بيان من رابطة طلاب العلم بالحرمين الشريفين
شكل مؤتمر الحوار الوطني بالسعودية ظاهرة فريدة من نوعها في بلد يقوم على التنوع الفكري والمذهبي , وقد أثار هذا الحوار تساؤلات عدة حول السرعة من انعقاده , ورغبة الجميع في الالتفاف حول اطروحاته وبنوده . ولعل من نافلة القول أن هذا الحوار يحتاج إلى حوار مجتمعي تربوي بين جميع فئات المجتمع لتفعيل ثقافة الحوار بين جميع الطبقات العمرية
وحيث أن وزارة التربية والتعليم هي الجهة المسئولة عن العملية التربوية فقد قامت بتوجيه دعوات لبعض المشاركين في الحوار الوطني لمشاركتها في تنمية ثقافة الحوار , فبدأت بفضيلة الأستاذ الدكتور السيد محمد علوي مالكي الحسنى عالم الحجاز وزعيمها الديني بلا منازع لإلقاء محاضرة تربوية حوارية مع طلاب مدارس الفلاح بمكة المكرمة يوم الثلاثاء 9/2/1425هـ الموافق 30/3/2004م وتم توجيه رقاع الدعوة على المهتمين بهذا الشأن التربوي , إلا أن الجميع تفاجأ بإلغاء المحاضرة نتيجة ضغوط بعض المنتسبين للتيارالدينى المتشدد والذي لا يريدون الخير لهذه الأمة بالاستنهاض من صراعاتها التي نخرت في جسدها لسنوات طويلة , وفرقت المجتمع الواحد إلى شيع وطوائف نتيجة لهذه الضغوط بحجج واهية لا يقبلها عقل ولا نقل .
لا شك أن إلغاء المحاضرة يعنى تأخر الحوار الوطني وإشاعة روح الفوضى وتنمية وتيرة ثقافة الكراهية والحقد , والتي تحاول البلاد الخروج منها , وكان الأولى بهولاء المحسوبين على هذا التيار أن يكونوا عونا على تخطى الصعاب ومقارعة الحجة بالحجة , لاسيما وان السهام موجهة , والهجمة شرسة على بلادنا كما يقولون . لان إلغاء المحاضرة بعد موافقة ولى الأمر و الجهات المعنية يجعل الجميع يطرح سؤالا صريحا وهو من الذي يتحكم داخليا في الأمور والى متى تترك الأمور هكذا .
وكان حرىّ بهذا التيار أن لا يقف حجر عثرة في تنمية ثقافة الحوار والترابط والمحبة بين الجميع وان لا يكونوا ممن يقفون في تأخر المجتمع إلى الوراء والتخلف , ولا يقفون في خندق الإساءة للأمة نحو الإصلاح والتطوير الذي ينشده الجميع .
وإننا وبحكم الأمانة وحق المواطنة نعلن بصراحة أن هذه التصرفات الهوجاء تنمى عن التخلف الحضاري , وتوجه رسالة خاطئة لمن يعنيهم الأمر بان لا معنى للحوار ولا فائدة منه . وهناك من يريد العودة للوراء وبالتالي يضع الدولة بأكملها في محك المصداقية تجاه ما يتم طرحه أمام الشعب من مبادرات إصلاحية وتطويرية لوحدة الوطن .
كما نطالب بإعادة الاعتبار لفضيلة الأستاذ الدكتور السيد محمد علوي مالكي الحسنى بعقد المحاضرات سواء في المدارس أو الجامعات وإعادة كرسّيه و دوره الطبيعي في الحرم المكي الشريف , ونشر فكره الوسطي المعتدل والذي تفتقده الساحة الإسلامية اليوم والذي بغيابه نتج الإرهاب والإفساد في الأرض . وندعو جميع المفكرين والمثقفين والكتّاب وطلاب العلم إلى الوقوف بجانب إبراز الحقيقة الغائبة عن المجتمع والذي عانا ويعانى من الرأي الواحد , وان خروجنا من المأزق لايتم إلا بتعدد الآراء والتنوع الفكري والمذهبي وحرية الرأي والتعبير والذي غاب عن ساحتنا المحلية لفترات طويلة .
|