موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 6 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: تاريخ المنابر للنسابة حسن قاسم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أغسطس 13, 2020 1:14 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112



تاريخ المنابر فى الإسلام
للنسابة حسن قاسم


مجلس الرسول ( اللهم صلى وسلم وبارك وأنعم على حضرته وعلى آله وصحبه وسلم )

جدير بنا قبل أن نتكلم على تاريخ المنابر فى الإسلام ونشأتها وتطورها ، أن نعرف لمجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لعلاقته بهذا البحث

لم يتد للكتابة فى هذا الموضوع بنوع خاص – غير أستاذنا فضيلة الشيخ الطاهر ابن عاشور شيخ الإسلامالمالكى بتونس ، فقد نشر بحثا قيما فى مجلة الهدايا الإسلامية ، العاشر من اكتوبر سنة (1358 هـ / 1938 ن ) فصل فيه الكلام تفصيلا على مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم فى بيته وفى مسجده وفىغير ذلك ، ومن هذاالبحث يتبين لنا جليا أن المنبر النبوى لم يكن يوما من الأيام مقعدا لحضرة النبى صلى الله عليه وسلم يجلس فيه للأحكام أو لغيرها ، وإنما كان يستعملهفى الخطابة الجمعية وغيرها وحسب .

ولكن تقف معى على تقرير هذه الحقيقة يحسن أن ألخص لك عيون هذا الحديث ؛ بيد أنى أقول أولا : جاء فىكتاب الدلالات السمعية لأبى الخزاعى ؛ رواية عن أبىهريرة وأبى ذر ، فى صفة الدكة التى كان يجلس عليها حضرة سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم ، ونصها :

( كان صلى الله عليه وسلم يجلس بين ظهرانى أصحابه فيجىء الغريب ولا يدرى أيهم هو حتى يسأل ، فطلبنا منه أن نجعل له مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه ، فبنينا له مكانا من طين ، فكان يجلس عليه ، وتجلس بجانبه ) وقد أخرج مسلم هذاالحديث عن أبى هريرة فىكتاب الإيمان ؛ فى قصة مجىء جبريل إلى حضرة النبى صلى الله عليه وسلم وسؤاله له عن الغسلام والإيمان والإحسان إلخ ... وأخرجه البزار وأخرج مسلم عن حميد بن هلال ، قال أبو رفاعة العدوى : ( انتهيت إلى النبى صلى الله عليه وسلم وهو يخطب ، فقلت يا رسول الله : رجل غريب يسأل عن دينه لا يدرى ما دينه ، قال : فأقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته ، حتى انتهى إلى ؛ فأتى بكرسى حسبت قوائمه حديدا ، قال : فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يعلمنى مما علمه الله ، ثم أتى خطبته فأم آخرها ) .

وقد روى النسائى والطبرانى هذا الحديث بمعناه ، وهو عند البخارى فى الأدب المفرد : وأن هذا الكرسى الذى كان قوائمه من حديد – كان يجلس عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فى المسجد .
وفى الصحيح أن عبدد الله بن مسعود كان خادم وسادته صلى الله عليه وسلم وقد كان لحضرة النبى صلى الله عليه وسلم عدة وسائد ؛ منها ما يجلس عليها فىالمسجد النبوى ، ومنها ما يجلس عليها فى بيوته ، وما يحمل فى الأسفار لجلوسه .

وكان من أخلاقه الشريفة صلى الله عليه وسلم إذا أتاه زائر أو وافد أجلسه عليها ، فعل ذلك مع سليمان الفارسى – حينما قدم عليه – ودخل عليه وافد من العرب يريد الإسلام ، يقال له عدى بن حاتم ؛ وكان حضرة النبى صلى الله عليه وسلم إذ ذاك جالسا عليها ، فلما دخل عليه ألقى إليه الوسادة وجلس هو على الأرض ، فلما شاهد العربى ذلك من حضرة النبى صلى الله عليه وسلم ، قال : أشهد أنك لا تبغى فى الأرض علوا ولا فسادا ثم أسلم (أخرجه الحاكم فى المستدرك بإسناد صحيح )

وذكروا فى صفة هذه الوسادة أنها كانتمن حرير ن وكانت له وسادة أخرى مثلها يتكىء عليها إلى الحائط .

وروينا – أيضا من كتب السيرة والمصارد الحديثة أن حضرة النبى صلى الله عليه وسلم كان له مجلس آهر يجلس فيه على شرف عالى ، ومجلس آخر يجلس فيه داخل فسطاط ؛ فالأول كان يقام عند حضورة صلى الله عليه وسلم فى المجالس العلمية التى كان يتبارى فيها الأدباء والعلماء بأدبهم وعلمهم ، والثانى كانيقام وقت الحرب ، وكان يقال له العريش .


( يتيع )


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تاريخ المنابر للنسابة حسن قاسم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أغسطس 13, 2020 1:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112


هذا الذى ذكرناه إلى جانب ما سيذكر بعد يبين لنا كيفية مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مسجده وغيره ، ويقول أستاذنا فىمبحثه الذى أنشرنا إليه : ( إن من مارس الحديث والسيرة لا يشك فى ان مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى يلتف حوله فيه أصحابه وتجرى فيه معظم أعماله فى شئون المسلمين إنما كان بمسجده ، وأن ما عداه من الأمكنة التى ورد فى الآثار حلوله فيها ، إنما هى مقاعد كان يحل فيها قبل البعثة وبعدها قبل ا لهجرة ، وبعدها قبل أن ينظم أمر المسلمين ، أو بعد ذلك فيما بعد الهجرة لعوارض تعرض من زيارة أوضيافة اوعيادة أوقضاء مصالح او نحو ذلك ، فقد جلس قبل البعثة وهو بمكة فى دار ابن جدعان ، وفى المسجد الحرام ، وآوى إلى غار حراء يتحنث فيه بإلهام من الله تعالى استئناسا بالوحى ، وجلس بعد البعثة فى درا الأرقم بن أبى الأرقم وفى شعب أبى طالب مدة القطيعة ، وسكن دار أبى أيوب الأنصارى عندمقدمة المدينة ، وجلس بمسجد قباء قبل بناء المسجد النبوى ؛ ولم يلبث أن بنى مسجده ، فكان مجلسه بعد فى ذلك المسجد ، فيما عدا أحوالا تعرض ، مثل خروجه إلى بنى عمرو بن عوف للإصلاح بينهم ، ( ثم قال شيخنا ) ( ثم إن تعيين مكان جلوسه من المسجد لم يجر له ذكر فى كلامهم ، والذى يظهر لى أنه كان يلزم مكانا معينا للجلوس لينتظره عنده أصحابه والقادمون إليه ) م، ثم استدل على أن هذا المكان المعين هو ما بين المنبر وحجرة عائشة ، وهو الملقب بالروضة ( أنظر أدلته الأربعة من الصحيح على ذلك )

ثم فصل الكلام على هيئة المجلس النبوى ، فدل على أن الآثار الواردة فى هذا الصدد تنص على أن المجلس كان إما على صوة الحلقة الواحدة ، وإما الحلق المتجاخلة ؛ كما يدل عليه حديث أبى واقد الليثى المخرج فى صحيح البخارى .

وكان مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه الحلقة فى وسطهم ، كما دل عليه حديث ضمام بن ثعلبة السعدى .

وذطر فى صفة جلوسه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجلس إما محتبيا أو متربعا أومتوسدا أو متكئا على حسب الروايات الواردة ... إلى آخر ما بسكه فى هذا الحديث ، ارجع إلى المصدر المشار اليه .

وكما كانمجلس الرسلو صلى الله عليه وسلم على هذا الصفة ، كذلك كان مجلس أصحابه ؛ أبى بكر وعمر وعثمان وعلى ومعاوية ؛ بل كان لكل من هؤلاء مقعد خاص يشبه السرير ، عدا معاوية ، فقد أمتاز مقعده امتيازا جعله فى حكم عروش الملوك ، تبعا لنظام العمران الذى استعت دائرته فى زمنه

وكان علماء الصحابة ؛ كابن عباس وابن مسعود وغيرهما ، إذا جلس أحدهم للدرس أو لغيره جلس متوسدا على أحسن ما يكون من الوسائد ، حتى ذكروا أن وسادة ابن عباس كانت مطرزة بزخرفة تمثل عصافير ، وأخرى نباتية.

هذه النصفو التى قدمناها فى صفة مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده تدحض الرأى القائل بأن المنبر ذا الدرجتين الذى اتخذه حضرة النبى صلى الله عليه وسلم فى بادىء الأمر لم يكن سوى المكان الذى يجلس فيه النبى صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الأولون عندعقدهم المجالس ، أو فى أيام الأعياد أو عند النظر فى الشئون العامة

على أننا لو اتخنا من هذه النصوص التى قدمناها جميعا – نصا واحدا لا ينهار هذه القالة ، لكان فيه مجزأة ، وهو حديث الرجل الذى دخل عليه حضرة النبى صلى الله عليه وسللم يسأل عن دينه ، وكان قائما يخطب على المنبر ، فتنحى عنه ودنا منه وعلمه أمور دينه ، ثم عاد إليه فكمل خطبته التى كانت أشبه شىء بمحاضرة كان صلى الله عليه وسلم يلقيها فى ذلك الوقت على الصحابة ؛ تثقيفا لعقولهم ، وتهذيبا لنفوسهم .

لو اتخنا هذا النص وحده لكان كافيا لنقض هذه النظرية ، وقلبه ارأسا على عقب ...

وإذ قج وضخنا ذلك توضيحا لا غبار عليه ، فنذكر بالتالى حيثنا عن المنابر الاسلامية ونشأتها .
( يتبع )


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تاريخ المنابر للنسابة حسن قاسم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أغسطس 13, 2020 2:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112


المنبر فى الاصطلاح اللغوى

المنبر بالفتح والكسر – والفتح أفصح – لفظ عربى لحمة وسدى ، اشتق من النبرة وهو الارتفاع ، يقال : نبر ؛ أى ارتفع ، ومنها قولهم تسمع نبرات صوته ؛ أى ارتفاعاته ، وقد تواطأت كتب اللغة العربية جميعها على ما ذكر .

وهذا القول يدحض الرأىالقائل بأن هذا اللفظ يمت إلىالحبشية ، أو غيرها من اللغات الأجنبية .

منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا نريد أن نفيض القول فى إيراد كل كل ما ورد من الاختلافات فى نشأة المنبر النبوى فى المصادر الحديثية ، ولكنا نكتفى منها بما صح لنا من هذه الر وايات

جاء فى صحيح البخارى عن جابر ، أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أجل لك شيئا تقعدعليه ، فإن لى غلاما نجارا ، قال : إن شئت فعملت له المنبر ، فلما كان يوم الجمعة قعد النبى صلى الله عليه وسلم على المنبر الذى صنع له

وأخرج ابن سعد فى الطبقات عن أبى بن كعب عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى إلى جذع ، إذ كان المسجد عريشا فكان يخطب إلى ذلك الجذع ، فقال رجل من أصحابه / يا رسول الله ، هل لك منبرا تقوم عليه يوم الجمعة حتى يراك الناس وتسمعهم خطبتك ؟ قال نعم ، فصنع ثلاثة درجات ... إلخ الحديث

هذه هى الرواية التى يجب أن يعتمد عليها فى هذا الباب ؛ وما خلالها فلا يمكننا بحال ا، نتخذخ حجة على نشأة المنبر النبوى ، وثمة رواية أخرى من حديث بريدة ، وهى إن اختلفت فى الألفاظ اختلافا بينا فإنها ذات معنى واحد ( أنظر مسند الدارمى ) ، إلا أننا نرجع رواية البخارى وابن سعد على رواية الدارمى لصحتها عندنا ، ومجموع هذه الروايات قد أبهمت اسمالصانع لهذا المنبر ؛ لكن رواية البخارى أفصحت بأنه غلان أنصارى ، وكان فى الوقت الذى ينسب فيه لهذه المرأةالأنصارية يحترف صنعة النجارة ؛ ولهذه الرواية معضد آخر من حديث سهل بن سعد ، وهى فى مسند الامام أحمد كما أن رواية ابن سعد قد أثبتت من وجه لا يقبل الشك – أنه صحابى من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

يتبع




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تاريخ المنابر للنسابة حسن قاسم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أغسطس 13, 2020 2:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112



ولقد أثار هذا الإبهام فريقا من علماء الحديث وغيرهم ، فذهب بهم الحدس والتخمين إلى أقوال شتى فى اسمه ، فيسميه الطبرانى ( إبراهيم ) وقيل : ( باقوم ) وعلى رواية الطبرانى هذه ترجم الحافظ ابن حجر فى الإصابة لإبراهيم ولباقوم ، فذكر أن أحدهما هو الذى قام بصنع المنبر النبوى ، لكنه إزاء هذا خرج من إسناد هذه الرواية راو كذاب وهو العلاء بن سلمة الرواس ، وسماه ابن سعد كلابا وجعله مولى للعباس بن عبد المطلب

وذكر فى موضع آخر أن صانه المنبر هو تميم الدارى ، وعلى هذه الرواية تابع القلقشندى فى صبح الأعسى ، وزاد من وحيه وإلهامه : أن تميما دفعه على هذا رويته لمنابر الكنائس بالشام مع أن ابن سعد فىالطبقات رواى هذا الحديث ، لم يذكر هذه العبارة ، بق نص قوله : ألا أعمل لك منبرا كما رأيت يصنع بالشام ؟ قال راوىالحديث / فشاور رسول الله صىل الله عليه وسلم المسلمين فى ذلك فرأوا أنيتخذخ ، فقال العباس بن عبد المطلب : أن لى غلاما يقال له كلاب أعمل الناس ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مره أنيعمله ، فأرسله إلى أثلة بالغابة ، فقطعها ثم عمل منها درجتين ومقعدا ( الحيث ( 14 – 2 طبقات )

وقد أفصحت هذه الرواية من وجه واضح أن الصانع الذى اختاره حضرة النبى لعمل منبره – مسلم ، واسمه كلاب ، وكان غلاما لعمه العباس

وهذا ما خرجنا به من هذه الرواية ؛ فلاتميم صانعة ولا غيره .

وهذا النصف لمي ينفرد به ابن سعد ، بل هو رواية كل المحثين ، فمن أين للقلقشندى هذا اللفظ ؟ إن مفهوم هذا الحديث يدل على أن تميما أراد من قوله هذا زيادة الاعتناء بصناعة المنبر ، إذا إن صناعة النجارة بالشام كانت أروج وأحكم منها فى المدينة النبوية .

هذا ما يقال توضيحا لذلك ؛ وعلى فرض الأولى ، فقد بى حضرة النبى صلى الله عليه وسلم صنع منبره بالشام ؛ لبعد الشقة من جهة ولهذه الفكرة – لوصحت – من جهة أخرى

أما السيوطى فقد جعل صانع المنبر النبوى تائها بين ميمون ، وباقوم أو باقول ، وصباح ، وقبيضة وكلاب وتميم ومينا ، وجزم بأنه كان فى سنة سببع ، أوثمان من الهجرة ( أنظر التوشيخ له )


( يتبع )


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تاريخ المنابر للنسابة حسن قاسم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أغسطس 13, 2020 4:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112



ونحو ذلك لابن رشد فى المقدمات ، إلا أنه اقتصر على ذكر ثلاثة ، منهم

سعد بن عبادة ؛

أو غلام المرأة الأنصارية ،

أو غلام العباس

ثم عقب ذلك بقوله : ولعلهم اجتمعوا كلهم على عمله ، وزاد ابن بشكوال آخر ، جعله مولى للعاصى ابن أمية ، وقد انفرد بهذا ، كما انفرد به غيره فيمن ذكرنا


ولقد كان لهذا التضارب فى الرأى الذى دفعه حب الفضول وعدم التبصر ، أثره السيىء مقلدين وفرنجة ، فراح معظمهم يفرض الفروض والاحتمالات ويقيس بين المنابر الكنائسية والمنبر النبوى ، إلى غير ذلك

لو سلمنا جدلا بهذا لأمكننا أننقول إن المنبر النبوى كان مع هذا من الضخامة والارتفاع وإتقان الصنعة وإمكامها بمكان ؛ إذ إننا بهذا القول يمكننا الجزم بأنه عمل على نسق منابر الكنائس التى بالشام وغيرها ، لأنه محال أن تكون منابر الكنائس – إن ثبت لدينا وجودها فى ذلك العهد – كانت عبارة عن قطعة خشب تتكون من درحتين أو ثلاث ومقعدة كتلك الى قام بصنها ذلك الغلام ، فهل كانت هذه الدرجات الثلاث يستعصى عملها على عمل الكرسى الذى عمل لحضرة النبى صلى الله عليه وسلم لجلوسه وكانت قوائمه من حديد ؟ !

أو أعلى المقصورة التى عملت له صلى الله عليه وسلم ليتعرف إليه الواقدون والقادمون ؟

أو على غيرها مما صنع له من المرافق ؟

وهل كانت المدينة بذلك العدد الزاخر من المسلمين تضيق ذرعا عن وجود نجار يستطيع عمل تلك الدرجات .

اللهم إن هذه مغالطة وقلب للأوضاع ، وتشويه للتاريخ ؛ لا ينبغى أنيسود هذا بين عالم بلغ به التمدن ، وحب الإنصاف والميل إلى الفضيلة ووضع الحد فى نصابه مبلغا عظيما

وحسبنا ما قدمناه هنا دحضا لهذه الآراء ودفعا لهذا الافتراء



يتبع


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تاريخ المنابر للنسابة حسن قاسم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة أغسطس 14, 2020 1:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112

قدسية المنبر النبوى


وثد استطعنا أن نخرج من مجموع ما درسناه من الروايات التى خصت المنبر النبوى ، أن هذا المنبر لم ينصب بالمسجدالنبوى، إلا أن فكرة اختمرت فى ذهن الرسول صلى الله عليه وسلم فأراد تنفيذها إثر ما بدت له ، وأنه صلى الله عليه وسلم هو الذى رسم للنجار صورة ما يصنع ، ولماخرجت هذه الفكرة وباتت قيد التنفيذ ، شاور رسول الله صلى الله عليه وسلم ذوى الرأى من المسلمين وأفصح لهم عن مراده ، فرأوا أن يتخذه

ومن هنا تعلم قدسية المنبر النبوى ، ويتضح لك سر ما جاء بخصوصه من الأحاديث التى تخصه من تلك الناحية

تطور المنبر النبوى

كان المنبر النبوى فى بادىء الأمر يتكون من ثلاث درجات ن وكان النبى صلى الله عليه وسلم يهطب واقفا على الدرجة الثانية منه ، فإذا جلس بين الخطبتين أو للأستراحة ، فيما إذا كانت الخطابة من نوع المحاضرات فى غير اوقات الجمعة ، جلس على الأخيرة ، وقد ظل المنبر طوال مدة حضرة النبى صلى الله عليه وسلم على هذه الصفة ، وطوال مدة أبىبكر وعمر وعثمان . فلما كان زمن معاوية زاد فيه ست درجات ؛ فصار عددها جميعا تسع درجات ؛ وهذا أول تطور للمسجد النبوى اقتضته سنة التدريج والعمران ، فبقى على هذه الحالة حتى تقادم العهد عليه فتأكل خشبه فلم يصلح للخطابة عليه ، فاستبدل به المهدى العباسى فى سنة 161 هـ / 777م منبرا آخر ، وأخذ مخلفات المنبر النبوى فأودعها مع الآثار الأخرى بمدينة السلام ، وقد قام خلفاء الدولة العباسية بعد المهدى بتجديد المنبر النبوى كلما اقتضى الأمر ؛ فجدده المأمون فى سنة 202 هـ / 817 م وغيره ، فلما كانت سنة 654هـ / 1256 م واخترق المسجد النبوى ، احترق آهر منبر أقيم فيه من قبل الدولة العباسية ، فتعاون المستعصم مع المعز أيبك التركمانى ملك مصر مع ملك اليمن المظفر فى بناء المسجد النبوى ، فجدد المظفر صاحب اليمن منبرا آخر صنعه باليمن إلى سنة 658هـ / 1259 م ، ثم أببدل به الظاهر بيبرس الأول منبرا آخر أكبر منه ، فما برح هذا المنبر قائما حتى سنة 886 هـ / 1481م .

وفيها احترق المسجد النبوى جميعه للمرة الثانية ، وقد أبكى ذلك المسلمين جميعهم ، وأقيمت فى مصر محزنة هائلة اشتركت فيها كل الطبقات ، فاهتم لذلك السلطان الأشرف قايتباى ، فأصدر مرسوما ملكيا للأمير اشمس الدين محمد ابن الزمن بأن يتوجه إلى المدينة المشرفة ، وأرسل معه عدة من البنائين والنجارين والمرخمين وغير ذلك ، وأمر بإصلاح القبة الشريفة – علىصاحبها أفضل الصلاة والسلام – وإعادتها وتجديد غيرها من الحديد المخرم وكانت قبل ذلك من الخشب ؛ وتغيير المنبر والمآذن التى كانت بالحرم ، وأنشأ هناك مدرسة إلى غير ذلك ، فتوجه ابن الزمن إلى هناك وشرع فى البناء حتى انتهى من العمل فى أواخر سنة 887 هـ / 1482 م ولا تزال آثار هذه العمارة فى الحرم النبوى الشريف باقية للآن ، بارزة للعيان ؛ تحفظ لهذا الملك العظيم أجمل الذكريات وعظيم الآثر .

أما منبر الحرم المكى ،

فهو منبر عثمانى ؛ من الرخام المتقن ، أمر بصنعه السلطان سليمان العثمانى ، وجعل بأعلاه قبة من الذهب وأحكم مهندسه وضعه على طيقة هنسية ؛ بحيث إن الشمس لا تدرك موقف الخطيب لا صيفا ولا شتاء

ومنبر المسجد الأقصى

يعد من أتحف الآثار فىالمنابر الإسلامية ، أمر بصنعه الملك العادل نور الدين محمود بن زنكى الشهيد فى سنة 564هـ / 1168 م وكان أصله بحلب فنقله صلاح الدين بأمر السلطان المذكور إلى المسجد الأقصى وأقامه هناك ، وهو من خشب محشى بالعاج والأبنوس من صناعة حميد بن ظافر الحلبى ، وسليمان بن معالى المصرى ؛ أحد أسرة بنى معالى ، الذين قاموا بصنع تابوت الإمام الشافعى رضى الله عنه كما سيأتى بيانه .

وبالمسجد الأقصى منبر آخر يرجع عهده إلى القرن الثامن الهجرى ، معروف باسم منبر برهان الدين ،

وفى مسجد الخليل

بحبرون منبر يعتبر من أرقى المنابر الإسلامية وتحفة فنية رائعة ، يرجع تاريخه إلى سنة 484 هـ / 1091م ، وهو محشى بزخارف نباتية بلغت حد الإتقان فى الصنعة ، وهو من إنشاء الوزير بدر الجمالى ، أنشأه فى هذه السنة لمشهد الإمام الحسين بعسقلان ، كما جاء بالنص المثبت به فى سبعة أسطر الذى معنا ، وقد ظل بهذا المشهد الحسينى العسقلانى غلى سنة 548هـ / 1153م ثم نقل منه إلىمسجد الخليل ، ومازال به إلى هذا التاريخ . وقدأصلح فيه بعض ما تقوض منه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 6 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 16 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط