هذه نصوص مختارة من كتاب الإمام ابن أبي ( من عاش بعد الموت )
وقد اختصرتها من الأسانيد
1- عن أنس بن مالك – رضي الله عنه - قال: " عدت شابا من الأنصار فما كان بأسرع من أن مات، فأغمضناه ومددنا عليه الثوب، فقال بعضنا لأمه: احتسبيه، قالت: وقد مات؟ قلنا: نعم، قالت: أحق ما تقولون؟ قلنا: نعم، فمدت يديها إلى السماء، وقالت: اللهم إني آمنت بك، وهاجرت إلى رسولك، فإذا أنزلت بي شدة شديدة دعوتك، ففرجتها، فأسألك اللهم لا تحمل علي هذه المصيبة اليوم. قال: فكشف الثوب عن وجهه فما برحنا حتى أكلنا وأكل معنا "
2- جاء يزيد بن النعمان بن بشير إلى حلقة القاسم بن عبد الرحمن بكتاب أبيه النعمان بن بشير: " بسم الله الرحمن الرحيم من النعمان بن بشير إلى أم عبد الله بنت أبي هاشم، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، فإنك كتبت إلي لأكتب إليك بشأن زيد بن خارجة، وإنه كان من شأنه أنه أخذه وجع في حلقه وهو يومئذ من أصح أهل المدينة، فتوفي بين صلاة الأولى، وصلاة العصر، فأضجعناه لظهره وغشيناه ببردين وكساء، فأتاني آت في مقامي وأنا أسبح بعد المغرب، فقال: إن زيدا قد تكلم بعد وفاته، فانصرفت إليه مسرعا وقد حضره قوم من الأنصار وهو يقول أو يقال على لسانه: الأوسط أجلد القوم الذي كان لا يبالي في الله لومة لائم، كان لا يأمر الناس أن يأكل قويهم ضعيفهم عبد الله أمير المؤمنين صدق صدق، كان ذلك في الكتاب الأول. قال : ثم قال: عثمان أمير المؤمنين، وهو يعافي الناس من ذنوب كثيرة، خلت ليلتان وبقي أربع، ثم اختلف الناس وأكل بعضهم بعضا؛ فلا نظام، وأبيحت الأحماء، ثم ارعوى المؤمنون، فقالوا: كتاب الله وقدره، أيها الناس أقبلوا على أميركم واسمعوا وأطيعوا، فمن تولى فلا يعهدن دما، كان أمر الله قدرا مقدورا، الله أكبر، هذه الجنة وهذه النار، ويقول النبيون والصديقون: سلام عليكم. يا عبد الله بن رواحة، هل أحسست لي خارجة لأبيه وسعدا؟ اللذين قتلا يوم أحد، {كلا إنها لظى نزاعة للشوى تدعو من أدبر وتولى وجمع فأوعى} [المعارج: 16] ثم خفت صوته، فسألت الرهط عما سبقني من كلامه، فقالوا: سمعناه يقول: أنصتوا أنصتوا، فنظر بعضنا إلى بعض، فإذا الصوت من تحت الثياب، فكشفنا عن وجهه، فقال: هذا أحمد رسول الله، سلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، ثم قال: أبو بكر الصديق الأمين خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان ضعيفا في جسمه، قويا في أمر الله، صدق صدق، وكان في الكتاب الأول "
3- عن ربعي بن حراش قال: " كنا إخوة ثلاثة، وكان أعبدنا وأصومنا وأفضلنا الأوسط منا، فغبت غيبة إلى السواد، ثم قدمت على أهلي، فقالوا: أدرك أخاك، فإنه في الموت، فخرجت أسعى إليه، فانتهيت وقد قضي وسجي بثوب، فقعدت عند رأسه أبكيه، قال: فرفع يده، فكشف الثوب عن وجهه، وقال: السلام عليكم، قلت: أي أخي أحياة بعد الموت؟ قال: نعم، إني لقيت ربي عز وجل فلقيني بروح وريحان، ورب غير غضبان، وإنه كساني ثيابا خضرا من سندس وإستبرق، وإني وجدت الأمر أيسر مما تحسبون ثلاثا، فاعملوا ولا تفتروا ثلاثا، إني لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقسم أن لا يبرح حتى آتيه، فعجلوا جهازي، ثم طفئ فكان أسرع من حصاة لو ألقيت في الماء، قال: فقلت: عجلوا جهاز أخي "
و في رواية (فبلغ ذلك عائشة رضي الله عنها، فصدقته وقالت: «كنا نسمع أن رجلا من هذه الأمة سيتكلم بعد موته» .
4- عن عبد الملك بن عمير، قال: كان بالكوفة رجل يعطي الأكفان، فمات رجل، فقيل له، فأخذ كفنا وانطلق حتى دخل على الميت وهو مسجى، فتنفس وألقى الثوب، عن وجهه وقال: «غروني، أهلكوني، النار، أهلكوني، النار» فقلنا له: قل لا إله إلا الله، قال: «لا أستطيع أن أقولها» ، قيل: ولم؟ قال: «لشتمي أبا بكر وعمر» .
5- عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: بينا عمر بن الخطاب يعرض الناس، إذ مر به رجل معه ابن له على عاتقه، فقال عمر: «ما رأيت غرابا بغراب أشبه من هذا بهذا» فقال الرجل: أما والله يا أمير المؤمنين لقد ولدته أمه وهي ميتة، قال: «ويحك وكيف ذاك؟» قال: خرجت في بعث كذا وكذا وتركتها حاملا، وقلت: أستودع الله ما في بطنك، فلما قدمت من سفري أخبرت أنها قد ماتت، فبينا أنا ذات ليلة قاعد في البقيع مع بني عم لي إذ نظرت، فإذا ضوء شبيه بالسراج في المقابر، فقلت: لبني عمي ما هذا؟ قالوا: لا ندري، إلا أنا نرى هذا الضوء كل ليلة عند قبر فلانة، فأخذت معي فأسا، ثم انطلقت نحو القبر، فإذا القبر مفتوح، وإذا هو في حجر أمه، فدنوت فناداني مناد أيها المستودع ربه، خذ وديعتك، إنك لو استودعته أمه لوجدتها، فأخذت الصبي وانضم القبر "
6- عن مجاهد، قال: أردت حاجة، فبينما أنا في الطريق، إذ فاجأني حمار قد أخرج عنقه من الأرض، فنهق في وجهي ثلاثا، ثم دخل، فأتيت القوم الذين أريدهم، قالوا: «ما لنا نرى لونك قد حال» فأخبرهم الخبر، فقالوا: «ما تعلم من ذاك؟» قلت: لا، قالوا: " ذاك غلام من الحي، وتلك أمه في ذلك الخباء، وكانت إذا أمرته بشيء شتمها وقال: ما أنت إلا حمار، ثم نهق في وجهها وقال: ها ها ها، فمات يوم مات فدفناه في تلك الحفيرة، فما من يوم إلا وهو يخرج رأسه في الوقت الذي دفناه فيه فينهق إلى ناحية الخباء ثلاث مرات، ثم يدخل "
7- عن سالم بن عبد الله، عن أبيه – رضي الله عنه - قال: خرجت مرة لسفر فمررت بقبر من قبور الجاهلية، فإذا رجل قد خرج من القبر يتأجج نارا، في عنقه سلسلة من نار، ومعي إداوة من ماء، فلما رآني قال: يا عبد الله، اسقني، قال: فقلت: عرفني فدعاني باسمي، أو كلمة تقولها العرب، يا عبد الله، إذ خرج على أثره رجل من القبر، فقال: يا عبد الله لا تسقه فإنه كافر، ثم أخذ السلسلة فاجتذبه وأدخله القبر، قال: ثم أضافني الليل إلى بيت عجوز، إلى جانب بيتها قبر، فسمعت من القبر صوتا يقول: بول وما بول، شن وما شن فقلت للعجوز: ما هذا؟ قالت: كان هذا زوجا لي، وكان إذا بال لم يتق البول، وكنت أقول له: ويحك إن الجمل إذا بال تفاج، فكان يأبى، فهو ينادي منذ يوم مات: بول وما بول، قلت: فما الشن؟ قالت: جاءه رجل عطشان فقال: اسقني، فقال: دونك الشن، فإذا ليس فيه شيء، فخر الرجل ميتا، فهو ينادي منذ يوم مات: شن وما شن، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته، «فنهى أن يسافر الرجل وحده»
8- سمعت عطاء الخراساني، قال: " استقضي رجل من بني إسرائيل أربعين سنة، فلما حضرته الوفاة قال: إني أرى أني هالك في مرضي هذا، فإن هلكت فاحبسوني عندكم أربعة أيام، أو خمسة أيام فإن رابكم مني شيء فلينادني رجل منكم، فلما قضى جعل في تابوت، فلما كان ثلاثة أيام آذاهم ريحه، فناداه رجل منهم: يا فلان، ما هذه الريح؟ فأذن له فتكلم، فقال: قد وليت القضاء فيكم أربعين سنة فما رابني شيء إلا رجلين أتياني فكان لي في أحدهما هوى، فكنت أسمع منه بأذني التي تليه أكثر مما أسمع بالأخرى، فهذه الريح منها، وضرب الله على أذنه فمات "
9- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: " كان فيما مضى فتية يخرجون إلى أرض الروم ويصيبون منهم، فقضي عليهم الأسر، فأخذوا جميعا، فأتى بهم ملكهم فعرض عليهم دينه أن يدخلوا فيه، فقالوا: لا ما كنا نفعل ذلك ونحن لا نشرك بالله شيئا، فقال لأصحابه: شأنكم بهم، وقعد ملكهم على تل إلى جانب نهر، فدعاهم فضرب عنق رجل منهم فوقع في النهر، فإذا رأسه قد قام بحيالهم، واستقبلهم بوجهه، وهو يقول: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي} [الفجر: 28] ، ففزعوا وقاموا "
10- عن ابن عباس – رضي الله عنهما - قال: " بعث عيسى ابن مريم، ويحيى بن زكريا عليهما السلام في اثني عشر من الحواريين يعلمون الناس، فكانوا فيما يعلمونهم أن ينهوهم عن نكاح ابنة الأخت، وكان لملكهم ابنة أخت تعجبه وكان يريد أن يتزوجها وكان لها كل يوم حاجة يقضيها، فلما بلغ ذلك أمها أنهم نهوا عن نكاح ابنة الأخت قالت لها: إذا دخلت على الملك فقال: ألك حاجة؟ فقولي له: حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريا فلما دخلت عليه فسألها حاجتها قالت: حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريا فقال: سليني سوى هذا، قالت: ما أسألك إلا هذا، فلما أبت عليه دعا بطست ودعا به، فذبحه فبدرت قطرة من دمه على الأرض فلم تزل تغلي حتى بعث الله بختنصر عليهم فألقى في نفسه أن يقتل على ذلك الدم منهم حتى يسكن فقتل عليه منهم سبعين ألفا "
و عن شهر بن حوشب، قال: " لما قتله دفع إليها رأسه فجعلته في طست من ذهب وأهدته إلى أمها، فجعل الرأس يتكلم في الطست: إنها لا تحل له ولا يحل لها ثلاث مرات فلما رأت الرأس قالت: اليوم قرت عيني وأمنت على ملكي فلبست درعا من حرير وخمارا من حرير، وملحفة من حرير، ثم صعدت قصرا لها وكانت لها كلاب تضربها بلحوم الناس، فجعلت تمشي على قصرها، فبعث الله عليها عاصفا من الريح فلفتها في ثيابها وألقتها إلى كلابها، فجعلن ينهشنها وهي تنظر، وكان آخر ما أكلن منها عينيها "
