[size=200]
جامع تنم من رصاص
( تميم الرصافى )
أثر رقم 227 ( سنة 861هـ / 1456 م )
هذا الجامع بحارة السيدة رقم 34 ، بالمنطقة المعروفة قبل الإسلام بالحمراء وبعده بخط السبع سقايات ، نسبة للأسبلة المفردة التى أنشأها الوزير جعفر بن الفرات فى سنة 355هـ / 965 م للسقيا
لم يذكره المقريزى فى الخطط لحدوثه بعده ؛ وسماه على مبارك باشا فى خططه بجامع تميم الرصافى ، وهو الاسم المصحف عن اسمه الأول والذى يعرف به حتى اليوم
ذكره السخاوى فى الضوء اللامع فى ترجمة منشئه ، ومنه استطعنا التعرف إلى هذا الأثر والعصر الذى أنشىء فيه ، وقد كان ستار من الشك والغموض قد لابسه حتى أصبح حلقة مفقودة من آثار القاهرة الإسلامية شأن غيره من الآثار الأخرى فقدمه فريق من المشتغلين بهذا الفن وأخره فريق آخر
والجزء الذى نحتفظ به كأثر من معالم هذا المسجد هو واجهته العمومية ، وجدار بيت الصلاة وبابه ذو الشباك المقرنص ، ثم مئذنته ذات المنظر المألوف فى مآذن هذا العصر ، وهى تشبه لزخارفها ورشاقتها بعض المآذن التى تعاصرها .
أما واجهة المسجد فهى من الحجر ولا تعدو فى بنائها القاعدة المألوفة فى زيارة هذا العصر وإذا اعتبرنا أن منشئ هذا المسجد أنشأه فى سنة 861هـ / 1456م ، وهى السنة التى علا فيه انجمه وتولى حسبة القاهرة ، أمكن أن نضع هذا الأثر إلى جانب الآثار الأخرى المعاصرة له ، بيد أن أظهر ما فيه من ميزات فنية ؛ هى مئذنته الرشيقة ثم بابه بمقرنصاته .
والمدخل إلى هذا المسجد من باب فى طرف الواجهة الشمالى الغربى ، ومنه إلى قاعة يحمل سقفها بعض الأساطين المتخلفة من الأثر ذاته ، وفى صدرها محراب يجاوره منبر ، وفى الجانب القبلى باب يوصل إلى درا الوضوء ن وقد تجددت واجهة هذا الأثر فى سنة 1327هـ / 1909 م وأضيفت إليه دروة مياة حديثة بدل أخرى .
والرغم من أن السخاوى لم يتوسع فى ترجمة المنشىء ، إلا أن ما ذكره بشأنه كان مفيدا جدا بالنسبة إلى ما ذكرناه آنفا ، وظهر من كلامه أنه جركسى الأصل واسمه تنم من بخشاش ، ويقال له تنم من رصاص (هو الاسم الوارد بالسجل رثم 224 المحرر بتاريخ أول شعبان سنة 1122هـ / 1710 م ، حفظ شرعية مصر ) ؛ وكان مملوكا للملك الظاهر جقمق ، ثم تولى حسبة القاهرة فى آخر أيام الملك الأشرف إينال ، وأنعم عليه بأمرة عشرة من الملك الظاهر خشقدم ، ثم ترقى إلى أمير طبلخانه ، وما برح حتى قتل فى ذى الحجة سنة 863هـ / 1459م وقد ختم السخاوى ترجمته هذه بقول : وابتنى جامعا بالقرب من سكنه بالسبع سقايات
ومن هذه الجملة الموجزة امكن أن نعثر على منطقة السبع سقايات ، ونصعها فى موضعها الصحيح الذى أشار إليه المقريزى فى خططه ، وهو يصحح ما وقعت فيه لجنة التسمية بمصلحة التنظيم من خطأ فى إقصاء هذه المنطقة على مكانها الأصلى مع اتجاه نظرها فى هذه التسمية على ما نعلم إلى السبع سقايات الجعفرية لا إلى سواقى الملك الكامل المخترقة خط سكة حديد حلوان .
- بالنسبة للسبع سقايات هى من أخطاط القاهرة على الخليج بجوار قناطر السباع عرف بحكر أقبغا ، وسمى هذا الخط بهذا الاسم نسبة للسبع سقايات وهى عبارة عن سبعة أحواض كانت مخصصة للشرب وكان موقعها على يمين السالك اليوم فى شارع السيد الجوانى ، تجاه مسجد السيدة زينب وفروعها وجنينة لا ظ وشوارعها ، حيث كان النيل يجرى وقت الفتح العربى فى الجهة الغربية من جنينة لا ظ ، حيث الطري المسماة شارع بنى الأزرق وما فى امتداده جنوبا وشمالا ، وأن فم الخليج المصرى كان فى ذلك الوقت واقعا حذاء مدخل الشارع المذكور من جهة شارع الخليج وهذا الخط هو الجوء الشمالى من الحمراء القصوى ويقابله على الشاطىء الأيسر للخليج أرض جنان الزهرى ، حيث خط الناصرية الآن وما فى امتداده الى شارع غيط العدة .
- تنم من بخشاش الجركسى الظاهرى جقمق ويقال له تنم رصاص احد خاصكية أستاذه ، ترقى بعده حتى ولى الحسبة فى آخر أيام الأشرف اينال بالبذل ثم صار أمير عشرة فى أوائل الظاهر خشقدم ثم نقل لامرة طبلخاناه واستمر حتى قتل بيد بعض الاجلاب فى مستهل ذى الحجة سنة سبع وستين وتسعمائة بباب القلة ولم يستكمل الاربعين غير مأسوف عليه ، وكان مليح الشكل شجاعا عارفا متحركا متجملا مع مزيد ظلمه وجبروته وشدة قسوته وانتشار أذاه ولذا زاد جانبك الجداوى فى تقريبة حتى كان من أعوانه وابنتى جامعا بالقرب من سكنة بالسبع سقايات ، وإنما يتقبل الله من المتقين
[/size]