اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6290
|
القباب الإسلامية
وأول نموذج كامل من هذا الوصف يتراءى لنا بوضوح فى قباب جامع عقبة بن نافع الفهرى بالقيروان ومن هذا النموذج أخذت القباب التى شيدت بعد ، وكانت رمزا للفن الإسلامى العربى ، هذا الشكل المضلع واتبعه الفاطميون فى بناء قبابهم ، كما نشاهد فى القباب الفاطمية القائمة بقرافة القاهرة .
منها قبة إخوة يوسف وقبة زينب بنت هاشم الحصواتى وقبة يحيى الشبيه وقبة مشهد رقية ، ثم قبة معاذ الحسينى .
وقد سارت القباب على هذا الشكل إلا النذر اليسير أحقابا طوالا من مدة الفاطمية ، ثم الأيوبيين ، ثم دولة المماليك الأولى ، إلا أنها فى هذه المدة كانت كلما تقادمت فى الزمن أخذ حجم ضلوعها يصغر نوما ما ، ومن هذا النوع قبة الميافارقينى ، المعروف بالقاصد ( 663هـ / 1264 م ) وقبة تكارباى خاتون 664هـ / 1265م ، قبتا علاء الدين أيدكين 683هـ / 1284 م ، قبة سنجر الصوابى 689 هـ / 1290 م .
ثم روعى فى القبة بعد ذلك تناسق الحجم والسعة فى الطول والعرف ، كما يتضح مما نشاهده من مجموهة القاب الأجريبة المضلعة ، ومنها قبة قراسنقر الجمالى 700هـ / 1300 م ثم قبتا سلار 703هـ / 1303 م وقبة مغلطاى الجمالى 730هـ / 1329 م ، ناصر الدين أمير آخور 732 هـ / 1331 م ، خانقاه قوصون 836 هـ / 1435م ن بلبان القرافى 736 / 1335 . الطوان قش 742 هـ / 1341م ، طاشتمر 742 / 1341 ، أم أم أنوك 744هـ / 1343م ، أصلم 745هـ / 1344م ، وهذه والتى قبلها تمتازان بطراز من الفضة يغطى رقبتيهما من الخارج ، قوام زخرفته كتابة قرأنية بيضاء على أرضية سوداء وزرقاء ، قبة تمارى 751هـ / 1350 م ، شيخو 756هـ / 1355 م ، تتر 761هـ / 1359 م ، طلبية 765/ 1363 ، كزل الناصرى 801/ 1368 وهذه القبة هى الأول والأخيرة التى بنيت على هذا الطراز
ثم روعى فى بناء هذه القباب جميعها الآجر والتضليع بأحجام متناسبة
ثم أخذت القباب تسلك طريقا آخر ؛ فبنيت من الحجر ظاهرا وباطنا ، بعد أن كانت تبى من اللبن او الآجر
وأظهر مثال لهذا النموذج الحجرى المضطلع نشاهده فى مجموعة القباب التى يصح تسميتها بالقباب التترية ؛ التى ابتدأت تظهر بمصر فى أوائل القرن الثامن الهجرى ، وكان لظهورها أثر فى تطور القباب تطورا آخر ، ظهر أثره فى أوائل القرن التاسع إلى أواخر عهد المماليك إلا نادرا
وقد كان ذلك التطور مدعاة لتحسن القبة تحسنا بلغ الغاية ؛ فبعد أن كانت القبة حالية من الزخارف الهندسية أصبحت فى هذا العصر بالغة فى الزخرفة والتنسيق مبلغا عظيما ، وربما غشى ظاهرها بالقاشانى الأزرق وأو الأخضر ، متجمعا او منفصلا ؛ كقبة مدرسة الغورى ؛ وقبة أزرمك الناشف وقبة سليمان باشا ؛ المعروفة بالشيخ سعود بسوق السلاح
وهذه ميزة امتازت بها القباب فى ذلك العصر ، وقد سبقتها إلى نفس هذه الميزة بعض القباب المتقدمة مثل قبة أم أنوك وقبة أصلم السلحدار
وبالرغم من هذا فتوجد قباب أخرى بعطس ذلك ؛ أمثال القباب الآجرية التى تسودها البساطة من الخارج ، وهى فى الداخل حافلة بشتى الزخارف والنقوش الكتابية وغيرها كقبتى يشبك الدوادار وقبة حسن الصنجق وقبة أزدمر وغيرها .
وثمة نوع من القباب ظهر فى اوائل القرن العاشر والحادى عشر ، وهى القباب الحجرية الصماء ، أمثال : قبة قرقماس 917هـ / 1511م ، وقبة ابراهيم البوسنوى ،وقبة شمس الدين عبد الباقى ، وقبة على كتخدا البركاوى ن وقبة الميرغنى ، ثم قبة عمر أغا 1063هـ / 1652م وغيرها
والقباب فى هذا العهد مزيج مما ذكر ؛ فتجد فى قبة المشهد الزينبى نموذجا من قباب أوائل واواسط القرن التاسع وقبة المشهد النفيسى أواخر القرن التاسع وأوائل القرن العاشر وفى قبة عبد القادر باشا حلمى ومحمود باشا الفلكى أوائل القرن الحادى عشر
كما تج قبابا اخرى خرجت عن القاعدة الشائعة ؛ كتلك القباب الحديثة التى نشاهدها على مدافن الطبقة العليا ، ومنهاقبة شاهين باشا بشارع الامام الليث ، فإنك تجد فيها لونا غريبا هو تالك الأقبية التى تحيط بها ، ثم المآذن الأربع التى تكتنفها من جوانبها الأربع
وتذكرنا هذه القبة بالنظر إيها بقبة طاهر باشا ؛ مدير مصحلة الجمارك المصرية فى عهد محمد على باشا 1233هـ / 1817م بشارع العتريس رقم 8 قسم السيدة وهى قبة تركية لحمة وسدى ، ولها نظائر فى قباب أخرى فى مساجد كبيرة عثمانية
وأغرب منها ما نشاهده فى القبة التى بناها الشيخ أحمد سرى شيخ الخانقاه البكتاشية
فإنن هذه القبة مع غرابة فنها تجد فيها ضربا من الفن ، جمع ميزاتكثيرة منها تلك الأحزمة الحجرية التى تمنطق ظاهرها ، كذلك ظاهرها ، وإن كانت البساطة تسوده ، فإن ذلك التربيع الهندسى الظاهر أكسبه جمالا وروعة
كذلك مقرنصات باب القبة نفسه ثم هيئتها ...الخ
كل ذلك قد يعطينا فكرة عن دخول فن جديد فى هذه الآونة الى الفن الاسلامى المصرى لعله من ألبانيا الإسلامية
وثمة نوع من القباب ذات المناورة ، وليدينا منها قبة جوهر المدنى ثم قبة عبد الرءوف المناوى ثم قبة أخرى
ومنها نوع آخر صغير محمول على أسطوانات او دعامات ، وقد يكون مثلث الشكل فى بعض الأحيان كقبة سليمان الوكيل ، ومصطفى جالق ،والمزنى وعثمان كتخدا وغيرها ، وهذه القباب لا تمت الى العربية الاسلامية بشىء فيما يظهر ، ولها نظائر فى قباب تركستانية روسية وغيرها
ومنها نوع آخر تسوده البساطة من الخارج وتكثر فيه الزخارف من الداخل ، إلا أنه ذو شكل مخالف لما ذكره ، أمثال القباب القلاوونية السلطانية : كقبة المدرسة المنصورية ( القبة القائمة الآن حديثة بنيت عل ىنسق الأولى من النماذج الباقية من هذا النوع ( وقبة مدرسة الناصر حسن والأشرف خليل ، وهى أقدم ما وجد من هذا النوع ن وقد كان هذا النوع فيما يظهر مقصورا على القباب السلطانية ؛ فإنك لا تجد إلا فى بنايات الملوك ، أما الأمراء والوزراء فلا تجد فيها إلا القباب المضلعة الآجرية
ونستطيع ان نحول أنظار القارئ إلى ما سنذكره من مميزات كل قبة من هذه القباب على حدة فى ذكرنا للآثار التابعة له
وحسبنا هنا أ،نا بينا أصل فكرة القبة واتخاذها فى المساجد ومبدأ إقامتها على الأضرحة
(( يتبع ))
|
|