.......
تطور كتابة السيرة النبوية
مُقَدِّمة
لقد أظهر الصحابة اهتماماً كبيراً بسيرة النبي صلي الله عليه وسلم، في فترة مبكرة جداً من عمر الثقافة الإسلامية، حتى أنهم جعلوا من تعلُّمُ السيرة النبوية عبادة، فقد جاء عن زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما أنه قال: «كنا نُعلَّم مغازي النبي صلي الله عليه وسلم وسراياه كما نُعلَّم السورة من القرآن»[1].
وعن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عن الجميع يقول: «كان أبي يعلمنا مغازي رسول الله صلي الله عليه وسلم، ويعدها علينا وسراياه ويقول: يا بني هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوا ذكرها»[2].
وتعد السيرة النبوية للنبي صلي الله عليه وسلم، أعظم سيرة إنسان على وجه الأرض، فهي السيرة المكتوبة التي حفظ الله جزءاً غير قليل منها في القرآن الكريم، إذن هي خالدة خلود الكتاب العظيم، وزادها عظمة تلك الجهود الجبارة التي تمثلت في جهود علماء المسلمين الأوائل من محدثين ومؤرخين في التبويب والتحقيق والشرح والتوثيق والحفظ.
لقد أورد الدكتور صلاح الدين المنجد في كتابه: معجم ما ألف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (2491) مصنفاً مما صنف باللغة العربية، ويقول: «وما كدت أبدأ عملي حتى أدركت سعته وامتداده وتشعبه وصعوبته، فالتصانيف التي خصت برسول الله صلي الله عليه وسلم، أو تتعلق به آلاف مؤلفة»[3].
أما ما كُتِبَ عنه صلى الله عليه وسلم في المصنفات بغير العربية، فإننا نشير إلى ذلك بمثال مما صنف باللغة الأوردية؛ التي لم تكن لغة تأليف إلا منذ قرنين على الأكثر، يقول السيد سليمان الندوي عن ذلك: «وفي تقديري أن ما صنف بها وحدها في السيرة النبوية يبلغ ألفا إن لم يزد عليه»[4].
لقد وجدت من الضروري جداً في هذا العصر، أن نعرف كيف تم تدوين السيرة النبوية، ومراحل تطور كتابتها عبر القرون الإسلامية؛ للوقوف على مدى شغف المسلمين بها،
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/1047/41701/#ixzz2qm5PwrL2
...
- معجم ما ألف عن رسول الله
تأليف: صلاح الدين المنجد
الناشر: دار الكتاب الجديد - بيروت - الطبعة: الأولى - سنة الطبع: 1402هـ
http://waqfeya.com/book.php?bid=4084
......