موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 61 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 18, 2005 12:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5347
[align=center]التوحـيد[/align]

قال الله عزّ وجل : {وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ } البقرة 163 .

عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" بينا رجل فيمن كان قبلكم لم يعمل خيراً قط إلا التوحيد فقال لأهله :
إذا مت فأحرقونى ثم اسحقونى ثم ذروا نصفى فى البر ونصفى فى البحر
فى يوم ريح ففعلوا فقال الله عزّ وجل للريح : أدى ما أخذت فإذا هو بين يديه
فقال له : ما حملك على ما صنعت ؟ فقال : استحياء منك .. فغفر له ".

قال أبو على الدقاق : التوحيد هو الحكم بأن الله واحد .

وقال بعض أهل التوحقيق : معنى أنه واحد نفى التقسيم لذاته ونفى التشبيه
عن حقه وصفاته ونفى الشريك معه فى أفعاله ومصنوعاته .
وهنا اختلفت عبارات الشيوخ عن معنى التوحيد ؛ فيقول ذو النون المصرى
وقد سُئل عن التوحيد : أن تعلم أن قدرة الله تعالى فى الأشياء بلا مزاج
وصنعه للأشياء بلا علاج وعلة كل شىء صنعه ولا علة لصنعه ومهما تصور
فى نفسك شىء فالله عزّ وجل بخلافه .

سُئل الجنيد عن التوحيد فقال : إفراد الموحد بتحقيق وحدانيته بكمال أحديته
أنه الواحد الذى لم يلد ولم يولد بنفى الأضداد والأنداد والأشباه بلا تشبيه
ولا تكييف ولا تصوير ولا تمثيل ليس كمثله شىء وهو السميع البصير .
وقال أيضاً عن التوحيد : معنى تضمحل فيه الرسوم وتندرج فيه العلوم ويكون
الله تعالى كما لم يزل .
وقال : إذا تناهت عقول العقلاء فى التوحيد تناهت إلى الحيرة .

ولما سُئل الجنيد عن توحيد الخاص قال : أن يكون العبد شبحاً بين يدى الله
سبحانه تجرى عليه تصاريف تدبيره فى مجارى أحكام قدرته فى لجج بحار
توحيده بالفناء عن نفسه وعن دعوة الخلق له وعن استجابته بحقائق وجوده
ووحدانيته فى حقيقة قربه بذهاب حسه وحركته لقيام الحق سبحانه له
فيما أراد منه وهو أن يرجع آخر العبد إلى أوله فيكون كما كان قبل أن يكون .

يقول الحصرى : أصولنا فى التوحيد خمسة أشياء : رفع الحدث ، وإفراد القدم ،
وهجر الإخوان ، ومفارقة الأوطان ، ونسيان ما علم وجهل .

سُئل سهل بن عبد الله عن ذات الله عزّ وجل فقال : ذات الله تعالى موصوفة
بالعلم غير مدركة بالإحاطة ولا مرئية بالأبصار فى دار الدنيا وهى موجودة بحقائق
الإيمان من غير حدّ ولا إحاطة ولا حلول وتراه العيون فى العقبى ظاهراً فى ملكه
وقدرته قد حجب الخلق عن معرفة كنه ذاته ودلهم عليه بآياته فالقلوب تعرفه
والعقول لا تدركه ينظر إليه المؤمنون بالأبصار من غير إحاطة ولا إدراك نهاية .

قال يوسف بن الحسين : من وقع فى بحار التوحيد لا يزداد على مرّ الأوقات
إلا عطشا .
وقال ايضاً : توحيد الخاصة أن يكون بسره ووجده وقلبه كأنه قائم بين يدى الله
تعالى تجرى عليه تصاريف تدبيره وأحكام قدرته فى بحار توحيده بالفناء عن نفسه
وذهاب حسه لقيام الحق سبحانه له فى مراده منه فيكون كما هو قبل أن يكون
فى جريان حكمه سبحانه عليه .

ويقول أبو سعيد الخراز : أول مقام لمن وجد علم التوحيد وتحقق بذلك فناء ذكر
الأشياء عن قلبه وانفراده بالله عز وجل .

قال الجنيد : علم التوحيد طوى بساطه منذ عشرين سنة والناس يتكلون
فى حواشيه .
وقال أيضاً : أشرف كلمة فى التوحيد ما قاله سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله
عنه : " سبحان من لم يجعل لخلقه سبيلاً إلى معرفته إلا بالعجز عن معرفته ".



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 19, 2005 1:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5347
[align=center]باب أحوالهم عند الخروج من الدنيا[/align]

قال الله تعالى : { الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ
الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } النحل32 .

عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن العبد ليعالج
كرب الموت وسكرات الموت وإن مفاصله ليسلم بعضها على بعض تقول : عليك
السلام تفارقني وأفارقك إلى يوم القيامة ".

وعنه أيضاً أن النبـى صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو فى الموت
فقال : " كيف تجدك ؟ قال : والله يا رسول الله إنى أرجو الله وإنى أخاف ذنوبى
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يجتمعان فى قلب عبد فى مثل
هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف " .

يروى عن سيدنا بلال رضى الله عنه أنه لما حضرته الوفاة قالت امرأته : واحزناه ،
فقال : بل واطرباه غداً نلقى الأحبة ، محمداً وحزبه .

أما عن مشايخ هذا الطريق فأحوالهم فى حال النزع مختلفة فبعضهم الغالب
عليه الهيبة وبعضهم الغالب عليه الرجاء ومنهم من كُشف له فى تلك الحالة
ما أوجب له السكون وجميل الثقة .

يحكى أبو محمد الجريرى فيقول : كنت عند الجنيد فى حال نزعه وكان يوم
الجمعة وهو يقرأ القرآن فختم فقلت : فى هذه الحالة يا أبا القاسم فقال :
ومن أولى منى بذلك وهو ذا تطوى صحيفتى . ولما قيل له قل : لا إله إلا الله ،
قال : ما نسيته فأذكره ، وقال :

[poet font="Simplified Arabic,2,limegreen,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=right use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
حاضر فى القلب يعمره"="لست أنساه فأذكره
فهو مولاى ومعتمدى"="ونصيبى منه أوفره
[/poet]
قال أبو محمد الهروى مكثت عند الشبلى الليلة التى مات فيها فكان يقول
طول ليله هذين البيتين :-

[poet font="Simplified Arabic,2,limegreen,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=right use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
كل بيت أنت ساكنه"="غير محتاج إلى السرج
وجهك المأمول حجتنا"="يوم يأتى الناس بالحجج
[/poet]
وقد سُئل جعفر بن نصير الدينورى وكان يخدم الشبلى : ما الذى رأيت منه ؟
فقال : قال لى علىّ درهم مظلمة وقد تصدقت عن صاحبه بألوف فما على قلبى
شغل أعظم منه ، ثم قال : وضئنى للصلاة ففعلت فنسيت تخليل لحيته وقد
أمسك على لسانه فقبض على يدى وأدخلها فى لحيته ثم مات . فبكى جعفر
وقال : ما تقولون فى رجل لم يَفُته حتى فى آخر عمره أدب من آداب الشريعة .

قيل لبشر الحافى وقد احتضر : كأنك يا أبا نصر تحب الحياة . فقال : القدوم على
الله عزّ وجل شديد .

وقيل : كان سفيان الثورى إذا قال له بعض أصحابه إذا سافر تأمر بشغل يقول :
إن وجدت الموت فاشتره لى فلما قربت وفاته كان يقول : كنا نتمناه فإذا هو شديد .

وقيل : فتح عبد الله بن المبارك عينيه عند الوفاة وضحك وقال : لمثل هذا
فليعمل العاملون .

وقيل : كان مكحول الشامى الغالب عليه الحزن فدخلوا عليه فى مرض موته
وهو يضحك فقيل له فى ذلك فقال : ولم لا أضحك وقد دنا فراق من كنت أحذره ،
وسرعة القدوم على من كنت أرجوه وآمله .

يروى عن أبا سعيد الخراز أنه كان كثير التواجد عند الموت . ويقول رويم : حضرت
وفاة أبى سعيد وهو يقول فى آخر نفسه :

[poet font="Simplified Arabic,2,limegreen,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=right use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
حنين قلوب العارفين إلى الذكر"="وتذكارهم وقت المناجاة للسرّ
أديرت كؤوس للمنايا عليهم"="فأغفوا عن الدنيا كإغفاء ذى السكر
همومهم جوالة بمعسكر"="به أهل ودّ الله الأنجم الزهر
فأجسامهم فى الأرض قتلى بحبه"=" وأرواحهم فى الحجب نحو العلا تسرى
فما عرسوا إلا بقرب حبيبهم"="وما عرجوا عن مسّ بؤس ولا ضرّ
[/poet]
يقول أبو نصر السراج : كان سبب وفاة أبى الحسين النورى أنه سمع هذا البيت :-
لازلت أنزل من ودادك منزلا"="تتحير الألباب عند نزوله
فتواجد النورى وهام فى الصحراء فوقع فى أجمة قصب وقد قطعت وبقى أصولها
مثل السيوف فكان يمشى عليها ويعيد البيت إلى الغداة والدم يسيل من رجليه
ثم وقع مثل السكران فتورمت قدماه ومات .

ويحكى أبى على الروذبارى فيقول : رأيت فى البادية حدثاً فلما رآنى قال :
أما يكفيه أن شغفنى بحبه حتى علنى ، ثم رأيته يجود بنفسه فقلت له :
قل لا إله إلا الله . فأنشأ يقول :

[marq=right]أيا من ليس لى عنه ** وإن عذبنى بدّ ** ويا من نال من قلبى ** منالاً ما له حدّ[/marq]

يُحكى عن ابن سهل الأصفهانى أنه قال : أترون أنى أموت كما يموت الناس مرض
وعيادة ؟! إنما أُدعى فيقال يا علىّ فأُجيب . فكان يمشى يوماً فقال لبيك ومات .

قيل لذى النون المصرى عند النزع : أوصنا . فقال : لا تشغلونى فإنى متعجب
من محاسن لطفه .

ويحكى المزين الكبير فيقول : كنت بمكة حرسها الله تعالى فوقع بى انزعاج
فخرجت أريد المدينة ، فلما وصلت إلى بئر ميمونة إذا أنا بشاب مطروح فعدلت
إليه وهو ينزع فقلت له : قل لا إله إلا الله ففتح عينيه وأنشأ يقول :

[poet font="Simplified Arabic,2,limegreen,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=right use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
أنا إن متّ فالهوى حشو قلبى"="وبداء الهوى تموت الكرام
[/poet]
فشهق شهقة ثم مات فغسلته وكفنته وصليت عليه ، فلما فرغت من دفنه
سكن ما كان بى من إرادة السفر فرجعت إلى مكة حرسها الله تعالى .

وقيل لبعضهم : أتحب الموت ؟ فقال : القدوم على من يُرجى خيره خير من البقاء
مع من لا يؤمن شرّه .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مايو 22, 2005 1:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5347
[align=center]المعرفـة بالله تـعالى [/align]

قال الله تعالى : { وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } الأنعام91 – جاء فى النفسير
وما عرفوا الله حق معرفته .

قال الأستاذ أبو على الدقاق : المعرفة على لسان العلماء هى العلم فكل
علم معرفة وكل معرفة علم وكل عالم بالله تعالى عارف وكل عارف عالم ،
وعند هؤلاء القوم المعرفة صفة من عرف الحق سبحانه بأسمائه وصفاته
ثم صدق الله تعالى فى معاملاته ثم تنقى عن أخلاقه الرديئة وآفاته ثم طال
بالباب وقوفه ودام بالقلب اعتكافه فحظى من الله تعالى بجميل إقباله ،
وصدق الله تعالى فى جميع أحواله وانقطع عنه هواجس نفسه ولم يصغ
بقلبه إلى خاطر يدعوه إلى غيره . فإذا صار من الخلق أجنبياً ومن آفـات
نفسه برياً ومن المساكنات والملاحظات نقياً ، ودام فى السر مع الله تعالى
مناجاته وحق فى كل لحظة إليه رجوعه وصار محدثاً من قِبل الحق سبحانه
بتعريف أسراره فيما يجريه من تصاريف أقداره يسمى عند ذلك عارفاً .

وقد تكلم المشايخ فى المعرفة فكل نطق بما وقع له وأشار إلى ما وجده
فى وقته .

قال الأستاذ أبو على الدقاق رحمه الله : من أمارات المعرفة بالله حصول
الهيبة من الله تعالى من ازدادت معرفته ازدادت هيبته.
وقال أيضاً : المعرفة توجب السكينة فى القلب كما أن العلم يوجب السكون
فمن ازدادت معرفته ازدادت سكينته .

قال أبو يزيد : للخلق أحوال ولا حال للعارف لأنه محيت رسومه وفنيت هويته
بهوية غيره وغيبت آثاره بآثار غيره .

قال بعضهم : من عرف الله تعالى تبرم بالبقاء وضاقت عليه الدنيا بسعتها .

بينما قال البعض الآخر : من عرف الله تعالى صفا له العيش وطابت له الحياة
وهابه كل شىء وذهب عنه خوف المخلوقين وأَنَس بالله تعالى .

قال رويم : المعرفة للعارف مرآة إذا نظر فيها تجلى له مولاه .

وقال الحسين بن منصور : إذا بلغ العبد إلى مقام المعرفة أوحى الله تعالى
إليه بخواطره وحرس سره أن يسنح فيه غير خاطر الحق .
وقال أيضاً : علامة العارف أن يكون فارغاً من الدنيا والآخرة .

قال أبو يعقوب النهرجورى : قلت لأبى يعقوب السوسى : هل يتأسف العارف
على شىء غير الله عزّ وجل ؟ فقال : وهل يرى غيره فيتأسف عليه ؟! قلت :
فبأى عين ينظر إلى الأشياء ؟ فقال : بعين الفناء والزوال .

قال أبو يزيد : العارف طيار والزاهد سيار .

وقال الجنيد : لا يكون العارف عارفاً حتى يكون كالأرض يطؤه البر والفاجر ،
وكالسحاب يظلّ كل شىء ، وكالمطر يسقى ما يحب وما لا يحب .

ويقول يوسف بن علىّ : لا يكون العارف عارفاً حقاً حتى لو أُعطى مثل ملك
سليمان عليه السلام لم يشغله عن الله عز وجل طرفة عين .

قال يحيى بن معاذ : يخرج العارف من الدنيا ولا يقضى وطره من شيئين بكاؤه
على نفسه وثناؤه على ربه عزّ وجل .

سُئل ذا النون المصرى : بِمَ عرفت ربك ؟ قال : عرفت ربى بربى ولولا ربى
لما عرفت ربى .

قال الشبلى : العارف لا يكون لغيره لاحظاً ولا بكلام غيره لافظاً ولا يرى لنفسه
غير الله تعالى حافظاً .

قيل : العالم يُقتدى به والعارف يُهتدى به .
وقيل : العارف أَنس بذكر الله تعالى فأوحشه من خلقه ، وافتقر إلى الله تعالى
فأغناه عن خلقه ، وذلّ لله تعالى فأعزه به .

قال أبو سليمان الدارانى : إن الله تعالى يفتح على العارف وهو على فراشه
ما لا يفتح لغيره وهو قائم يصلى .

قال أبو بكر الوراق : سكوت العارف أنفع وكلامه أشهى وأطيب .

سُئل أبو تراب عن صفة العارف فقال : الذى لا يكره شىء ويصفو به كل شىء .

ويقول أبو عثمان المغربى : العارف تضىء له أنوار العلم فيبصر به عجائب الغيب .

سُئل أبو سعيد الخراز : هل يصير العارف إلى حال يجفو عليه البكاء ؟ فقال :
نعم ، إنما البكاء فى أوقات سيرهم إلى الله تعالى فإذا نزلوا إلى حقائق القرب
وذاقوا طعم الوصول من بره زال عنهم ذلك .

ويقول محمد بن الفضل : المعرفة حياة للقلب مع الله تبارك وتعالى .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 23, 2005 12:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5347
[align=center]
المحبــة
[/align]

قال الله عزّ وجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ
بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي
سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ
وَاسِعٌ عَلِيمٌ } المائدة54 .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ،
ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ."

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " :
إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلاناً فأحببه فيحبه جبريل فينادي
جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع
له القبول في الأرض " .

وعن أبي هـريرة رضي الله عنه قـال: قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن الله تعالى قال : من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي
بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى
أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي
يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني
لأعيذنه ".

ومن أقوال المشايخ عن المحبة : هى إيثار المحبوب على جميع المصحوب .

وقيل : محبة العبد لله تعالى حالة يجدها من قلبه تلطف عن العبارة وقد تحمله
تلك الحالة على التعظيم له وإيثار رضاه وقلة الصبر عنه والاهتياج إليه وعدم
القرار من دونه ووجود الاستئناس بدوام ذكره له بقلبه .

وقيل : المحبة موافقة الحبيب فى المشهد والمغيب .
وقيل ايضاً : هى خوف ترك الحرمة مع إقامة الخدمة .

قال أبو يزيد البسطامى : المحبة استقلال الكثير من نفسك واستكثار القليل
من حبيبك .

سُئل الجنيد عن المحبة فقال : دخول صفات المحبوب على البدل من صفات
المحب . يُشير بذلك إلى استيلاء ذكر المحبوب حتى لا يكون الغالب على
قلب المحب إلا ذكر صفات المحبوب والتغافل بالكلية عن صفات نفسه
والإحساس بها .

قال الجنيد دفع السرى إلىّ رقعة وقال هذه لك خير من سبعمائة قصة أو
حديث يعلو فإذا فيها :

[poet font="Simplified Arabic,2,limegreen,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=right use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ولما ادعيت الحب قالت كذبتنى"="فمالى أرى الأعضاء منك كواسيا
فما الحب حتى يلصق القلب بالحشا"="وتذبل حتى لا تجيب المناديا
وتنحل حتى لا يُبقى لك الهوى"="سوى مقلة تبكى بها وتناجيا
[/poet]
قال أبو عبد الله القرشى : حقيقة المحبة أن تهب كلك لمن أحببت فلا يبقى
لك منك شىء .

وقال الشبلى : سُميت المحبة محبة لأنها تمحو من القلب ما سوى المحبوب .
وقال : أن تغار على المحبوب أن يحبه مثلك .
وقال أيضاً : المحب إذا سكت هلك والعارف إن لم يسكت هلك .

يقول ابن عطاء وقد سُئل عن المحبة : هى أغصان تغرس فى القلب فتثمر
على قدر العقول .

يقول سمنون : ذهب المحبون لله تعالى بشرف الدنيا والآخرة لأن النبى
صلى الله عليه وسلم قال : " المرء مع من أحب " فهم مع الله تعالى .

وقال يحيى بن معاذ : حقيقة المحبة ما لا ينقص بالجفاء .
وقال : ليس بصادق من ادّعى محبته ولم يحفظ حدوده .

يقول الحرث المحاسبى : المحبة ميلك إلى الشىء بكليتك ثم إيثارك له
على نفسك وروحك ومالك ثم موافقتك له سراً وجهراً ثم علمك بتقصيرك
فى حبه .

قال عبد الله بن المبارك : من أعطى شيئاً من المحبة ولم يعط مثله من
الخشية فهو مخدوع .

ويحكى ابن مسروق فيقول : رأيت سمنون يتكلم فى المحبة فتكسرت
قناديل المسجد كلها .

ويحكى إبراهيم بن فاتك فيقول : سمعت سمنون وهو فى المسجد يتكلم
فى المحبة إذ جاء طير صغير فقرب منه ثم قرب فلم يزل يدنو حتى جلس
على يده ثم ضرب بمنقاره الأرض حتى سال منه الدم ثم مات .

يُروى عن يحيى بن معاذ أنه كتب إلى أبى يزيد : سكرت من كثرة ما شربت
من كأس محبته . فكتب إليه أبو يزيد : غيرك شرب بحور السموات والأرض
وما روى بعد ولسانه خارج ويقول هل من مزيد وأنشدوا :

[poet font="Simplified Arabic,2,limegreen,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=right use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
عجبت لمن يقول ذكرت إلفى"="وهل أنسى فأذكر ما نسيت
أموت إذا ذكرتك ثم أحيا"="ولولا حسن ظنى ما حييت
فأحيا بالمنى وأموت شوقاً"="فكم أحيا عليك وكم أموت
شربت الحب كأساً بعد كأس"="فما نفد الشراب وما رويت
[/poet]

يحكى أبو بكر الكتانى فيقول : جرت مسئلة فى المحبة بمكة أيام الموسم
فتكلم الشيوخ فيها وكان الجنيد أصغرهم سناً فقالوا له : هات ما عندك
يا عراقى . فأطرق رأسه ودمعت عيناه ثم قال : عبد ذاهب عن نفسه متصل
بذكر ربه قائم بأداء حقوقه ناظر إليه بقلبه أحرق قلبه أنوار هويته وصفا شربه
من كأس ودّه وانكشف له الجبار من أستار غيبه ، فإن تكلم فبالله وإن نطق
فعن الله وإن تحرك فبأمر الله وإن سكن فمع الله .. فهو بالله ولله ومع الله .
فبكى الشيوخ وقالوا : ما على هذا مزيد جبرك الله تعالى يا تاج العارفين .

يقول أبا حفص : أكثر فساد الأحوال من ثلاثة : فسق العارفين وخيانة المحبين
وكذب المريدين .
قال أبو عثمان : فسق العارفين إطلاق الطرف واللسان والسمع إلى أسباب
الدنيا ومنافعها ، وخيانة المحبين اختيار هواهم على رضا الله عزّ وجل فيما
يستقبلهم ، وكذب المريدين أن يكون ذكر الخلق ورؤيتهم تغلب عليهم على
ذكر الله عزّ وجل ورؤيته .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 24, 2005 1:14 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5347
[align=center]الشـوق[/align]

قال الله عزّ وجل : { مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ } العنكبوت5 .

من دعائه عليه الصلاة والسلام : ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق
أحيني ما علمت الحياة خيراً لي ، وتوفني ما علمت الوفاة خيراً لي ، اللهم
إنى أسألك خشيتك في الغيب والشهادة ، وأسألك كلمة الإخلاص في الرضا
والغضب ، وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيماً لا ينفد ، وقرة عين
لا تنقطع ، وأسألك الرضا بالقضاء ، وأسألك برد العيش بعد الموت ، وأسألك
لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك ، في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة ،
اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين ) .

قال الأستاذ أبو على الدقاق : الشوق اهتياج القلوب إلى لقاء المحبوب وعلى
قدر المحبة يكون الشوق .

وقال أيضاً : الشوق يسكن باللقاء والرؤية ، والاشتياق لا يزول باللقاء وفى
معناه أنشدوا :

[poet font="Simplified Arabic,2,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=right use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ما يرجع الطرف عنه عند رؤيته"="حتى يعود إليه الطرف مشتاقاً
[/poet]
يقول النصراباذى : للخلق كلهم مقام الشوق وليس لهم مقام الاشتياق
ومن دخل فى حال الاشتياق هام فيه حتى لا يرى له أثر ولا قرار .

وقال أبو عثمان : علامة الشوق حب الموت مع الراحة .

وقال يحيى بن معاذ : علامة الشوق فطام الجوارح عن الشهوات .

يُحكى أن عجوز قدم بعض أقاربها من السفر فأظهر قومها السرور والعجوز
تبكى فقيل لها : ما يبكيك ؟ فقالت : ذكرنى قدوم هذا الفتى يوم القدوم
على الله تعالى .

سُئل ابن عطاء عن الشوق فقال : احتراق الأحشاء وتلهب القلوب
وتقطع الأكباد .
وسُئل أيضاً : الشوق أعلى أم المحبة ؟ فقال : المحبة لأن الشوق
منها يتولد .

يقول الأستاذ أبو على الدقاق فى قوله عزّ وجل - وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى –
قال معناه شوقاً إليك فستره بلفظ الرضا .

وقال أيضاً : من علامات الشوق تمنى الموت على بساط العوافى كسيدنا
يوسف عليه السلام لما أُلقى فى الجب لم يقل توفنى ، ولما دخل السجن
لم يقل توفنى ولما دخل عليه أبواه وخرّ الأخوة له سجداً وتمّ له الملك والنعم
قال توفنى مسلماً .

قال ابن خفيف : الشوق ارتياح القلوب بالوجد ومحبة اللقاء والقرب .

وقال أبو يزيد : إن لله تعالى عباداً لو حجبهم فى الجنة عن رؤيته لاستغاثوا
من الجنة كما يستغيث أهل النار من النار .

يقول الحسين الأنصارى : رأيت فى النوم كأن القيامة قد قامت وشخص قائم
تحت العرش فيقول الحق سبحانه : يا ملائكتى من هذا ؟ فقالوا : الله أعلم .
فقال : هذا معروف الكرخى سكر من حبى فلا يفيق إلا بلقائى .

ويقول السرى : الشوق أجل مقام للعارف إذا تحقق فيه وإذا تحقق فى الشوق
لها عن كل شىء يشغله عمن يشتاق إليه .

سُئل الجنيد : من أى شىء يكون بكاء المحب إذا لقى المحبوب ؟! فقال : إنما
يكون ذلك سروراً به ووجداً من شدة الشوق إليه .

يُحكى أن أحمد بن حامد الأسود جاء إلى عبد الله بن المبارك فقال : رأيت فى
المنام أنك تموت إلى سنة فلو استعددت للخروج . فقال له عبد الله بن المبارك :
لقد أجلتنا إلى أمد بعيد أعيش أنا إلى سنة لقد كان لى أنس بهذا البيت :-
يا من [poet font="Simplified Arabic,2,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=right use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
شكا شوقه من طول فرقته"="اصبر لعلك تلقى من تحب غدا

[/poet]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 25, 2005 1:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5347
[align=center]حفظ قلوب المشايخ وترك الخلاف عليهم[/align]
قال الله تعالى فى قصة سيدنا موسى مع الخضر عليهما السلام : { قَالَ لَهُ
مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً } الكهف66 .
قال الإمام : لما أراد صحبة الخضر حفظ شرط الأدب فاستأذن أولاً فى الصحبة ،
ثم شرط عليه الخضر أن لا يعارضه فى شىء ولا يعترض عليه فى حكم ، ثم لما
خالفه موسى عليه السلام تجاوز عنه المرة الأولى والثانية فلما صار إلى الثالثة -
والثلاث آخر حدّ القلة وأوّل حدّ الكثرة - قال هذا فراق بينى وبينك .

يقول الأستاذ أبو على الدقاق : بدء كل فرقة المخالفة .. يعنى به أنه من خالف
شيخه لم يبق على طريقته وانقطعت العلقة بينهما وإن جمعتهما البقعة ،
فمن صحب شيخاً من الشيوخ ثم اعترض عليه بقلبه فقد نقض عهد الصحبة
ووجبت عليه التوبة - على أن الشيوخ قالوا : حقوق الأستاذين لا توبة عنها .

يحكى الشيخ أبو عبد الرحمن السلمى فيقول : خرجت إلى مرو فى حياة شيخى
الأستاذ أبى سهل الصعلوكى وكان له قبل خروجى أيام الجمعة بالغدوات مجلس
دور القرآن والختم فوجدته عند رجوعى قد رفع ذلك المجلس وعقد لأبى الغفانى
فى ذلك الوقت مجلس القول فداخلنى من ذلك شىء فكنت أقول فى نفسى
قد استبدل مجلس الختم بمجلس القول . فقال لىّ يوماً : يا أبا عبد الرحمن إيش
يقول الناس فىّ ؟ فقلت : يقولون رفع مجلس القرآن ووضع مجلس القول . فقال :
من قال لأستاذه لِمَ لا يُفلح أبداً .

ويُحكى عن أبى الحسن الهمدانى العلوى قال : كنت ليلة عند جعفر الخلدى
وكنت أمرت فى بيتى أن يعلق طير فى التنور وكان قلبى معه . فقال لى جعفر :
أقم عندنا الليلة ، فتعللت بشىء ورجعت إلى منزلى فأُخرج الطير من التنور
ووُضع بين يدىّ فدخل كلب من الباب وحمل الطير عند تغافل الحاضرين . فلما
أصبحت دخلت على جعفر فحين وقع بصره علىّ قال : من لم يحفظ قلوب
المشايخ سُلط عليه كلب يؤذيه .

يُحكى أن شقيقاً البلخى وأبا تراب النخشبى قدما على أبى يزيد فقُدمت
السفرة وشاب يخدم أبا يزيد فقالا له : كُلْ معنا يا فتى . فقال : أنا صائم .
فقال أبو تراب : كُلْ ولك أجر صوم شهر ، فأبى . فقال شقيق : كُلْ ولك أجر
صوم سنة ، فأبى . فقال أبو يزيد : دعوا من سقط من عين الله تعالى ..
فأخذ ذلك الشاب فى السرقة بعد سنة فقطعت يده .

ويروى الأستاذ أبو على الدقاق فيقول : وصف سهل بن عبد الله رجلاً بالولاية
كان خبازاً بالبصرة ، فسمع رجل من أصحاب سهل بن عبد الله ذلك فاشتاق إليه
فخرج إلى البصرة فأتى حانوت الخباز فرآه يخبز وقد تنقب لمحاسنه ( أى غطى
وجهه وشعره اتقاء نار الفرن ) على عادة الخبازين . فقال فى نفسه : لو كان هذا
ولياً لم يحترق شعره بغير نقاب ثم أنه سلم عليه وسأله شيئاً . فقال الرجل :
إنك استصغرتنى فلا تنتفع بكلامى وأبى أن يكلمه .

ويُحكى أن عبد الرحمن الرازى سمع أبا عثمان الحيرى يصف محمد بن الفضل
البلخى ويمدحه فاشتاق إليه فخرج إلى زيارته فلم يقع بقلبه من محمد بن الفضل
ما اعتقد فرجع إلى أبى عثمان وسأله فقال : كيف وجدته ؟ فقال : لم أجده كما
ظننت . فقال : لأنك استصغرته وما استصغر أحدٌ أحدا إلا حُرم فائدته ارجع إليه
بالحرمة . فرجع إليه عبد الله فانتفع بزيارته .

يقول الأستاذ أبو على الدقاق : لما نفى أهل بلخ محمد بن الفضل من البلد
دعا عليهم وقال : اللهم امنعهم الصدق . فلم يخرج من بلخ بعده صدّيق .

ويقول أحمد بن يحيى الأبيوردى رحمه الله تعالى : من رضى عنه شيخه لا يكافأ
فى حال حياته لئلا يزول عن قلبه تعظيم ذلك الشيخ فإذا مات الشيخ أظهر الله
عزّ وجل عليه ما هو جزاء رضاه ، ومن تغير عليه قلب شيخه لا يُجازى فى حال
حياة ذلك الشيخ لئلا يرق له فإنهم مجبولون على الكرم فإذا مات ذلك الشيخ
فحينئذ يجد الجزاء بعده .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مايو 28, 2005 12:55 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5347
[align=center]الســماع[/align]

قال الله عزّ وجل : { وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ
الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ
هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } الزمر 17 ، 18 .
جاء فى التفسير أنه السماع . واللام فى قوله القول تقتضى التعميم والاستغراق.

يُقال أن سماع الأشعار بالألحان الطيبة إذا لم يعتقد المستمع محظوراً ولم يسمع
على مذموم فى الشرع ولم ينجر فى زمام هواه ولم ينخرط فى سلك لهوه مباح
فى الجملة ولا خلاف أن الأشعار أُنشدت بين يدى سيدنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأنه سمعها ولم ينكر عليهم فى إنشادها.
قال أنس رضى الله عنه : كانت الأنصار يحفرون الخندق فجعلوا يقولون :
نحن الذين بايعوا محمداً"="على الجهاد ما بقينا أبدا
فأجابهم رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة
فأكرم الأنصار والمهاجرة ".
وعن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت: " إن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان
تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث ، والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه ،
فانتهرهما أبو بكر ، فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال: دعهما
يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا " .( متفق عليه )
وعن السيدة عائشة رضى الله عنها أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار ، فقال
نبي الله صلى الله عليه وسلم : فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغني ؟
قلت: ماذا تقول ؟ قال: تقول: أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم .

وعن البراء بن عازب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً ".
وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لكل شىء حلية
وحلية القرآن الصوت الحسن ".
عن أبى هريرة رضى الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لم يأذن
الله لشىء ما أذن لنبى يتغنى بالقرآن ".

وقد سمع السلف والأكابر الأبيات والألحان فممن قال بإباحته من السلف مالك بن
أنس وأهل الحجاز كلهم يبيحون الغناء وأما الحداء فإجماع منهم على إجازته .

يحكى محمد بن داود الدينورى الرقى فيقول : كنت فى البادية فوافيت قبيلة من
قبائل العرب وأضافنى رجل منهم فرأيت غلاماً أسود مقيداّ هناك ورأيت جمالاً قد
ماتت بفناء البيت . فقال لىّ الغلام : أنت الليلة ضيف وأنت على مولاى كريم
فتشفع لىّ فإنه لا يردك . فقلت لصاحب البيت : لا آكل طعامك حتى تحل هذا
العبد . فقال : هذا الغلام قد أفقرنى وأتلف مالى . فقلت : فما فعل ؟ فقال :
له صوت طيب وكنت أعيش من ظهر هذه الجمال فحملها أحمالاً ثقيلة وحدا لها
حتى قطعت مسيرة ثلاثة أيام فى يوم واحد فلما حط عنها ماتت كلها ، ولكن قد
وهبته لك وحل عنه القيد . فلما أصبحنا أحببت أن أسمع صوته فسألته ذلك فأمر
الغلام أن يحدو على جمل كان على بئر هناك يستقى عليه ، فحدا الغلام فهام
الجمل على وجهه وقطع حباله ولم أظن أنى سمعت صوتاّ أطيب منه فوقعت لوجهى
حتى أشار إليه بالسكوت .

سُئل الجنيد : ما بال الإنسان يكون هادئاً فإذا سمع السماع اضطرب ؟ فقال : إن الله
تعالى لما خاطب الذر فى الميثاق الأول بقوله - أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى – استفرغت
عذوبة سماع الكلام الأرواح فلما سمعوا السماع حركهم ذكر ذلك .

يقول الأستاذ أبو على الدقاق : السماع حرام على العوام لبقاء نفوسهم ، مباح
للزهاد لحصول مجاهداتهم ، مستحب لأصحابنا لحياة قلوبهم .

وكان الحرث بن أسد المحاسبى يقول : ثلاث إذا وجدن متع بهن وقد فقدناهم : حسن
الوجه مع الصيانة ، وحسن الصوت مع الديانة ، وحسن الإخاء مع الوفاء .

سُئل ذا النون المصرى عن السماع فقال : وارد حق يزعج القلوب إلى الحق .. فمن
أصغى إليه بحق تحقق ومن أصغى إليه بنفس تزندق .

وسُئل الشبلى عن السماع فقال : ظاهره فتنة وباطنه عبرة فمن عرف الإشارة
حل له استماع العبرة وإلا فقد استدعى الفتنة وتعرض للبلية .

وقيل : لايصلح السماع إلا لمن كانت له نفس ميتة وقلب حى فنفسه ذُبحت
بسيوف المجاهدة وقلبه حى بنور الموافقة .

ويقال : السماع على قسمين : سماع بشرط العلم والصحو فمن شرط صاحبه
الفناء عن أحوال البشرية والتنقى من آثار الحظوظ بظهور أحكام الحقيقة .

يقول أبو عثمان المغربى : من ادعى السماع ولم يسمع صوت الطيور وصرير الباب
وتصفيق الرياح فهو فقير مدعِ .
ويقول أيضاً : قلوب أهل الحق قلوب حاضرة وأسماعهم أسماع مفتوحة .

سُئل رويم عن وجود الصوفية عند السماع فقال : يشهدون المعانى التى تعزب
عن غيرهم فتشير إليهم إلىّ إلىّ ، فيتنعمون بذلك من الفرح ثم يقطع الحجاب
فيعود ذلك الفرح بكاء فمنهم من يخرق ثيابه ومنهم من يصيح ومنهم من يبكى
كل إنسان على قدره .

يقول أبو سهل الصعلوكى : المستمع بين استتار وتجل .. الاستتار يوجب التلهيب ،
والتجلى يورث الترويح . والاستتار يتولد منه حركات المريدين وهو محل الضعف
والعجز ، والتجلى يتولد منه سكون الواصلين وهو محل الاستقامة والتمكين
وذلك صفة الحضرة وليس فيها إلا الذبول تحت موارد الهيبة قال الله تعالى -
فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا -.

قال أبو عثمان الحيرى : السماع على ثلاثة أوجه فوجه منها للمريدين والمبتدئين
يستدعون بذلك الأحوال الشريفة وتُخشى عليهم فى ذلك الفتنة والمرآت ، والثانى
للصادقين يطلبون الزيادة فى أحوالهم ويستمعون من ذلك ما يوافق أوقاتهم ، والثالث
لأهل الاستقامة من العارفين فهؤلاء لا يختارون على الله تعالى فيما يرد على قلوبهم
من الحركة والسكون .

يحكى أحمد بن مقاتل العكى فيقول : كنت مع الشبلى فى مسجد ليلة من شهر
رمضان وهو يصلى خلف إمام له وأنا بجنبه فقرأ الإمام - وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً – فزعق زعقة قلت طارت روحه وهو يرتعد
ويقول بمثل هذا يخاطب الأحباب يردّد ذلك كثيراً .

وحُكى عن الجنيد أنه قال : دخلت على السرّى يوماً فرأيت عنده رجلاً مغشياً عليه .
فقلت : ما له ؟ فقال : سمع آية من كتاب الله تعالى . فقلت : تقرأ عليه ثانياً فقرئ
فأفاق . فقال لى : من أين علمت هذا ؟ فقلت : إن قميص يوسف ذهب بسببه
عين يعقوب عليهما السلام ثم به عاد بصره . فاستحسن منى ذلك .


ويروى أبو على الروذبارى فيقول : جزت بقصر فرأيت شاباً حسن الوجه مطروحاً
وحوله ناس ، فسألت عنه فقالوا : إنه جاز بهذا القصر وفيه جارية تغنى :


[marq=right]كبرت همة عبد**طمعت فى أن تراكا**أو ما حسب لعين**أن ترى من قد رآكا[/marq]
فشهق شهقة ومات .
يحكى أبو عبد الرحمن السلمى فيقول : دخلت على أبى عثمان المغربى
وواحد يستقى الماء من البئر على بكرة . فقال يا أبا عبد الرحمن أتدرى
إيش تقول البكرة ؟ فقلت : لا . فقال : تقول الله الله .

وقال الجريرى : كونوا ربانيين أى سماعين من الله قائلين بالله تعالى .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مايو 29, 2005 1:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5347
[align=center]كرامـات الأوليـاء[/align]

قال الإمام أبو بكر بن فورك رحمه الله : المعجزات دلالات الصدق ، ثم إن ادّعى
صاحبها النبوة فالمعجزات تدل على صدقه فى مقالته وإن أشار صاحبها إلى
الولاية دلت المعجزة على صدقه فى حاله فتسمى كرامة ولا تسمى معجزة ،
فالفرق بين المعجزات والكرامات أن الأنبياء عليهم السلام مأمورون بإظهارها
والولى يجب عليه سترها وإخفاؤها .

وقال أبو بكر الأشعرى رضى الله عنه : إن المعجزات تختص بالأنبياء والكرامات
تكون للأولياء كما تكون للأنبياء ولا تكون للأولياء معجزة لأن من شرط المعجزة
اقتران دعوى النبوة بها .

كما اختلف أهل الحق فى الولىّ هل يجوز أن يعلم أنه ولىّ أم لا فكان الإمام
أبو بكر بن فورك رحمه الله يقول : لا يجوز ذلك لأنه يسلبه الخوف ويوجب له الأمن .
وكان الأستاذ أبو على الدقاق رحمه الله يقول بجوازه وهو الذى نؤثره ونقول به
وليس ذلك بواجب فى جميع الأولياء حتى يكون كل ولىّ يعلم أنه ولىّ واجباً
ولكن يجوز أن يعلم بعضهم كما يجوز أن لا يعلم بعضهم فإذا علم بعضهم أنه
ولىّ كانت معرفته تلك كرامة له انفرد بها ، ولو لم يكن للولىّ كرامة ظاهرة
عليه فى الدنيا لم يقدح عدمها فى كونه ولياً .

واعلم أنه ليس للولىّ مساكنة إلى الكرامة التى تظهر عليه ولا له ملاحظة
فربما يكون لهم فى ظهور جنسها قوّة يقين وزيادة بصيرة لتحققهم أن ذلك
فهل الله فيستدلون بها على صحة ما هم عليه من العقائد ؛ وبالجملة فالقول
بجواز ظهورها على الأولياء واجب عليه جمهور أهل المعرفة .
ومن دلائل هذه الجملة نص القرآن فى قصة صاحب سليمان عليه السلام
حيث قال - أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ – ولم يكن نبياً . والأثر عن
أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه صحيح أنه قال يا سارية
الجبل فى حال خطبته يوم الجمعة وتبليغ صوت عمر إلى سارية فى ذلك الوقت
حتى تحرزوا من مكامن العدو من الجبل فى تلك الساعة .

واعلم أن من أجل الكرامات التى تكون للأولياء : دوام التوفيق للطاعات ،
والعصمة عن المعاصى والمخالفات ، ومما يشهد من القرآن على إظهار
الكرامات على الأولياء قوله سبحانه فى صفة السيدة مريم عليها السلام
ولم تكن نبياً ولا رسولاً - كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً –
وكان يقول - أَنَّى لَكِ هَـذَا – فتقول مريم - هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ – وقوله سبحانه -
وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً – وكان فى غير أوان الرطب .
وكذلك قصة أصحاب الكهف والأعاجيب التى ظهرت عليهم . ومن ذلك ايضاً
قصة ذى القرنين وتمكينه سبحانه له مما لم يمكن لغيره ، ومن ذلك ما أظهر
على يد الخضر عليه السلام من إقامة الجدار وغيره من الأعاجيب وما كان
يعرفه مما خفى على سيدنا موسى عليه السلام كل ذلك أمور ناقضة للعادة
اختص الخضر عليه السلام بها ولم يكن نبياً ، وإنما كان ولياً .

ومن ذلك : أن ابن عمر رضى الله عنهما كان فى بعض الأسفار فلقى جماعة
وقفوا على الطريق من خوف سبع فطرد السبع من طريقهم ثم قال : إنما يسلط
على ابن آدم ما يخافه ولو أنه لم يخف غير الله لما سلط عليه شىء .

وروى أنه كان بين يدى سلمان وأبى الدرداء قصعة فسبحت حتى سمعا التسبيح .

وروى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " كم من أشعث أغبر ذى طمرين
لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره ".

حُكى عن سهل بن عبد الله أنه قال : من زهد فى الدنيا أربعين يوماً صادقاً من
قلبه مخلصاً فى ذلك ظهرت له الكرامات ، ومن لم تظهر له فلعدم الصدق فى
زهده . فقيل لسهل : كيف تظهر له الكرامة ؟ فقال : يأخذ ما يشاء كما يشاء
من حيث يشاء .

يروى حمزة بن عبد الله العلوى فيقول : دخلت على أبى الخير التيناتى وكنت
اعتقدت فى نفسى أن أسلم عليه وأخرج ولا آكل عنده طعاماً فلما خرجت من
عنده ومشيت قدراً فإذا به خلفى وقد حمل طبقاً عليه طعام فقال : يا فتى كُلْ
هذا فقد خرجت الساعة من اعتقادك . ( وأبو الخير التيناتى مشهور بالكرامات )

وحُكى عن إبراهيم الرقى أنه قال : قصدت أبو الخير التيناتى مسلماً عليه فصلى
صلاة المغرب فلم يقرأ الفاتحة مستوياً فقلت فى نفسى ضاعت سفرتى فلما
سلمت خرجت للطهارة فقصدنى السبع فعدت إليه وقلت : إن الأسد قصدنى .
فخرج وصاح على الأسد وقال : ألم أقل لك لا تتعرض لضيفانى وتنحى فتطهرت
فلما رجعت قال : اشتغلتم بتقويم الظواهر فخفتم الأسد واشتغلنا بتقويم القلب
فخافنا الأسد .

يُحكى أن رجل يقال له عبد الرحمن بن أحمد كان يصحب سهل بن عبد الله فقال
له يوماً : ربما أتوضأ فيسيل الماء بين يدى قضبان ذهب وفضة . فقال سهل : أما
علمت أن الصبيان إذا بكوا يعطون خشخاشة ليشتغلوا بها .

وكان سهل بن عبد الله يقول : أكبر الكرامات أن تبدل خلقاً مذموماً من أخلاقك .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 01, 2005 1:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5347
[align=center]كرامات الأولياء 2[/align]

يروى أبو بكر الدقاق فيقول : كنت ماراً فى تيه بنى إسرائيل فخطر ببالى أن
علم الحقيقة مباين للشريعة فهتف بى هاتف من تحت شجرة " كل حقيقة
لا تتبعها الشريعة فهى كفر ".

وقال بعضهم : كنت عند خير النساج فجاءه رجل وقال : أيها الشيخ رأيتك أمس
وقد بعت الغزل بدرهمين فجئت خلفك فحللتها من طرف إزارك وقد صارت يدى
منقبضة على كفى . فضحك النساج وأومأ بيده إلى يد الرجل ففتحها ثم قال :
امض واشتر بهما لعيالك شيئاً ولا تعد لمثله .

وحُكى عن أبى سعيد الخراز قال : كنت فى بعض أسفارى وكان يظهر لى كل
ثلاثة أيام شىء فكنت آكله وأستقل به فمضى ثلاثة أيام وقتاً من الأوقات ولم
يظهر شىء فضعفت وجلست فهتف بى هاتف : أيما أحب إليك سبب أو قوة ؟
فقلت : القوة .. فقمت من وقتى ومشيت اثنى عشر يوماً لم أذق شيئاً ولم
أضعف .

يحكى الخواص فيقول : تهت فى البادية أياماً فجاءنى شخص وسلم علىّ وقال لى :
تهت ؟ فقلت : نعم . فقال : ألا أدلك على الطريق ومشى بين يدى خطوات ثم غاب
عن عينى وإذا أنا على جادة الطريق فبعد ذلك ما تهت ولا أصابنى فى سفر جوع
ولا عطش .

يحكى إبراهيم الخواص فيقول : دخلت البادية مرة فرأيت نصارنياً على وسطه زنار
فسألنى الصحبة فمشينا سبعة أيام فقال لى : يا راهب الحنفية هات ما عندك
من الانبساط فقد جعنا . فقلت : إلهى لا تفضحنى معه فرأيت طبقاً عليه خبز وشواء
ورطب وكوز ماء فأكلنا وشربنا ومشينا سبعة أيام ثم بادرت وقلت : يا راهب النصارى
هات ما عندك فقد انتهت النوبة إليك فاتكأ على عصاه ودعا فإذا بطبقين عليهما
أضعاف ما كان على طبقى فتحيرت وتغيرت وأبيت أن آكل فألح علىّ فلم أجبه .
فقال : كُلْ فإنى أبشرك ببشارتين إحداهما أنى أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً
رسول الله وحل الزنار ، والأخرى أنى قلت اللهم إن كان لهذا العبد خاطر عندك
فافتح علىّ بهذا ففتح . فأكلنا ومشينا وحج وأقمنا بمكة سنة ثم أنه مات
ودفن بالبطحاء .

ويحكى أحد أصحاب سهل بن عبد الله أن سهلاً كان يصبر عن الطعام سبعين يوماً
وكان إذا أكل ضعف وإذا جاع قوى .

حُكى عن أبى عمران الواسطى أنه قال : انكسرت السفينة وبقيت أنا وزوجتى
على لوح وقد ولدت فى تلك الحالة صبية فصاحت بى وقالت لى : يقتلنى العطش
فقلت هوذا يرى حالنا فرفعت رأسى فإذا برجل فى الهواء جالس وفى يده سلسلة
من ذهب وفيها كوز من ياقوت أحمر وقال : هاك اشربا . قال : فأخذت الكوز وشربنا
منه وإذا هو أطيب من المسك وأبرد من الثلج وأحلى من العسل فقلت : من أنت
رحمك الله ؟ فقال : عبد لمولاك . فقلت : بم وصلت إلى هذا ؟ فقال : تركت هواى
لمرضاته فأجلسنى فى الهواء ثم غاب عنى ولم أره .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 05, 2005 1:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5347
[align=center]كرامات الأولياء 3[/align]

يروى بعض أهل هذا الطريق فيقول : مات فقير فى بيت مظلم فلمّا أردنا غسله
تكلفنا طلب سراج فوقع من كوة ضوء فأضاء البيت فغسلناه ، فلما فرغنا ذهب الضوء
كأنه لم يكن .

ويروى آدم بن أبى إياس فيقول : كنا بعسقلان وشاب يأتينا ويجالسنا ويتحدث معنا
فإذا فرغنا قام إلى الصلاة يصلى فودعنى يوماً وقال أريد الإسكندرية فخرجت معه
وناولته دريهمات فأبى أن يأخذها فألححت عليه فألقى كفاً من الرمل فى ركوته
واستقى من ماء البحر وقال : كّلْه فنظرت فإذا هو سويق بسكر كثير . فقال :
من كان حاله معه مثل هذا يحتاج إلى دراهمك ثم أنشأ يقول :-

[poet font="Simplified Arabic,3,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=right use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
بحق الهوى يا أهل ودى تفهموا"="لسان وجود بالوجود غريب
حرام على قلب تعرّض للهوى"="يكون لغير الحق فيه نصيب
[/poet]

وقال آخر :-
[poet font="Simplified Arabic,3,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=right use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ليس فى القلب والفؤاد جميعا"="موضع فارغ يراه الحبيب
هو سؤلى ومنيتى وحبيبى"="وبه ما حييت عيشى يطيب
وإذا ما السقام حل بقلبى"="لم أجد غيره لسقمى طبيب
[/poet]
يحكى بكر بن عبد الرحمن فيقول : كنا مع ذى النون المصرى فى البادية فنزلنا
تحت شجرة أم غيلان فقلنا ما أطيب هذا الموضع لو كان فيه رطب ، فتبسم
ذو النون وقال : أتشتهون الرطب وحرك الشجرة وقال : " أقسمت عليك بالذى
ابتدأك وخلقك شجرة إلا نثرت علينا رطباً جنياً " ثم حركها فنثرت رطباً جنياً فأكلنا
وشبعنا ثم نمنا ، فانتبهنا وحركنا الشجرة فنثرت علينا شوكاً .

روى حامد الأسود فقال : كنت مع الخواص فى البرية فبتنا عند شجرة وجاء السبع
فصعدت الشجرة إلى الصباح لا يأخذنى النوم ونام إبراهيم الخواص والسبع يشمه
من رأسه إلى قدمه ثم مضى ، فلما كانت الليلة الثانية بتنا فى مسجد فى قرية
فوقعت بقة على وجهه فضربته فأنّ أنة فقلت : هذا عجب البارحة لم تجزع من الأسد
والليلة تصيح من البق . فقال : أما البارحة فتلك كنت فيها بالله عز وجل وأما الليلة
فهذه حالة أنا فيها بنفسى .

يروى أبا عبد الله بن الجلاء فيقول : اشتهت والدتى على والدى يوما من الأيام
سمكاً فمضى والدى إلى السوق وأنا معه فاشترى سمكاً ووقف ينتظر من يحمله
فرأى صبياً وقف بحذائه مع صبى فقال : يا عم تريد من يحمله ؟ فقال : نعم .
فحمله ومشى معنا فسمعنا الأذان فقال الصبى : أذن المؤذن وأحتاج أن أتطهر
وأصلى فإن رضيت وإلا فاحمل السمك ووضع الصبى السمك ومر . فقال أبى :
فنحن أولى أن نتوكل فى السمك فدخلنا المسجد فصلينا وجاء الصبى وصلى
فلما خرجنا فإذا بالسمك موضوع مكانه فحمله الصبى ومضى معنا إلى دارنا
فذكر والدى ذلك لوالدتى فقالت : قل له حتى يقيم عندنا ويأكل معنا فقلنا له
فقال : إنى صائم فقلنا : فتعود إلينا بالعشى . فقال إذا حملت مرة فى اليوم
لا أحمل ثانياً ، ولكنى سأدخل المسجد إلى المساء ثم أدخل عليكم ، فمضى
فلما أمسينا دخل الصبى وأكلنا فلما فرغنا دللناه على موضع الطهارة ورأينا فيه
أنه يؤثر الخلوة فتركناه فى بيت ، فلما كان فى بعض الليل كان لقريب لنا بنت زمنة
فجاءت تمشى فسألناها عن حالها فقالت : قلت يا رب بحرمة ضيفنا أن تعافينى
فقمت . فمضينا لنطلب الصبى فإذا الأبواب مغلقة كما كانت ولم نجد الصبى .
فقال أبى : فمنهم صغير ومنهم كبير .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 06, 2005 12:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5347
[align=center]رؤيا القـوم[/align]

قال الله تعالى : { لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ
اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } يونس64 – قيل هى الرؤيا الحسنة يراها المرء
أو تُرى له .

عن أبى قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" الرؤيا من الله والحلم
من الشيطان فإذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فليتفل عن يساره وليتعوذ فإنها لن تضره ".

وعن أبى عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من رآنى
فى المنام فقد رآنى فإن الشيطان لا يتمثل فى صورتى ".

قيل : المريد أكله فاقة ونومه غلبة وكلامه ضرورة .

وقيل : إن كنت حاضراً فلا تنم فإن النوم بالحضرة سوء أدب ، وإن كنت غائباً فأنت من
أهل الحسرة والمصيبة والمصاب لا يأخذه النوم ؛ وأما أهل المجاهدات فنومهم صدقة
من الله عليهم وأن الله عزّ وجل يباهى بالعبد إذا نام فى سجوده يقول " انظروا إلى
عبدى روحه عندى وجسده بين يدى .. قال الأستاذ أبو على الدقاق : يعنى روحه
فى محل النجوى وبدنه على بساط العبادة .

يقول الأستاذ أبو على الدقاق : تعوّد شاه الكرمانى السهر فغلبه النوم مرّة فرأى الحق
سبحانه فى النوم فكان يتكلف النوم بعد ذلك فقيل له فى ذلك فقال :
رأيت سرور قلبى فى منامى"="فأحببت التنعس والمناما

يُروى أنه لما مات الربيع بن خيثم قالت بنية لأبيها من جيرانه : يا أبت الأسطوانة
( أى العمود ) التى كانت فى دار جارنا أين ذهبت ؟ فقال : إنه كان جارنا الصالح يقوم
من أول الليل إلى آخره .. فتوهمت البنية أنه كان سارية لأنها كانت لا تصعد السطح
إلا بالليل فتجده قائماً .

قال بعضهم : فى النوم معان ليست فى اليقظة منها أنه يرى المصطفى صلى الله
عليه وسلم والصحابة والسلف الماضين فى النوم ولا يراهم فى اليقظة وكذلك يرى
الحق فى النوم وهذه مزية عظيمة .

قال الكتانى : رأيت النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام فقال لى : من تزين للناس
بشىء يعلم الله تعالى منه خلافه شانه الله .
وقال أيضاً : رأيت النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام فقلت : ادع الله أن لا يميت
قلبى . فقال : قُل كل يوم أربعين مرة " يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت " فإن الله يحيى
قلبك .

يُروى عن أبى يزيد أنه قال : رأيت ربى عزّ وجل فى المنام فقلت : كيف الطريق إليك ؟
فقال : أُترك نفسك وتعال .

يُحكى أن الحسن البصرى دخل مسجداً ليصلى فيه المغرب فوجد إمامهم حبيباً
العجمى فلم يصل خلفه لأنه خاف أن يلحن لعجمة فى لسانه فرأى فى المنام تلك
الليلة قائلاً يقول له : لِمَ لَمْ تصل خلفه ؟ لو صليت خلفه لغفر لك ما تقدم من ذنبك .

ورؤى الليلة التى مات فيها الحسن البصرى كأن أبواب السماء مفتحة وكأن منادياً
ينادى ألا إن الحسن البصرى قدم على الله تعالى وهو عنه راض .

وقيل رؤى الليلة التى مات فيها مالك بن دينار كأن أبواب السماء قد فتحت وقائلاً يقول :
ألا إن مالك بن دينار أصبح من سكان الجنة .

وقال بعضهم رأيت الليلة التى مات فيها داود الطائى نوراً وملائكة صعوداً وملائكة نزولا
فقلت : أى ليلة هذه ؟ فقالوا : ليلة مات فيها داود الطائى وقد زُخرفت الجنة لقدوم
روحه .

يروى ابن الجلاء فيقول : دخلت المدينة وبى فاقة فتقدمت إلى القبر الشريف وقلت :
أنا ضيفك فغفوت فرأيت النبى صلى الله عليه وسلم وقد أعطانى رغيفاً فأكلت نصفه
وانتبهت وبيدى النصف الآخر.

وحُكى عن بعضهم أنه قال : رأيت فى المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم وحوله
جماعة من الفقراء ، فبينما هو كذلك إذ نزل من السماء ملكان وبيد أحدهما طست
وبيد الآخر إبريق فوضع الطست بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسل يده
ثم أمر حتى غسلوا أيديهم ثم وضع الطست بين يدى فقال أحدهما للآخر لا تصبّ على
يده فإنه ليس منهم . فقلت : يا رسول الله أليس قد روى عنك أنك قلت " المرء مع من
أحب . فقال : بلى . فقلت : وأنا أحبك وأحب هؤلاء الفقراء . فقال صلى الله عليه
وسلم : صب على يده فإنه منهم ".



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 07, 2005 2:07 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5347
[align=center]الوصيـة للمريدين[/align]

قبل أن نذكر بعض الوصايا لمن أراد هذا الطريق نعرض لبعض ما قيل فى
مشايخ هذا الطريق .
فقد أنشد البعض قائلاً :
ليلى بوجهك مشرق***وظلامه فى الناس سارى
فالناس فى سدف الظلام***ونحن فى ضوء النهار

فلم يكن عصر من العصور فى مدة الإسلام إلا وفيه شيخ من شيوخ هذه الطائفة
ممن له علوم التوحيد وإمامة القوم ، يحترمه علماء وقته ويتواضعوا له ويتبركوا به
ولا يكون ذلك إلا لمزية وخصوصية لهم .

ويروى أن أحمد بن حنبل كان عند الشافعى رضى الله عنهما فجاء شيبان الراعى
فقال أحمد : أريد يا أبا عبد الله أن أنبه هذا على نقصان علمه ليشتغل بتحصيل
بعض العلوم . فقال الشافعى : لا تفعل ، فلم يقنع فقال لشيبان : ما تقول فيمن
نسى صلاة من خمس صلوات فى اليوم والليلة ولا يدرى أى صلاة نسيها ما
الواجب عليه يا شيبان ؟ فقال شيبان : يا أحمد هذا قلب غفل عن الله تعالى
فالواجب أن يؤدب حتى لا يغفل عن مولاه بعد .. فغُشِى على أحمد ، فلما أفاق
قال له الشافعى رحمه الله : ألم أقل لك لا تحرك هذا . ( وكان شيبان الراعى أمياً
فإذا كان الأمى منهم هكذا فما الظن بأئمتهم ).

وقيل لعبد الله بن سعيد بن كلاب : أنت تتكلم على كلام كل أحد وههنا رجل يقال
له الجنيد فانظر هل تعترض عليه أم لا ؟ فحضر حلقته فسأل الجنيد عن التوحيد
فأجابه فتحير عبد الله وقال : أعد علىّ ما قلت . فأعاد لا بتلك العبارة . فقال عبد الله :
هذا شىء آخر لم أحفظه تعيده علىّ مرة أخرى ، فأعاد بعبارة أخرى فقال عبد الله :
ليس يمكننى حفظ ما تقول أمله علينا فقال إن كنت أجزته فأنا أمليه . فقام عبد الله
وقال بفضله واعترف بعلو شانه .

قال الجنيد : لو علمت أن لله علماً تحت أديم السماء أشرف من هذا العلم الذى
نتكلم فيه مع أصحابنا وإخواننا لسعيت إليه ولقصدته .
فإذا أحكم المريد بينه وبين الله تعالى عقده فيجب أن يحصل من علم الشريعة
إما بالتحقيق وإما بالسؤال عن الأئمة ما يؤدى به فرضه وإن اختلف عليه فتاوى
الفقهاء يأخذ بالأحوط .

يقول الأستاذ أبو على الدقاق : أن أول قدم للمريد فى هذه الطريقة ينبغى أن
يكون على الصدق ليصح له البناء على أصل صحيح ؛ فإن الشيوخ قالوا إنما حُرموا
الوصول لتضييعهم الأصول .

ويجب على المريد أن يتأدب بشيخ فإن لم يكن له أستاذ لا يفلح أبداً . يقول أبو يزيد :
من لم يكن له أستاذ فإمامه الشيطان .
ويقول الأستاذ أبو على الدقاق : الشجرة إذا نبتت بنفسها من غير غارس فإنها تورق
لكن لا تثمر ، كذلك المريد إذا لم يكن له أستاذ يأخذ منه طريقته نفساً فنفسا فهو
عابد هواه لا يجد نفاذا .
ثم بعد عليه أن يعمل فى حذف العلائق والشواغل فإن بناء هذا الطريق على
فراغ القلب .
وكان الشبلى يقول للحصرى فى ابتداء أمره : إن خطر ببالك من الجمعة إلى
الجمعة الثانية التى تأتينى فيها غير الله تعالى فحرام عليك أن تحضرنى .

ومن شروط هذا الطريق أن لا يكون للمريد بقلبه اعتراض على شيخه . فإذا خطر
ببال المريد أن له فى الدنيا والآخرة قدراً أو قيمة أو على الأرض أحداً دونه لم يصح
له فى الإرادة قدم لأنه يجب أن يجتهد ليعرف ربه لا ليحصل لنفسه قدراً . وفرق بين
من يريد الله تعالى وبين من يريد جاه نفسه إما فى عاجله وإما فى آجله ، ثم يجب
عليه حفظ سره إلا عن شيخه ولو كتم نفساً من أنفاسه عن شيخه فقد خانه فى
حق صحبته ، ولو وقع له مخالفة فيما أشار عليه شيخه فيجب أن يقر بذلك بين يديه
فى الوقت ثم يستسلم لما يحكم به عليه شيخه .

كما يجب عليه ألا يؤثر الدعة ولا يستشعر الكسل فإن وقفة المريد شر من فترته .
والفرق بين الفترة والوقفة أن الفترة رجوع عن الإرادة وخروج منها ، والوقفة سكون
عن السير باستحلاء حالات الكسل .. وكل مريد وقف فى ابتداء إرادته لا يجىء
منه شىء .

يجب عليه أن يكون أبداً فى الظاهر على الطهارة ، وأن يكون نومه غلبة وأن يقلل
من غذائه على التدريج شيئاً بعد شىء حتى يقوى على ذلك .

ثم يأمره شيخه بإيثار الخلوة والعزلة ويجعل اجتهاده فى هذه الحالة لا محالة فى
نفى الخواطر الدنية والهواجس الشاغلة للقلب فقلما يخلو المريد فى أوان خلوته
فى ابتداء إرادته من الوساوس فى الاعتقاد لا سيما إذا كان فى المريد كياسة قلب .
وتلك الخواطر ليست من وساوس الشيطان وإنما هى من هواجس النفس فإذا
قابلها العبد بترك المبالاة بها ينقطع ذلك عنه .

ومن شرط المريد إذا زار شيخاً أن يدخل عليه بالحرمة وينظر إليه بالحشمة فإن
أهّله الشيخ لشىء من الخدمة عُدّ ذلك من جزيل النعمة .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 22, 2005 11:17 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5347
يـرفـع للفائـدة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يوليو 16, 2005 6:33 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 02, 2004 5:42 am
مشاركات: 1411
[marq=right][fot]لترفع لترفع لترفع لترفع لترفع لترفع لترفع لترفع[/fot][/marq]
[fot]لترفع [/fot]
اقتباس:
[align=center]فالتصوف : هو تزكيـة النفوس وتصفية الأخلاق وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية ( وذلك باتباع الكتاب والسنة ).

قال الإمام الجنيد رحمه الله : الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على من اقتفى أثر الرسول عليه الصلاة والسلام . [/align]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أغسطس 22, 2005 5:46 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 02, 2004 5:42 am
مشاركات: 1411
[align=center]تحت عنوان اليقين كتبت فدا النبي : [/align]
اقتباس:
[fot]وقال الجنيد :
قد مشى رجال باليقين على الماء
ومات بالعطش أفضل منهم يقيناً .
[/fot]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 61 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 24 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط