موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الــغـُـــــرَبــَاءْ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يناير 09, 2009 3:17 am 
غير متصل

اشترك في: السبت نوفمبر 03, 2007 12:16 pm
مشاركات: 974
[align=right][font=Tahoma] [/font]بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه و سلم
الــغـُـــــرَبــَاءْ
لمولانا أبي بكر محمد بن الحسين بن عبدالله الآجري
رب يسر برحمتك

أخبرنا الشيخ الامام الزاهد أبو منصور محمد بن أحمد بن علي الخياط المقرئ رحمه الله قال أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران قراءة عليه من أصله في جمادي الآخرة من سنة سبع وعشرين وأربعمائة قال اخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن عبدالله الآجري قراءة عليه بمكة في ذي القعدة من سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة قال:
ذكر الغرباء من المؤمنين وأوصافهم في الدنيا وعلى أي الأحوال هم فيها

[1] حدثنا أبو بكر عبدالله بن أبي داود السجستاني قال حدثنا محمد بن آدم المصيصي قال حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي اسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء) قيل ومن هم يا رسول الله قال (الذين يصلحون إذا فسد الناس) .

[2] أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو محمد عبدالله بن صالح البخاري وأبو العباس أحمد بن سهل الاشناني قالا ثنا أبو بكر بن أبي شيبه قال ثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي اسحق عن أبي الأحوص عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء) قيل ومن الغرباء يا رسول الله قال (النزاع من القبائل) .

[3] قال أبو بكر محمد بن الحسين أنشدني عبدالله بن حميد أبو بكر المؤدب في معنى هذا الحديث بدا الاسلام حين بدا غريبا وكيف بدا يعود على الدلائل فطوبى فيه للغرباء طوبى لجميع الآخرين وللأوائل كما قال الرسول فقيل من هم فقال (النازعون من القبائل)

[4] وأخبرنا محمد قال ثنا أبو محمد هارون بن هارون بن يوسف التاجر قال ثنا محمد بن ابي عمرو العدني قال ثنا مروان بن معاوية الفزاري عن يزيد بن كيسان عن ابي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء ) .

[5] أخبرنا محمد قال حدثني أبو حفص عمر بن أيوب السقطي قال ثنا محمد بن الصباح الجرجرائي قال ثنا كثير بن مروان عن عبد الله بن يزيد الدمشقي قال أخبرني أبو الدراداء وأبو أمامة وواثلة بن الاسقع وأنس بن مالك قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء)

[6] أخبرنا محمد قال حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا ابن لهيعة قال حدثني الحارث بن يزيد عن جندب بن عبد الله أنه سمع سفيان بن عوف القاري يقول سمعت عبد الله بن عمرو يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذات يوم ونحن عنده (طوبى للغرباء) قيل ومن الغرباء يا رسول الله قال: (أناس صالحون قليل في ناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) .

[7] أخبرنا محمد قال ثنا أبو بكر عبدالله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال ثنا هارون بن عبدالله قال ثنا سيار بن حاتم قال حدثنا جعفر بن سليمان قال ثنا أبو كعب الازدي قال سمعت الحسن يقول: ( المؤمن في الدنيا كالغريب لا يجزع من ذلها ولا ينافس في عزها للناس حال وله حال) ." اهـ

" [8] قال أخبرنا محمد بن الحسين قال أنشدني أبو بكر عبدالله بن حميد المؤدب أيضا في ذلك وترى المؤمن في الدنيا غريبا مستفزا فهو لا يجزع من ذل ولا يطلب عزا وتراه من جميع الخلق خلوا مشمئزا ثم بالطاعة ما عاش وبالخير ملزا

[9] قال محمد بن الحسين رحمه الله فإن قال قائل ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم بدأ الاسلام غريبا وسيعود كما بدأ قيل له كان الناس قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم أهل أديان مختلفة يهود ونصارى ومجوس وعبدة أوثان فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كان من أسلم من كل طبقة منهم غريبا في حيه غريبا في قبيلته مستخفيا بإسلامه قد جفاه الأهل والعشيره فهو عنهم ذليل حقير محتمل للجفاء صابر على الاذى حتى أعز الله عز وجل الاسلام وكثر أنصاره وعلا أهل الحق وانقمع أهل الباطل فكان الاسلام في ابتدائه غريبا بهذا المعنى وقوله صلى الله عليه وسلم وسيعود غريبا معناه والله أعلم أن الأهواء المضلة تكثر فيضل بها كثير من الناس ويبقى أهل الحق الذين هم على شريعة الاسلام غرباء في الناس ألم تسمع الي قول النبي صلى الله عليه وسلم تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة فقيل من هي الناجية قال ما أنا عليه وأصحابي وبقوله صلى الله عليه وسلم مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثره واعجاب كل ذي رأي برأيه ورأيت أمرا لا يد لك به فعليك بخاصة نفسك وإياك وعوامهم فإن فيهم أيام الصبر الصبر فيهن كقبض على الجمر

[10] فهذه صفة من صفات الغريب الصابر على دينه حتى يسلم من الاهواء المضلة

[11] من صفات الغرباء أيضا التي نعت بها أهل الحق أن يكون الغالب على الناس في جميع أمورهم مثل مؤاخاة الاخوان وصحبة الأصحاب ومجاورة الجيران وصلة الارحام وعيادة المريض وشهود الجنائز وما يجري عليهم من المصائب وما يسرون به من الافراح بالدنيا والمتاجرة والمعاملة والمحبة والبغضة والمؤازرة والملاقاة والمجالسة والاجتماع في الولائم وأشباه لهذه الامور فإن جميع ذلك يجري بينهم على خلاف الكتاب والسنة لغلبة الجهل عليهم لدروس العلم فيهم فإذا أراد المؤمن العاقل الذي فقهه الله عز وجل في الدين وبصره عيوب نفسه وفتح له ما الناس عليه ورزقه معرفة بالتمييز بين الحق والباطل وبين الحسن والقبيح وبين والضار والنافع وعلم ما له مما عليه إذ ألزم نفسه العمل بالحق بين ظهراني من قد جهل الحق بل الغالب عليهم اتباع الهوى لا يبالون ما نقص من دينهم إذا سلمت لهم دنياهم فإذا نظروا الى من يخالفهم على طريقتهم ثقل ذلك عليهم فمقتوه وخالفوه وطلبوا له العيوب فأهله به متضجرون وإخوانه به مثثقلون ومعاملوه به غير راغبين في معاملته وأهل الأهواء على غير مذهب الحق مخالفون فصار غريبا في دينه لفساد دين أكثر الخلق غريبا في معاملته لكثرة فساد معايش أكثر الخلق غريبا في مؤاخاته وصحبته لكثرة فساد صحبة الناس ومؤاخاتهم غريبا في جميع أمور الدنيا والآخرة لا يجد على ذلك مساعدا يفرح به ولا مؤانسا يسكن اليه فمثل هذا غريب مستوحش لأنه صالح بين فساق وعالم بين جهال حليم بين سفهاء يصبح حزينا كثير غمه قليل فرحه كأنه مسجون كثير البكاء كالغريب الذي لا يعرف ولا يأنس به أحد يستوحش به من لا يعرفه فهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم وسيعود غريبا كما بدأ والله أعلم . " اهـ

" [12] قال محمد بن الحسين فلو تشاهده في الخلوات يبكي بحرقه ويئن بزفرة ودموعه تسيل بعبرة فلو رأيته وأنت لاتعرفه لظننت انه ثكلى قد اصيب بمحبوبه وليس كما ظننت وإنما هو خائف على دينه أن يصاب به لا يبالي بذهاب دنياه إذا سلم له دينه قد جعل رأس ماله دينه يخاف عليه الخسران كما قال الحسن رحمه الله رأس مال المؤمن دينه حيث ما زال ذاك معه لا يخلفه في الرحال ولا يأتمن عليه الرجال.

[13] قال محمد بن الحسين رحمه الله وللغريب أوصاف كثيرة وقد ذكرت منها ما يكتفى به عن الكثير من القول.

[14] أحبرنا محمد قال أنشدني إبراهيم بن محمد لبعض الحكماء في معنى سير الغريب الى الله عز وجل وحد لطرق شتى طريق الحق منفرد والسالكون طريق الحق افراد لا يطلبون ولا تطلب مساعيهم فهم على مهل يمشون قصاد والناس في غفلة عما له قصدوا فحلهم عن طريق الحق رقاد

[15] أحبرنا محمد أنشدني أبو على الحسن بن القاسم قال أنشدني أبو علي الرقي في بكاء الغريب على نفسه نسجت من الاحزان شعراء فقلته لأني غريب والغريب حزين وليتني دهري فلو كنت جلمدا للنت وكل للبلاء يلين فلا تعجبوا من أنه بعد زفرة لكل غريب في الظلام أنين

[16] قال محمد بن الحسين رأيت منذ سنين كثيرة مع عجوز جوربين أبيضين أخبرتني أن شابا من أهل دمشق محبوس في المطبق مظلوم وأنه نسج على خصريهما بيتين من الشعر في الغرباء على الأول:

غريب يقاسي الهم في أرض غربة *** فيارب قرب دار كل غريب

وعلى الثاني

وأنا الغريب فلا ألام على البكا *** إن البكاء حسن لكل غريب.

[17] أخبرنا محمد قال أنشدني أبو الحسين محمد بن جعفر الرازي لبعض الحكماء إن الغريب له استكانة مذنب وخضوع مديون وذل مريب إن الغريب وإن أقام ببلدة يجبي الله خراجها لغريب . " اهـ
باب الحث على بلوغ مراتب الغرباء

[18] أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي قال أخبرنا أبو بكر بن عفان الصوفي قال أخبرنا فضيل بن عياض عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال لي يا ابن عمر كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعد نفسك من أهل القبور

[19] أخبرنا محمد قال وحدثنا الفريابي قال ثنا محمد بن الحسن البلخي قال اخبرنا عبدالله بن المبارك قال اخبرنا سفيان الثوري عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعد نفسك من أهل القبور وقال ابن عمر فإذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح وخذ من صحتك قبل سقمك ومن حياتك قبل موتك فإنك لا تدري يا عبدالله ما اسمك غدا

[20] أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو بكر عبدالله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال ثنا ابن أبي بزة مؤذن مسجد الحرام قال حدثنا مالك بن سعير قال حدثنا الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر قال
أخذ رسول الله بعضلة ساقي أو ببعض جسدي وقال يا عبد الله كن في الدنيا كأنك غريب وعد نفسك من أهل القبور قال مجاهد قال لي عبد الله يا مجاهد فإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح وإذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء وخذ من دنياك لآخرتك

[21] أخبرنا محمد قال ثنا أبو العباس أحمد بن موسى بن رنجويه القطان قال ثنا ابراهيم بن الوليد الطبراني القرشي ثنا محمد بن يوسف ثنا الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن ابن عمر قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال لي اعبد الله كأنك تراه وكن في الدنيا كأنك عابر سبيل

[22] أخبرنا محمد قال أنشدني أبو بكر عبدالله بن حميد المؤدب

أيها الغافل في ظل نعيم وسرور =كن غريبا واجعل الدنيا سبيلا للعبور
واعدد النفس طوال الدهر من أهل القبور= وارفض الدنيا ولا تركن الى دار الغرور

أيـهـا الغـافـل فــي ظــل نعـيـم iiوســـرور
كـن غريبـا واجعـل الدنيـا سبيـلا iiللعبـور
واعدد النفس طوال الدهر من أهل القبور
وارفض الدنيا ولا تركن الـى دار iiالغـرور

" [23] قال محمد بن الحسين رحمه الله فإن قال قائل أيش يحتمل قول النبي صلى الله عليه وسلم كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل قيل له والله أعلم هو الرجل الحاضر الذي قد أنعم الله عز وجل عليه ورزقه مالا وولدا سره بهما وزوجة حسناء ودارا قوراء ولباسا ناعما وطعاما طيبا فبينا هو كذلك إذ عرض له سفر لا بد من الخروج فيه فخرج فطال به السفر وفقد جميع ما كان يلذ به وصار غريبا في بلد لا يعرف فاستوحش من الغربة لما قاسى فيها من الذل والمسكنة وحن قلبه الى الرجوع الى وطنه فجد في السير همه في مسيره أن يقطع السفر بالتحري فطعامه اليسير بما فيه كفايته ولباسه الحقير لما يستر به عورته جل ما يحمل معه جرابه وركوته يكابد السهر ليقطع عنه شدة آلام السفر وقلبه متطلع الى ما يلذ به الحضر محتمل للأذى صابر على البلوى لا يعرج في مسيره على شيء من أمور الدنيا غير ما فيه بعض كفايته قد لها عن كل شيء له فيه لذة ينام بالليل في الاودية والشعاب ويقيل في النهار في فيافي الجبال والشجر وعلى التراب إذا مر بما تهواه النفوس لا يعرج عليه يحادث نفسه بالصبر عنه يقول لها حتى أبلغ مستقري فأمنحك ما تحبين إذا أجهده السير يبكي بحرقة ويئن بزفرة ويختنق بعبرة لا يجفو على من جفا عليه ولا يؤاخذ من آذاه ولا يبالي من جهله قد هان عليه في غربته جميع أمور الدنيا حتى يقطع السفر ويرد الحضر فقيل لهذا المؤمن العاقل الذي يريد الآخرة ويشنأ الدنيا كن في الدنيا مثل هذا الغريب لا يعرج الا على ما قل وكفى وقد ترك ما كثر والهى فإنك إذا فعلت ذلك كنت غريبا كعابر سبيل حتى ترد الآخرة وأنت محقر من الدنيا حينئذ تحمد عواقب الصبر في جميع ما نالك من المشقة في سفرك والله أعلم .

[24] أخبرنا محمد قال أنشدني أبو بكر محمد بن الجهم المالكي

لبعض الحكماء فتى كاس
فلم يأنس على ما يعطب الناس
ولكن جد في السير فما قصر مد كاس
وقوم جمعوا الدنيا فصار القوم حراس
فلم يشغل بهم قلبا ولم يرفع بهم راس
فتى البسه الله الغنى والعز والياس
فلم يفتح حانوتا ولم يختم الأكياس
ولم يألف مخلوقا ولم يطلب جلاس
ولكن جعل الذكر مع القرآن أناس
له دمع ينبئك عن القلب وما قاس
ويشجيك إذا ما يتبع الانفاس انفاس
تراه في الصحارى لجلال الله لماس
ولو قيل له في قوم مه واسى به واس
غدا يخرج من أبيض خلق الله قرطاس
إذا ما قيل للأبرا قوموا فاشربوا الكأس
مضى يخترق الورد الى الاتراب والآس
فقد صارت مواثيم محب الله أعراس

" [25] قال محمد بن الحسين رحمه الله من أحب أن يبلغ مراتب الغرباء فليصبر على جفاء أبويه وزوجته وإخوانه وقرابته فإن قال قائل فلم يجفوني وأنا لهم حبيب وغمهم لفقدي إياهم اياي شديد قيل لأنك خالفتهم على ما هم عليه من حبهم الدنيا وشدة حرصهم عليها ولتمكن الشهوات من قلوبهم ما يبالون ما نقص من دينك ودينهم إذا سلمت لهم بك دنياهم فإن تابعتهم على ذلك كنت الحبيب القريب وإن خالفتهم وسلكت طريق أهل الآخرة باستعمالك الحق جفا عليهم أمرك فالأبوان متبرمان بفعالك والزوجة بك متضجرة فهي تحب فراقك والاخوان والقرابة فقد زهدوا في لقائك فأنت بينهم مكروب محزون فحينئذ نظرت إلى نفسك بعين الغربة فأنست ما شاكلك من الغرباء واستوحشت من الاخوان والأقرباء فسلكت الطريق إلى الله الكريم وحدك فإن صبرت على خشونة الطريق أياما يسيرة واحتملت الذل والمداراة مدة قصيرة وزهدت في هذة الدار الحقيرة أعقبك الصبر أن ورد بك إلى دار العافية أرضها طيبة ورياضها خضرة وأشجارها مثمرة وأنهارها عذبة فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وأهلها فيها مخدلون يسقون من رحيق مختوم مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون يطاف عليهم بكأس من معين لايصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاء بما كانوا يعملون.

[26] أخبرنا محمد قال ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن هارون العسكري قال أخبرنا ابراهيم بن الجنيد الختلي قال حدثني أبو عبد الله محمد بن العباس قال حدثني محمد بن معاوية الصوفي قال أخبرني رجل من أهل خراسان قال أوحى الله عز وجل إلى نبي من الأنبياء إن أردت لقائي في حظيرة القدس فكن في الدنيا محزونا مستوحشا كالطير الوحداني الذي يطير في الأراضي القفار ويأكل من رؤوس الأشجار وإذا كان الليل آوى إلى وكره ولم يكن مع الطير استئناسا بربه ستيحاشا من الناس" اهـ منقول
[/align]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 13 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط