موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 50 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: 1- مشيخة الأزهر والجامعات الإسلامية فى بلاد المغرب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 14, 2021 11:01 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114



الجامعات الاسلامية فى مصر والقاهرة



بينا فيما كتبناه آنفا فى صدر هذا البحث كيفية بدء النهضة العلمية فى مصر الاسلامية فى عهد فتحها إلى انقراض الدولة الاخشيدية وأتينا على أشهر الجامعات التى كان لها الفضل فى إيصال هذا التراث السامى ثم تكلمنا على بدء النهضة العلمية فى مصر الاسلامية الثاية وأفضنا الكلام على الجامعات الازهرية المعزية وأحطنا بجميع أكوارها فى العهد الفاطمى – والآن نتكلم على الجامعات الاسلامية المصرية التى كان لها السهم المصيب فى تطور هذه الحركة – ويجمل بنا قبل المضى فى الكلام على هذه الناحية أن نمر مر الكرام على أصل التدريس والتدارس واتخاذ المدارس وتعليم العلم ( على نحو ما وصل إلينا ) فى العهد النبوى

اصل التدريس وتعاطى العلوم من السنة :

فى صحيح مسلم فى حديث طويل عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه ( ما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ) قال الملا على القارى (1) فى شرح المشكاة التدراس قراءة بعضهم على بعض ، وقد بوب البخارة فىالصحيح باب الحلق والجلوس فى المسجد وفيه جواز ذلك لتعلم العلم ، وأخرج أبو تعيم فى آداب العالم والمتعلم ن والديلمى فى مسند الفردوس عن أبى هريرة مرفوعا ( إذا جلستم إلى العالم فادنوا وليجلس بعضكم خلف بعض ولا تجلسوا متفرقين كما يجلس أهل الجاهلية )-

----------------------------------------------------------------------------------------
(1) الملا على القارى : هو فقيه حنفي صوفي، من علماء أهل السنة والجماعة.و هو نور الدين أبو الحسن علي بن سلطان محمد القاري، الهروي المكي، المعروف بملَّا علي القاري، اسم والده: سلطان. وُلد بهراة، ولم يذكر تاريخ لولادته توفي في شوال سنة 1014 هـ، ودُفن بمقبرة المعلاة في مكة المكرمة. وقد حكى بعض من ترجم للشيخ علي القاري أنه لما بلغ خبر وفاته علماء مصر صلوا عليه بالجامع الأزهر صلاة الغائب في مجمع حافل يجمع أربعة آلاف نسمة فأكثر
-------------------------------------------------------------------------------------------
بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: 1- مشيخة الأزهر والجامعات الإسلامية فى بلاد المغرب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 19, 2021 5:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114


وأخرج الحافظ الهيثمى فى مجمع الزوائد عن قرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس إليه أصحابه حلقا حلقا . وفى حديث جندب كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلمنا الايمان قبل أن نتعلم القرآن وكان للصحابة غير مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم دار اتخذوها لتدريس العلم والقراءة بالمدينة فكانوا يجتمعوا إليها غدوة وعشية يدرسول ويتدارسون ، وقد ذكر ابن سعد فى الطبقات فى ترجمة عبد الله بن ام مكتوم القرشى العامرى ، أنه قدم المدينة مهاجرا بعد بدر بيسير فنزل دار القراء وهى دار مخرمة بن نوفل ، ونحوه فى الاستيعاب فى معرفة الأصحاب ( أى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ) لأبى عمر بن عبد البر ، أنظر تراجم العبادلة ، وأيضاحا لما تقدم نقول أن اتخاذ المدراس للتدريس والعلم والعبادة فى آن واحد له أصل كبير فى السنة كما رأيت خلافا لمن يقول أنهامدثة ، وما زال الخلفاء مقلدين لهذا السنة حتى انتشرت ألوية العلم بين ربوع الممالك بأسرها من جراء ذلك – ولشدة ما كان للصحابة رضوان الله عليهم من العناية بالمحافظة على هذه السنة – كانت بداية اعمالهم عند فتح الأمصار بناء المساجد الجامعة للعبادة وإقامى الشعائر الدينية ومدراس العلم – كما فعل عقبة بن نافع الفهرى فى بناء القيروان وعمرو بن العاص فى بناء الجامعة العمرية ؛ ومساجد الاسكندرية وقوص والفيوم وعين شمس والفرما وبوصير وتنيس وشطا ودلاص وغيلة وديبق وكما فعل غيرهما من الصحابة الذين مصروا الأمصار وتبعهم من خلفهم من التابعين ومن حذا حذوهم من الخلفاء والملوك وغيرهم ثم كثرت المدراس بعد ذلك وتنافس الملوك فى انشائها – فبنى الخليفة المعتضد بالله العباسى ( مدرسة ) وجعل بها دورا ومساكن وانتخب لها مدرسين اخصائيين فى العلوم النظرية والعقلية وأجرة عليهم أرزاقا ، ثم بنى الأمير نصر بن سبكتكتين ( مدرسة ) فى نيسابور وبنى أخوه السلطان محمود المدرسة ( السعيدية ) وبنت فاطمة أم البنين القيروانية ( جامعة القرويين ) بعدوة فاس – وهى الجامعة التى لها الشهرة والأخمية فى أطوار هذه الحركة وسنفصل تاريخها من مناخى متعددة فى بحث آخر يأتى بعد هذا إن شاء الله تعالى ، وكذلك جامعة الزيتونة بتونس وفى أواسط القرن الخامس الهجرى أنشأ الوزير نظامالملك الحسن بن على السلجوقى مدرسة فى بغداد وكان قد اقتدى بسلفه العباسى فاجرى على المدرسين مرتبات يتقاضونها نظير تدريسهم واستمر ذلك جاريا حتى عهده وعهد خلفه بخلاف سلفه العباسى الذى انقطع ما كان قرره بعد فنائه لأمور سياسية ، ومن ذلك العهد نحى الناس غابرهم وحاضرهم هذا المنحى فقرروا المرتبات للفقهاء والمدرسين الذين ينقطعون لتأدية هذه الخدمة ، وقد يكون هذا محدثا أيضا ولكن الأمر بخلاف ذلك – ففى صحيح البخارى عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم ( أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله ) . قال بعض شراحه هذا عام فى التعليم وغيره ، وقد أجاز الاجارة على تعليمه ( أى القرآن ) والرقية به مالك والشافعى وأحمد فنص هذا الأثر الواضح على جواز تعليم القرآن بمرتب يتقاضاه المعلم له ولا فرق بين تعليمه تحفيظا وتجويدا وتفسيرا وكشفا لمعانية ووجوه إعرابه التى من مستلزماتها تدريب المتعلم وتعاطيه علوم النحو والبلاغة والمعانى والبيان وينطوى تحت علم التفسير كذلك علوم أخرى كالفقه والحديث ومصطلحه وتحت ذلك علوم اخرى هى العلوم الكونية كالطب والهندسة والجعرافيا والتاريخ وما إلى ذلك – هذه هى الحكمة فى البداء بتعليم القرآن إذ هو أس العلوم بأسرها قال فيلسوف الاسلام ابن خلدون فى مقدمة العبر ، تعليم القرآن شعار من شعائر الدين أخذ به أهل الملة ودرجوا عليه فى جميع أمصارهم لما يسبق فيه إلى القلوب من رسوخ الايمان وعقائده من آيات القرآن وصار القرآن أصل التعليم الذى ينبنى عليه ما يحصل بعد من الملكات – ثم قال – اختصت العوائد الاسلامية بتقديم دراسة القرآن إيثار للتبرك وخشية ما يعرض للمتعلم فى الصبا من الآفات والقواطع على العلم . وعلى ذلك جرى حال أهل ملة الاسلام فى كل عصر وزمان فتعلم القرآن وتعليمه ومعرفة معانية المقصود الأهم والمطلوب الأعظم ، لهذا رأينا ما ترتب على ارتياد الطلبة لاحدى هذه الجامعات فى أى مصر من الأمصار من تحتم تعليم القرآن مبدئيا وبغير ذلك لا يتم لهم الانتظام فى سلك طلابها ، هذه بحوث رأينا أن نعرض لها لأهميتها ثم للمناسبة ونذكر الآن ما بمصر والقاهرة من الجامعات العلمية والمدراس وغيرها من العصر الثالث الى العصر الحاضر ولا يفوتنا أن نذكر ما كان قائما منها فى العصر الثانى وإن كان متباينا مع نظائره لتطور الحركة العلمية بأجلى مظاهرها وأتم معانيها .

ا

لمعاهد الدينية الاسلامية بالقاهرة
المدرسة المنكوتمرية



هذه المدرسة واقعة فى القسم الشمالى للقاهرة داخل باب الفتوح بشارع بين السيارج (1) بالحد الغربى الجنوبى منه تجاه حارة ( الفراخة ) نمرة 13 على يمين السالك إلى مدرسة شيخ الاسلام البلقينى ، أنشأها فى أواخر القرن السابع الهدرى ، كملت فى ( صفر 698 – نوفمبر 1298 ) بجوار

---------------------------------------------------------------------------
(1) عرفت فى صدر الدولة الفاطمية بحارة الريحانية والوزيرية نسبة لطائفتين من طوائف العسكر الفاطميين نزلتا بها ثم عرفت بحارة بهاء الدين وزير صلاح الدين لسكناه بها
--------------------------------------------------------------------------=
بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: 1- مشيخة الأزهر والجامعات الإسلامية فى بلاد المغرب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء ديسمبر 07, 2021 7:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114



داره ، الأمير سيف الدين منكوتمر الحسامى نائب السلطنة واحد امراء مصر فى ذلك العهد لتكون معهدا علميا ملحقا بالجامعات العلميى المصرية لتدريس الفقه على مذهب الامامين مالك وابى حنيفة وعين فى مشيختها الشيخ محمد بن ابىالقاسم بن جميل التونسى المالكى وفوض اليه النظر فى شؤون طلبتها وكون لهامكتبة جمعت كثيرا من مختلف المصادر من كل فن لرجوع من شاء اليها وأوقف عليها أوقافا جمة – وكان المنشىء لها المذكور فى بادىء أمره من مماليك الملك المنصور حسام الدين لاجين المنصورى قبل أن يعتلى أريكة عرض مصر فلما تملك أغدق عليه نعمه وولاه أمارة مصر ثم جعله نائبا عنه فكان له مكانة عليا عند المصريين واشتهر عنه سوء الخلق والشدة فأرهب جانبه وما برح كذلك حتى قتل مولاه السلطان فلحق به على الفور من أيدى من كانوا يترقبون اغتياله للأمن من مخاوفه وبأسه وذلك فى ليلة الجمعة 10 ربيع الاول سنة 698 – فظلت هذه المدرسة تحت نظر ورثته إلى أن كان أوائل القرن التاسع الهجرى فتقرر فى مشيختها مضافا إلى مشيخة الأزهر ومشيخة جامعات اخر شيخ الاسلام الحافظ بن حجر ولقربها من داره كان كثيرا ما يرتادها حتى آل الأمر ان نسبت اليه فعرفت بمدرسة ابن حجر وحفظ هذه النسبه الى يومنا هذا فيقل زاوية ابن حجر – وقد عفى اثرها وبقى منها أطلال دارسة ، ومما يستغرب له أن بعض معاصرينا من شيوخ المؤرخين وأستاذة الطبوغرافيا استشكل عليه معرفة هذه المدرسة فتوهم انها زاوية العسقلانى القائمة بشارع الخراطيبن نمرة 16 بباب الشعرية على يسار السالك منه الى سويقة الدريس وخط المقسم وباب البحر والفوطية ( انظر خطط على مبارك باشا ج6ص2 فى الكلام علىمدرسة ابن حجر وص 37 فى الكلام على زاوية العسقلانى ولبعض معاصرينا القائمين الحياة الآن وهم كوهم سابقة المذكور والظاهر ان هذا سهو فيما يظهر والله اعلم وحيث ذكرنا ذلك فالمدرسة التى نتج عنها هذا الوهم خى التى ذكرها المقريزى فى الخطط ج 4

زاوية ابن منظور



هذه الزاوية خارج القاهرى بجوار المقس ( المكس – أو المقسم ) عرفت بالشيخ جمال الدين محمد بن أحمد بن منظور بن ادريس بن خليفة بن عبد الرحمن بن عبد الله الكنانى العسقلانى ، ثم ترجمه بأنه كان زاهدا عابدا فقيها محدثا وكانت له ثروة وصدقات ، قال ، ومولده فى ذى القعدة سنة 597 ووفاته بزوايته فى شهر رجب سنة 696 وكانت هذه الزاوية أولا تعرف بزاوية شمس الدين بن كرا البغدادى – هذا ملخص ما ذكره المقريزى عن هذه الزاوية وترجم لها على مبارك باشا فى الخطط ج 6 : 19 ولم يزد عما ذكره سلفه المقريزى على نحو مسلكه فى مؤلفه من التعريف عن تلك الأماكن قديما وحديثا للمقارنة بين الماضى والحاضر ، وللمناسبة حررنا ما ذكر اجمالا تبيانا للحقائق التى لها اهميتها وتفصيل ذلك فى عبارات شتى من مناحى متعددة يرجع اليه فى كتابى المزارات والآثار المصرية وهو القاموس الطبوغرافى الذى يعتبر اعظم وثيقة تاريخية تضمنت كثيرا من تلك الحقائق .

وقد عنينا بذكر هذه المدرسة بادىء ذى بدء لنسبتها للحافظ ابن حجر وذلك لأمرين ( الأول ) أن هذا الرجل من افذاذ العالم أنجبته الديار المصرية فرفع بين ربوعها ألويةالعلم ، فتاريخ أمثال هؤلاء العظماء الذين خدموا العلم والدين ، ودراسة آثارهم ، واستقصاء أحوالهم فيه فتح جديد فى تثقيف عقول الخلف وتهذيب النفوس واصلاحها وتدريبها على الكمال . ( الأمر الثانى ) أن الاسلام يدعونا جميعا أن لا نألوا جهدا فى إحياء ذكريات أسلافنا لاسيما من امتاز منهم بعلم أو خلف لنا اثرا يذكر ، وهذا مبدأ هذه المة الموفقة السعيدة ، وعنا سلكت بقية الأمم هذا المسلك .

فالحافظ ابن حجر أحد أفراد هذه الأمة الذين أوتوا نصيبا من الحكمة العالية بما خلفه لنا من تراث فيجدر بأمة نبغ من بينها هذا الرجل الفذ وتلك الشخصية البارزة أن تتتبع آثاره وتحيى ذكرياته .
وقد مضى على وفاته حتى نهاية هذا الشهر ( ذى الحجة سنة 1352 ) 500 عام هجرى تماما ودهى ليس أمامنا فرصة نحيى بها ذكريات هذا الزعيم الدينى كهذا الظرف سيما وانه جدير بذلك فلقد كان شيخا للأزهر بل شيخ اسلام وقاضى قضاة مصر وخطيبا لجامع عمرو وأمير المؤمنين فى الحديث وشيخ السنة البنوية ومحيى ما اندرس من ثراث اسلافنا وفوق ذلك فقد تناولت الأمة تآليفه التى عم ظلها سائر الممالك فانتفع بها الحاضر منهم والبادى ، هذا ما دعتنى اليه غيرتى الاسلامية وحرصى على تتبع آثار اسلافنا وتحقيقا لرغبة استاذنا الأكبر صاحب الفضيلة الشيخ محمد الأحمدى الظواهرى شيخ الجامع الأزهر فقد رام حفظه الله أن تتسابق ( الاسلام ) إلى احياء هذه الذكريات الخالدة بما ينشر على صفحاتها من آثار لهذه المناسبة لذيوعها فى الممالك الاسلامية – وقد أزمع فضيلته اقامى حفل خاص لهذا الغر - وسنعرض فيما يلى صورا حافلة بماضى هذا الزعيم الدينى الأكبر إن شاء الله تعالى



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: 1- مشيخة الأزهر والجامعات الإسلامية فى بلاد المغرب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 21, 2023 11:26 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114



بناء القاهرة



لا شك أنه يتعذر علينا بعد مضى أكثر من ألف سنة على تأسيس القاهرة ، ان نقف على أسماء جميع أفراد طوائف الحرف المختلفة الذين ساهموا فى بناء القاهرة ، من حجارين وبنائين وملاطين ونقاشين ومزخرفين ، ورخامين ومبلطين وغيرهم ، ممن شاكروا مع هؤلاء من حمالين وعاملين ، وسقائين ، فضلا عن آلاف المعماريين والمهندسين والمخططين أجهدوا قرائحهم فى خلال أكثر من ألف عام ليجعلوا من القاهرة عاصمة لأفريقيا ومركزا رئيسيا للحضارة الإسلامية ومزارا للعالم بأجمعه ورمزا للعلم والمعرفة فى شتى نواحى الفكر .
ففى أعقاب فتح العرب لمصر سنة 18هـ ( 639م ) شيد القائد عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنه مدينة الفسطاط فى سنة 21هـ ( 641م ) ، واختط بها الجامع العتيق وهو المسمى الآ بجامع عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنه ، ثم أختطت القبائل العربية من حوله ، وكان عمرو رضى الله عنه قد ولى على الخطط أربعة من المسلمين للفصل بين القبائل فى تنظيم خطة كل منها وهم

- معاوية بن خديج التجيبتى
- شريك بن سمى الغطيفى
- عمرو بن محزم الخولانى
- جبريل بن ناشرة المعافرى
ولما قام بنو العباس وقضوا على حكم الأمويين ، أنتشأوا حاضرة جديدة لدولتهم الناشئة فى مصر فى مكان عرف فى صدر الاسلام باسم الحمراء القصوى فى شمال شرق الفسطاط والتى ذكرها حسن قاسم فى كتابه أخبار الزينبيات والذى أفرض فيه بالكلام عن سيدتنا السيدة زينب عليها السلام – وفيه أقام العباسيون دورهم وأتخذوا مساكنهم ، وشيد صالح بن على دار الامارة وثكن الجند ، ثم شيد الفضل ابن صالح مسجد العسكر ، وبمرور الأيام اتصلت العسكر بالفسطاط وأصبحتا مدينة كبيرة خطت فيها الطرق وشيدت عليها المساجد والمبانى والأسواق

ومضت الأيام حتى جاء احمد بن طولون إلى مصر وعزم على الاستقلال بالبلاد لكى ينفرد بالحكم ، فرأى ان العسكر لا تتسع لحاشيته فضلا عن أنها تضيق بمطامعه ، فصعد إلى المقطم ونظر الى ما حوله فرأى بين العسكر والمقطم أرضا فضاء الا من بعض المدافن مساحتها كبيرة ، فأمر بهدمها ليقيم عليها قاعدته ، واختفط فى موضعها مدينته الجديدة

القطائع : ووضعت الخطط الأولى لقاعدة الطولونية فى شعبان سنة 256هـ/870م وبعد ست سنوات (876م) قام أحمد بن طولون بوضع حجر الأساس لجامعه الجديد على جبل يشكر ، وانتهى بناؤه بعد عامين ومازال الجامع علما ناهضا فى تاريخ العمارة الإسلامية ، وكان ولا يزال موضع عناية جميع الحكام الذين تولوا الحكم من صيانة وتجدديد لكى يكون أثرا من الإثار الإسلامية المشيدة على أرض الكنانة مصر

وبعد قرابة مائة عام من انشاء عاصمة ىل طولون ، قدم جيش فاطمى من المغرب بقيادة القائد جوهر الصقلى موفدا من قبل الخليفة المعز لدين الله وكان مسيره من القيروان فى 14 ربيع الاول عام 358هـ/قبراير سنة 969م ، وفى 11 شعبان 358هـ/يوليو969م وصل القائد جوهر الصقلى إلى الجيزة – الفسطاط ، فوقفت فى جهة حامية ضئيلة العدد ، وفى اليوم التالى دخل جوهر الفسطاط وتربص فى شمالها ثمانية أيام حتى تكامل حوله جنوده بعد عبورهم النيل من الجيزة إلى الفسطاط

وكان جوهر قد نزل مع جنده فى المناخ الواقع شمال شرقى القطائع ،وأخذ فى وضع أساس القاعدة الفاطمية الجديدة – أى القاهرة . فى نفس الليلة ، وكان ذلك فى يوم الثلاثاء 17 شعبان سنة 358هـ / 7 يوليو 969 م ويؤيد هذا ما ذكره المقريزى فى خططه ، كما وضعت أسس القصر الفاطمة الكبير ( الشرقى ) فى 18 شعبان سنة 358هـ وبدىء فى بيانه فى رمضان فى نفس العام ، وفى يوم السبت جمادى الأولى سنة 358 هـ - إبريل 970م شرع القائد جوهر أيضا فى بناء الجامع الأزهر إلى جانب القصر الكبير وهذا ما ذكره المقريزى فى المواعظ والآعتبار ج 2
وهكذا رأينا القائد جوهر الصقلى فى أيام معدودات بعد فوزه الحربى ، يشيد قاعدة جديدة بأسوارها وأبوابها ودار ملكها وجامعها الأزهر الشريف الذى هو الآن منبع ومنارة الإسلام فى شتى بلاد العالم والذى يأتى له وفود من زائرين وطلبه للعلم والمعرفة من شتى بقاع الأرض ، بل وحفر خندقا من الجهة الشماليه ليمنع القرامطة للقاهرة وكان يهددون مصر

حقا لقد كان عملا رائعا ، ذلك الذى قام به القائد جوهر الصقلى ، مؤسس القاهرة ومشيد الأزهر وفاتح مصر

جوهــــــــــر الصقلى
الذى شيد القاهرة



هو القائد الفاطمة الذى لا يعرف سنة مولده على وجه الدقة ، فيقال انه ولد حوالى عام 918 م ، ويقال أنه ولد عام 911م ويقال عام 928 م ورباه المعز لدين الله واختصه بين مواليه وجعله وزير ثم عينه قائد لجيوشه فى حملة أرسلها الى تاهرت ، وأخرى الى فاس

وجوهر الصقلى هو أبو الحسن جوهر بن عبد الله ويعرف أيضا بجوهر الرومى وكان أهم وأشهر قائد فى التاريخ الفاطمى فهو كما قلنا مؤسس القاهرة الفاطمية بوانى الجامع الأزهر الشريف وهو من اقام سلطان الفاطميين فى الشر فوفتح بلاد المغرب ومصر وفلسطين والشام والحجاز وهو شيعى الأصل ،ن نصبه المعز قائدا لحملة فتح مصر عام 969م فاستولى على الاسكندرية ثم واصل زحفه إلى الجيزة فوقعت فى يده ودخل الفسطاط بعد عبور قواته نهر النيل ، وتم عقد الصلح بين المصريين والفواطم ، وأسس جوهر مدينة القاهرة لتكون مقرا للفاطميين ومركزا لنشر دعوتهم الدينية الباطله وهى الشيعة ، وشيد قصر للخليفة وبنى الجامع الأزهر 970هـ وأقيمت فيه الصلاة لأول مرة فى رمضان سنة 361هــ - 22 يونيو سنة 972 ، ثم توفى جوهر قيادة الجيش الفاطمى للقضاء على أفتكين والحسن زعيم القرامة بالشام سنة 976 ووطد سلطان الفواطم فيها ، ثم عاد إلى مصر عام 979 حيت توفى ودفن بالقرافة الكبرى بالقاهرة .

وقد تكلم العلامة أحمد زكى باشا شيخ العروبة فقال :

تضاربت الطنون بسبب الوصف الذى أطلقه عليه كتاب العرب المتقدمون لامراء ولا جدال ان جزيرة صقلية كانت قد دخلت منذ زمان طويل فى حوزة أمراء افريقية ثم آلت من بعدهم الى الفاطميين ، وفى خلال ذلك الزمان كان قد انتشر فهيا الاسلام أيما انتشار ، وازدهرت بربوعها العروبة أيما ازدهار، فنبغ منها العلماء والفضلاء والكتاب والشعراء وأهل الوجاهة والرفاهية ، وكلهم يعرف بالصقلى نسبة اليها وقد جمع أسمائهم الكثير وتراجمهم الوافيه أحد المستشرقين الطليان وهو العلامة أمارى ( AMARI ) من هذا الفريق كان القائد جوهر والدليل على ذلك ان وظيفته الأولى التى معروفا بها جول حياته وبعد مماته ، انما هى ( كتابة ) السر ، ثم تولى قيادة الجيش ، وقد أوغل فى فتوحاته حتى انتهى إلى المحيط الاطلنطى ، ولما كان الرجل منسوبا الى صقلية وكانت صقلية من البلاد الخاضعة لدولة الروم فى القسطنطينية فقد نسبوه الى هذه الدولة ، وقالوا انه ( الرومى ) كما كان الأتراك الى العهود القريبة ينسبون قضاتهم وأشياخههم ورؤساء الدين منهم الى الروم ، بسبب أن الترك فتحوا بلاد الروم ، فصاروا ينتسبون وينسبون اليها فيقولون انه ( أروام ) ويقولون فلان ( الرومى ) والأمثال تعد بمئات المئات

( يتبع )




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: 1- مشيخة الأزهر والجامعات الإسلامية فى بلاد المغرب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 18, 2024 11:10 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114
مقال عن الأزهر


لن أتكلم عن تاريخ الأزهر جامع وجامعة من حيث التأسيس والتطوير ، ولا عن دوره ونشاطه، ولا عن أروقته وساحاته، ولا عن جهاد رجاله ومواقفهم، و لا عن علومه وفنونه، ولكني أتكلم عن صفحة مجهولة من تاريخ الأزهر، تتبعتها منذ زمن؛ تتردد حول مسامعنا جملة: ( العيد الألفي للأزهر )، فما هي حقيقة هذه الجملة، وكم مر على الشعب المصري والعالم الإسلامي من السنين الطويلة حتى رأى تلك الكلمة حقيقة؟

لقد ظفر الأزهر الشريف بمكانة سامية، وتقدير كبير، فما من أمة في العالم الإسلامي لم تصل إليها أضواؤه، ولم ينلها فيض عطائه، ففي سنة ١٩٣٢م الموافق ١٣٥١ هجري أقامت جامعة غرناطة بإسبانيا احتفالا بديعا، بمرور أربعة قرون كاملة على تأسيسها، ودعت الجامعة الأزهرية إلى هذا الاحتفال العظيم، فناب عن الجامعة حضرت الأستاذ محمد خالد حسنين بك، كبير مفتشي العلوم والآداب بالأزهر الشريف، وألقى محاضرة قيمة باللغة الفرنسية،بعنوان:(أقدم جامعة في العالم)تكلم فيها عن:
عن الأزهر الشريف من حيث تأسيسه، وطريق التعليم فيه، وعن شيخ الأزهر، واللوائح والقوانين، و مراحل التعليم بالأزهر الشريف، والمواد التي تدرس في كل مرحلة.
وعن المعاهد الأزهرية في ذلك الوقت، وعن سكن طلبة الأزهر، ثم ختم المحاضرة بذكر تاريخ المكتبة الأزهر، وميزانية الأزهر.

وبعد مرور عدة أشهر من هذا الاحتفال خرج واحد تغذى على موائد علماء الأزهر، وارتشف من مناهله العذبة حتى تخرج من الأزهر، وأصبح من حملة الأقلام، انضم الي تلك الحملات الطائشة ضد الأزهر الشريف، فكتب مقالا بملحق السياسة الاسبوعية بعنوان:( تأخر الفكر الديني في مصر الأزهر)، قال فيه:
(بعد عشر من السنين أو ثمان تتم السنون الألف على الأزهر، فهو على ذلك أقدم جامعة في العالم الآن، ولنا أن نفخر به وبعمره الطويل، هذا فخر عظيما، ولكن المباهاه بالعمر الطويل لا تكفي إلا إذا كان لها سند من الفخر بالعمل الجليل والنفع الجزيل، وقد تكون المفاخرة بالعمر الطويل وحده باعثة على الأسف والحزن الشديد، وليس الأسف والحزن على أن الأزهر قد قطع هذه السنين لم يؤد فيها ما يجب أن يؤديه معهد جامع، بل الأسف المزيد، والحزن الشديد على أن هذا الأزهر لا يؤدي ما يجب أن يؤديه معهد جامع للدراسات الدينية واللغوية...).

لقد اتهم هذا الكاتب بأن الأزهر لم يؤد واجبه الديني واللغوي طيلة ١٠٠٠ عام، وأن كل مفاخر الأزهر هي مرور ١٠٠٠ عام فقط؛ وكأنه قال ليست لنا حاجة للاحتفال بالعيد الألفي للأزهر.
وقد كتب واحدا من علماء الأزهر مقالا رد فيه على هذا الكاتب، والمقال نشر في مجلة الإسلام.

و في ٢٢ يونيو سنة ١٩٣٣م , نشر الأستاذ المؤرخ عزيز بك خانكي، مقالاً في الأهرام عنوانه: ( ذكرى مرور ١٠٠٠ سنة على تأسيس القاهرة والجامع الأزهر ) .

و كان يبقى على تمام الألف سنة ست سنوات، وقد دعا في مقاله إلى تأليف لجنة من كبار المفكرين للتحضير لمهرجان عظيم للاحتفال بألفية القاهرة والأزهر، بحيث يعكف رجال العلم في مصر لكتابة تاريخ الألف سنة , وندعو لحضور كبار رجال العلم في أوربا وأمريكا والبلاد العربية.

ثم كان في اليوم التالي أن نشر الأستاذ داود بركات بك _ رئيس تحرير جريدة الأهرام _ مقال يعقب فيه على الأستاذ عزيز بك بقوله : ( مرحباً بالفكرة، واقترح الشروع في ذلك في الحال، بحيث يجتمع رؤساء الأزهر الشريف، ومدير الآثار الفرعونية ،والقبطية،والرومانية، والعربية، ورئيس الجمعية الجغرافية، ورئيس المعهد العلمي، ومدير المعاهد، وعمداء الكليات ومن إليهم، لبداية تنفيذ هذا المشروع، مؤملاً أن يخرج على وصف يتفق وعظمة القاهرة وعظمة تاريخها ) .

ثم إن النسابة الكبير الأستاذ حسن قاسم، قد عني بتحرير تاريخ الاحتفال بالعيد الألفي للأزهر سنة ١٣٥٢هجري، حيث قال في أحد مقالاته:
وفي يوم الأحد ٩ رمضان سنة ١٣٦١هجري الموافق ٢١ ديسمبر ١٩٤٢م، يكون قد مضى على هذا الأثر الخالد ألف عام هلالي، وهو اليوم المنتظر الذي ستبتهج فيه الأمة المصرية بل الأمم الإسلامية بأسرها أيما ابتهاج، بإحياء ذكريات هذه الجامعة الكبرى والمعهد الإسلامي العظيم.

ثم إنه كتب عدة مقالات تحت عنوان:( مشيخة الأزهر والجامعات الإسلامية في بلاد المغرب)، فكتب عن تاريخ الأزهر وعن أثره العظيم في انتشار العلوم والمعارف بين ربوع الشرق كله؛ وقد دار حديث بينه وبين الإمام الأكبر الشيخ الظواهري حول هذا الموضوع؛ وقد بلغ عدد المقالات التي كتبها و تحت يدي منها في مكتبتي قرابة ٣٠ مقال.

ثم كان من مشيخة الأزهر أن أنشأت لجنة سنة ١٣٥٥ هجري لكتابة تاريخ شامل للجامع الأزهر الشريف، استعداداً لعيده الألفي، والذي كان مقرراً له سنة ١٣٥٩هجري، واستدعت لذلك عدد من المؤرخين، وعقدت تلك اللجان بضعة اجتماعات، وتحدثت الصحف عن ذلك، وارتقب الشعب المصري هذا الحدث العظيم، ولكن سرعان ما توقف عمل تلك اللجنة.

ثم بعد مرور عدة سنوات أذاعت الصحف أن مشيخة الجامع الأزهر تنوي أن تضع برنامجاً جديدًا للاحتفاء بالعيد الألفي للأزهر، وأنها ستبدأ قريباً باتخاذ الخطوات العملية لإحياء هذه الذكرى الخالدة؛ وقد كانت للمشيخة عناية خاصة بهذا العيد منذ أعوام، وكان لها برنامج حافل وضعنه للاحتفاء بالذكرى الألفية.
وقد اتخذت بالفعل عدة خطوات عملية في هذا السبيل فانتدبت مختلف اللجان لوضع تاريخ الأزهر ولتنظيم الاحتفال، ودعوة مندوبي العالم الإسلامي، وغير ذلك مما يقتضيه إحياء هذه الذكرى الجليلة.

ولكن هذه الاستعدادات وقفت فجأة؛ وقيل يومئذ إن الوقت ما يزال متسعاً فلا داعي للعجلة في هذا الاستعداد.
وكان هذا القول غريباً في ذاته لأنه لم بين انقضاء الألف عام على قيام الأزهر سوى ثلاثة أعوام.
ثم ضاع وقت الاحتفال بالعيد الألفي للأزهر في موعده.

ثم كانت محاولة من الأستاذ محمد عبد الله عنان أن لفت أنظار أولى الأمر: إلى أن الفرصة ما تزال سانحة للاحتفال بالعيد الألفي للأزهر، وأنه إذا كان الجامع الأزهر قد بلغ عمره الألفي في رمضان سنة ١٣٦١ه، باعتبار أننا نتخذ تاريخ إنشائه أساسا لاحتساب عمره الألفي، فإنه ما تزال ثمة فرصة أخرى، لاحتساب عمره الألفي كجامعة ومعهد للدرس، وهو قد بدأ حياته الجامعية في شهر صفر سنة ٣٦٥ه، وعلى ذلك فإنه يبلغ عمره الألفي على هذا الأساس في صفر سنة ١٣٦٥هجري الموافق ١٩٤٦م.

ولكن هذه الدعوة ذهبت كسابقتها سدى، وانتهى الأمر بأن ألقت مصر على عيد من أعظم أعيادها العلمية والقومية، حجب الإغضاء والنسيان.

والفكرة قائمة واردة تراود المتحمسين لها حينًا بعد حين،ثم جاءت سنة ١٩٧٠ وأصدرت الحكومة المصرية عملة تذكارية احتفالاً بمرور ألف عام على الأزهر سنة ١٩٧٠م،وهو موافق لتاريخ إنشاء الجامع الأزهر بالميلادي؛ استدراكا على ضياع الفرصة للاحتفال بالعيد الألفي للأزهر.

وما زال الكل يترقب الاحتفال المهيب للأزهر الشريف، حتى صدر قرار ١٢٠٤ لسنة ١٩٧٣ بتشكيل اللجنة العليا للاحتفال بالعيد الألفي للأزهر.
وللأسف الشديد قد نسى القوم هذا القرار، ولم يعدوا له العدة ، وضاع الاحتفال بالعيد الألفي للأزهر للمرة الثالثة.

ثم جاء العزم مرة أخرى، وصدر القرار الجمهوري رقم ٢٥٧ لسنة ١٩٨١ بإعادة تشكيل اللجنة العليا للاحتفال بالعيد الألفي للأزهر تحت اشراف رئيس الجمهورية بنفسه، حتى لا يضيع الاحتفال مرة رابعة ؛ وقد حرص الجميع على انجاز هذا الاحتفال التاريخي الكبير.

اتجهت همة اللجنة إلى عديد من الأمور، منها:
١_ فرش الأزهر بالسجاد الجديد الذي عمل خصيصا له.
٢_أعدت وزارة التعمير والإسكان خطة لاصلاحه واعماره وصيانته.
٣_نشطت همة وزارة التربية والتعليم ومدارسها بالندوات والمسابقات القرآنية والدينية والثقافية، وبعرض المسرحيات والفنون التشكيلية بالتعريف بالأزهر بكل صورة ممكنة.
٤_نشطت هيئة المعاهد الأزهرية، والجامعة الأزهرية لمثل ما نشطت به التربية والتعليم.
٥_ أقامت إدارة شئون القرآن بوزارة الأوقاف، وإدارة شئون القرآن بالأزهر مسابقات في حفظ القرآن وترتيله، تداعى للفوز فيها شباب مصر وطلابها، وشباب الشعوب الإسلامية الوافدة.
٦_ شهدت مراكز الشباب وقصور الثقافة في أنحاء الجمهورية مباريات رياضية باسم الأزهر.
٧_ أصدرت مصلحة سك العملة جنية تذكاري لهذه المناسبة.
٨_ صدرت عن هيئة البريد طوابع تذكارية عن الأزهر.
٩_ أعد المركز القومي للسينما عدة أفلام عن الدراسة فى الأزهر قديما وحديثا....
١٠_ شاركت الهيئة العامة للاستعلامات بمجموعات من المطبوعات والبطائق الإعلامية وبعدد خاص من جريدة مصر للسينما.
١١_ أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب سجل خاص عم ألفية الازهر شامل جامع؛ أعد مادته نخبة ممتازة من علماء الأزهر، وجامعات مصر.
١٢_ أصدر الأزهر كتابا بمناسبة الاحتفال، أدلى فيه أصحاب الرأي من أنحاء العالم بخواطرهم وتطلعاتهم نحو الأزهر وتطويره.
١٣_ تداعى عشرات العلميين إلى مسابقة ذات جوائز رصدتها الأمانة العامة للجنة العليا للاحتفال بالعيد الألفي للأزهر في موضوعات عن الأزهر وعن الإسلام، وعن مصر الإسلامية.

باشرت اللجنة العليا للاحتفال بالعيد الألفي للأزهر مهمتها في يوليو سنة ١٩٨١م، وتم الاحتفال المهيب بالعيد الألفي للأزهر سنة ١٩٨٣م ، واحتفلت محافظات مصر ومدنها وقراها من أقصاها إلى أقصاها بالمهرجانات والاحتفالات في مدارسها ومساجدها ومنتدياتها ومراكزها الثقافية والشبابية ، وفي محافلها الشعبية فرحا ببلوغ الوليد عامه الألف، تحدث فيه الجميع بنعمة الله على مصر التي نبت فيها هذا النبت الصالح:( الأزهر الشريف).

حتى قال العلامة الكبير محمد رجب البيومي: من قرابة نصف قرن، ونحن نقرأ في الصحف عن ضرورة للاحتفال بالعيد الألفي للأزهر، فتعقد لجان، وتعد اقتراحات لإنجاز هذا الاحتفال الرائع، ثم يمضي الوقت دون تنفيذ، ولكننا اليوم نرى دعوة جادة صادقة لهذا الاحتفال، ونرى اهتماما مشهودا، يؤذن بالجدية المثمرة.

تلك لمحة عابرة من السياحة والسباحة حول التأريخ للعيد الألفي للأزهر الشريف؛ رأينا فيها صفحات من تاريخ الأزهر مجهولة.
رحم الله علماء الأزهر الأبرار، ورضي عنهم، فهم أئمة الهدى، وجبال الملة، وأعمدة الشريعة، العارفون الصالحون.

و كتبه:
أحمد إبراهيم المنياوي الأزهري



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 50 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 13 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط