موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 14 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الأربعين النووية.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مايو 13, 2012 5:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء إبريل 17, 2012 5:38 pm
مشاركات: 212

بسم الله الرحمن الرحيم
واصلي واسلم علي سر الاسرار ونور الانوار سيدنا ومولانا محمد الصادق الوعد الامين وعلي اله وارض اللهم عن صحابته خاصة ابي بكر وعمر وعثمان وعلي . امابعد.
الأربعين النووية




1- عن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب- رضي الله تعالي عنه-
قال - سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول . إنما الاعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله
فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امراة
ينكحها فهجرته إلي ما هاجر إليه . رواه إماما المحدثين .
البخارى ومسلم في صحيحيهما


مراتب الدين
الإسلام و الإيمان والإحسان

2- عن عمر رضي الله عنه ايضا قال- بينما نحن جلوس عند
رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا
احد حتي جلس إلى النبي صلي الله عليه وسلم- فاسند ركبتيه إلي
ركبتيه ووضع كفيه علي فخذيه وقال- يا محمد اخبرني عن الإسلام فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم - الإسلام ان تشهد ان لا إله إلا
الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان
وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا-قال- صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه -قال- فأخبرني عن الإيمان .قال- أن تؤمن بالله وملائكته و
كتبيه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره0 قال- صدقت0
فأخبرني عن الإحسانزقال- أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه
فإنه يراك0قال- فأخبرني عن الساعة- قال : ما المسؤول عنها بأعلم
من السائل -قال: فأخبرني عن أمارتها.قال: أن تلد الامة ربتها وأن
تري الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان)) ثم انطلق
فلبث مليا ثم قال: (( يا عمر اتدري من السائل)) قلت: الله ورسوله
أعلم. قال: ((فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم)).(رواه مسلم)
أركان الاسلام
3- عن أبي عبد الرحمن -عبدالله بن عمر ابن الخطاب- رضي الله تعالي عنهما -قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:
((بني الإسلام علي خمس: شهادة أن لا إلا الله وأن سيدنا محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان)) (رواه البخارى و مسلم)
4- عن أبي عبد الرحمن عبدالله بن مسعود- رضي الله تعالي عنه -
قال: حدثنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق:
إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة , ثم يكون علقة
مثل ذلك , ثم يكون مضغة مثل ذلك ,ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه
الروح , ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه , وأجله , وعمله , وشقي
أو سعيد . فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة ,
حتي ما يكون بينه وبينها إلا ذراع , فيسبق عليه الكتاب , فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها . وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار , حتي
ما يكون بينه وبينها إلا ذراع , فيسبق عليه الكتاب , فيعمل بعمل
أهل الجنة فيدخلها )) .(رواه البخارى و مسلم)

_______________

الأربعين النووية للامام أبو زكريا يحيى بن شرف النووي



_________________
الشدة اودت بالموهجى.....يارب فعجل بالفرجى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأربعين النووية.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 14, 2012 6:28 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 19600
جزاك الله خيراً يا خديجة

وفى الزيادة إن شاء الله تعالى

وأهلا وسهلا بك معنا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأربعين النووية.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 22, 2012 12:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين سبتمبر 28, 2009 11:17 pm
مشاركات: 883
خديجة الجميلة ارض خصبة اسفنجية تمتص الخير فقط وتنبت خيرا
باختصار نووية


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأربعين النووية.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 22, 2012 8:55 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مايو 01, 2012 6:46 pm
مشاركات: 1195
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على و صحبه اجمعين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الفاضلة خديجة اسمحي لي ان اضيف باقي الاحاديث النبوية الشريفة

5- عن ام المؤمنين أم عبد الله عـائـشة رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صلي الله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هـذا مـا لـيـس مـنه فهـو رد ). رواه الـبـخـاري [ رقم : 2697 ] ، ومسلم
[ رقم :1718 ].
وفي رواية لمسلم : ( مـن عـمـل عـمـلا لـيـس عـلـيه أمـرنا فهـو رد ).

6- عن أبي عبد الله النعـمان بن بشير رضي الله عـنهما ، قـال : سمعـت رسـول الله صلي الله عـليه وسلم يقول: ( إن الحلال بين ، وإن الحـرام بين ، وبينهما أمـور مشتبهات لا يعـلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه ، ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام ، كـالراعي يـرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه،ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله ، وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه ، ألا وهي الـقـلب) رواه البخاري

[ رقم : 52 ] ومسلم [ رقم : 1599 ] .

7- عن أبـي رقــيـة تمـيم بن أوس الـداري رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عـليه وسـلم قـال :( الـديـن النصيحة ).

قلنا : لمن ؟؟

قال : ( لله ، ولـكـتـابـه ، ولـرسـولـه ، ولأ ئـمـة الـمـسـلـمـيـن وعــامـتهم ) رواه مسلم [ رقم : 55 ].

8- عن ابن عمر رضي الله عنهما ، ان رسول الله صلى الله عليه وسلـم قـال :( أمرت أن أقاتل الناس حتى يـشـهــدوا أن لا إلــه إلا الله وأن محمد رسول الله ، ويـقـيـمـوا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى ) رواه البخاري [ رقم:25]

ومسلم [ رقم : 22].

و صلي اللهم و سلم و بارك على سيدنا محمد و على اله و صحبه اجمعين

_________________
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على اله و صحبه اجمعين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأربعين النووية.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 01, 2012 8:45 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مايو 01, 2012 6:46 pm
مشاركات: 1195
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ..

9 - عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم )
رواه البخاري [ رقم : 7288 ] ، ومسلم [ رقم : 1337]

10- عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا } ، وقال تعالى { يا أيها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء : يا رب ! يا رب ! ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له )
رواه مسلم [ رقم : 1015 ] .

11- عن أبي محمد الحسن بن على بن ابي طالب سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته رضي الله عـنهـما ، قـال : حـفـظـت مـن رســول الله صلى الله عـليـه وسلم ( دع ما يـريـبـك إلى ما لا يـريـبـك )
رواه الترمذي [ رقم : 2520 ] ، والنسائي [ رقم : 5711 ] ، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح.

12- عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعـنيه )
حديث حسن ، رواه الترمذي [ رقم : 2318 ] ابن ماجه [ رقم : 3976 ].

_________________
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على اله و صحبه اجمعين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأربعين النووية.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 27, 2012 11:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مايو 01, 2012 6:46 pm
مشاركات: 1195
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على و صحبه اجمعين

13- عـن أبي حـمـزة أنـس بـن مـالـك رضي الله عـنـه ، خــادم رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلم،عن النبي صلي الله عـلـيـه وسـلـم قــال : ( لا يـؤمـن احـدكـم حـتي يـحـب لأخـيـه مــا يـحـبـه لـنـفـسـه ) .
رواه البخاري [ رقم : 13 ] ، ومسلم [ رقم : 45 ].

14- عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل دم امرىء مسلم [ يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ] إلا بـإحـدي ثـلاث : الـثـيـب الــزاني ، والـنـفـس بـالنفس ، والـتـارك لـد يـنـه الـمـفـارق للـجـمـاعـة ).
رواه البخاري [ رقم : 6878 ] ، ومسلم [ رقم : 1676 ]".

15- عن أبي هـريـرة رضي الله عـنه ، ان رســول الله صلي الله عـليه وسـلـم قــال : ( مـن كـان يـؤمن بالله والـيـوم الأخـر فـلـيـقـل خـيـرًا أو لـيـصـمـت ، ومـن كــان يـؤمن بالله واليـوم الأخر فـليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه ).
رواه البخاري [ رقم : 6018 ] ، ومسلم [ رقم : 47 ].

16- عــن أبـي هـريـرة رضي الله عــنـه ، ان رجــلا قـــال للـنـبي صلي الله عـلـيـه وسـلـم : أوصــني .
قال :( لا تغضب ) فردد مرارًا ، قال : ( لا تغضب ).
رواه البخاري [ رقم : 6116 ].

17- عـن أبي يعـلى شـداد بـن اوس رضي الله عـنه ، عـن الـرسـول صلى الله عـليه وسلم قـال : ( إن الله كتب الإحـسـان عـلى كــل شيء ، فـإذا قـتـلـتم فـأحسـنوا القـتـلة ، وإذا ذبـحـتم فـأحسنوا الذبحة ، وليحد أحـدكم شـفـرتـه ، ولـيـرح ذبـيـحـته ).
رواه مسلم [ رقم : 1955 ].

18- عـن أبي ذر جـنـدب بـن جـنـادة ، وأبي عـبد الـرحـمـن معـاذ بـن جـبـل رضي الله عـنهما ، عـن الرسول صلي الله عـليه وسلم ، قـال : ( اتـق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخـلـق حـسـن ).
رواه الترمذي [ رقم : 1987 ] وقال : حديث حسن ، وفي بعض النسخ : حسن صحيح .

و صلي اللهم و سلم و بارك على سيدنا محمد و على اله و صحبه اجمعين

_________________
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على اله و صحبه اجمعين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأربعين النووية.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 28, 2012 1:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يونيو 26, 2012 4:53 pm
مشاركات: 11
الحديث التاسع عشر
[ عن أبي العباس عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : كنت خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوما فقال يا غلام إني أعلمك كلمات : إحفظ الله يحفظك إحفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ] رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وفي رواية غير الترمذي [ إحفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ]
الحديث العشرون
[ عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت ] رواه البخاري


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأربعين النووية.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 28, 2012 2:16 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1947
الحديث الحادي والعشرون
[ عن أبي عمرو - وقيل أبي عمرة - سفيان ابن عبد الله رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسال عنه أحدا غيرك قال قل آمنت بالله ثم استقم ] رواه مسلم
الحديث الثانى والعشرون
[ عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : أرأيت إذا صليت المكتوبات وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرمت الحرام ولم أزد على ذلك شيئا أدخل الجنة ؟ قال نعم ] رواه مسلم
ومعنى حرمت الحرام : اجتنبته ومعنى أحللت الحلال : فعلته معتقدا حله
الحديث الثالث والعشرون
[ عن أبي مالك الحارث بن الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو : فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ] رواه مسلم

_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأربعين النووية.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 28, 2012 2:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء إبريل 17, 2012 5:38 pm
مشاركات: 212
24-
[ عن أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم : يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم ياعبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا : يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا : يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ] رواه مسلم
25-
[ عن أبي ذر رضي الله عنه أيضا أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالوا للنبي صلى الله تعالى وعليه وآله وسلم : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور : يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال : أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون : إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة قالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ] رواه مسلم
26-
[ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس : تعدل بين اثنين صدقة وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة وتميط الأذى عن الطريق صدقة ] رواه البخاري ومسلم
27-
[ عن النواس بن سمعان رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس ] رواه مسلم
وعن وابصة بن معبد رضي الله تعالى عنه قال : [ أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : جئت تسأل عن البر ؟ قلت : نعم وقال : إستفت قلبك البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك ] حديث حسن رويناه في مسندي الإمامين أحمد بن حنبل والدرامي بإسناد حسن
28-
[ عن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا : يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيري اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ] رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن صحيح

_________________
الشدة اودت بالموهجى.....يارب فعجل بالفرجى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأربعين النووية.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 28, 2012 5:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس سبتمبر 15, 2011 11:56 am
مشاركات: 183
الحديث التاسع والعشرون:

عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال: قلت يارسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال: { لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه: تعبد الله لاتشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت. ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير: الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) حتى بلغ : ( يعملون) ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروه سنامه؟ قلت بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروه سنامه الجهاد ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله. فأخذ بلسانه وقال: كف عليك هذا. قلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ. وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم } رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.









الحديث الثلاثون:

عن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر رضي الله تعالى عنه عن رسو الله صلى الله عليه وسلم قال: { إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها } حديث حسن رواه الدار قطني وغيره.








الحديث الحادي والثلاثون :

عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله تعالى عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس فقال: { ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد في ما عند الناس يحبك الناس } حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره.








الحديث الثاني والثلاثون :

عن أبي سعيد -سعد بن مالك ابن سنان- رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { لاضرر ولا ضرار } حديث حسن، رواه ابن ماجه والدار قطني وغيرهما.








الحديث الثالث والثلاثون :

عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { لو يعطى الناس بدعواهم لادّعى رجال أموال قوم ودماءهم، لكن البينة على المدّعي واليمين على من أنكر } حديث حسن رواه البيهقي وغيره.








الحديث الرابع والثلاثون :

عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان } رواه مسلم.









الحديث الخامس والثلاثون :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { لا تحاسدوا ولا تناجشوا، ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا. المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب إمرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه } رواه مسلم.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأربعين النووية.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يوليو 06, 2012 10:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مايو 01, 2012 6:46 pm
مشاركات: 1195
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على و صحبه اجمعين


الحد يث السادس والثلاثون

عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والاخرة ، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والأخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلي الجنه ، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينه ، وغشيتهم الرحمه ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه ).
رواه مسلم [ رقم : 2699 ] بهذا اللفظ .


الحديث السابع والثلاثون

عن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن رسول الله صلى الله علية وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى ، قال : ( إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات ، ثم بين ذلك ، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله تعالى عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده سيئة واحدة ).
رواه البخاري [ رقم : 6491 ] ومسلم [ رقم : 131 ] في ( صحيحيهما ) بهذه الحروف .


الـحديث الثامن والثلاثون

عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر فيه ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعـطينه ، ولئن استعاذ ني لأعيذ نه ).
رواه البخاري [ رقم : 6502 ].


الحديث التاسع والثلاثون

عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ).
حديث حسن ، رواه ابن ماجه [ رقم : 2045 ] والبيهقي [ ( السنن ) 7 / 356 ] وغيرهما .


الحد يث الأربعون

عـن ابـن عـمـر رضي الله عـنهـما ، قــال : أخـذ الرسول صلي الله عـلية وسلم بمنكبي ، فقال : ( كن في الدنيا كـأنـك غـريـب أو عـابـر سبـيـل ).
وكـان ابـن عـمـر رضي الله عـنهـما يقول : إذا أمسيت فلا تـنـتـظـر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تـنـتـظـر المساء ، وخذ من صحـتـك لـمـرضـك ، ومن حـياتـك لـمـوتـك .
رواه البخاري [ رقم : 6416 ].

_________________
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على اله و صحبه اجمعين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأربعين النووية.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يوليو 11, 2012 10:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مايو 01, 2012 6:46 pm
مشاركات: 1195
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على و صحبه اجمعين

1-
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجـر إليه". (رواه إماما المحدّثين: أبو عبد الله محمـد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري الجعفي، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة).

شرح وفوائد الحديث

دل الحديث على أن النية معيار لتصحيح الأعمال ، فحيث صلحت النية صلح العمل ،
وحيث فسدت فسد العمل ، ، وإذا وجد العمل وقارنته النية فله ثلاثة أحوال :

(الأول) : أن يفعل ذلك خوفاً من الله تعالى وهذه عبادة العبيد .

(الثاني): أن يفعل ذلك لطلب الجنة والثواب وهذه عبادة التجار.

(الثالث): أن يفعل ذلك حياء من الله تعالى وتأدية لحق العبودية وتأدية للشكر ،
ويرى نفسه مع ذلك مقصراً ، ويكون مع ذلك قلبه خائفاً لأنه لا يدري
هل قبل عمله مع ذلك أم لا ، وهذه عبادة الأحرار ،
وإليها أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قالت له عائشة رضي الله عنها
حين قام من الليل حتى تورمت قدماه : يا رسول الله ! أتتكلف هذا
وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟
قال : (أفلا أكون عبداً شكوراً ؟).
فإن قيل : هل الأفضل العبادة مع الخوف أو مع الرجاء ؟ .
قيل : قال الغزالي رحمه الله تعالى : العبادة مع الرجاء أفضل ،
لأن الرجاء يورث المحبة ، والخوف يورث القنوط .

وهذه الأقسام الثلاثة في حق المخلصين ،
واعلم أن الإخلاص قد يعرض له آفة العجب ،
فمن أعجب بعمله حبط عمله ، وكذلك من استكبر حبط عمله.

الحال الثاني : أن يفعل ذلك لطلب الدنيا والآخرة جميعها ،
فذهب بعض أهل العلم إلى أن عمله مردود واستدل
بقوله صلى الله عليه وسلم في الخبر الرباني:
((يقول الله تعالى : أنا أغنى الشركاء فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري فأنا بريء منه )).

وإلى هذا ذهب الحارث المحاسبي في كتاب (( الرعاية )) فقال :
الإخلاص أن تريده بطاعته ولا تريد سواه .
والرياء نوعان :
أحدهما : لا يريد بطاعته إلا الناس
والثاني : أن يريد الناس ورب الناس ،
وكلاهما محبط للعمل ،
ونقل هذا القول الحافظ أبو نُعيم في ((الحلية ))عن بعض السلف ،
واستدل بعضهم على ذلك أيضاً بقوله تعالى:
( الجَّبار الُمتَكِّبرُ سُْبحَان الله عَمّا يُشْركوْنَ ) (الحشر : 23) ،
فكما أنه تكبر عن الزوجة والولد والشريك ،
تكبر أن يقبل عملاً أشرك فيه غيره ، فهو تعالى أكبر ، وكبير ، ومتكبر .

وقال السمر قندي رحمه الله تعالى: ما فعل لله قُِبلَ
وما فعل من أجل الناس رُدَّ .
ومثال ذلك من صلى الظهر مثلاً وقصد أداء ما فرض الله تعالى عليه
ولكنه طول أركانه وقراءتها وحسَّن هيئتها من أجل الناس ،
فأصل الصلاة مقبول ، وأما طوله وحسنه من أجل الناس
فغير مقبول لأنه قصد به الناس .

وسئل الشيخ عز الدين ابن عبد السلام :
عمن صلى فطول صلاته من أجل الناس ؟
فقال : أرجو أن لا يحبط عمله هذا كله إذا حصل التشريك
في صفة العمل ، فإن حصل في أصل العمل بأن صلى الفريضة
من أجل الله تعالى والناس ، فلا تقبل صلاته
لأجل التشريك في أصل العمل ، وكما أن الرياء في العمل
يكون في ترك العمل . قال الفضيل بن عياض: ترك العمل
من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك ، والاخلاص ان يعافيك الله منهما .

ومعنى كلامه رحمه الله تعالى أن من عزم على عبادة
وتركها مخافة أن يراها الناس ، فهو مُراءٍ لأنه ترك العمل لأجل الناس ،
أما لو تركها ليصليها في الخلوة فهذا مستحب إلا أن تكون فريضة ،
أو زكاة واجبة ، أو يكون عالماً يقتدى به ، فالجهر بالعبادة في ذلك أفضل ،
وكما أن الرياء محبط للعمل كذلك التسميع ،
وهو أن يعمل لله في الخلوة ثم يحدث الناس بما عمل ،
قال صلى الله عليه وسلم: (( من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به )).

قال العلماء : فإن كان عالماً يقتدى به وذكر ذلك تنشيطاً للسامعين ليعملوا به فلا بأس .
قال المرزباني ، رحمه الله تعالى عليه : يحتاج المصلى إلى اربع خصال حتى ترفع صلاته
: حضور القلب ، وشهود العقل ، وخضوع الأركان ، وخشوع الجوارح ،
فمن صلَّى بلا حضور قلب فهو مصلٍ لاهٍ ،
ومن صلى بلا شهود عقل فهو مصل ساهٍ ،
ومن صلى بلا خضوع الجوارح فهو مصل خاطىء ،
ومن صلى بهذه الأركان فهو مصلٍ وافٍ .

قوله صلى الله عليه وسلم : (( إنما الأعمال بالنيات ))
أراد بها أعمال الطاعات دون أعمال المباحات ،
قال الحارث المحاسبي : الإخلاص لا يدخل في مباح ،
لأنه لا يشتمل على قربة ولا يؤدي إلى قربة ،
كرفع البنيان لا لغرض الرعونة ،
أما إذا كان لغرض كالمساجد والقناطر والأربطة فيكون مستحباً .
قال : ولا إخلاص في محرم ولا مكروه ،
كمن ينظر إلى ما لا يحل له النظر إليه ،
ويزعم أنه ينظر إليه ليتفكر في صنع الله تعالى ،
كالنظر إلى الأمرد ، وهذا لا إخلاص فيه بل لا قربة البتة ،
قال : فالصدق في وصف العبد في استواء السر والعلانية والظاهر والباطن ،
والصدق يتحقق بتحقق جميع المقامات والأحوال
حتى إن الإخلاص يفتقر إلى الصدق ، والصدق لا يفتقر إلى شيء .
لأن حقيقة الإخلاص هو إرادة الله تعالى بالطاعة ،
فقد يريد الله بالصلاة ولكنه غافل عن حضور القلب فيها ،
والصدق هو إرادة الله تعالى بالعبادة مع حضور القلب إليه ،
فكل صادق مخلص ، وليس كل مخلص صادقاً ،
وهو معنى الاتصال والانفصال ، لأنه انفصل عن غير الله واتصل بالحضور بالله ،
وهو معنى التخلي عما سوى الله والتحلي بالحضور بين يدي الله سبحانه وتعالى .

قوله صلى الله عليه وسلم : (( إنما الأعمال )) يحتمل :
إنما صحة الأعمال أو تصحيح الأعمال ، أو قبول الأعمال ، أو كمال الأعمال ،
وبهذا أخذ الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى ،
ويستثنى من الأعمال ما كان قبيل التروك كإزالة النجاسة ،
ورد الغصوب والعواري ، وإيصال الهدية وغير ذلك ،
فلا تتوقف صحتها على النية المصححة ،
ولكن يتوقف الثواب فيها على نية التقرب ،
ومن ذلك ما إذا أطعم دابته ، إن قصد بإطعامها امتثال أمر الله تعالى فإنه يثاب ،
وإن قصد بإطعامها حفظ المالية فلا ثواب ، ذكره القرافي ، ويستثنى من ذلك فرس المجاهد ،
إذا ربطها في سبيل الله فإنها إذا شربت وهو لا يريد سقيها أثيب على ذلك
كما في صحيح البخاري ، وكذلك الزوجة وكذلك إغلاق الباب
وإطفاء المصباح عند النوم إذا قصد به امتثال أمر الله أثيب وإن قصد أمراً آخر فلا .

واعلم أن النية لغة : القصد ،
يقال نواك الله بخير : أي قصدك به . والنية شرعاً : قصد الشيء مقترناً بفعله ،
فإن قصد وتراخى عنه فهو عزم ، وشرعت النية لتمييز العادة من العبادة
أو لتمييز رتب العبادة بعضها عن بعض ،
مثال الأول : الجلوس في المسجد قد يقصد للاستراحة في العادة ،
وقد يقصد للعبادة بنية الاعتكاف ، فالمميز بين العبادة والعادة هو النية ،
وكذلك الغسل : يقصد به تنظيف البدن في العادة ،
وقد يقصد به العبادة فالمميز هو النية وإلى هذا المعنى
أشار النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الرجل يقاتل رياء
ويقاتل حمية ويقاتل شجاعة ، أي ذلك في سبيل الله تعالى ؟
فقال: (( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله تعالى ))
ومثال الثاني وهو المميز رتب العبادة ،
كمن صلى أربع ركعات قد يقصد إيقاعها عن صلاة الظهر
وقد يقصد إيقاعها عن السنن فالمميز هو النية ،
وكذلك العتق قد يقصد به الكفارة وقد يقصد به غيرها كالنذر ونحوه ،
فالمميز هو النية .

وفي قوله صلى الله عليه وسلم : (( وإنما لكل امرىء ما نوى ))
دليل على أنه لا تجوز النيابة في العبادات ، ولا التوكيل من نفس النية ،
وقد استثني من ذلك تفرقة الزكاة وذبح الأضحية ،
فيجوز التوكيل فيهما في النية والذبح ، والتفرقة مع القدرة على النية .
وفي الحج : لا يجوز ذلك مع القدرة ودفع الدين ،
أما اذا كان على جهة واحدة لم يحتج إلى نية ،
وإن كان على جهتين كمن عليه ألفان بأحدهما رهن فإدى ألفاً قال جعلته عن ألف الرهن ،
صدق ، فإن لم ينو شئياً حالة الدفع ، ثم نوى بعد ذلك ،
وجعله عما شاء وليس لنا نية تتأخر عن العمل وتصح إلا هنا .

قوله صلى الله عليه وسلم :(( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله
فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو
امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه )).

أصل المهاجرة المجافاة والترك ، فاسم الهجرة يقع على رموز :

الأولى : هجرة الصحابة رضي الله عنهم من مكة إلى الحبشة
حين آذى المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ففروا منه إلى النجاشي ، وكانت هذه بعد البعثة بخمس سنين ، قاله البيهقي .

الهجرة الثانية : من مكة إلى المدينة وكانت هذه بعد البعثة بثلاث عشرة سنة ،
وكان يجب على كل مسلم بمكة أن يهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ،
وأطلق جماعة أن الهجرة كانت واجبة من مكة إلى المدينة ،
وهذا ليس على إطلاقه فإنه لا خصوصية للمدينة ،
وإنما الواجب الهجرة إلى رسول الله صلى عليه وسلم
قال ابن العربي : قسم العلماء رضي الله عنهم الذهاب في الأرض هرباً وطلباً ، فالأول ينقسم إلى ستة أقسام :

(الأول): الخروج من دار الحرب إلى دار الإسلام وهي باقية إلى يوم القيامة ،
و التي انقطعت بالفتح في قوله صلى الله عليه وسلم : (( لا هجرة بعد الفتح )) .
هي القصد إلى رسول الله صلى عليه وسلم حيث كان .

(الثاني): الخروج من أرض البدعة ، قال ابن القاسم :
سمعت مالكاً يقول : لا يحل لأحد أن يقيم بأرض يُسَبُ فيها السلف.

(الثالث) : الخروج من أرض يغلب عليها الحرام ، فإن طلب الحلال فريضة على كل مسلم .

(الرابع) : الفرار من الأذية في البدن ، وذلك فضل من الله تعالى أرخص فيه ،
فإذا خشي على نفسه في مكان فقد أذن الله تعالى له في الخروج عنه ،
والفرار بنفسه يخلصها من ذلك المحذور ، وأول من فعل ذلك إبراهيم عليه السلام
حيث خاف من قومه فقال :{إٍنًّي مُهَاجِر ُ إِلى رَبًّي } [العنكبوت :26] .
وقال تعالى مخبراً عن موسى عليه السلام : {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفَاَ يَتَرَقَّب ُ} [القصص:21].

(الخامس): الخروج خوف المرض في البلاد الوخمة ، إلى الأرض النزهة ،
وقد أذن صلى الله عليه وسلم للعرنيين في ذلك حين استوخموا المدينة أن يخرجوا إلى المرج .

(السادس) الخروج خوفاً من الأذية في المال ، فإن حرمة مال المسلم كحرمة دمه .

وأما قسم الطلب ، فإنه ينقسم إلى عشرة : طلب دين وطلب دنيا ، وطلب الدين ينقسم إلى تسعة أنواع :

(الأول) سفر العبرة قال الله تعالى :{أَوَ لَمْ يَسِيْروُا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذينَ مِنْ قَبْلهِم } [الروم:9].
وقد طاف ذو القرنين في الدنيا ليرى عجائبها .

(الثاني) : سفر الحج .

(الثالث): سفر الجهاد.

(الرابع) : سفر العبرة المعاش.

(الخامس): سفر التجارة والكسب الزائد على القوت ،
وهو جائز لقوله تعالى : {لَيْسَ عَلْيكُمْ جُنَاحُ أَنْ تَبْتغُوا فَضْلاً مِنْ رَبَّكم } [البقرة : 198].

(السادس) : طلب العلم .

(السابع) :قصد البقاع الشريفة ، قال صلى الله عليه وسلم : ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد )).

(الثامن) : قصد الثغور للرباط بها .

(التاسع): زيارة الإخوان في الله تعالى ، قال صلى الله عليه وسلم:
(( زار رجل أخاً له في قرية ، فأرسل الله ملكاً على مدرجته .
فقال : أين تريد ؟ قال : أريد أخاً لي في هذه القرية ،
فقال : هل له عليك من نعمة تؤديها قال : لا ، إلا أنني أحبه في الله تعالى
قال : فإني رسول الله إليك بأن الله أحبك كما أحببته )). رواه مسلم . وغيره .

الثالثة: هجرة القبائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتعلموا الشرائع ويرجعوا إلى قومهم فيعلموهم .

الرابعة : هجرة من أسلم من أهل مكة ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع إلى قومه .

الخامسة : الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام ، فلا يحل للمسلم الإقامة بدار الكفر ،
قال الماوردي : فإن صار له بها أهل وعشيرة ، وأمكنة إظهار دينه ،
لم يجز له أن يهاجر ، لأن المكان الذي هو فيه قدر دار إسلام .

السادسة : هجرة المسلم أخاه فوق ثلاثة ، بغير سبب شرعي ،
وهي مكروهة في الثلاثة ، وفيما زاد حرام إلا لضرورة.

السابعة : هجرة الزوج الزوجة إذا تحقق نشوزها قال تعالى
{واهْجُرُوهُنَّ فِي اَلمَضَاجِع ِ} [ النساء :34].
ومن ذلك هجرة أهل المعاصي في المكان ،و الكلام ،و جواب السلام وابتداؤه .

الثامنة : هجرة ما نهى الله عنه ، وهي أعم الهجر.

قوله صلى الله عليه وسلم : (( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله )) :
أي نية وقصداً فهجرته إلى الله ورسوله حكماً وشرعاً.

(( ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها .. الخ ))
نقلوا أن رجلاً هاجر من مكة إلى المدينة لا يريد بذلك فضيلة الهجرة وإنما هاجر
ليتزوج امرأة تسمى أم قيس ، فسمي مهاجر أم قيس .
فإن قيل النكاح من مطلوبات الشرع فْلمَ كان من مطلوبات الدنيا؟
قيل في الجواب : إنه لم يخرج في الظاهر لها ، وإنما خرج في الظاهر للهجرة ،
فلما أبطن خلاف ما أظهر استحق العتاب واللوم ،
وقيس بذلك من خرج في الصورة الظاهرة لطلب الحج وقصد التجارة
وكذلك الخروج لطلب العلم إذا قصد به حصول رياسة أو ولاية .

قوله صلى الله عليه وسلم : (( فهجرته إلى ما هاجر إليه ))
يقتضي أنه لا ثواب لمن قصد بالحج التجارة والزيارة ،
وينبغي حمل الحديث على ما إذا كان المحرك الباعث له على الحج إنما هو التجارة ،
فإن كان الباعث له الحج فله الثواب ، والتجارة تبع له إلا أنه ناقص الأجر عمن أخرج نفسه للحج ،
وإن كان الباعث له كليهما فيحتمل حصول الثواب لأن هجرته لم تتمخص للدنيا ،
ويحتمل خلافه لأنه قد خلط عمل الآخرة بعمل الدنيا ،
لكن الحديث رتب فيه الحكم على القصد المجرد ،
فأما من قصدهما لم يصدق عليه أنه قصد الدنيا فقط ، والله سبحانه وتعالى أعلم .


_________________
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على اله و صحبه اجمعين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأربعين النووية.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أغسطس 28, 2012 10:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مايو 01, 2012 6:46 pm
مشاركات: 1195
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على و صحبه اجمعين

الحديث الثاني

عن عمر (رضي الله عنه) أيضاً قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمّد أخبرني عن الإسلام؟! فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً"، قال: صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدّقه، قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره"، قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان؟ قال: "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك". قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل"، قال: فأخبرني عن أماراتها؟ قال: "أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان"، ثم انطلق. فلبثت ملياً، ثم قال: "يا عمر أ تدري من السائل؟" قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "فإنه جبريل أتاكم يعلّمكم دينكم". (رواه مسلم)

شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم : أخبرني عن الإيمان : الإيمان في اللغة : هو مطلق التصديق ، وفي الشرع : عبارة عن تصديق خاص ، وهو التصديق بالله ، وملائكته وكتبه ، ورسله ، وباليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره . وأما الإسلام فهو عبارة عن فعل الواجبات، وهو الانقياد إلى عمل الظاهر . قد غاير الله تعالى بين الإيمان والإسلام كما في الحديث ، قال الله تعالى :{قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤِْمُنوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا } [الحجرات :14].وذلك أنَّ المنافقين كانوا يصلون ويصومون ويتصدقون ، وبقلوبهم ينكرون، فلما ادَّعوا الإيمان كذَّبَهم الله تعالى في دعواهم الإيمان لإنكارهم بالقلوب،وصدقهم في دعوى الإسلام لتعاطيهم إياه . وقال الله تعالى: {إِذا جاءك المنافقون قالوا نشهدُ إنكَ لَرَسُولُ اللهِ واللهُ يعلمُ إنَّك لرسولُهُ واللهُ يَشْهَدُ إنَّ المنافقينَ لكَاذبون َ} [المنافقون :1]. أي في دعواهم الشهادة بالرسالة مع مخالفة قلوبهم ، لأن ألسنتهم لم تواطىء قلوبهم ،وشرط الشهادة بالرسالة : أن يواطىء اللسان القلب فلما كذبوا في دعواهم بَّين الله تعالى كذبهم ، ولما كان الإيمان شرطاً في صحة الإسلام استثنى الله تعالى من المؤمنين المسلمين قال الله تعالى : { فأخرجْنا مَنْ كَانَ فيها مِنَ المؤمنينَ فما وَجَدْنَا فيها غير بَيْتٍ مِنَ المسِْلمِينَ } [الذاريات : 35- 36] فهذا استثناء متصل لما بين الشروط من الاتصال ولهذا سمى الله تعالى الصلاة : إيماناً :قال الله تعالى : { وََمَا كَانَ اللهُ ليضيع إيمانكم } [البقرة : 143]. وقال تعالى : {ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان } [الشورى :52] أي الصلاة .

قوله صلى الله عليه وسلم : (( وتؤمن بالقدر خيره وشره )) بفتح الدال وسكونها لغتان ، ومذهب أهل الحق : إثبات القدر ، ومعناه أن الله سبحانه وتعالى قدر الأشياء في القدم ، وعلم سبحانه وتعالى أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالى ، وفي أمكنة معلومة وهي تقع على حسب ما قدره الله سبحانه وتعالى . واعلم أن التقادير أربعة :

(الأول) التقدير في العلم ولهذا قيل : العناية قبل الولاية ، والسعادة قبل الولادة ،واللواحق مبنية على السوابق ، قال الله تعالى {يؤفك عنه من أُفِك َ} [الذاريات :9] أي يصرف عن سماع القرآن وعن الإيمان به في الدنيا من صرف عنه في القدم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يهلك الله إلا هالكاً )) أي من كتب في علم الله تعالى أنه هالك .

(الثاني) التقدير في اللوح المحفوظ ، وهذا التقدير يمكن أن يتغير قال الله تعالى : {يمحو الله ما يشاءُ ويثبت وعنده أم الكتاب } [الرعد :39] وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه كان يقول في دعائه : (( اللهم إن كنت كتبتني شقياً فامحني واكتبني سعيداً )).

(الثالث) التقدير في الرحم ، وذلك أن الملك يؤمر بكتب رزقه وأجله وشقي أو سعيد .

(الرابع ) التقدير وهو سوق المقادير إلى المواقيت ، والله تعالى خلق الخير والشر وقدر مجئيه إلى العبد في أوقات معلومة .و الدليل على أن الله تعالى خلق الخير والشر قوله تعالى:{ إن المجرمين في ضلال وَسُعُرُ * يوم يُسحَبون في النار على وجوهِهمْ ذوقوا مَسَّ سَقَر * إنَّا كلَّ شي خلقناهُ بقَدَر ِ} [القمر 47-49] نزلت هذه الأية في القدرية ، يقال لهم ذلك في جهنم، وقال تعالى { قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق } [الفلق 1-2]. وهذا القسم إذا حصل اللطف بالعبد صرف عنه قبل أن يصل إليه .

وفي الحديث : (( إن الصدقة وصلة الرحم تدفع ميتة السوء وتقلبه سعادة )).

وفي الحديث :(( إن الدعاء والبلاء بين السماء والأرض يقتتلان ، ويدفع الدعاء البلاء قبل أن ينزل )).

وزعمت القدرية : أن الله تعالى لم يقدر الأشياء في القدم ، ولا سبق علمه بها ، وأنها مستأنفة ، وأنه تعالى يعلمها بعد وقوعها ، وكذبوا على الله سبحانه وتعالى جلَّ عن إقوالهم الكاذبة وتعالى علواً كبيراً ، وهؤلاء انقرضوا وصارت القدرية في الأزمان المتأخرة يقولون : الخير من الله والشر من غيره ، تعالى الله عن قولهم ، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( القدرية مجوس هذه الأمة )) . سماهم مجوساً لمضاهاة مذهبهم مذهب المجوس ، وزعمت الثنوية أن الخير من فعل النور والشر من فعل الظلمة فصاروا ثنوية ، كذلك القدرية يضيفون الخير إلى الله والشر إلى غيره وهو تعالى خالق الخير والشر .

قال إمام الحرمين في كتاب ((الإرشاد )) إن بعض القدرية تقول : لسنا بقدرية بل أنتم القدرية لاعتقادكم أخبار القدر ،و رد على هؤلاء الجهلة بأنهم يضيفون القدر إلى أنفسهم ، ومن يدعي الشر لنفسه ويضيفه إليها أولى بأن ينسب إليه ممن يضيفه لغيره وينفيه عن نفسه .

قوله صلى الله عليه وسلم : فأخبرني عن الإحسان قال : (( الأحسان أن تعبد الله كأنك تراه )) وهذا مقام المشاهدة لأن من قدر أن يشاهد الملك استحى أن يلتفت إلىغيره في الصلاة وأن يشغل قلبه بغيره ومقام الإحسان مقام الصديقين وقد تقدم في الحديث الأول الإشارة إلى ذلك .

قوله صلى الله عليه وسلم : ((فإنه يراك )) غافلاً إن غفلت في الصلاة وحدثت النفس فيها .

قوله صلى الله عليه وسلم : فأخبرني عن الساعة فقال : (( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل )) هذا الجواب على أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم متى الساعة؟ بل علم الساعة مما استأثر الله تعالى به ، قال الله تعالى : { إن الله عنده علم الساعة } [لقمان:34]. وقال تعالى : {ثقلت في السماوات والأرض ، لا تأتيكم إلا بغتة } [الإعراف:187}.وقال تعالى :{ وما يدريك لعل الساعة تكون قريباً }[الأحزاب:63].

ومن ادعى أن عمر الدنيا سبعون ألف سنة وأنه بقي منها ثلاثة وستون ألف سنة فهو قول باطل حكاه الطوخي في ((أسباب التنزيل )) عن بعض المنجمين وأهل الحساب ، ومن ادعى أن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة فهذا يسوف على الغيب ولا يحل اعتقاده.

قوله صلى الله عليه وسلم : فأخبرني عن أماراتها قال : (( أن تلد الأمة ربتها )) الأمار والأمارة بإثبات التاء وحذفها لغتان ، وروي ربها وربتها ، قال الأكثرون هذا إخبار عن كثرة السراري وأولادهن ، فإن ولدها من سيدها بمنزلة سيدها لأن مال الإنسان صائر إلى ولده ، وقيل معناه الإماء يلدن الملوك فتكون أمة من جملة رعيته ، ويحتمل أن يكون المعنى : أن الشخص يستولد الجارية ولداً ويبيعها فيكبر الولد ويشتري أمه ، وهذا من أشراط الساعة.

قوله صلى الله عليه وسلم : (( وأن ترى الحفاة العراة العالة ، رعاء الشاء يتطاولون في البنيان )) إذ العالة هم الفقراء ، والعائل الفقير ، والعيلة الفقر وعال الرجل يعيل عيلة أي افتقر . والرعاء بكسر الراء وبالمد ويقال فيه رعاة بضم الراء وزيادة تاء بلا مد معناه أن أهل البادية وأشباهم من أهل الحاجة والفاقة يترقون في البنيان والدنيا تبسط لهم حتى يتباهوا في البنيان .

قوله : (( فلبث مليا )) هو بفتح الثاء على أنه للغائب ، وقيل : فلبثت بزيادة تاء المتكلم وكلاهما صحيح . وملياً بتشديد الياء معناه وقتاً طويلاً.وفي رواية أبي داود والترمذي أنه قال : بعد ثلاثة أيام . وفي (( شرح التنبيه )) للبغوي أنه قال : بعد ثلاثة فأكثر ، وظاهر هذا أنه بعد ثلاث ليال . وفي ظاهر هذا مخالفة لقول أبي هريرة في حديثه ، ثم أدبر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ردوا علىَّ الرجل )) فأخذوا يردونه فلم يروا شيئاً فقال صلى الله عليه وسلم : (( رودا علىَّ الرجل )) فأخذوا يرودنه فلم يروا شيئاً فقال صلى الله عليه وسلم :(( هذا جبريل )) فيمكن الجمع بينهما بأن عمر رضي الله عنه لم يحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم لهم في الحال ، بل كان قد قام من المجلس فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم الحاضرين في الحال ، وأخبروا عمر بعد ثلاث إذ لم يكن حاضراً عن إخبار الباقين .

وفي قوله صلى الله عليه وسلم : (( هذا جبريل آتاكم يعلمكم أمر دينكم )) ، فيه دليل على ان الإيمان ،و الإسلام ،و الإحسان ، تسمى كلها ديناً ، وفي الحديث دليل على أن الإيمان بالقدر واجب ، وعلى ترك الخوض في الأمور ، وعلى وجوب الرضا بالقضاء . دخل رجل على ابن حنبل رحمه الله . فقال : عظني . فقال له : إن كان الله تعالى قد تكفل بالرزق فاهتمامك لماذا ؟ وإن كان الخلف على الله حقاً فالبخل لماذا ؟ وإن كانت الجنة حقاً فالراحة لماذا ؟ وإن كان سؤال منكر ونكير حقاً فالأنس لماذا؟وإن كانت الدنيا فانية فالطمأنينة لماذا ؟ وإن كان الحساب حقاً فالجمع لماذا ؟ وإن كان كل شيء بقضاء وقدر فالخوف لماذا ؟

(فائدة ) ذكر صاحب (( مقامات العلماء )) أن الدنيا كلها مقسومة على خمسة وعشرين قسماً : خمسة بالقضاء والقدر ، وخمسة بالاجتهاد ، وخمسة منها بالعادة ، وخمسة بالجوهر ، وخمسة بالوراثة . فأما الخمسة التي بالقضاء والقدر : فالرزق ، والولد ، والأهل ، والسلطان ، والعمر . والخمسة التي بالاجتهاد : فالجنة ، والنار ن والعفة ،و الفروسية ، والكتابة . والخمسة التي بالعادة : فالأكل ، والنوم ، والمشي ،و النكاح ،و التغوط .و الخمسة التي بالجوهر : فالزهد ، والزكاة ، والبذل ، والجمال ،و الهيبة. والخمسة التي بالوراثة : فالخير ، والتواصل ، والسخاء والصدق ،و الأمانة . وهذا كله لا ينافي قوله صلى الله عليه وسلم (( كل شيء بقضاء وقدر )). وإنما معناه : أن بعض هذه الأشياء يكون مرتباً على سبب ،وبعضها يكون بغير سبب ، والجميع بقضاء وقدر .

_________________
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على اله و صحبه اجمعين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأربعين النووية.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 02, 2012 11:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مايو 01, 2012 6:46 pm
مشاركات: 1195
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على و صحبه اجمعين

الحديث الثالث

عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "بني الإسلام على خمسٍ؛ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان". (رواه البخاري ومسلم)

شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم : (( بني الإسلام على خمس )) أي فمن أتى بهذه الخمس فقد تم إسلامه ،
كما أن البيت يتم بأركانه كذلك الإسلام يتم بأركانه وهي خمس ، وهذا بناء معنوي شبه بالحسي ،
ووجه الشبه أن البناء الحسي إذا انهدم بعض أركانه لم يتم ، فكذلك البناء المعنوي ،
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم :

(( الصلاة عماد الدين فمن تركها فقد هدم الدين )) ،و كذلك يقاس البقية.

وقد ضرب الله مثلاً للمؤمنين والمنافقين فقال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم:
{ أفمن أسس بُنيانَهُ على تقوى مِنَ الله ورضوان خيُر أم من أسس بنيانه على
شفا جُرُف هارٍ فانهارَ به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين } [التوبة109].
شبه بناء المؤمن بالذي وضع بنيانه على وسط طود أي : جبل راسخ ،
وشبه بناء الكافر بمن وضع بنيانه على طرف جرف بحر هار ، ل
ا ثبات له فأكله البحر فانهار الجرف فانهار بنيانه فوقع به في البحر ، فغرق ، فدخل جهنم .

قوله صلى الله عليه وسلم: (( بني الإسلام على خمس )) أي بخمس
على أن تكون على : بمعنى الباء وإلا فالمبني غير المبنى عليه فلو أخذنا
بظاهره لكانت الخمسة خارجة عن الإسلام وهو فاسد ،
ويحتمل أن تكون بمعنى من كقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم { إلا على أزواجهم }. [المومنون:6والمعارج :30].
أي من أزواجهم . الخمسة المذكورة في الحديث أصول البناء
وأما التتمات المكملات كبقية الواجبات وسائر المستحبات فهي زينة للبناء .
وقد ورد في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال:
(( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله ، قال وأدناها إماطة الأذى عن الطريق )).

قوله صلى الله عليه وسلم: (( وحج البيت وصوم رمضان )).
هكذا جاء في هذه الرواية بتقديم الحج على الصوم ،
وهذا من باب الترتيب في الذكر دون الحكم ،
لأن صوم رمضان وجب قبل الحج وقد جاء في الرواية الأخرى تقديم الصوم على الحج.

و صلي اللهم و سلم و بارك على سيدنا محمد و على اله و صحبه اجمعين

_________________
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على اله و صحبه اجمعين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 14 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 15 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط