#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(112)
وهنا سؤال , وهو لِم قيل هنا الرحمن؟
شرح ذلك في كتابنا سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في الزمان والمكان بإذن الله.
إذاً أول من خلق الله هو أول من عبده, وأول العابدين هو سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ,
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: ( : قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ)
(الزخرف 81)
يَقُولُ: «لَمْ يَكُنْ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الشَّاهِدِينَ»
وكلام " ترجمان القرآن " واضح: لم يكن للرحمن ولد : لم ؟؟
لأني أنا أول الشاهدين: العابدين
فليس للرحمن ولد.
الشهود يعني الشهود, الشهود هو الحضور.
قال العلامة الألوسي: "إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً على جميع المخلوقات إذ كنت أول مخلوق، ومن هنا أحاط صلى الله عليه وآله وسلّم علماً بما لم يحط به غيره من المخلوقات لأنه عليه الصلاة والسلام شاهد خلق جميعها، ومن هذا المقام قال عليه الصلاة والسلام: «كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد».
قلت: ومن هذا الباب أيضاً قول الله عز وجل:
(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162)
لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)
(الأنعام 162-163) .
( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ)
(الزمر 11-12).
وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ
وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ
ومن قال أنّ معنى أنا أول المسلمين يعني من قومه, قلنا لم ترد في القرآن إلا في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلّم , وليست من قوله لكن من وصف الله تعالى له, أما قول سيدنا موسى عليه السلام وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ في قوله تعالى: ( فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)
(الأعراف143) , فمن قوله وليس من وصف الله تعالى له.
قول الله تعالى: ( قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ)
(الزخرف 81) ،
وقوله: ( وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)
(الأنعام 163) من الدلالات الواضحة في القرآن, وهناك دلالات لا يفطن إليها إلا من شاء الله تدل على أولية سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في القرآن كسورة الفاتحة على ما سيأتي بإذن الله.
يتبع بمشيئة الله تعالى
https://www.facebook.com/88810296465583 ... 362187849/