مسجد رضوان بك ( المدرسة البدرية )
أثر رقم 365 ( 1057هـ / 1647 م)
هذا المسجد بحارة القربيى ( سوق الخضريين سابقا ) داخل باب سوق دار التفاح ، وعو عبارة عن زاوية صغيرة جددها الأمير رضوان بك الفقارى أمير اللواء السلطانى فى شوال سنة 1057هـ / 1647م ) على أنقاض مسجد قديم يعرف بالبدرى ، نسبة لمنشئه بكتوت البدرى والى الإسكندرية سابقا ( المتوفى سنة 711هـ / 1311م ) وفى جانبه االقبلى ضريح يعزى للأمير رضوان ، وهو للبدرى منشئ المسجد قديما
رضوان بك
ومجدده المذكور ترجم له المحبي فى خلاصة الآثر ، فأفاد انه : ( كرجى الأصل كان فى بادئ أمره من اتباع ( ذو الفقار بك ) ، ثم تعين أمير للحج زهاء عشرين سنة أغدق فى أثنائها على أهل الحجاز وأحسن إليهم وترك فيهم أثارة تذكر له بالخير ، ثم ما لبث ان عزل عن إمارة الحج وقبض عليه وسجن واستصفى السلطان مراد أمواله ، وما برح فى سجنه حتى آل الملك إلى السلطان إبراهيم فأمر بإطلاق سراحه وأعاده إلى مصر ، فلم يكد يسترد وجاهته ومهابته ويستعيد وظيفته حتى حصلت بينه وبين الوزير أحمد باشا جفوة عزله بسببها عن إمارة الحج ، وعين بدله الأمير على بك مدير جرجا ؛ وكان رضوان بك إذ ذاك بالحجاز مع الركب المصرى يؤدى وظيفته ، فأرسله الوزير بدله يحمل كتاب الاستقالة ، فلما وصل إلى الحجاز واجتمع به صدر الأمر من الدولة العلية بعزل الوزير المذكور وتعيين عبد الرحمن باشا فى مكانه ، فتمكن رضوان بك بعد ذلك أن يسترد استقالته من الوزير الجديد ، وما برح على ذلك حتى توفى فى سنة 1066هت / 1656م ودفن بمسجده بالقرافة ، وله من الآثار قصبة الأمير رضوان خارج باب زويلة ، وهى عبارة عن قيسارية تعلوها مساكن وباسفلها حوانيت ، ويتوسطها زاوية أخرى معروفة به ، وفى نهايتهافندق يجاوره مساكن ، وفى مقابله مقعد جميل داخل دار عائشة خاتون ابنة الملك الناص روقد آلت إليه وسكن بها ، وهو مقعد فاخر احترق منذ حوالى خمسين سنة ، ثم أصلح ما تلف منه ، كما جددت القصبة وأعيد سقفها ، وتجدد الفندق وما يجاوره من المساكن ، ونسب إليه ربع الدهيشة خلف مدرسة الناصر فرج تجاه باب زويلة ، وهو من وقف الملك الناصر محمد بن قلاوون على قاعة الدهيشة أو العروسة بالقلعة ، وآل إليه بيت سمندر خاتون فجدده وأصلح ما تخرب منه ، وتحتفظ وزراة الأوقاف بكتاب وقف له مؤرح فى 10 من شوال سنة 1057هـ / 1647 م لهذه العمارة ، وآل إليه أيضا قاعة البدرى وهى التى كانت مشغولة بمدرسة الجمعية الخيرية إلى أوائل هذا القرن
ولم يترجم له الجبرتى فى تاريخه ، بيد أنه ذكره فى ترجمة الأمير حسن أغا بلفيا الفقارى بقوله : ( وغالب أمراء مصر وحكامها يرجعون فى النسبة إلى أحد البيتين ، وهما بيت بلفيا وبيت رضوان بك ، صاحب العمارة المتوفى سنة خمس وستين وألف ثم عقب على ذلك بقوله ( وكان رضوان بك هذا ، وافر الحرمة مسموع الكلمة تولى إمارة الحج عدة سنين ، وكان رجلا صالحا ملازما للصوم والعبادة والذكر ، وهو الذىعمر القصبة المعروفة خارج باب زويلة عند بيته ، ووقف وقفا على عتقائه وعلى جهات بر وخيرات ؛ وكان من الفقارية
ومن ورثة رضوان بك هذا : الأمير حسن بك الفقارى صاحب الدار المعروفة بإنشائه فى سنة 1261ه 1845م ، الثائمة بداخل سوق الخلعيين المعروف سابقا بعطفة ( أمين أغا ) ألا لايبلى وبعطف الحمام وبالسكرية وأخيرا بعطفة القاياتى ، بلصق دار الأمير شيوه كار قادن المجاورة لبيت القاياتى ، وليس هو الأمير رضوان كتخدا الجلفى المتوفى بأولاد يحيي من الصعيد فى سنة 1169هـ / 1756 م كما يتبادر إلى الذهن
وفى مقابل هذا الثر سقاية ماء على رأسى الزقاق المعروف بزقاق رضوان بك ، تنسب إلى الأمير رضوان بط هذا ، والصواب انها من إنشاء يوسف باش شاويش كما يؤخذ من المذكرة التاريخية التى تقرأ فى إفريز بأسفل السقف ونصها :
البسملة : إنافتحنا لك فتحا مبينا – إلى مستقيما .
أسس هذا السبيل من فضل الله تعالى وجزيل
عطائه الغفير ، إلى الله تعالى المرحوم يوسف باش
شاويش سنة 1102
مسجد البدرى
هذا المسجد لم يذكره المقريزى فى الخطط ، واشار إليه فى السلوك فى ترجمة منئشئه بقوله : ( وله مسجد خارج باب زويلة ؛ واقتصار المقريزى على هذه العبارة يدل على أنه لم يهتد إلى هذا المسجد اهتداءه إلى ما ذكره من المساجد فى الخطط ، وسماه السخاوى بالمدرسة البدرية ووضعه بالشارع الأعظم أى فى وضعه الصحيح ، وحدد مكانه من خط الشارع الأعظم كتاب وقف رضوان بك المحتفظ به بقسم محفوظات وزارة الأوقاف المؤرخ باليوم الثانى من ربيع الأول سنة 1053 هـ/ 1643 م وتحتفظ دار الآثار العربية بأثر من هذا المسجد ، هو بلاطة بتاريخ إنشائه ورد فيها ما يلى :
البسملة . أمر بإنشاء هذا المسجد المبارك العبد
الفقير إلى الله تعالى . الجناب العالى البدرى
بكتوت القرمانى الجاشنكيرى المالكى المظفرى
بتاريخ سنة تسع وسبعمائة
(( يتبع ))