موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الخلاف بين أهل السنة والجماعة والحشوية في الصفات الخبرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 12, 2020 5:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة

لأنّ الحشوية مصرون على اعتماد ظواهر تلك المتشابهات.

قال الإمام فخر الدين الرازي في كتابه القيم أساس التقديس : (جميع فرق الإسلام مقرون بأنه لابد من التأويل في بعض ظواهر القرآن والأخبار ،أما في القرآن : فبيانه من وجوه :

( الأول ) : هو انه ورد في القرآن ذكر الوجه ، وذكر العين ، وذكر الجنب الواحد ، وذكر الأيدي ، وذكر الساق الواحدة ، فلو أخذنا بالظاهر ، يلزمنا اثبات شخص له وجهه واحد ، وعلى ذلك الوجه أعين كثيره وله جنب واحد وعليه أيد كثيره وله ساق واحده ، ولا نرى في الدنيا شخصا اقبح صورة من هذه الصورة المتخيلة ، ولا اعتقد ان عاقلاً يرضى بأن يصف ربه بهذه الصفة.

( الثاني ) : انه ورد في القرآن : أنه تعالى نور السماوات والأرض وان كل عاقل يعلم بالبديهة : أن إله العالم ليس هو هذا الشيء المنبسط على الجدران والحيطان ، وليس هو هذا النور الفائض من جرم الشمس والقمر والنار فلابد لكل واحد منا ، من أن يفسر قوله تعالى : { الله نور السماوات والارض } بأنه منور السماوات والارض أو بأنه هاد لأهل السماوات والارض ، او بأنه مصلح السماوات والارض ، وكل ذلك تأويل.

( الثالث ) : قال الله تعال : { وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد } ، ومعلوم ان الحديد ما نزل جرمة من السماء الى الارض ، وقال : { وأنزل لكم من الانعام ثمانية ازواج } ، ومعلوم : أن الأنعام ما نزلت من السماء الى الارض.

( الرابع ) : قوله تعالى : { وهو معكم أينما كنتم } ، وقوله تعالى : { ونحن أقرب إليه من حبل الوريد } ، وقوله تعالى : { ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم } ، وكل عاقل يعلم : ان المراد منه القرب بالعلم والقدرة الإلهية.

( الخامس ) : قوله تعالى : { وأسجد وأقترب } ، فإن هذا القرب ليس إلا بالطاعة والعبودية فأما القرب بالجهة : فمعلوم بالضرورة أنه لا يحصل بسبب السجود.

( السادس ) : قوله تعالى : ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) ، وقال تعالى : { ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون }.

( السابع ) : قال تعالى : { من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا } ؟ ولا شك أنه لا بد فيه من التأويل.

( الثامن ) : قوله تعالى : ( فأتى الله بنيانهم من القواعد ) ، ولا بد فيه من التـأويل.

( التاسع ) : قال تعالى لموسى وهارون : ( إنى معكما أسمع وأرى ) ، وهذه المعية ليست إلا بالحفظ والعلم والرحمة فهذه وأمثالها من الأمور التي لا بد لكل عاقل من الاعتراف بحملها على التأويل وبالله التوفيق.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الخلاف بين أهل السنة والجماعة والحشوية في الصفات الخبرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 12, 2020 5:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة

أما الأخبار : فهذا النوع فيه كثرة.

( فالأول ) : قوله عليه السلام حكاية عن الله سبحانه وتعالى : (( مرضت فلم تعدني ، استطعمتك فما أطعمتني ، أستسقيتك فما أسقيتني )) ، ولا يشك عاقلاً : أن المراد منه التمثيل فقط.

و ( الثاني ) : قوله صلى الله عليه وسلم ( حكاية عن ربه ) من أتاني يمشى أتيته هرولة ، ولا يشك عاقلاً في أن المراد منه التمثيل والتصوير.

و ( الثالث ) : نقل الشيخ الغزالي ـ رحمه الله ـ عن أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ أنه أقر بالتأويل في ثلاثة أحاديث : أحدهما : قوله عليه السلام : الحجر الأسود : يمين الله في الأرض ، و ثانيها : قوله عليه السلام : إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمين ، و ثالثها : قوله عليه السلام ( حكاية عن الله عز وجل ) : أنا جليس من ذكرني.

و ( الرابع ) : حكى أن المعتزلة تمسكوا في خلق القرآن بما روى عنه عليه السلام أنه تأتى سورة البقرة وآل عمران ، كذا وكذا ( يوم القيامة )كأنهما غمامتان ، فأجاب أحمد بن حنبل ( رحمه الله ) وقال : يعنى ثواب قارئيهما وهذا تصريح ( منه ) بالتأويل.

و ( الخامس ) : قوله عليه السلام إن الرحم يتعلق بحقوتي ، الرحمن ، فيقول سبحانه وتعالى : أصل من وصلك ، وهذا لابد له من التأويل.

و ( السادس ) : قال عليه السلام إن المسجد لينزوي من النخامة كما تنزوي الجلدة من النار ولا بد فيه من التأويل.

و ( السابع ) : قال عليه السلام : قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن وهذا لا بد فيه من التـأويل لأننا نعلم بالضرورة : أنه ليس في صدورنا أصبعان بينهما قلوبنا.

و ( الثامن ) : قوله عليه السلام ـ حكاية عن الله تعالى ـ : أنا عند المنكسرة قلوبهم وليست هذه العندية إلا بالرحمة وأيضاً : قال صلى الله عليه وسلم ـ حكاية عن الله تعالى في صفة الاولياء ـ : فإذا احببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ومن المعلوم بالضرورة أن القوة الباصرة التي بها يرى الاشياء ليست هي الله سبحانه وتعالى.

و ( التاسع ) : قال عليه السلام ـ حكاية عن الله سبحانه وتعالى : الكبرياء ردائي والعظمة إزاري والعاقل لا يثبت لله تعالى إزار ورداء.

( العاشر ) : قال عليه السلام لأبى بن كعب : يا أبا المنذر أية أية في كتاب الله تعالى أعظم ؟ فتردد فيه مرتين ، ثم قال في الثالثة أية الكرسي فضرب يده ـ عليه السلام ـ على صدره ، وقال : أصبت ،والذى نفسى بيده ، إن لها لساناً يقدس الله تعالى عند العرش ولا بد فيه من التأويل.

فثبت بكل ما ذكرنا : إن المصير الى التأويل أمر لا بد منه لكل عاقل ، وعند هذا قال المتكلمون : لما ثبت بالدليل أنه سبحانه وتعالى منزه عن الجهة والجسمية ، وجب علينا أن نضع لهذه الألفاظ الواردة في القرآن والأخبار : محملاً صحيحاً ، لئلا يصير ذلك سبباً للطعن فيه ) أهــ [ أساس التقديس : 43 ، 44 ].


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 16 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط