موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: ‏تنزيه الله تعالى عن الصورة والشكل الذان يتصف بهما المخلوق
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 17, 2020 12:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة

‏تنزيه ذات الله تعالى عن الصورة والشكل الذي تتصف به ذات المخلوق.

(أ) ذات الله سبحانه منزه عن الصور والتخطيط والتركيب لأن الله تعالى هو المصور وجلّ المصوِرُ أن ‏يكون مُصَورَاً وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ، لأن الهيئة والصورة والتركيب والتأليف كل ذلك إنما يصح على ‏الأجسام المحدودة والجواهر المخلوقة.

(ب) الصور لا تنتج إلا عن تأليف وتركيب والتركيب يستحيل ‏على الله تعالى , وصاحب الصورة لا يختص بصورة إلا بمخصص ، والمخصص هو الله تعالى المصور ، وهو ‏تعالى يصور مخلوقاته كيف شاء ، وكل ما له صورة فهي علامة على كونه مخلوق مصور صوره خالقه , والله ‏تعالى هو ( المصور ) خالق الصور ( ليس كمثله شيء ).

(ت) ذات الله تعالى لا تسري عليها قوانين ‏والمادة والأجسام ، لأنّ الذي خلق المادة والجسم هو الله تعالى وهو الذي قهرها بالصور والأشكال ، والله ‏تعالى ليس كمثل خلقه وليس كمثله شيء ، ولا تسري عليه مفاهيم المواد والأجسام ، ولا الصور والأشكال ‏، لأنّه ليس كمثله شيء ، وكل ما خطر بالبال فالله خلافه.

(ث) الصورة تقتضي الكيفية ، وهي عن الله ‏تعالى وعن صفاته منفية ، لذلك فإن الذي يجب علينا وعلى كل مسلم أن يعلمه أن ربنا ليس بذي صورة ولا ‏هيئة.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ‏تنزيه الله تعالى عن الصورة والشكل الذان يتصف بهما المخل
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 17, 2020 12:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة

وأقوال العلماء على تنزيه الله تعالى عن الصورة أكثر من أن تحصر منها على سبيل المثال :

جاء في كتاب ‏عقيدة الإمام أحمد رحمه الله:" نص اعتقاد الإمام أحمد بن حنبل..ومذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه ‏أن لله عز وجل وجها لا كالصور المصورة والأعيان المخططة بل وجهة وصفه.. ومن غير معناه فقد ألحد عنه ‏وليس معنى وجه معنى جسد عنده ولا صورة ولا تخطيط ومن قال ذلك فقد ابتدع"‎‏اهـ [العقيدة ج 1 /ص ‏‏110].

وجاء فيه أيضاً : " لا يجوز أن يسمى جسما وأنكر (أي الإمام أحمد) على من يقول بالجسم وقال ‏إن الأسماء مأخوذة بالشريعة واللغة وأهل اللغة وضعوا هذا الاسم على كل ذي طول وعرض وسمك وتركيب ‏وصورة وتأليف والله تعالى خارج عن ذلك كله فلم يجز أن يسمى جسما لخروجه عن معنى الجسمية ولم يجيء ‏في الشريعة ذلك فبطل."اهـ [العقيدة ج 1 /ص 111].

وقال شيخ المحدثين الحافظ البيهقي : "قال أبو ‏سليمان الخطابي : وأما ذكر الصورة في هذه القصة ؛ فإن الذي يجب علينا وعلى كل مسلم أن يعلمه أن ربنا ‏ليس بذي صورة ولا هيئة ، فإن الصورة تقتضي الكيفية ، وهي عن الله تعالى وعن صفاته منفية"اهـ ‏‏[الأسماء والصفات :297].

وقال رحمه الله : " أما السمعي فهو ما كان طريق إثباته الكتاب والسنة فقط ‏كالوجه واليدين والعين وهذه أيضا صفات قائمة بذاته لا يقال فيها إنها هي المسمى ولا غير المسمى ولا يجوز ‏تكييفها فالوجه له صفة وليست بصورة واليدان له صفتان وليستا الجارحتين والعين له صفة وليست بحدقة ‏وطريق إثباتها له صفات ذات ورود خبر الصادق به"اهـ [الاعتقاد ج1 ص 71ـ72].

وجاء في كتاب ‏الفقه الأكبر المنسوب للإمام الشافعي [صـ10] "(فصل) :واعلموا أن الصور والتركيب تستحيل على ‏الله تعالى للمعنى الذي ذكرنا في الجسم , ولأن ذا الصورة لا يختص بصورة إلا بمخصص هو فاعله , وخالقه , ‏ومن يكون له صورة أيضا مخلوق لا إشكال فيه , ولأن الصورة لا تشبه المصور , والله تعالى خالق الصور ‏‏(ليس كمثله شيء ) وقال الله تعالى { هو الله الخالق البارئ المصور }"اهـ [الفقه الأكبر المنسوب للإمام ‏الشافعي صـ10].

وقال الإمام الحافظ أبى بكر بن فورك:"(فصل) : واعلم أن بعض أصحابنا المتكلمين ‏في تأويل هذا الخبر حاد على وجه الصواب ، وسلك طريق الخطأ والمحال فيه ، وهو ابن قتيبه توهما أنه ‏مستمسك بظاهره غير تارك له ، فقال : (إن لله عز وجل صوره لا كالصور كما أنه شئ لا كالأشياء) ‏فأثبت لله تعالى صوره قديمة ، زعم أنها لا كالصور ، وأن الله خلق آدم على تلك الصوره ، وهذا جهل ‏من قائله وتوغل في تشبيه الله تعالى بخلقه "اهـ [مشكل الحديث وبيانه ص 67 إلى 69].

وقال الإمام ‏النووي في شرحه على صحيح مسلم: "قال المازري هذا الحديث بهذا اللفظ ثابت ورواه بعضهم ان الله خلق ‏آدم على صورة الرحمن وليس بثابت عند اهل الحديث وكأن من نقله رواه بالمعنى الذي وقع له وغلط في ذلك ‏قال المازري وقد غلط ابن قتيبة في هذا الحديث فأجراه على ظاهره وقال لله تعالى صورة لا كالصور وهذا ‏الذي قاله ظاهر الفساد لأن الصورة تفيد التركيب وكل مركب محدث والله تعالى ليس بمحدث فليس هو مركبا ‏فليس مصورا.. قال له ايضا إن أردت بقولك صورة لا كالصور أنه ليس بمؤلف ولا مركب فليس بصورة ‏حقيقة وليست اللفظة على ظاهرها "اهـ[شرح النووي على صحيح مسلم ج : 16 ص : 166].


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ‏تنزيه الله تعالى عن الصورة والشكل الذان يتصف بهما المخل
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 17, 2020 12:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة

وجاء في إكمال المعلم : " قال القاضي عياض : هذا حديث ثابت عند أهل النقل ، وقد رواه بعضهم أن الله ‏خلق آدم على صورة الرحمن ولا يليق هذا عند أهل النقل واعلم أن هذا الحديث غلط فيه ابن قتيبة وأجراه ‏على ظاهره ، وقال : فإن الله سبحانه له صور لا كالصور وأجرى الحديث على ظاهره ، والذي قاله لا يخفي ‏فساده لأن الصورة تفيد التركيب وكل مركب محدث ، والباري سبحانه وتعالى ليس بمحدث ، فليس بمركب ‏وما ليس بمركب فليس بمصور وهذا من جنس قول المبتدعة أن الله الباري جل وعز جسم لا كالأجسام"اهـ [إكمال المعلم ج8 من ص90 :87].

وقال مرعي بن يوسف المقدسي الحنبلي في كتابه أقاويل الثقات ‏‏:" وغلت طائفة أخرى في الإثبات فشبهته فأثبتت له الصورة والجوارح.. وقد بالغ بعض أهل الإغواء فقال ‏إنه على صورة الإنسان ثم اختلفوا فمنهم من قال إنه على صورة شيخ أشمط الرأس واللحية ومنهم من قال ‏إنه على صورة شاب أمرد جعد قطط ومنهم من قال إنه مركب من لحم ودم ومنهم من قال إنه على قدر ‏مسافة العرش لا يفضل من أحدهما عن الأخر شيء تعالى الله عن أقوالهم علو كبيرا وعن مثله نهى الله تعالى ‏بقوله تعالى : (يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق ) [النساء /171 ] "اهـ ‏‏[أقاويل الثقات ج : 1 ص : 135].

وجاء في مرقاة المفاتيح (باب الحوض والشفاعة) :"وفي رواية أبي ‏هريرة فيقولون : هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا) أي يتجلى علينا بوجه نعرفه (فإذا جاء ربنا) أي على ما عرفناه ‏من أنه منزه عن الصورة والكمية والكيفية والجهة وأمثالها )"اهـ [مرقاة المفاتيح(باب الحوض والشفاعة)].

‏وقال الإمام القاضي بدر الدين بن جماعة في كتابه إيضاح الدليل : "ومن قال بأن لله تعالى صورة وخلق آدم عليها ‏فمردود عليه لما فيه من التجسيم وكذلك من قال صورة لا كالصور"اهـ [إيضاح الدليل في قطع ‏حجج أهل التعطيل ج : 1 ص : 155].

وقال رحمه الله :" الحديث الثاني حديث القيامة الطويل في جمع ‏الله الناس إلى قوله فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعبدون فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا ‏حتى يأتينا ربنا الحديث إلى قوله فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون فيقول أن ربكم فيقولون أنت ربنا ) ‏الحديث : اعلم أن الأدلة العقلية و النقلية تحيل الصورة التي هي التخطيط على الله تبارك وتعالى كما تقدم ‏فوجب صرفها على ظاهرها إلى ما يليق بجلاله تبارك وتعالى مما هو مستعمل في لغة العرب وهو الصفة والحالة‏‏)"اهـ [إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل ج : 1 ص : 159].


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 7 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط