[font=Tahoma][align=justify] - قال الإمام النووي في المجموع :[وأما إطلاق اليدين لله تعالى فمتأول على القدرة وكنى عن ذلك باليدين لأن أفعالنا تقع باليدين فخوطبنا بما نفهمه ليكون أوضح وأوكد فى النفوس وذكر اليمين والشمال حتى يتم المثال لأنا نتناول باليمين ما نكرمه وبالشمال ما دونه ولأن اليمين فى حقنا يقوى لما لا يقوى له الشمال ومعلوم أن السماوات أعظم من الأرض فأضافها إلى اليمين والأرضين إلى الشمال ليظهر التقريب فى الاستعارة وإن كان الله سبحانه وتعالى لا يوصف بأن شيئا أخف عليه من شيء ولا أثقل من شيء هذا مختصر كلام المازري فى هذا.قال القاضي وفى هذا الحديث ثلاثة ألفاظ يقبض ويطوي ويأخذ كله بمعنى الجمع لأن السماوات مبسوطه والأرضين مدحوة وممدودة ثم يرجع ذلك إلى معنى الرفع والإزالة وتبديل الأرض غير الأرض والسموات فعاد كله إلى ضم بعضها إلى بعض ورفعها وتبديلها بغيرها قال وقبض النبى صلى الله عليه و سلم أصابعه وبسطها تمثيل لقبض هذه المخلوقات وجمعها بعد بسطها وحكاية للمبسوط والمقبوض وهو السماوات والأرضون لا إشارة إلى القبض والبسط الذى هو صفة القابض والباسط سبحانه وتعالى ولا تمثيل لصفة الله تعالى السمعية المسماة باليد التى ليست بجارحة وقوله فى المنبر (يتحرك من أسفل شيء منه) أي من أسفله إلى أعلاه لأن بحركة الأسفل يتحرك الأعلى ويحتمل أن تحركه بحركة النبى صلى الله عليه و سلم بهذه الإشارة قال القاضي ويحتمل أن يكون بنفسه هيبة لسمعه كما حن الجذع ثم قال والله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم فيما ورد فى هذه الأحاديث من مشكل ونحن نؤمن بالله تعالى وصفاته ولا نشبه شيئا به ولا نشبهه بشيء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وما قاله رسول الله صلى الله عليه و سلم وثبت عنه فهو حق وصدق فما أدركنا علمه فبفضل الله تعالى وما خفى علينا آمنا به ووكلنا علمه إليه سبحانه وتعالى وحملنا لفظه على ما احتمل فى لسان العرب الذى خوطبنا به ولم نقطع على أحد معنييه بعد تنزيهه سبحانه عن ظاهره الذى لا يليق به سبحانه وتعالى وبالله التوفيق ]اهـ
- وقال الإمام ابن حجر العسقلاني في فتح الباري :[وقال ابن فورك قيل اليد بمعنى الذات وهذا يستقيم في مثل قوله تعالى مما عملت أيدينا بخلاف قوله لما خلقت بيدي فإنه سيق للرد على إبليس فلو حمل على الذات لما اتجه الرد وقال غيره هذا يساق مساق التمثيل للتقريب لأنه عهد أن من اعتنى بشيء واهتم به باشره بيديه فيستفاد من ذلك أن العناية بخلق آدم كانت أتم من العناية بخلق غيره واليد في اللغة تطلق لمعان كثيرة اجتمع لنا منها خمسة وعشرون معنى ما بين حقيقة ومجاز الأول : الجارحة .
الثاني : القوة نحو داود ذا الأيد .
الثالث : الملك أن الفضل بيد الله .
الرابع العهد يد الله فوق أيديهم ومنه قوله هذي يدي لك بالوفاء.
الخامس :الاستسلام والانقياد قال الشاعر:
أطاع يدا بالقول فهو ذلول .
السادس : النعمة قال وكم لظلام الليل عندي من يد .
السابع : الملك قل ان الفضل بيد الله.
الثامن الذل حتى يعطوا الجزية عن يد.
التاسع : أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح .
العاشر : السلطان.
الحادي عشر : الطاعة .
الثاني عشر : الجماعة .
الثالث عشر : الطريق يقال اخذتهم يد الساحل .
الرابع عشر: التفرق – كما جاء في المثل – تفرقوا أيادي سبأ .
الخامس عشر : الحفظ .
السادس عشر : يد القوس أعلاها.
السابع عشر : يد السيف مقبضه .
الثامن عشر : يد الرحى أي : عود القابض .
التاسع عشر : جناح الطائر.
العشرون : المدة يقال لا ألقاه يد الدهر .
الحادي والعشرون : الابتداء يقال لقيته أول ذات يدي ، وأعطاه عن ظهر يد.
الثاني والعشرون : يد الثوب ما فضل منه .
الثالث والعشرون : يد الشيء أمامه.
الرابع والعشرون : الطاقة .
الخامس والعشرون : النقد نحو بعته يداً بيد]اهـ
- وقال الإمام العيني في عمدة القاري : [( باب قول الله عز وجل قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى أستكبرت أم كنت من العالين ) أي هذا باب في قول الله عز وجل قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى أستكبرت أم كنت من العالين واليد هنا القدرة وقال أبو المعالي ذهب بعض أئمتنا إلى أن اليدين والعينين والوجه صفات ثابتة للرب والسبيل إلى إثباتها السمع دون قضية العقل والذي يصح عندنا حمل اليدين على القدرة والعينين على البصر والوجه على الوجود]اهـ - وقال الإمام السيوطي في شرحه على صحيح مسلم المعروف بالديباج :[إن الله يبسط يده بالليل ليتوب قال المازري المراد قبول التوبة وإنما ورد لفظ بسط اليد لأن العرب إذا رضي أحدهم الشئ بسط يده لقبوله وإذا كرهه قبضها فخوطبوا بأمر حسي يفهمونه]اهـ
ـ وقال الإمام السندي في حاشيته على البخاري :[باب قول الله تعالى :{لما خلقت بيديّ} قوله : (لما خلقت بيديّ) بتثنية يد بمعنى القدرة أراد بما ذكره قوله تعالى لإبليس لما أبى أن يسجد لآدم : {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ}].اهـ[/align][/font]
_________________ رضينا يا بني الزهرا رضينا بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|