيث تخاف أنه يضرك فإنه ينفعك ودع الكذب حيث ترى
أنه ينفعك فإنه يضرك .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 18, 2005 12:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]الحـياء[/align]

قال الله تعالى : { أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } العلق14 .

عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" الحياء من الإيمان ".

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" استحيوا من الله حق الحياء . قلنا: يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله. قال:
ليس ذلك ، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء : أن تحفظ الرأس وما وعى
والبطن وما حوى ، وتذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا
وآثر الآخرة على الأولى فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء " .
[صحيح سنن الترمذي]

يقول ابن عطاء : العلم الأكبر الهيبة والحياء فإذا ذهبت الهيبة والحياء لم يبق
فيه خير .

قال ذو النون : الحب ينطق والحياء يسكت والخوف يقلق .

وقال أبو عثمان : من تكلم فى الحياء ولا يستحى من الله عز وجل فيما يتكلم به
فهو مستدرج .

قال السرى : إن الحياء والأنس يطرقان القلب فإن وجدا فيه الزهد والورع حطا
وإلا رحلا .

ويحكى أنه رؤى رجل يصلى خارج المسجد فقيل له : لم لا تدخل المسجد
فتصلى فيه ؟! فقال : أستحيى منه أن أدخل بيته وقد عصيته .

ويحكى بعضهم فيقول : خرجنا ليلة فمررنا بأجمة فإذا رجل نائم وفرس عند رأسه
ترعى فحركناه وقلنا له : ألا تخاف أن تنام فى مثل هذا الموضع المخوف وهو
مسبع ( أى به سباع ) فرفع رأسه وقال : أنا استحيى منه أن أخاف غيره ووضع
رأسه ونام .

يقول الفضيل بن عياض : خمس من علامات الشقاء : القسوة فى القلب ،
وجمود العين ، وقلة الحياء ، والرغبة فى الدنيا ، وطول الأمل .

قال أبو على الدقاق : اعلم أن الحياء يوجب التذويب ؛ فيقال ذوبان الحشا لاطلاع
المولى ، ويقال : الحياء انقباض القلب لتعظيم الرب .

وقيل ايضاً : إذا جلس الرجل ليعظ الناس ناداه ملكاه عظ نفسك بما تعظ به أخاك
وإلا فاستحيى من سيدك فإنه يراك .

سئُل الجنيد عن الحياء فقال : رؤية الألاء ورؤية التقصير فيتولد من بينهما حالة
تسمى الحياء .

وقال الواسطى : لم يذق لذعات الحياء من لابس خرق حد أو نقض عهد .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 19, 2005 11:47 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5435
[align=center]الحريـة[/align]

قال الله عز وجل : { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ }الحشر9 .

قال أبا على الدقاق : الحرية أن لا يكون العبد تحت رق المخلوقات ولا يجرى
عليه سلطان المكونات.
وقال : من دخل الدنيا وهو عنها حرّ ارتحل إلى الآخرة وهو عنها حرّ ؛ واعلم
أن حقيقة الحرية فى كمال العبودية فإذا صدقت لله تعالى عبوديته خلصت
عن رقّ الأغيار حريته ، فأما من توهم أن العبد يسلم له أن يخلع وقتاً عذار
العبودية ويحيد بلحظه عن حد الأمر والنهى وهو مميز فى دار التكليف
فذلك انسلاخ من الدين .

قيل للشبلى : ألا تعلم أنه رحمن ؟! فقال : بلى ، ولكن منذ عرفت رحمته
ما سألته أن يرحمنى ومقام الحرية عزيز .

قال بشر الحافى : من أراد أن يذوق طعم الحرية ويستريح من العبودية فليطهر
السريرة بينه وبين الله تعالى .

يقول يحيى بن معاذ : أبناء الدنيا تخدمهم الإماء والعبيد وأبناء الآخرة تخدمهم
الأحرار والأبرار .

ويقول إبراهيم بن أدهم : إن الحر الكريم يخرج من الدنيا قبل أن يخرج منها .
ويقول : لا يصحب إلا حراً كريماً يسمع ولا يتكلم .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 61 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 18 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط