لغز في الأعماق.. القطب المغناطيسي للأرض يهرب نحو سيبيريا!
تضاعف سرعة تحركه سيؤثر على الملاحة وأنظمة بيئية كاملة
https://www.alarabiya.net/aswaq/special ... 9%8A%D8%A7الرياض - العربية Business
نشر في: 29 يوليو ,2025: 08:29 ص GST
آخر تحديث: 29 يوليو ,2025: 08:47 ص GST
في ظاهرة تثير قلق العلماء وتفتح الباب أمام تساؤلات كبرى، بدأ القطب المغناطيسي الشمالي للأرض بالتحرك بسرعة غير مسبوقة من موقعه التقليدي في القطب الكندي نحو سيبيريا، في تحول وصفه الخبراء بـ"الغامض" و"غير المسبوق".
لطالما كان تحرك القطب المغناطيسي ظاهرة طبيعية تحدث بوتيرة بطيئة، لا تتجاوز 10 كيلومترات سنوياً. لكن منذ تسعينيات القرن الماضي، تسارعت هذه الوتيرة بشكل لافت، لتصل إلى أكثر من 55 كيلومتراً سنوياً في العقدين الأخيرين، ما جعل القطب يقترب أكثر فأكثر من الأراضي الروسية، وفقاً لما ذكره موقع "Eco Portal".
يعتقد العلماء أن هذا التحول السريع قد يكون مرتبطاً بتغيرات عميقة في نواة الأرض، حيث تدور كميات هائلة من الحديد المنصهر في ما يُعرف بـ"الدينامو الجيولوجي"، وهو المسؤول عن توليد المجال المغناطيسي للكوكب. وأشار تقرير صادر عن مجلة "سميثسونيان" إلى وجود "شد وجذب" مغناطيسي بين كندا وسيبيريا، حيث تضعف الكتلة المغناطيسية الكندية مقابل قوة متزايدة في الجانب السيبيري.
تداعيات عالمية.. من الطيور إلى الطائرات
هذا الانجراف السريع لا يمر مرور الكرام، إذ يؤثر على أنظمة الملاحة الجوية والبحرية، وحتى على هجرة الحيوانات التي تعتمد على المجال المغناطيسي لتحديد وجهاتها، مثل الحيتان والسلاحف البحرية والفراشات والطيور المهاجرة. وقد اضطرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية (NOAA) إلى تحديث "النموذج المغناطيسي العالمي" بشكل عاجل للحفاظ على دقة أنظمة الملاحة.
من جانبه، قال خبير نماذج المجال المغناطيسي الأرضي العالمي في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية، ويليام براون في تصريحات لمجلة "سميثسونيان"، إنهم لم يشهدوا من قبل مثل هذا السلوك المتسارع منذ اكتشاف القطب المغناطيسي عام 1831، مضيفاً: "ما يحدث الآن يخرج عن المألوف تماماً".