11- وعن محمد بن كعب القرظي، في قول الله تعالى: " {واختار موسى قومه سبعين رجلا} [الأعراف: 155] قال: اختار من صالحيهم سبعين رجلا، ثم خرج بهم فقالوا: أين تذهب بنا؟ قال: أذهب بكم إلى ربي، وعدني أن ينزل علي التوراة قالوا: فلا نؤمن بها حتى ننظر إليه ، قال: فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون فبقي موسى قائما بين أظهرهم ليس معه منهم أحد، قال: {رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا} [الأعراف: 155] ماذا أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم وليس معي رجل ممن خرج معي؟ ثم قرأ: {ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون} [البقرة: 56] فقالوا: هدنا إليك، قال: فبهذا تعلقت اليهود فتهودت بهذه الكلمة "
12- عن هلال بن يساف، في قول الله تبارك وتعالى: {ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت} [البقرة: 243] قال: " كان أناس من بني إسرائيل إذا وقع فيهم الوجع ذهب أغنياؤهم وأشرافهم وأقام فقراؤهم وسقطتهم، فاستحر الموت على هؤلاء الذين أقاموا ولم يصب الآخرين شيء، فلما كان عام من تلك الأعوام قالوا: إن أقمنا كما أقاموا هلكنا كما هلكوا، وقال هؤلاء: لو ظعنا كما ظعن هؤلاء نجونا كما نجوا، فأجمعوا في عام على أن يفروا، ففعلوا، حتى بلغوا حيث شاء الله أن يبلغوا فأرسل الله عليهم الموت حتى صاروا عظاما تبرق، فكنسها أهل الديار وأهل الطرق فجمعوها في مكان واحد فمر نبي لهم عليهم. قال حصين: حسبت أنه قال: حزقيل قال: يا رب لو شئت أحييت هؤلاء فيعبدوك ويعمروا بلادك ويلدوا عبادك، قال: وأحب إليك أن أفعل؟ قال: نعم قال: قيل له: قل كذا وكذا، فتكلم بأمر أمر به، فنظر إلى العظام تكسى لحما وعصبا، ثم تكلم بأمر أمر به فإذا هم صور يكبرون ويسبحون ويهللون فعاشوا ما شاء الله أن يعيشوا "
13- عن ابن عباس – رضي الله عنهما - قال: " كانت مدينتان في بني إسرائيل إحداهما حصينة ولها أبواب، والأخرى خربة فكان أهل المدينة الحصينة إذا أمسوا أغلقوا أبوابها وإذا أصبحوا قاموا على سور المدينة فنظروا، هل حدث فيما حوله حدث؟ فأصبحوا يوما فإذا شيخ قتيل مطروح بأصل مدينتهم، فأقبل أهل المدينة الخربة فقالوا: أقتلتم صاحبنا؟ وابن أخ له شاب يبكي عنده ويقول: قتلتم عمي قالوا: والله ما فتحنا مدينتنا منذ أغلقناها وما ندينا من دم صاحبكم هذا بشيء فأتوا موسى عليه السلام فأوحى الله عز وجل إلى موسى صلى الله عليه وسلم: {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي} [البقرة: 68] حتى بلغ {فذبحوها وما كادوا يفعلون} [البقرة: 71] قال: وكان في بني إسرائيل غلام شاب يبيع في حانوت له، وكان له أب شيخ كبير، فأقبل رجل من بلد آخر يطلب سلعة له عنده فأعطاه بها ثمنا فانطلق معه ليفتح حانوته فيعطيه الذي طلب والمفتاح مع أبيه فإذا أبوه نائم في ظل الحانوت، فقال أيقظه فقال: والله إن أبي لنائم كما ترى وإني أكره أن أروعه من نومه فانصرفا، إلى الشيخ يغط نوما قال: أيقظه قال: والله إني لأكره أن أروعه من نومته فانصرفا، فأعطاه ضعف ما أعطاه فعطف على أبيه فإذا هو أشد ما كان نوما، فقال: أيقظه قال: لا والله لا أوقظه أبدا ولا أروعه من نومه، قال: فلما انصرف وذهب طالب السلعة استيقظ الشيخ فقال له ابنه: يا أبتاه والله لقد جاء هاهنا رجل يطلب سلعة كذا وكذا فكرهت أن أروعك من نومك، فلامه الشيخ، فعوضه الله من بره لوالده أن نتجت بقرة من بقره تلك البقرة التي يطلبها بنو إسرائيل، فأتوه فقالوا: بعناها، فقال: لا أبيعكموها، قالوا: إذن نأخذها منك، قال: إن غصبتموني سلعتي فأنتم أعلم، فأتوا موسى عليه السلام، فقال: اذهبوا فأرضوه من سلعته، فقالوا: حكمك؟ قال: حكمي أن تضعوا البقرة في كفة الميزان وتضعوا ذهبا صامتا في الكفة الأخرى، فإذا مال الذهب أخذته، قال: ففعلوا وأقبلوا بالبقرة حتى أتوا بها إلى قبر الشيخ وهو بين المدينتين، واجتمع أهل المدينتين وابن أخيه عند قبره يبكي، فذبحوها فضرب ببضعة من لحمها القبر، فقام الشيخ ينفض رأسه يقول: قتلني ابن أخي طال عليه عمري وأراد أخذ مالي، ومات "
14- عن أبي هريرة، قال: " بينا نحن حول مريض لنا إذ هدأ وسكن حتى ما يتحرك منه عرق فسجيناه وأغمضناه وأرسلنا إلى ثيابه وسدره وسريره، فلما ذهبنا لنحمله لنغسله تحرك فقلنا: سبحان الله سبحان الله ما كنا نراك إلا قد مت قال: فإني قد مت وذهب بي إلى قبري فإذا إنسان حسن الوجه طيب الريح قد وضعني في لحدي وطواه بالقراطيس، إذ جاءت إنسانة سوداء منتنة الريح فقالت: هذا صاحب كذا وهذا صاحب كذا أشياء والله أستحيي منها كأنما أقلعت منها ساعتئذ قال: قلت: أنشدك الله أن تدعني وهذه قالت: نخاصمك قال: فانطلقنا إلى دار فيحاء واسعة فيها مصطبة كأنها من فضة في ناحية منها مسجد ورجل قائم يصلي فقرأ سورة النحل، فتردد في مكان منها ففتحت عليه، فانفتل فقال: السورة معك؟ قلت: نعم ، قال: أما إنها سورة النعم قال: ورفع وسادة قريبة منه فأخرج صحيفة فنظر فيها فبدرته السوداء، فقالت: فعل كذا وفعل كذا قال: وجعل الحسن الوجه يقول: وفعل كذا وفعل كذا وفعل كذا، يذكر محاسني قال: فقال الرجل: عبد ظالم لنفسه، ولكن الله عز وجل تجاوز عنه لم يجئ أجل هذا بعد، أجل هذا يوم الإثنين، قال: فقال لهم: انظروا فإن مت يوم الإثنين فارجعوا لي ما رأيت وإن لم أمت يوم الإثنين فإنما هو هذيان الوجع، قال: فلما كان يوم الإثنين صح حتى حدر بعد العصر، ثم أتاه أجله فمات، وفي الحديث: فلما خرجنا من عند الرجل قلت للرجل الحسن الوجه الطيب الريح ما أنت؟ قال: أنا عملك الصالح، قلت: فما الإنسانة السوداء المنتنة الريح؟ قال: ذاك عملك الخبيث أو كلام
_________________ مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
|