مشيخة الأزهر والجامعات الإسلامية فى بلاد المغرب







هذا الكتاب للنسابة حسن قاسم والذى بدا يسطره فى مجلة الغسلام فى عددها الرابع للسنة الثانية من نشأتها فى 25 محرم لعام 1353هـ الموافق 20 مايو لعام 1932 م
الأزهر جامعة من أعظم الجامعات الشرقية بل من أعظم الجامعات التى لا تحاكيها جامعة فى سائر الممالك الإسلامية ، نضجت فيها الأذهان وتحررت العقول ، وتغذت بلبان العلم الصحيح واليقين الخالد فلا غرو إذا كان الأزهر هو المعهد الذى له الفضل فى تخريج الواد الأعظم من قادة الأمة ودعاة الإصلاح وأفذاذ العالم .
ولقد جالت أقلام كثير من المؤرخين قديما وحديثا فى جميع نواحية فتناول أغلبهم كثيرا من البحوث التى تعنى بوجه خاص مبدأ إنشائه وما آل اليه فى كل عصر من عصوره وما طرأ عليه من الحواث وما إلى ذلك من الحقائق التاريخية التى لها أهمية – يبد أننا لم نر من هؤلاء الكتاب من أفاض البحث فى ناحية تكاد تكون لها أهميتها فى صفحات مجد ذلك الأثر العظيم ( تلك هى مشيخة الأزهر )
فالحق أن غموض مثل هذه الناحية عن كثيرر من الكتاب ليعد من أشكل المشكلات التى لا يرتاح إليها ضمير باحث .
ولقد كانت عنايتى بالبحث عن استجلاء هذه الناحية موضع أنتباهى قديما فلطالما استنزفت فيها أفكارى ( فعلمت ) يقينا أن هذا العهد الذى كان الغرض الأسمى من إنشائه إنما هو أنتشار العلوم والمعارف بين ربوع الشرق كله ، -
لم تهمل عهدة رآسته إلى مدير يدير شؤونه والا لسادت الفوضى ، إذ لا يصلح الناس فوضى – وهذا يدهى لا يحتاج إلى برهان .
غاية الامر أن الأنظمة التى وضعت لذالك العهد تتباين مع نظائرها فى عهدها الثانى ، وهذا ما جعل المؤرخين بهابون هذا البحث العريض ( ولطلاوة ) ذلك الحديث القيم التذى دار بيننا وبين فضيلة الأستاذ الأكبر شيدى الشيخ محمد الظواهرى شيخ هذا المعهد العلمى الأكبر ومدير شؤونه فى هذا العصر الحالى عصر الأصلاح والتجيد ( فى هذه الناحية )
رأيت لزاما على أن أجول جولة فى هذا البحث إحقاقا للحقائق التاريخية ( فإذا ) وفت فى بحثى هذا واستنتاجى لتلك الحقائق إلى ما يزيح الستار عن تلك الحقيقة المحتجة فذاك ، والا فقد أدت واجبى وسأحاول بعد هذا استطلاع آراء نخبة من الكاتبين على شذرات من تواريخ الجامعات الإسلامية فى بلاد المغــرب ( أفريقيا الشمالية ) والله الموفق.