مشاركات الفاض مريد الحق لا بد أن تخرج منها بفائدة
على ما فيها من أدب وذوق ونفس عالي
جميل .. جميل ..
مريد الحق كتب:
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَالَ :
لَقَدْ سَلَكَ فَجَّ الرَّوْحَاءَ سَبْعُونَ نَبِيًّا حُجَّاجًا ... عَلَيْهِمْ ثِيَابُ الصُّوفِ ... مُخَطِّمِي إِبِلِهِمْ بِحِبَالِ اللِّيفِ ... وشرك نعالهم الخوص مخصف بالليف ... كل يقول : لبيك اللهم لبيك ... إن العيش عيش الآخرة ... وَلَقَدْ صَلَّى فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ سَبْعُونَ نَبِيًّا .
أخرجه الحاكم فى المستدرك على الصحيحين (2/ 653) وسكت عنه الذهبي في التلخيص ، والأزرقى فى أخبار مكة (1/ 72) ، والبيهقى فى السنن الكبرى (5/ 177) ، وإسحاق بن بشر القرشى فى الجزء الرابع من كتاب المبتدأ - مخطوط (ص: 20) بتصرف وتجميع .
يقول الفقير مريد الحق :
أما ( فج الروحاء )
فهو واد فسيح طيب .. بين مكة والمدينة . وكان طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر وإلى مكة عام الفتح وعام حجة الوداع .
وأما ( مَسْجِدِ الْخَيْفِ )
فهو اسم يقع مضافاً إلى مواضع كثيرة ، ولا يكون خيفاً .. إلا بين جبلين
وقيل : الخيف ارتفاع وهبوط في سفح جبل أو غلظ ...وأشهرها خيف منى ومسجده مسجد الخيف
انظر : الروض المعطار في خبر الأقطار (ص: 229)
وقد اهتمت مصر بقيادة سلطانها الملك الأشرف قايتباى بالآثارالإسلامية المباركة فى الحرمين الشريفين .. ومن ذلك عمارة مسجد الخيف بعد أن تهدم بأجمعه .. وإنشاء المنارة .. والسبيل اللذين عند بابه .. وإجراء المعلوم لمن يؤذّن بتلك المنارة ...ولمن يؤم بالمسجد المذكور .
انظر : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى (2/ 234)
وفي الحجاز أكثر من عشرة مواضع بهذا الاسم ...منها ثلاثة حول مكة.
غير أن الوارد في الشعر العربي هو .. خيف منى ، الذي ينسب إليه مسجد الخَيْف
وهو في سفح جبل منى الجنوبي ... وكان هذا الجبل يسمى الصابح ... ثم غلب عليه اسم جبل منى
ولأهل اللغة تعليل لاسم الخَيْف وتعريف ... غير أنه يطلق اليوم في الحجاز على كل مكان نخله كثيف ملتف .
انظر : معالم مكة التأريخية والأثرية (ص: 99)
وهذا المسجد المبارك متسع الساحة كأكبر ما يكون من الجوامع ... والصومعة وسط رحبة المسجد. وله في القبلة أربعة بلاطات يشملها سقف واحد
وهو من المساجد الشهيرة .. بركة .. وشرف بقعة .
وكفى بما ورد في الأثر الكريم من أن بقعته الطاهرة مدفن كثير من الأنبياء صلوات الله عليهم
وبمقربة منه عن يمين المار في الطرق .. حجر كبير مسند صفح الجبل ... مرتفع عن الأرض .. يظل ماتحته
ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم ... قعد تحته مستظلاً ... ومس رأسه المكرم فيه ... فلان له حتى أثر فيه تأثيراً ... بقدر دور الرأس.
فيبادر الناس لوضع رؤوسهم في ذلك الموضع .. تبركاً .. واستجارة لها بموضع مسه الرأس المكرم ... أن لاتمسها النار بقدرة الله عز وجل .
انظر : رحلة ابن جبير – مناسك الحج