بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد أستاذ كل أستاذ وملاذ كل ملاذ وعلى آله وصحبه أجمعين ..
مما لا شك فيه أن لكل شريعة مقاصد قامت من أجل الدفاع عنها والحفاظ عليها، وشريعتنا الإسلامية يتضح فيها مقاصد عامة هامة لابد من معرفتها ترتكز هذه المقاصد على ثلاثة دعامات:
1ـ تحقيق الأمور الضرورية.
2ـ تحقيق الأمور الحاجية.
3ـ تحقيق الأمور التحسينية.
فكل فرد في المجتمع لا تتحقق مصلحته إلا بتوافر الأمور الضرورية مثل المسكن أو البيت الذي جعل الله فيه الستر والحفظ وغير ذلك ، ولابد أن يكون لهذا المسكن أبواب ونوافذ وهذا أمر حاجي للحفاظ عليه ، كما لابد أن يكون هذا البيت أو المسكن نظيفاً لأن ذلك أمر مستحسن ..
وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي في الموافقات ( بعد أن قسم المقاصد قسمان ، قسم يرجع إلى قصد الشارع ( المشرع ) في وضع الشريعة ، وقسم يرجع إلى قصد المكلف ): " تكاليف الشريعة ترجع إلى حفظ مقاصدها في الخلق وهذه المقاصد لا تعدو ثلاثة أقسام أحدها أن تكون ضرورية والثاني أن تكون حاجية والثالث أن تكون تحسينية .." أهـ
تعريف الأمور الضرورية:
والأمور الضرورية هي التي لابد منها في قيام مصالح الدين والدنيا بحيث يترتب على فواتها الفساد والهرج وفوت النجاة ، وهذه الأمور الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها تدور على خمس :
1ـ الدين. 2ـ النفس. 3ـ العقل. 4ـ النسل. 5ـ المال. ( وهي ما تعرف بالضرورات الخمس ).
وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى: " والحفظ لها يكون بأمرين أحدهما ما يقيم أركانها ويثبت قواعدها وذلك عبارة عن مراعاتها من جانب الوجود، والثاني ما يدرأ عنها الاختلال الواقع أو المتوقع فيها وذلك عبارة عن مراعاتها من جانب العدم..".
فلحفظ الدين إيجاداً وصيانة أوجب الحق سبحانه وتعالى الإيمان وفرض العبادات من صلاة وزكاة وصيام وحج، كما شرع الجهاد لردع المعتدين على الدين وأوجد قتل المرتدين ومانعي الزكاة وما إلى ذلك من أحكام تكفل وجود وصيانة الدين في المجتمع الإسلامي.
ولحفظ النفس إيجاداً وصيانة شرع الحق سبحانه الزواج لحفظ النسل الصحيح الشرعي ، كما أوجب الشارع المحافظة على النفس بتناول الطعام والشراب واللباس في غير إسراف ، كما أوجب القصاص والدية والكفارة عندما يتعدى أحد عليها.
ولحفظ العقل أباح الحق سبحانه ما ينشطه ويكفل سلامته وحرم ما يفسده أو يضعف قوته مثل الخمر والمسكرات بمختلف أنواعها والمخدرات وجعل لذلك عقوبة.
ولحفظ النسل شرع الحق سبحانه الزواج وحرم الزنا وأوجب إقامة الحدود على كل من ثبتت في حقه جريمة الزنا ليتحقق الزجر الرادع لارتكاب الجرم.
ولحفظ المال إيجاداً وصيانة أوجب الحق سبحانه السعي من أجل الكسب الحلال وشرع البيع والإجارة والهبة والعارية وحرم السرقة وأوجب الحد على السارق وحرم الغش والخيانة والربا، كما أوجب الضمان.
فإذا ما اختل نظام الحياة بعدم حفظ هذه الضرورات انتشر في المجتمع الفساد وزادت الفوضى..
وللحديث بقية مع الأمور الحاجية..
_________________ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد . قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .
|