بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله , وآله ومن والاه .. أما بعد
أستأذن الأحباب فى الاستمرار فى ذكر بقية الأحاديث الواردة فى شأن الخوارج , وأن ننظر فى صفاتهم من خلال وصف حضرة النبى صلى الله عليه وسلم لهم …
وعن حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل قال : سألته عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي قال قلت : فيم فارقوه , وفيم استحلوه , وفيم دعاهم , وبما استحل دماءهم ؟ قال : إنه لما استحر القتل في أهل الشام بصفين , اعتصم هو وأصحابه بجبل فقال له عمرو بن العاص وأرسل اليه بالمصحف فلا والله لا نرده عليك قال : فجاء رجل يحمله ينادي … بيننا وبينكم كتاب الله ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ) الآية قال علي : نعم .. بيننا وبينكم كتاب الله , أنا أولى به منكم
فجاءت الخوارج - وكنا نسميهم يومئذ القراء - وجاؤا بأسيافهم على عواتقهم فقالوا : يا أمير المؤمنين ألا نمشي إلى هؤلاء القوم حتى يحكم الله بيننا وبينهم
فقام سهل بن حنيف فقال : يا أيها الناس اتهموا أنفسكم , لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ولو نرى قتالا قاتلنا , وذلك في الصلح الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين فجاء عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله ألسنا على الحق وهم على الباطل ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم ( بلى ) قال : أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم ( بلى ) قال : فعلام نعطي الدنية في ديننا , ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم قال صلى الله عليه وآله وسلم ( يا ابن الخطاب إني رسول الله , ولن يضيعني أبدا ) فانطلق عمر فلم يصبر متغيظا حتى أتى أبا بكر فقال : يا أبا بكر ألسنا على الحق وهم على الباطل ؟ قال : بلى قال : أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ؟ قال : بلى قال : فعلام نعطي الدنية في ديننا ولما يحكم الله بيننا وبينهم ؟ قال : ياابن الخطاب إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا قال : فنزل القرآن على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالفتح , فأرسل إلى عمر فأقرأه فقال : يا رسول الله أو فتح هو ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم ( نعم ) قال : فطابت نفسه ورجع الناس .
ثم إنهم خرجوا بحروراء أولئك العصابة من الخوارج بضعة عشر ألفا , فأرسل إليهم علي رضى الله عنه ينشدهم الله فأبوا عليه فأتاهم صعصعة بن صوحان فأنشدهم وقال : علام تقاتلون خليفتكم ؟ قالوا : مخافة الفتنة . قال : فلا تعجلوا ضلالة العام مخافة فتنة عام قابل
فرجعوا وقالوا نسير على ما جئنا , فإن قبل على القضية قاتلنا على ما قاتلنا يوم صفين , وإن نقضها قاتلنا معه حتى بلغوا النهروان فافترقت منهم فرقة فجعلوا يهدون الناس ليلا قال أصحابهم : ويلكم ما علي هذا فارقنا عليا
فبلغ عليا أمرهم فخطب الناس فقال : ما ترون .. نسير إلى أهل الشام أم نرجع إلى هؤلاء الذين خلفوا إلى ذراريكم ؟ قالوا : بل نرجع .. فذكر أمرهم فحدث عنهم بما قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن فرقة تخرج عند اختلاف من الناس , تقتلهم أقرب الطائفتين إلى الحق , علامتهم رجل منهم يده كثدي المرأة )
فساروا حتى التقوا بالنهروان فاقتتلوا قتالا شديدا , فجعلت خيل على لا تقف لهم فقال على : يا أيها الناس إن كنتم إنما تقاتلون لي فوالله ما عندي ما أجزيكم , وإن كنتم إنما تقاتلون لله فلا يكونن هذا فعالكم فحمل الناس حملة واحدة فانجلت الخيل عنهم وهم منكبون على وجوههم
فقام على رضى الله عنه فقال : اطلبوا الرجل الذي فيهم , فطلب الناس الرجل فلم يجدوه حتى قال بعضهم غرنا ابن أبي طالب من إخواننا حتى قتلناهم
قال فدمعت عين على رضى الله عنه قال فدعا بدابته فانطلق حتى أتى وهدة فيها قتلى بعضهم على بعض , فجعل يجر بأرجلهم حتى وجد الرجل تحتهم فأخبروه
فقال علي : الله أكبر .. وفرح وفرح الناس ورجعوا
وقال علي : لا أغزو العام .. ورجع إلى الكوفة وقتل رحمه الله
واستخلف الحسن وسار سيرة أبيه .. ثم بعث بالبيعة إلى معاوية
قال الهيثمى : في الصحيح بعضه .. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت .. يا كهف اللائذين .. ويا سفينة النجاة للسالكين .
ونستكمل الحديث فى المشاركة القادمة .
وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين
|