موقع د. محمود صبيح

بمناسبة مولد سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقدم هذا الموضوع وهو عبارة عن أربعين حديثا في خصائصه الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم وخصائص أمته


الحديث الأول: أولية خَلقِه صلى الله عليه وآله وسلم ونبوته

عن الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله عنه قَالَ: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : " إِنِّي عِنْدَ اللهِ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ؛ وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِه(1)"... رواه أحمد والبيهقي والحاكم

الهامش: 1- أي لم يزل طيناً لم ينفخ فيه الروح.

الحديث الثاني: لولا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ما خُلق سيدنا آدم عليه السلام

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: " لَمَّا اقْتَرَفَ آدَمُ الْخَطِيئَةَ قَالَ: يَا رَبِّ... أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ لَمَا غَفَرْتَ لِي،
فقَالَ: وَكَيْفَ عَرَفْتَ مُحَمَّدًا ...
قَالَ: لِأَنَّكَ لَمَّا خَلَقْتَنِي بِيَدِكَ وَنَفَخْتَ فِيَّ مِنْ رُوحِكَ رَفَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيْتُ عَلَىَ قَوَائِمِ الْعَرْشِ مَكْتُوبًا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَعَلِمْتُ أَنَّكَ لَمْ تُضِفْ إِلَى اسْمِكَ إِلَّا أَحَبَّ الْخَلْقِ إِلَيْكَ،
قَالَ: صَدَقْتَ يَا آدَمُ، وَلَوْلَا مُحَمَّدٌ مَا خَلَقْتُكَ".. رواه الحاكم والبيهقي وأبو نعيم وابن عساكر.

الحديث الثالث: وصفه صلى الله عليه وآله وسلم في التوراة.

عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ ...؟ قَالَ: أَجَلْ، وَاللهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي القُرْآنِ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} وَحِرْزًا (1) لِلأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ، وَلاَ غَلِيظٍ، وَلاَ سَخَّابٍ فِي الأَسْوَاقِ، وَلاَ يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيصفح، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ المِلَّةَ العَوْجَاءَ، بِأَنْ يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، ويَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا... رواه البخاري...

السخاب: الصياح، ويقال بالصاد أيضاً.
والغلف: جمع "أغلف"، وهو المستور بالغلاف.

الهامش: (1) أي حفظاً ووقايةً وحمايةً وحصناً وموئلاً.

الحديث الرابع: الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم صفوة الخلق.

عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى مِنْ ولد إِسْمَاعِيلَ بَنِى كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ بَنِى كِنَانَةَ قُرَيْشاً وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِى هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِى مِنْ بَنِى هَاشِمٍ"..رواه مسلم(1)

الهامش: وكذا رواه الترمذي والإمام أحمد.

الحديث الخامس: وصف خاتم النبوة.

عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: "وقفت خلف ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنظرت إلى خاتمه بين كتفيه مثل زر الحجلة... رواه البخاري ومسلم.

وزر الحجلة: بيضتها.

وروى مسلم والبيهقي عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: رأيت خاتم النبوة بين كتفيه صلى الله عليه وآله وسلم مثل بيضة الحمامة يشبه جسده.

الحديث السادس: إيمان الجن بنبوته صلى الله عليه وآله وسلم.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيهِ وآله وسَلمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ (1) إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ (2)، فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ، فَقَالُوا: مَا لَكُمْ؟ فَقَالُوا: حِيلَ (3) بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ، قَالُوا: مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلاَّ شَيْءٌ حَدَثَ، فَاضْرِبُوا (4) مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ..
فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ (5) إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيهِ وآله وسَلمَ وَهُوَ بِنَخْلَةَ (6)، وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلاَةَ الفَجْرِ، فَلَمَّا سَمِعُوا القُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ، فَقَالُوا: هَذَا وَاللهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ..
فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ، وَقَالُوا: يَا قَوْمَنَا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} .. رواه الشيخان.

وروى الشيخان عن مسروق قال: سألت ابن مسعود: "مَنْ آذَنَ (7) النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بِالْجِنِّ لَيْلَةَ اسْتَمَعُوا الْقُرْآنَ؟" قَالَ: آذَنَتْهُ بِهِمْ شَجَرَة.

الهامش: (1) أي قاصدين وذاهبين.
(2)الشهب: جمع شهاب، وهو شعلة نور ساطعة.
(3) أي حُجِز بيننا وبينه ومُنعنا من استراق السمع.
(4) أي دُورُوا فيها باحثين مُنقبين عن ذلك الحدث.
(5) تهامة: هو السهل المنبسط الممتد على الشاطئ الشرقي من البحر الأحمر على امتداد الحجاز وعسير واليمن، ومنه مكة المكرمة، وإليه يُنسب الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم.
(6) نخلة: وادٍ قرب مكة من جهة الطائف.
(7) أي أعلم وأخبر.

الحديث السابع: رفع بيت المقدس للحبيب صلى الله عليه وآله وسلم.

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ حِينَ أُسْرِيَ بِي إِلَى بَيْتِ المَقْدِس قُمْتُ فِي الحِجْرِ، فَجَلَّى اللهُ لِي بَيْتَ المَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ".. رواه البخاري ومسلم.

وقد ذُكر المعراج مع الإسراء في غير هذه الرواية.

وقد روى حديث الإسراء والمعراج الجم الغفير من الصحابة، ذكر منهم السيوطي واحداً وثلاثين، وذكر أحاديثهم حديثاً حديثاً مطولة ومختصرة في كتابه "الخصائص الكبرى" .