مسقط رأس أم المؤمنين مارية القبطية أم سيدنا إبراهيم، ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم
"أهالي المنيا يتباركون ببقايا منزل مارية القبطية".. الدولة أهملته والإيطاليون استولوا عليه..حل عقد الفتيات في الزواج.. السائحون لا يزورون القرية رغم وجود آثار قيمة بها.. والأهالي يطالبون بالاهتمام بها

الغرفة المتبقية من بيت أم المؤمنين ماريا القبطية رضى الله عنها وارضاها
"اخلع نعليك أنت في أرض مقدسة، أرض خطاها الأنبياء والصحابة"، أنت في قرية "حفن" المعروفة -حاليا- بالشيخ عبادة، والتابعة لمركز ملوي بمحافظة المنيا، مسقط رأس أم المؤمنين مارية القبطية أم سيدنا إبراهيم، ابن رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
في مواجهة قرية الأشمونين شرق النيل تقع قرية الشيخ عبادة، التي شهدت ميلاد السيدة مارية بنت شمعون لأب قبطي وأم مسيحية رومية، وظلت بها حتى انتقلت هي وأختها سيرين لقصر المقوقس عظيم القبط، ووالي مصر الروماني.
قرية حفن أو الشيخ عبادة -حاليًا- والتي شرفت بهذا النسب أصلها قرية حفن الواقعة ضمن دائرة منطقة أنصنا، وكانت عبارة عن شريط طويل من الأرض محصورة بين الهضبة الشرقية والنيل ويبلغ عرضه أكثر من ثلاثة أميال ونصف وتمتد لنحو 20 كيلومتر اوكانت تسمى في العصر الفرعوني "أنتينو".
وعندما تم لجيش عمرو ابن العاص فتح مصر، وصل إلى قرية حفن مسقط رأس السيدة مارية القبطية وعرف أنها المنطقة التي جاءت منها السيدة مارية القبطية، أم إبراهيم، ومحل أخواله فأعفى أهل أنصنا وحفن من دفع الجزية وآثر البقاء هناك وقرر بناء مسجد مكان منزلها، ليكون أول مسجد في ملوي وجعله مقر إقامته بعد الفتح.
وقال يحيى زكريا، مدير عام آثار مصر الوسطى السابق: -
إن مبنى السيدة مارية القبطية يرجع للعصر الروماني، ويندرج تحت مبنى البيوت الجنائزية، ويقع في منطقة غير مفتوحة -سياحيا- لأنها منطقة حفائر، لذا وزارة الآثار غير مهتمة بها، مؤكدا أن عدم توافد الزائرين إلى بيت السيدة مارية سببه ليس قبرها، بل هو بقايا منزل عاشت فيه فترة من الزمان.
وأوضح محمد مهدي عبد الرحمن، وشهرته "ضياء مهدي"، أحد أبناء قرية الشيخ عبادة: نحن نتبارك بوجود بقايا منزل السيدة مارية القبطية في بلدتنا، مشيرا إلى أن الشيخ عبادة تضم 4 عصور تاريخية، وهي الفرعوني والروماني، والإسلامي والقبطي، وأنه رغم بركة منزل السيدة مارية إلا أنه لا يوجد زائرون للمكان، بسبب بعدها عن المدينة، بالإضافة إلى أنها إحدى قرى شرق النيل،
إلى جانب افتقادها الإعلان السياحي عن المكان، بالرغم من غنى القرية بالآثار.
وأضاف أن المتبقي من منزل السيدة مارية هي غرفة صغيرة، وتوجد بالجبل بعيدا عن الكتلة السكنية، وأغلب الزائرين من أهل القرية لأجل التبرك بالمنزل، مشيرا إلى أنه في إحدى الأماكن الملاصقة بالمنزل تسمى "الكحروتة" كانت تتبارك بها النساء غير القادرة على الإنجاب، وتذهب إليها رغبة في إنجاب أطفال، موضحا أن بقايا منزل مارية القبطية يحتوي على صورة لها، وموضوع عليها بوابة حديدية كبيرة، مفتاحها مع البعثة الإيطالية، المسئولة عن التنقيب بالقرية، ويمنعون أهالي القرية من الدخول.
الشيخ عبد الرحمن حسن، في العقد الخامس من العمر، يحكي عن معجزات وبركات منزل السيدة مارية القبطية قائلا: "كان هناك فتاة في سن الزواج، ورفضت كل الشباب المتقدمين لخطبتها دون سبب، ومر على ذلك سنتان، وأنها كانت لا تطيق كلمة الزواج، فاصطحبها والدها إلى الحجرة المتبقية من منزل السيدة مارية القبطية، وهناك قرأ الفاتحة للنبي (صلى الله عليه وسلم)، ومن وقتها عادت الفتاة لطبيعتها، ولم تمر 10 أيام إلا وأعلنوا خطبتها".
وأشار الشيخ عبد الرحمن إلى أن أهالي القرية فقط هم من يزورون منزل السيدة مارية، وخاصة المرضى، ولفك الأعمال، والتبارك بالمكان، مطالبا وزارة الآثار الاهتمام بقرية الشيخ عبادة، لما تحتويه من آثار قيمة، تحتاج إلى نظرة من المسؤولين.
http://www.vetogate.com/863503